تعلمت في الصغر من حكايات جدتي أن هناك ثلاثة طرق قد يجد الإنسان نفسه مضطراً لاختيار أحدها: طريق السلامة- طريق الندامة- طريق إللي يروح ما يرجعش.. انبعث ذلك الامتحان المتوعد من ركام الذاكرة، وأنا أتأمل أحوال المعارضة المصرية، مسوقاً نحو هاوية تشاؤم تبدو بلا قرار، فالتشاؤم ليس إلا ضياع الأمل في غد أو بعد غد أفضل، ولا يمكن أن يكون أي قدر من السوء في نظام الحكم مبرراً لمثل هذا القدر من التشاؤم، فسوءات نظام الحكم تمسك براثنها بالحاضر، ليتبقى الأمل في المستقبل مرتهناً بأداء المعارضة وتوجهاتها، فإذا ما تمكن منا الهم والكمد من أداءالنظام الفاسد والعشوائي، يمكن أن توفر لنا رايات المعارضة بصيص أمل في غد أفضل.. فماذا إذا حاولنا الفرار من الحاضر إلى فيء تلك الرايات، فإذا بها رايات سوداء تنذر بالخراب وبئس المصير؟!!
رغم الطيف الواسع الذي تتوزع عليه المعارضة المصرية، إلا أنني أكاد أسمع أصداء قسم أقسموه جميعاً في نفس واحد وبقلب واحد: أن يختاروا أسوأ الخيارات، وأن يستبعدوا وينددوا ويشجبوا quot;سكة السلامةquot;، التي لا تستهوي أيضاً نظامنا الحاكم -وإن سار فيها أحياناً بمحض الصدفة أو رغماً عن أنفه- وأن يستعيدوا شعبنا ومقدرات حياتنا من quot;سكة الندامةquot;، التي يسير فيها النظام حثيثاً، ليدخلونه إلى quot;سكة إللي يروح ما يرجعشquot;!!
طيف المعارضة المصرية ndash;لمن لا يعلم- يكاد يخلو من الليبراليين الحقيقيين، وإن ضم بعضاً من مدعي الانتساب إلى الليبرالية، كنوع من الديكور أو التزيي بأزياء العصر، وتكشف لنا النظرة المتأملة لخريطة المعارضة المصرية أن قوامها الأساسي يتشكل من الفئات التالية:
bull;تيار التأسلم السياسي القائم على فكر جماعة الإخوان المسلمين، والذي يمثل قاعدة تضم تنويعات تتراوح بين ما يعرف بحزب الوسط (تحت التأسيس)، حتى تنظيم القاعدة وسائر الجماعات الجهادية الدموية.
bull;تيار الناصرية والقومية العربية، والذي وإن كان يلفظ أنفاسه الأخيرة على أرض الواقع، إلا أنه مازال عالي الصوت، لسيطرة منتسبيه شبه الكاملة على كافة وسائل الإعلام، مستمداً القوة من تحالفه المبدئي أو الانتهازي مع تيار التأسلم السياسي الرائج جماهيرياً.
bull;الماركسيون الذين مازالوا يأملون أن يتمكنوا من وضع العصي في عجلة الزمن، إن لم يستطيعوا إدارتها في الاتجاه المعاكس، ومازالوا يعلكون مقولاتهم المقددة، منتحين جانباً للنميمة مثل عجائز الأفراح، أو يوسوسون إلى أصحاب التأسلم السياسي والناصرية والقومجية، علهم يجدون لأنفسهم موطئ قدم.
bull;إذا كانت التيارات الثلاثة السابقة على ما بينها من تداخلات وتحالفات تشكل رأس المعارضة المصرية، فإن جسدها عبارة عن جحافل من الإعلاميين والمتثاقفين المنخرطين في المعارضة السياسية دون أي مرجعية فكرية، متخذين من المعارضة حرفة يرتزقون منها، ويثبتون من خلالها ذواتهم، وينالون نصيبهم من الشهرة، فتتخذ المعارضة لديهم شكل صب اللعنات وإهالة الأحجار على نظام الحكم وكل ما يفعل، متربحين من رواج هذا الخطاب لدى الجماهير المصرية، التي عانت لأكثر من نصف قرن من تكميم الأفواه، فأصبحت لديها كلمة quot;لاquot; في حد ذاتها قيمة ثمينة، يستحق صاحبها أنواط الشجاعة والبطولة.. هكذا احترف الكثيرون من الصحفيين الصراخ بهذه الـ quot;لاquot;، يملأون أو يسودون بها صفحات صحفهم، مشوهين كل شيء وكل أحد، دون أدنى وازع من ضمير وطني أو أخلاقي.
