لماذا لا يصلح التحرير الا بتتويج طاغية؟ لماذا تصبح الوطنية توام الاستبداد / وهل ندفع ثمن المحاربين، ليصبح من ضحى بنفسه، شبه قواد يبيع تضحيته في سوق السياسة.. فيقيض الثمن؟ اعطني ثورة واحدة خلقت الحرية والعدالة وانظمة غير فاسدة لشعبها سابدل قلبي بقنبلة تنبض بالحريق كلما زاحمها الحب! هل هذا صدفة ام منهج متقن دقيق الحدث؟ لماذا من يسمىوهم الفاسدين والخونة خلقوا انظمة ديمقراطية وعدالة معقولة فيما الوطنية يحتكرها الطغاة وتكتنفها الانظمة البوليسية، ويصبح الخلاص الفلسفي بمثال مركزي هو رجل المخابرات.. وصار علينا ان لاننتظر غودو بل ننتظر الكا جي بي والسي ا ياي فرعاع العالم الثالث؟ انه عفاف الاستبداد وزنى العدالة والحرية! فلا مفاضلة الا بين العدالة والظلم وبين الحرية والقهر، اما العفاف والطهارة فمن الممكن ان يكون اكبر القتلة اكثر عفة من الصالحين وهم الاخطر كلما ازداد عفافهم.. هكذا المليونير ابن لادن وابن الباشوات الظواهري وهما يسكنان القفر والكهوف، يحرسان الشر بالزهد كما يقدم الخميني ماثرته الاخلاقية وتقشفه، كي تصبح الالام والحروب والغدر والشر اكثر شرعية بعفافه الشيطاني.. فلا مناقب علي ولا ماثرة كربلاء تسكت شهوة الالوهة الشيطانية عبر شوارع بيروت وشوارع بغداد واحزان غزة..
هكذا هي الحال: اما ان يحكمنا الفاسدون للحرية او يقودنا العفاف للاستبداد والشر والحرائق. اما ان تحكمنا الدكتاتوريات البوليسية والعسكرية كي تحمينا من ظلام القادمين بالتكفير وجمهوريا الرعب بديلا عن جمهوريات الخوف، اما بتر الالسن او بتر الكرامات حين يتماهى شعار الكارثة القادمة بشعار المقاومة والاستقلالال / حين يصبح تدمير الاحلام والسلام الاجتماعي وتخريب البناء والمدن ومزابل الجثث الادمية بشعار الجهاد والامر بالمعروف / حين يقود صوت فيروز اصوات المدافع وصرير زنزانة فصراخ نصر الله وعواء الهاربين من المتاحف الى المصاحف..
هل سيجبرنا الخلاص من المستبدين ان تصبح شعارات الحرية محمولا لطغاة الدين والموت القادم بخيال الجنة؟ اذن سنضطر ان ندافع عن سجاننا المستبد امام القادمين لتحريرنا.. تلك هي الحال، تجعلنا قد خسرنا فرصتنا البيولوجية، في العبور الى الحياة، ببعض القحط الزمني والسلام الذليل.. لا شيء يبشر ويؤكد ان غودو في انتظارنا! او احلام الابطال في الحداثة الساذجة حيث تطيّرت وما طارت، لانها تحلم بالاعالي،وحين جاء تنفيذ الطيران وجدت اجنحتها جنح دجاجة وليس حمامة، وقد تراكم كسلها الطويل حتى فقدت وظيفة الطيران.. الحداثة تلك التي حفلت باسماء دافئة: سارتر وماركس / هيجل ديكارت فرويد.. فبوذا وكازنتزاكي وكل اباء الرفاه الدماغي النجباء / قادة الحرية الادبية، حيث اثبت الله والعدالة: ان لا وصاية على الفضيلة لا وصاية للاله بفقه ونص وحرب مقدسة، هي في الغالب قادها المخادعون والجاحدون والقتلة بشعارات الهية، سبقت كل الانقلابيين، في الارض، ومنذ الاف الاعوام، احدثت انقلابا في السماء، فانجزت تراكم الشيطان، على الارض، في صيغة اله! اللغة اكبر الكاذبين فاسئلوها كي تعترف / قادة الفكر القومي كقسطنطين زريق والارسوزي وعفلق الى قحط الاصلاح المتلبس شتى ضروب الاحتفالية العاطفية، عبر مدورات المناورة البلاغية والتوتر الدماغي / ابطال التنور والضوء البخيل، الكواكبي والافغاني وعبدة وزعماء التحديث القراني، حيث يخيفنا تجديد الفكر الديني وتطماننا استراحته في معبد او متحف! لانا نحب للاباء ان يتقاعدوا، وعند ذاك لا نخجل من لثم ايادي الاباء ان هم لا يزاحموا بازمنتهم العتبقة ازمنتنا الحديثة.. الى شتيت الترف الفلسفي بعد ان احتل العالم، ما اصبح شائعا، وهو العصر الايراني الذي احدث انقلابات ثقافية وانثروبولوجية مدوية، تطرش اذن الصمت وتبدد اذن الناطقين.
