لقراءة تعليق انجي اقرأ مقالي المنشور في قسم كتاب اليوم: أطفال العراق وإسرائيل... تسييس الألم والبكتريا


دعيني اثرثر لان صمتي طويل ناهيك عن اني فقدت معظم القدرة على الكلام اضافة الى عزلة قاسية.
لا حصانة لحب لا حصانة لاله او حصانة شيطان فعصمة نبي وامام مقابل دمعة تحرق عروش النواميس العليا وهي تسقط من جبين طفل.. كل اسماء الاوغاد الحسنى / كل عناوين الشر / كل شماعات ابليس تقع في حمالة من يجعل الطفولة حزينة او معذبة / للسفالة عنوان واحد هو اعداء الطفولة - استلال من هايني -، فالطفولة حتى لو ابتسمت وفرحت تكسر قلبي. كان خيرا لابوتي ان تمتنع من توليد طفلا لاني لا اتحمل مجرد اني اعرف سيموت طفلي ذات يوم/ تصوراتي بشعة لا اود ذكرها الان /!

وتلك ادانة تكفي لجعلي ابصق بالمراة والعن عدالة الكون والنمطية البيولوجية.. طبعا هم اوغاد وانجاس اؤلئك الذين خدشوا سكينة طفل بمجرد صوت طائراتهم، ليس في نفسي مكانا لعذر الجنود وان كانوا جنود الهيكل والجنة، هم يعرفون كيف يلحسون الدم من الكلمات فلا تنينا مفاضلاتهم لان كل الجنود هم بقايا ارث الغابة والكهف وازمنة حتى بتطور ادوات الحرب حيث لا فرق بين اشعة اللايزر والخنجر. وهذه قضية محسومة لا تتفق مع ما ذهبت اليه. ما اعنيه امر اخر هو نوع من العدالة الادبية والعرفان الصادق رغم علمي ان الشجعان لا مكان لهم في الحروب ولا الخلاقين الذين خلقوا الحضارة لهم حصة في تقرير السياسة ولا الانبياء يملكون قرار الاديان ولا الله له سلطان الملكوت.. قصة لا تعفيني من استحياء الثرثرة... القتلة اوغاد وانذال حتى لو كانوا قتلة البشاعة وانا لا اعرف اميركا بشخص بوش بل بشتاينبك وهمنغواي ولا اليهود بموسى وداود بل بالام هنريش هايني وكبرياء بليك وجحود سبينوزا..الخ كما ان الماثر الاخلاقية وتلك الرهبنة التي تفوق روح نبي في بعض قياداتهم جعلني معجبا الى حد الاعماء في وقت عشت كل عمري ولم اجد رجلا عربيا ذا ماثرة او يعادل عشر ما عرفناه في قادتهم.. للاسف طوقونا بالحقيقة فخنقوا كل حجنا!.


لا اود ان اجعل كلماتي بحثا في عقل الشرطة والجنود. الحرب مهنة اوغاد وحبراء قتل مهما برأت.. تلك حجج ستالينية سخيفة مازال بعض نومى الكهف يتقيدون في مهانات ما يسمى بالادب الملتزم وهو ادب السلاطين والتملق والارتهانات وتحويل هذا الجانب النبيل في الحياة الى عنصر دعاية وبائع هوى واستراحة جنودبل اسوء من ذلك فان ستالين حوله الى نشاط استخباري وامني كما لا ننس قصة الشعراء في الاسلام ثم عودتهم المظفرة من معطف وجلباب حسان بن ثابت بعد ان اصبح شعره في خدمة البلاط.. الخ، لذا اقتضى تعقيم الكلمة من خداع الالزام التعبوي والسياسي والايديولوجي والعقائدي وجعل انسانيتها تيها وشتيتا لاغبياء السياسة بحيث لا يجدون لها هوية غير الدفق الانساني الذي يفزعهم اظن ان التاريخ لم يسجل ان رئيسا اسرائيليا قتل ذبابة في مجتمعه وشعبه وحين يقتل اعداءه ببشاعة كما حدث في غزة، على الاقل يعتذر ولكن هل اعتذر قائد عربي عن مجازره؟لا احب المقارنة والمفاضلة باعمال القتلة. وتصادف ان في مدينة الصدر حصدت مدافع الدولة بضع اطفال ولم يحصلوا حتى على خجل الحريق او اعتذار، ليته يسقط سهوا بل ان قتلانا يعتذرون من قاتلهم ويدفهون ثمن الاطلاقات التي قتلتهم فاي وقاحة هذه؟ انا اصر على ان لا تخدعك كلماتي ولا تشوه احلامك تعاستي فانا رجل شيطاني صنعني الجحيم حريقا في الفراديس المنسية.. دعيني اثرثر...