هذه التشكيلة غير المتجانسة من المعارضة تسد كل المنافذ على أي رأي رشيد يمكن أن يخرج من القاعدة، ليس فقط لأنهم يحتلون كل المنابر الإعلامية، ويحولون دون تمكن أصحاب الرأي المخالف من الظهور، علاوة على محاصرته باتهامات الخيانة والعمالة والكفر، بل أيضاً لأنهم يبرمجون الشارع المصري بخطابهم الديماجوجي، بحيث يصير من الجنون أو الطيش أو المغامرة مواجهة هذا الشارع بغير ما تم تلقينه إياه.
هؤلاء المطالبون في صياحهم بتبادل السلطة تفتقد تشكيلاتهم إلى ما يطالبون به، ويصل الأمر بهم صراعاً على مناصب وهمية كرتونية إلى تبادل إطلاق الرصاص واستخدام البلطجية، وإلى انشقاقات وانقسامات لا نهاية لها.
يطالبون أيضاً بحرية الرأي، وهم من يخونون ويكفرون من يخرج على إجماعهم الغوغائي، وخير مثال على هذا ما يفعلونه مع دعاة السلام وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي البائس، إذ تصدر النقابات المهنية قرارات بشطب كل من يقترف جريمة من اختراعهم يسمونها quot;التطبيعquot;، ولا يخجلون حتى من مجرد أن الكلمة تعني الحياة والعلاقات الطبيعية، مع جار أمضينا ستة عقود في صراع دموي معه، استنزفت فيها موارد الشعوب ودمائها، علاوة على ما تضمه صفوف ذلك التكتل غير المتجانس ممن يرفعون القضايا على المفكرين والمبدعين وأعمالهم الفنية وأبحاثهم، بحيث صاروا هم التقييد والحجر على حرية الرأي، وليس الدولة المستبدة، حتى ليتساءل المرء عما إذا كان هؤلاء يفعلون بنا ذلك وهم خارج كراسي الحكم، فماذا يمكن أن يفعلوا متى تمكنوا من السلطة؟!
وفي حين يرتدي هذا التكتل قميص البطالة يتاجر به، نجدهم في ذات الوقت يناهضون اتفاقية الكويز، انطلاقاً من عدائهم الأيديولوجي والديني لإسرائيل، حتى أن عضو مجلس شعب موقر يعلن تحت قبة البرلمان أنه إذا كانت اتفاقية الكويز ستنهي البطالة، فيا أهلاً بالبطالة، وفي ذات الوقت نجد جماهير العمال التي يتشدقون بالحرص عليها تقوم بمظاهرات تطالب بالانضمام إلى الاتفاقية، مما يجسد الانفصال بل والتعارض التام بين توجهات النخبة وبين القاعدة الجماهيرية.. هكذا أيضاً جيشوا الجماهير ووسائل الإعلام لمحاربة مصنع أجريوم الكندي للأسمدة في دمياط، مرتدين قميص حماية البيئة، رغم أن دوافعهم الحقيقية هي معاداة الاستثمار الأجنبي، وهو التوجه الشائع بصورة تجعل من الأمر ظاهرة مرض نفسي يحتاج لعلاج من قبل اختصاصيين، لمن لم يصل الأمر لديه إلى مرحلة ميئوس من علاجها، كذا حرصهم على إحراج الدولة بأي ثمن، حتى ولو بإفشال مشروع يرفع الإنتاجية والقدرة على التصدير، لشعب يعاني اقتصاده من ضعف الإنتاج وخلل ميزان المدفوعات بالإضافة إلى مشكلة البطالة، ولا يخفى بالطبع ما وراء محاربة ذلك المشروع من انسياق الصفوة والجماهير وراء الأغراض الخاصة لمن يستهدفون الاستيلاء على موقع المصنع.