يبدو مخلصنا ليس سلام غودو بل جحيم وحروب نصر الله، اضافة له، من ينتظرنا هو العبسي والظواهري وابن لادن ليصار لنا، نحن الحيارى ان نفاضل بين الشرين: اي موت هو الارحم بين اللقاتلين؟ اي مزبلة فضائية تستقبل اجداثنا حين ترفض الارض دفننا بمقبرة، نحن الذين قدمنا نصوص الحديقة ويوتوبيا الجنة، في الكتب العتيقة، وهي تقدم ndash; ارض دلمون ومثلث شنعار وشجرة ادم فقصص التكوين الاولى - حيث انتهى كل ارث التضليل النصي، يوم حفرنا بلحم ودم الوقائع، ما حدث في الماثر العمرانية للحضارة: في 11 ايلول، واسبانيا ولندن الى الخارطة الممتدة من تخوم اسيا حتى براكين الشرق الاوسط فافريقيا، وهكذا وسعنا التناغم الايثاري باخلاق هذه النصوص، التي نقدم بشارتها الى البشرية، حيث رسمت رجولاتنا الحميدة ونخوتنا المجيدة ما لم تتمكن ان تخفيه صرخات الالم، عبر شوارع بغداد وغزة المعذبة وشوارع بيروت.. هذه بقايا الطيران في جانح دجاجة وليس رشاقة نورس.
نعبر قارات الارض، ببشارة الهنود الحمر والبرابرة / في التراحيل القفراء للبدو الضاعنين فوق اليباس الطويل وهم يخضبون الخيال والامل بالعهود الاولى، والاحاجي الانيسة، حيث يهبط الاحفاد، على ضفاف ازمنة، لا تكتب الاحاجي بريش غراب او طاووس ودماء ذبيحة، بل تكتب الخلاص على شاشات الانترنيت والمكروات الذكية.. لا لزوم لمواجهة الهدروليك بقوة وعضلات بغل.. لا ضرورة لحجاب نسوتنا حين تصنعه انامل الكفرة وخبراء عروض الازياء.. لا يلزم ان نبحث في الانترنيت كيف تروج فتوى تكفير التلفزيون، وتكفير الخلاعة كي نجد ان افلام الجنس تستخدم الحجاب والعباءة والستر، مادة لاثارة الشهوة.. هكذا اراد الافتاء الجاهل، في اخر الزمان، حيث تتقابل اية الكرسي، عند مريض، مع حبة اسبرين، في صراع، احقية الشفاء. ولكي يزيدوا مكاسبهم وارزاقهم،في الحلول المشعوذة، وتحويل النص الى عيادة مرضى ومراقب نصوص سينمائية وعلوم فيزياء وكيمياء فموضات حلاقة الى احتلال الشاشت بسماجة استعراضية، تظهر كابة وغلظة الموديل، الذي يطارد استرخاءاتنا ويحتل وسائل الرفاه.. هؤلاء خلقوا عيادات للتطبيب بالنص، ثم تكرج وتكبر اعداد اللمغفلين، حتى يصبح الطب اثما وكفرا، في الافتاءات القادمة والتي راجت، لدى بعض الفرق المهووسة التي تستحق الحجر في مشافي عقلية لا في جوامع عبادة، وتستحق حوار الهروات لا حوار الكلمات.