أخطر التأثيرات السلبية لهذه المعارضة الرثة أنها تجعل النظام الحاكم متباطئ ومتردد في خطواته الإصلاحية، ذلك أنه أساساً يفتقد إلى قاعدة جماهيرية حقيقية يستند إليها في حكمه، ثم يواجه بضوضاء وبكاء وعويل يصور كل ما تفعله الدولة على أنه فساد وبيع لمصر للأجانب وللصهيونية والإمبريالية وما شابه من هذه الاتهامات الحنجورية، والتي تضيع في خضمها ما يمكن أن يكون اتهامات حقيقية للحكومة تستدعي المساءلة والمحاكمة.
سنتجاهل هنا عامدين تلوث كثير من رؤوس تلك المعارضة بأموال النفط الوهابية والصدامية والقذافية، وكثير منها موثق، لكنه مطمور وفق علاقات مريبة بين تلك الرؤوس وأجهزة الدولة الأمنية، فالساحة السياسية المصرية تستحق بجدارة تشبيهها ببركة من الحمأ!!
لا يتسع المجال هنا لاستعراض كل القضايا التي تقف فيها المعارضة موقفاً سلبياً، في حين كان الأجدر بها أن تساعد الدولة على إنجاز تلك المهام في أسرع وقت، ونكتفي هنا بذكر بعض عناوين لتلك القضايا:
bull;التخلص من شركات القطاع العام، للتوافق مع النظام الاقتصادي العالمي، وبعدما أثبتت تجربة الاقتصاد الموجه فشلها الذريع في العالم كله، وفي مصر على وجه الخصوص.
bull;تشجيع الاستثمار والمستثمرين، وتوفير بيئة اقتصادية وقانونية وثقافية مواتية وليست طاردة للاستثمار.
bull;إنجاز وتفعيل وتوظيف السلام والتطبيع مع إسرائيل، تحقيقاً لصالح مصر، ولصالح جميع شعوب المنطقة، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني، الذي لن تنتهي مأساته إلا بالسلام الشامل.
bull;إصدار قانون مكافحة الإرهاب، الذي يتيح تأمين مصر من الخطر الداهم للإرهاب، والذي سنت أعتى الديموقراطيات العالمية قوانين مماثلة له.
هكذا صارت معارضتنا بجدارة أسوأ من حكامنا، رغم أن الحكام والحق يقال لا يوفرون جهداً في الحصول على شهادة سيئ بجدارة، من كافة المنظمات والمحافل الدولية، فهل لنا بعد ذلك من حق أن نأمل في أي بصيص ضوء؟!!
[email protected]
رغم الطيف الواسع الذي تتوزع عليه المعارضة المصرية، إلا أنني أكاد أسمع أصداء قسم أقسموه جميعاً في نفس واحد وبقلب واحد: أن يختاروا أسوأ الخيارات، وأن يستبعدوا وينددوا ويشجبوا quot;سكة السلامةquot;، التي لا تستهوي أيضاً نظامنا الحاكم -وإن سار فيها أحياناً بمحض الصدفة أو رغماً عن أنفه- وأن يستعيدوا شعبنا ومقدرات حياتنا من quot;سكة الندامةquot;، التي يسير فيها النظام حثيثاً، ليدخلونه إلى quot;سكة إللي يروح ما يرجعشquot;!!
طيف المعارضة المصرية ndash;لمن لا يعلم- يكاد يخلو من الليبراليين الحقيقيين، وإن ضم بعضاً من مدعي الانتساب إلى الليبرالية، كنوع من الديكور أو التزيي بأزياء العصر، وتكشف لنا النظرة المتأملة لخريطة المعارضة المصرية أن قوامها الأساسي يتشكل من الفئات التالية:
bull;تيار التأسلم السياسي القائم على فكر جماعة الإخوان المسلمين، والذي يمثل قاعدة تضم تنويعات تتراوح بين ما يعرف بحزب الوسط (تحت التأسيس)، حتى تنظيم القاعدة وسائر الجماعات الجهادية الدموية.
bull;تيار الناصرية والقومية العربية، والذي وإن كان يلفظ أنفاسه الأخيرة على أرض الواقع، إلا أنه مازال عالي الصوت، لسيطرة منتسبيه شبه الكاملة على كافة وسائل الإعلام، مستمداً القوة من تحالفه المبدئي أو الانتهازي مع تيار التأسلم السياسي الرائج جماهيرياً.
bull;الماركسيون الذين مازالوا يأملون أن يتمكنوا من وضع العصي في عجلة الزمن، إن لم يستطيعوا إدارتها في الاتجاه المعاكس، ومازالوا يعلكون مقولاتهم المقددة، منتحين جانباً للنميمة مثل عجائز الأفراح، أو يوسوسون إلى أصحاب التأسلم السياسي والناصرية والقومجية، علهم يجدون لأنفسهم موطئ قدم.
bull;إذا كانت التيارات الثلاثة السابقة على ما بينها من تداخلات وتحالفات تشكل رأس المعارضة المصرية، فإن جسدها عبارة عن جحافل من الإعلاميين والمتثاقفين المنخرطين في المعارضة السياسية دون أي مرجعية فكرية، متخذين من المعارضة حرفة يرتزقون منها، ويثبتون من خلالها ذواتهم، وينالون نصيبهم من الشهرة، فتتخذ المعارضة لديهم شكل صب اللعنات وإهالة الأحجار على نظام الحكم وكل ما يفعل، متربحين من رواج هذا الخطاب لدى الجماهير المصرية، التي عانت لأكثر من نصف قرن من تكميم الأفواه، فأصبحت لديها كلمة quot;لاquot; في حد ذاتها قيمة ثمينة، يستحق صاحبها أنواط الشجاعة والبطولة.. هكذا احترف الكثيرون من الصحفيين الصراخ بهذه الـ quot;لاquot;، يملأون أو يسودون بها صفحات صحفهم، مشوهين كل شيء وكل أحد، دون أدنى وازع من ضمير وطني أو أخلاقي.
هذه التشكيلة غير المتجانسة من المعارضة تسد كل المنافذ على أي رأي رشيد يمكن أن يخرج من القاعدة، ليس فقط لأنهم يحتلون كل المنابر الإعلامية، ويحولون دون تمكن أصحاب الرأي المخالف من الظهور، علاوة على محاصرته باتهامات الخيانة والعمالة والكفر، بل أيضاً لأنهم يبرمجون الشارع المصري بخطابهم الديماجوجي، بحيث يصير من الجنون أو الطيش أو المغامرة مواجهة هذا الشارع بغير ما تم تلقينه إياه.
هؤلاء المطالبون في صياحهم بتبادل السلطة تفتقد تشكيلاتهم إلى ما يطالبون به، ويصل الأمر بهم صراعاً على مناصب وهمية كرتونية إلى تبادل إطلاق الرصاص واستخدام البلطجية، وإلى انشقاقات وانقسامات لا نهاية لها.
يطالبون أيضاً بحرية الرأي، وهم من يخونون ويكفرون من يخرج على إجماعهم الغوغائي، وخير مثال على هذا ما يفعلونه مع دعاة السلام وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي البائس، إذ تصدر النقابات المهنية قرارات بشطب كل من يقترف جريمة من اختراعهم يسمونها quot;التطبيعquot;، ولا يخجلون حتى من مجرد أن الكلمة تعني الحياة والعلاقات الطبيعية، مع جار أمضينا ستة عقود في صراع دموي معه، استنزفت فيها موارد الشعوب ودمائها، علاوة على ما تضمه صفوف ذلك التكتل غير المتجانس ممن يرفعون القضايا على المفكرين والمبدعين وأعمالهم الفنية وأبحاثهم، بحيث صاروا هم التقييد والحجر على حرية الرأي، وليس الدولة المستبدة، حتى ليتساءل المرء عما إذا كان هؤلاء يفعلون بنا ذلك وهم خارج كراسي الحكم، فماذا يمكن أن يفعلوا متى تمكنوا من السلطة؟!