اذا اصبح الحريق والقتل جزء من حق العبادة، اذ تجمّل الكلمات انظمة الجريمة فتمنحها اسماء البطولة والمثل العليا،علينا مكافحة الديمقراطية هذه كما نكافح الاستبداد والجريمة، بل نستبق الفعل بحيطة وقائية تضطر الى خيار خلق الضحايا لئلا يصبحون ابطش الجلادين، في المستقبل.. تلك عادة ورثتها ثقافة القربان والرجم المجدلي.
-ما لن يفعله افلاطون لا يستطع ان يفعله احمدي نجاد / مالم يتمكن فعله الاب دي شاردان والقديس اغناطيوس وسابستيان فالام تيريزا بالحب لا يفعله خامنئي بالكره والسلاح / ما يحدث تمكن صبره عند غاندي بالتسامح وتجريد القاتل من الفعل ورد الفعل، على استفزاز الضحية، تفريغ الكيمياء العدوانية عند قاتل لا يتمكنه الخميني بحروبه الطويلة وثاره المؤجل / ما خرب تجريبه بالحب لا تصلحه الكراهية / ما تحدده صحارى مكة القديمة وقحط عيشتها القاسية، في اللغة وثقافة الناس، فنص حاجاتهم للايمان لا يحدث في غابات الرافدين وكروم لبنان ومياه مصر وثلوج اسكندنافيا.. انها ضوابط الانثروبولوجيا امام الوطنيات الدينية، صراع الواقع المتسيب والمتبدد مقابل الخيال المنكمش والمقيّد / ما خلقته الاسماعيلية والحشاشون (امراء الحلولية الصوفية حيث تُقوم النزعات الملوكية بخلع الالوهة على الامراء كما تخلع الالوهة على ملوك بابل وبيزنطا ومذاهب الطغاة القدامى، فيستباح العالم كما تستبيح اللغة والواقع والافعال سياقاتهم لزعماء المقاومة والثورة وفكر التطهير، الذين لاذوا بابلسة اعدائهم)، من افواج للمنتحرين لاجل ثواب الجنة والاخرة، لا يمتثل باوهامه، كي ينجز الرفاه البيولوجي القديم، في الالفية الثالثة. ولكن سيبقى محير ان يصبح الموت مصدر رفاه بقوة الخيال لا مصدر حزن بقوة الواقع. كيف يحدد الرفاه البيولوجي بهجة المكوث في الجنة فيما الكائنات هناك ليس لها عالم بيولوجي، اي الانعدام العضوي والفراغية، التي لا احد يعرف هوية تكوينها ان لم تكن بلا تكوين اصلا. هناك لا احد يحقق الشرط الذي ينتج البهجة في غياب السبب الاول، اي في حال غياب تكوينها البيولوجي، حيث العالم الذي يغيب به الالم والبهجة، يضطر المنطق فيه،ان يغيّب الالم ولا ينتج البهجة التي هي توام الالم واتحاده، بل هو ممتنع عن ان نعرفه / ما احدثه من رفاه خلاق ذلك العالم جيمس واط لا يمكن ان يتعادل فضله، عند الله، امام ما خلقه من قهر وظلم بابوات القرون الوسطى وملالي الخوف وخلفاء العالم الاسلامي.. من هنا اكل ادم تفاحة نيوتن مودعا تفاحة ادم / ما يقدمه اصغر زبالا في مدينة منسية لا يمكن مقارنة ثوابه لدى نجوم الخطابة والوعظ الديني الذين لم يقدموا غير الكلمات الدافقة بالتحرض،على الفتن والدماء والوقائع الفاسدة، لان الادمغة لا تتحمل طنين الخيال الميتافيزيقية بواقعية التنفيذ ما لم تحدث خسارات وتصادم وكوارث هائلة، فيما يتمكن هذا الطنين التكيف مع الوقائع بحدود تعويضية تدعم الحضور البيولوجي بمساحة الامل والرجاء والتخدير الاضطراري للياس ولا يكون قادته، من رجال الدين، مصدرا للياس.. كما يحدث اليوم حيث تدفع البشرية ثمن الاماني والاحلام للعرافين والكهنة، ممن خبر واحترف تنويم الالم والخوف لا ممن انحرفت مهامه فاصبح خبيرا في يقظة الالم والجزن والكوارث
- ما هم نيتشة وعمانوئيل كنت فاحزان غوتة الى صرخات بودلير وتلك اللالئ السوريالية وهي تتزاوج الحزن، في مصائر البشر العليا ومصائر المكان الوطني، الذي قدم حماية تاملية لجنونهم ومعقولهم، للمعبد والمبغى، للصلاة والحانة.. ما احبط عزائم ابي حيان التوحيدي، وجعل الغدر فضيلة الفقهاء، ممن قدم الوشاية بالسهروردي ثم فتن الحلاج بخطاب الدين، فيما الحقيقة كانت حرب الموهبة والذكاء مع الرداءة والبلاددة ككل مواريث [الادب الملتزم ]. ما رسخ الشك في مطاوي وخفايا بوذا فاضطر كونفوشيوس الى الحكمة ليرمي الحقيقة في مكب.. من جعل مونسكيو لا يتناطح مع ابن خلدون، في الجنود، فيما تتناطح قرون الثور بين الجيوش على سهوب واقعة [ بواتيه ] وتكون المعرفة مادة تشبه الماء والهواء وتنعدم في كنفها الهويات.. من احدث كل هذا لا يمكن تصديق: ان العقل يحمل ادرة الخلاص في ذهن الظواهري وابن لادن فبراكين ايران وناريات نصر الله، وهم يقودون خلاص العالم بالخراب والقتل والهدم والقهر ndash; اذا كان مجيء المهدي بهذه السيول الدموية المعذبة للبشرية فهل خلقنا الله ليفرج عن نفسه في مذابحنا وخرابنا؟ يا لهذا الرب - / من يخلق الروح الماثرية في ايقاعات التفكير الهيجلي العبقري، دون ان يلامس خلاص العالم، كما توهمه العقل بتلبسه السمج في تصور الخلاص، استنادا الى مثال وخلفية الملاك الكلاسيكي، لا يعط حق الخلاص لعقل كعقل حسن نصر الله وملالي المافيات المجيئية التبشيرية في طهران / من خلق الانترنيت هذا العملاق الاليكتروني العملي والواقعي لا يمنح اسطورة نومى الكهف وعقل الاسراء، في حرج الاعجوبة الالهية ان يقرروا مصائرنا، اذ نحن الان في ازمنة التوزيع العادل، بين الناس لحصص الاعجوبة، وقد تمكنت، هذه الاعجوبة (الومضية) كرحلات المثيولوجيا العتيقة، ان توزع جسدها بين الجميع، لتثبت عدالة العلم والمعرفة على احتكار الاعجوبة في السطور الملحمية التي لا تتورع من ابادة شعب وتدمير مدن كي يظهر بطل وااحد (هنا اضطراب لغوي اذ لا تبد من تبريد الحرارة اللغوية للابطال التاريخيين كي نعرف اعداد القتلى والخراب الذي الحقوه لنعيد توصيف البطولة والجريمة/ الخساسة والنبل / الرحمة الشجاعة والقسوة الجبانة)، وهكذا يحدث،ان تصبح الاعاجيب مجانية مشاعة، كسرت طوق الاحتكار، وهذا ما اغضب الباحثين عن جمهور حائر وجاهل.
لا تحدث اسطرة او مثال، الا في مجتمع قحطت اخلاقه وسحقت امانيه،ولا يحدث صلاح الا في خراب،اذ لا تنزل نبوة الا في امة جاحدة خربة فاسدة، متيبسة الامل، مخضبة الكراهية والعدوان، والا لا معنى للتدخل الالهي في امة صالحة! ولعل كثرة الانبياء ينبئ بكثرة الظلم والحراب الانساني فكثرة الفواجع، اذ لا فخر لامة تكثر اديانها ويكثر انبياؤها، هذا دليل ادانة لا دليل مجد ومفاخرة، وهكذا لم يصلح الحال.. تلك شوارعنا تخبر النبوة عجزها عن اصلاح الحال بل اصبح نصها للسلام والمحبة حافزا للانتقام والكراهية والحرائق.. تلك هي الحال في امة تكثر حرائقها ويكثر انبيائها.. حيث البخلاء، وحدهم، يخلقون اساطير الكرم في شخص، والجاحدون يكثرون من تقديس واسطرة الايمان / الوثنيون يجعلون هادم الاوثاث وثنا جديدا / نؤمن لاننا نكتظ بزحام الشك والاثم / نصلي لرشوة الاثم في الطاعة / نقدم الحب والولاء كي نقبض الثواب، ومن يقبض ثمن الحب فانه يمارس دعارة ادبية او يمارس الحب في صيغة العدوان البيولوجي الغريزي.. تبقى الحقيقة ليست عارضة ازياء تستظهر مفاتنها وتذكر حضورها كل لحظة.. انها بشعة مخيفة، تضطرنا تزييف عالمها ورعونتها ثم سكب علاقمها في كاس من الحكمة.. قد ننحني للشر وتنازل للقتلة، لا خيار امام السلام وحماية الباقي من الحياة الا في التنازل حيث تبقى الحقيقة في قوة الشر والحكمة في لين السلام.