وفي حين يرتدي هذا التكتل قميص البطالة يتاجر به، نجدهم في ذات الوقت يناهضون اتفاقية الكويز، انطلاقاً من عدائهم الأيديولوجي والديني لإسرائيل، حتى أن عضو مجلس شعب موقر يعلن تحت قبة البرلمان أنه إذا كانت اتفاقية الكويز ستنهي البطالة، فيا أهلاً بالبطالة، وفي ذات الوقت نجد جماهير العمال التي يتشدقون بالحرص عليها تقوم بمظاهرات تطالب بالانضمام إلى الاتفاقية، مما يجسد الانفصال بل والتعارض التام بين توجهات النخبة وبين القاعدة الجماهيرية.. هكذا أيضاً جيشوا الجماهير ووسائل الإعلام لمحاربة مصنع أجريوم الكندي للأسمدة في دمياط، مرتدين قميص حماية البيئة، رغم أن دوافعهم الحقيقية هي معاداة الاستثمار الأجنبي، وهو التوجه الشائع بصورة تجعل من الأمر ظاهرة مرض نفسي يحتاج لعلاج من قبل اختصاصيين، لمن لم يصل الأمر لديه إلى مرحلة ميئوس من علاجها، كذا حرصهم على إحراج الدولة بأي ثمن، حتى ولو بإفشال مشروع يرفع الإنتاجية والقدرة على التصدير، لشعب يعاني اقتصاده من ضعف الإنتاج وخلل ميزان المدفوعات بالإضافة إلى مشكلة البطالة، ولا يخفى بالطبع ما وراء محاربة ذلك المشروع من انسياق الصفوة والجماهير وراء الأغراض الخاصة لمن يستهدفون الاستيلاء على موقع المصنع.
أخطر التأثيرات السلبية لهذه المعارضة الرثة أنها تجعل النظام الحاكم متباطئ ومتردد في خطواته الإصلاحية، ذلك أنه أساساً يفتقد إلى قاعدة جماهيرية حقيقية يستند إليها في حكمه، ثم يواجه بضوضاء وبكاء وعويل يصور كل ما تفعله الدولة على أنه فساد وبيع لمصر للأجانب وللصهيونية والإمبريالية وما شابه من هذه الاتهامات الحنجورية، والتي تضيع في خضمها ما يمكن أن يكون اتهامات حقيقية للحكومة تستدعي المساءلة والمحاكمة.
سنتجاهل هنا عامدين تلوث كثير من رؤوس تلك المعارضة بأموال النفط الوهابية والصدامية والقذافية، وكثير منها موثق، لكنه مطمور وفق علاقات مريبة بين تلك الرؤوس وأجهزة الدولة الأمنية، فالساحة السياسية المصرية تستحق بجدارة تشبيهها ببركة من الحمأ!!
لا يتسع المجال هنا لاستعراض كل القضايا التي تقف فيها المعارضة موقفاً سلبياً، في حين كان الأجدر بها أن تساعد الدولة على إنجاز تلك المهام في أسرع وقت، ونكتفي هنا بذكر بعض عناوين لتلك القضايا:
bull;التخلص من شركات القطاع العام، للتوافق مع النظام الاقتصادي العالمي، وبعدما أثبتت تجربة الاقتصاد الموجه فشلها الذريع في العالم كله، وفي مصر على وجه الخصوص.
bull;تشجيع الاستثمار والمستثمرين، وتوفير بيئة اقتصادية وقانونية وثقافية مواتية وليست طاردة للاستثمار.
bull;إنجاز وتفعيل وتوظيف السلام والتطبيع مع إسرائيل، تحقيقاً لصالح مصر، ولصالح جميع شعوب المنطقة، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني، الذي لن تنتهي مأساته إلا بالسلام الشامل.
bull;إصدار قانون مكافحة الإرهاب، الذي يتيح تأمين مصر من الخطر الداهم للإرهاب، والذي سنت أعتى الديموقراطيات العالمية قوانين مماثلة له.
هكذا صارت معارضتنا بجدارة أسوأ من حكامنا، رغم أن الحكام والحق يقال لا يوفرون جهداً في الحصول على شهادة سيئ بجدارة، من كافة المنظمات والمحافل الدولية، فهل لنا بعد ذلك من حق أن نأمل في أي بصيص ضوء؟!!
[email protected]
التعليقات