هكذا هي الحال: اما ان يحكمنا الفاسدون للحرية او يقودنا العفاف للاستبداد والشر والحرائق. اما ان تحكمنا الدكتاتوريات البوليسية والعسكرية كي تحمينا من ظلام القادمين بالتكفير وجمهوريا الرعب بديلا عن جمهوريات الخوف، اما بتر الالسن او بتر الكرامات حين يتماهى شعار الكارثة القادمة بشعار المقاومة والاستقلالال / حين يصبح تدمير الاحلام والسلام الاجتماعي وتخريب البناء والمدن ومزابل الجثث الادمية بشعار الجهاد والامر بالمعروف / حين يقود صوت فيروز اصوات المدافع وصرير زنزانة فصراخ نصر الله وعواء الهاربين من المتاحف الى المصاحف..
هل سيجبرنا الخلاص من المستبدين ان تصبح شعارات الحرية محمولا لطغاة الدين والموت القادم بخيال الجنة؟ اذن سنضطر ان ندافع عن سجاننا المستبد امام القادمين لتحريرنا.. تلك هي الحال، تجعلنا قد خسرنا فرصتنا البيولوجية، في العبور الى الحياة، ببعض القحط الزمني والسلام الذليل.. لا شيء يبشر ويؤكد ان غودو في انتظارنا! او احلام الابطال في الحداثة الساذجة حيث تطيّرت وما طارت، لانها تحلم بالاعالي،وحين جاء تنفيذ الطيران وجدت اجنحتها جنح دجاجة وليس حمامة، وقد تراكم كسلها الطويل حتى فقدت وظيفة الطيران.. الحداثة تلك التي حفلت باسماء دافئة: سارتر وماركس / هيجل ديكارت فرويد.. فبوذا وكازنتزاكي وكل اباء الرفاه الدماغي النجباء / قادة الحرية الادبية، حيث اثبت الله والعدالة: ان لا وصاية على الفضيلة لا وصاية للاله بفقه ونص وحرب مقدسة، هي في الغالب قادها المخادعون والجاحدون والقتلة بشعارات الهية، سبقت كل الانقلابيين، في الارض، ومنذ الاف الاعوام، احدثت انقلابا في السماء، فانجزت تراكم الشيطان، على الارض، في صيغة اله! اللغة اكبر الكاذبين فاسئلوها كي تعترف / قادة الفكر القومي كقسطنطين زريق والارسوزي وعفلق الى قحط الاصلاح المتلبس شتى ضروب الاحتفالية العاطفية، عبر مدورات المناورة البلاغية والتوتر الدماغي / ابطال التنور والضوء البخيل، الكواكبي والافغاني وعبدة وزعماء التحديث القراني، حيث يخيفنا تجديد الفكر الديني وتطماننا استراحته في معبد او متحف! لانا نحب للاباء ان يتقاعدوا، وعند ذاك لا نخجل من لثم ايادي الاباء ان هم لا يزاحموا بازمنتهم العتبقة ازمنتنا الحديثة.. الى شتيت الترف الفلسفي بعد ان احتل العالم، ما اصبح شائعا، وهو العصر الايراني الذي احدث انقلابات ثقافية وانثروبولوجية مدوية، تطرش اذن الصمت وتبدد اذن الناطقين.
يبدو مخلصنا ليس سلام غودو بل جحيم وحروب نصر الله، اضافة له، من ينتظرنا هو العبسي والظواهري وابن لادن ليصار لنا، نحن الحيارى ان نفاضل بين الشرين: اي موت هو الارحم بين اللقاتلين؟ اي مزبلة فضائية تستقبل اجداثنا حين ترفض الارض دفننا بمقبرة، نحن الذين قدمنا نصوص الحديقة ويوتوبيا الجنة، في الكتب العتيقة، وهي تقدم ndash; ارض دلمون ومثلث شنعار وشجرة ادم فقصص التكوين الاولى - حيث انتهى كل ارث التضليل النصي، يوم حفرنا بلحم ودم الوقائع، ما حدث في الماثر العمرانية للحضارة: في 11 ايلول، واسبانيا ولندن الى الخارطة الممتدة من تخوم اسيا حتى براكين الشرق الاوسط فافريقيا، وهكذا وسعنا التناغم الايثاري باخلاق هذه النصوص، التي نقدم بشارتها الى البشرية، حيث رسمت رجولاتنا الحميدة ونخوتنا المجيدة ما لم تتمكن ان تخفيه صرخات الالم، عبر شوارع بغداد وغزة المعذبة وشوارع بيروت.. هذه بقايا الطيران في جانح دجاجة وليس رشاقة نورس.
نعبر قارات الارض، ببشارة الهنود الحمر والبرابرة / في التراحيل القفراء للبدو الضاعنين فوق اليباس الطويل وهم يخضبون الخيال والامل بالعهود الاولى، والاحاجي الانيسة، حيث يهبط الاحفاد، على ضفاف ازمنة، لا تكتب الاحاجي بريش غراب او طاووس ودماء ذبيحة، بل تكتب الخلاص على شاشات الانترنيت والمكروات الذكية.. لا لزوم لمواجهة الهدروليك بقوة وعضلات بغل.. لا ضرورة لحجاب نسوتنا حين تصنعه انامل الكفرة وخبراء عروض الازياء.. لا يلزم ان نبحث في الانترنيت كيف تروج فتوى تكفير التلفزيون، وتكفير الخلاعة كي نجد ان افلام الجنس تستخدم الحجاب والعباءة والستر، مادة لاثارة الشهوة.. هكذا اراد الافتاء الجاهل، في اخر الزمان، حيث تتقابل اية الكرسي، عند مريض، مع حبة اسبرين، في صراع، احقية الشفاء. ولكي يزيدوا مكاسبهم وارزاقهم،في الحلول المشعوذة، وتحويل النص الى عيادة مرضى ومراقب نصوص سينمائية وعلوم فيزياء وكيمياء فموضات حلاقة الى احتلال الشاشت بسماجة استعراضية، تظهر كابة وغلظة الموديل، الذي يطارد استرخاءاتنا ويحتل وسائل الرفاه.. هؤلاء خلقوا عيادات للتطبيب بالنص، ثم تكرج وتكبر اعداد اللمغفلين، حتى يصبح الطب اثما وكفرا، في الافتاءات القادمة والتي راجت، لدى بعض الفرق المهووسة التي تستحق الحجر في مشافي عقلية لا في جوامع عبادة، وتستحق حوار الهروات لا حوار الكلمات.
اذا اصبح الحريق والقتل جزء من حق العبادة، اذ تجمّل الكلمات انظمة الجريمة فتمنحها اسماء البطولة والمثل العليا،علينا مكافحة الديمقراطية هذه كما نكافح الاستبداد والجريمة، بل نستبق الفعل بحيطة وقائية تضطر الى خيار خلق الضحايا لئلا يصبحون ابطش الجلادين، في المستقبل.. تلك عادة ورثتها ثقافة القربان والرجم المجدلي.
-ما لن يفعله افلاطون لا يستطع ان يفعله احمدي نجاد / مالم يتمكن فعله الاب دي شاردان والقديس اغناطيوس وسابستيان فالام تيريزا بالحب لا يفعله خامنئي بالكره والسلاح / ما يحدث تمكن صبره عند غاندي بالتسامح وتجريد القاتل من الفعل ورد الفعل، على استفزاز الضحية، تفريغ الكيمياء العدوانية عند قاتل لا يتمكنه الخميني بحروبه الطويلة وثاره المؤجل / ما خرب تجريبه بالحب لا تصلحه الكراهية / ما تحدده صحارى مكة القديمة وقحط عيشتها القاسية، في اللغة وثقافة الناس، فنص حاجاتهم للايمان لا يحدث في غابات الرافدين وكروم لبنان ومياه مصر وثلوج اسكندنافيا.. انها ضوابط الانثروبولوجيا امام الوطنيات الدينية، صراع الواقع المتسيب والمتبدد مقابل الخيال المنكمش والمقيّد / ما خلقته الاسماعيلية والحشاشون (امراء الحلولية الصوفية حيث تُقوم النزعات الملوكية بخلع الالوهة على الامراء كما تخلع الالوهة على ملوك بابل وبيزنطا ومذاهب الطغاة القدامى، فيستباح العالم كما تستبيح اللغة والواقع والافعال سياقاتهم لزعماء المقاومة والثورة وفكر التطهير، الذين لاذوا بابلسة اعدائهم)، من افواج للمنتحرين لاجل ثواب الجنة والاخرة، لا يمتثل باوهامه، كي ينجز الرفاه البيولوجي القديم، في الالفية الثالثة. ولكن سيبقى محير ان يصبح الموت مصدر رفاه بقوة الخيال لا مصدر حزن بقوة الواقع. كيف يحدد الرفاه البيولوجي بهجة المكوث في الجنة فيما الكائنات هناك ليس لها عالم بيولوجي، اي الانعدام العضوي والفراغية، التي لا احد يعرف هوية تكوينها ان لم تكن بلا تكوين اصلا. هناك لا احد يحقق الشرط الذي ينتج البهجة في غياب السبب الاول، اي في حال غياب تكوينها البيولوجي، حيث العالم الذي يغيب به الالم والبهجة، يضطر المنطق فيه،ان يغيّب الالم ولا ينتج البهجة التي هي توام الالم واتحاده، بل هو ممتنع عن ان نعرفه / ما احدثه من رفاه خلاق ذلك العالم جيمس واط لا يمكن ان يتعادل فضله، عند الله، امام ما خلقه من قهر وظلم بابوات القرون الوسطى وملالي الخوف وخلفاء العالم الاسلامي.. من هنا اكل ادم تفاحة نيوتن مودعا تفاحة ادم / ما يقدمه اصغر زبالا في مدينة منسية لا يمكن مقارنة ثوابه لدى نجوم الخطابة والوعظ الديني الذين لم يقدموا غير الكلمات الدافقة بالتحرض،على الفتن والدماء والوقائع الفاسدة، لان الادمغة لا تتحمل طنين الخيال الميتافيزيقية بواقعية التنفيذ ما لم تحدث خسارات وتصادم وكوارث هائلة، فيما يتمكن هذا الطنين التكيف مع الوقائع بحدود تعويضية تدعم الحضور البيولوجي بمساحة الامل والرجاء والتخدير الاضطراري للياس ولا يكون قادته، من رجال الدين، مصدرا للياس.. كما يحدث اليوم حيث تدفع البشرية ثمن الاماني والاحلام للعرافين والكهنة، ممن خبر واحترف تنويم الالم والخوف لا ممن انحرفت مهامه فاصبح خبيرا في يقظة الالم والجزن والكوارث
- ما هم نيتشة وعمانوئيل كنت فاحزان غوتة الى صرخات بودلير وتلك اللالئ السوريالية وهي تتزاوج الحزن، في مصائر البشر العليا ومصائر المكان الوطني، الذي قدم حماية تاملية لجنونهم ومعقولهم، للمعبد والمبغى، للصلاة والحانة.. ما احبط عزائم ابي حيان التوحيدي، وجعل الغدر فضيلة الفقهاء، ممن قدم الوشاية بالسهروردي ثم فتن الحلاج بخطاب الدين، فيما الحقيقة كانت حرب الموهبة والذكاء مع الرداءة والبلاددة ككل مواريث [الادب الملتزم ]. ما رسخ الشك في مطاوي وخفايا بوذا فاضطر كونفوشيوس الى الحكمة ليرمي الحقيقة في مكب.. من جعل مونسكيو لا يتناطح مع ابن خلدون، في الجنود، فيما تتناطح قرون الثور بين الجيوش على سهوب واقعة [ بواتيه ] وتكون المعرفة مادة تشبه الماء والهواء وتنعدم في كنفها الهويات.. من احدث كل هذا لا يمكن تصديق: ان العقل يحمل ادرة الخلاص في ذهن الظواهري وابن لادن فبراكين ايران وناريات نصر الله، وهم يقودون خلاص العالم بالخراب والقتل والهدم والقهر ndash; اذا كان مجيء المهدي بهذه السيول الدموية المعذبة للبشرية فهل خلقنا الله ليفرج عن نفسه في مذابحنا وخرابنا؟ يا لهذا الرب - / من يخلق الروح الماثرية في ايقاعات التفكير الهيجلي العبقري، دون ان يلامس خلاص العالم، كما توهمه العقل بتلبسه السمج في تصور الخلاص، استنادا الى مثال وخلفية الملاك الكلاسيكي، لا يعط حق الخلاص لعقل كعقل حسن نصر الله وملالي المافيات المجيئية التبشيرية في طهران / من خلق الانترنيت هذا العملاق الاليكتروني العملي والواقعي لا يمنح اسطورة نومى الكهف وعقل الاسراء، في حرج الاعجوبة الالهية ان يقرروا مصائرنا، اذ نحن الان في ازمنة التوزيع العادل، بين الناس لحصص الاعجوبة، وقد تمكنت، هذه الاعجوبة (الومضية) كرحلات المثيولوجيا العتيقة، ان توزع جسدها بين الجميع، لتثبت عدالة العلم والمعرفة على احتكار الاعجوبة في السطور الملحمية التي لا تتورع من ابادة شعب وتدمير مدن كي يظهر بطل وااحد (هنا اضطراب لغوي اذ لا تبد من تبريد الحرارة اللغوية للابطال التاريخيين كي نعرف اعداد القتلى والخراب الذي الحقوه لنعيد توصيف البطولة والجريمة/ الخساسة والنبل / الرحمة الشجاعة والقسوة الجبانة)، وهكذا يحدث،ان تصبح الاعاجيب مجانية مشاعة، كسرت طوق الاحتكار، وهذا ما اغضب الباحثين عن جمهور حائر وجاهل.
لا تحدث اسطرة او مثال، الا في مجتمع قحطت اخلاقه وسحقت امانيه،ولا يحدث صلاح الا في خراب،اذ لا تنزل نبوة الا في امة جاحدة خربة فاسدة، متيبسة الامل، مخضبة الكراهية والعدوان، والا لا معنى للتدخل الالهي في امة صالحة! ولعل كثرة الانبياء ينبئ بكثرة الظلم والحراب الانساني فكثرة الفواجع، اذ لا فخر لامة تكثر اديانها ويكثر انبياؤها، هذا دليل ادانة لا دليل مجد ومفاخرة، وهكذا لم يصلح الحال.. تلك شوارعنا تخبر النبوة عجزها عن اصلاح الحال بل اصبح نصها للسلام والمحبة حافزا للانتقام والكراهية والحرائق.. تلك هي الحال في امة تكثر حرائقها ويكثر انبيائها.. حيث البخلاء، وحدهم، يخلقون اساطير الكرم في شخص، والجاحدون يكثرون من تقديس واسطرة الايمان / الوثنيون يجعلون هادم الاوثاث وثنا جديدا / نؤمن لاننا نكتظ بزحام الشك والاثم / نصلي لرشوة الاثم في الطاعة / نقدم الحب والولاء كي نقبض الثواب، ومن يقبض ثمن الحب فانه يمارس دعارة ادبية او يمارس الحب في صيغة العدوان البيولوجي الغريزي.. تبقى الحقيقة ليست عارضة ازياء تستظهر مفاتنها وتذكر حضورها كل لحظة.. انها بشعة مخيفة، تضطرنا تزييف عالمها ورعونتها ثم سكب علاقمها في كاس من الحكمة.. قد ننحني للشر وتنازل للقتلة، لا خيار امام السلام وحماية الباقي من الحياة الا في التنازل حيث تبقى الحقيقة في قوة الشر والحكمة في لين السلام.
التعليقات