قرات كل ادبيات اسرائيل كل مناقب قادتهم، في السبعينات، فخجلت من بقائي مقاوما لاني اعرف مخازي ما يعجز عن فعلها اي سافل عند معظم الوجوه كما لو ان مكانة الرهبان والانبياء اصبحت مكانة للاوغاد! اعرف قائد احصيت قمصانه اليومية فانتهيت الى انها اكثر من اربعين قميصا في شهر واحد وثقي كنت يوما في حصار داخل مخيم فاستمعت في الحصار لاكثر من سبع ساعات كلام وحوار عن تنظيف الاسنان وانواع العسل الفاخر صدمني هذا اكثر مما صدمني الموت الواقف على بوابة المخيم / ترى هل البرابرة على الابواب ام بيننا؟ يبدو انهم لم يقدموا لنا شرف الخوف والالم لذلك لم يصبحوا الحل.. اتعرفين ان مناحيم بيغن كان اعتذر من زوجته عن دفع سبعة عشر دولارا يوم زفاف ابنته لانه لا تتحمل ميزانيته هذا المبلغ فيما يحدث في الطرف الاخر وبين اسفه الاغبياء واتفه البشر ممن لا يملكون ماثرة كلب.. حدث ذات مرة ان كان مجموعة المبالغ المصروفة على الزهور التي قدمت لاحد قادة الثورة تعادل الاف الدولارات / لعمري هي موازنة مدينة افريقية فقيرة!

انظري للعراق كيف يدب الاطفال على اطوام النفايات فيما تتورد وجوه كانت صفراء من سوء التغذية بين قطعان الثوريين والمحررين / لقد ضربني ابي، ذات مرة حتى الاغماء لاني اعطيت عشرة دنانير لرجل كان لا يملك اجور دفن ابيه وادعيت انها ضاعت مع اني كنت صغيرا ومشاغبا ووقحا انذاك..احدهم يظهر في احدى افضائيات ليخبرنا عن مظلومية وشرف النضال! ما هذا الهراء؟وانا اعرفه شخصيا واعرف كيف يصرف الاموال للارامل ونساء الشهداء والاسرى وكيف يشرب اصناف العصير ويتبجح بغلاء اسعارها... هناك بورصات مفزعة لجني الاموال من عذاب والم الشعب الفلسطيني وانا خبرت كيف تصبح عيني مبولة للدموع حين تشكو جارتي الفلسطينية خلو ليلتها من ارغفة الخبز،، اكبر الالام تلك التي تجعلك تصرح عن فقرك ووجعك بحيث لم تعد مقدرتك تتحمل اخفاء عيبك تحت حشمة نفسك.. يا للهول. اعرف ان ذلك لا يعفيني من الواجب ولكن نفسي لا تنتمي لقومية او وطنية او اي عنصرية بل للعرفان والعدل والحقيقة وهكذا للاسف ان اسرائيل لم تترك لنا خيارا نقديا اذا ما تعرفنا على حماقات وغدر وعدوان وتحقير شعوبنا وانساننا.. لم تترك لنا الماثرة اي شرف سياسي او ايثار قائد او رهبنة زعيم كما عرفناه عند القيادات الاسرائيلية. ازاء قضاياهم وشعبهم. تصوري مجلس قيادة الثورة في العراق كان مصبوغ الشعر حين ظهر غرق مهاجرين عراقيين امام سواحل استراليا زز يا الللللللههه ليتني مت ولم ارى اطفالا خذلتهم وعود ابائهم في ارض الميعاد فكانوا طعما للقرش! كيف نام صدام تلك الليلة؟ وكيف ينام المالكي والطلباني وهو يشاهد القتلى من شعبه كما يشاهد الباقي يدبون على المزابل بحثا عن ارغفة الخبز فيما شيخ الصرافين على راس الاموال في بلاد علي بابا وابار النفط.


ربما الافكار القومية علمت: كيف يعتبر غرق هؤلاء مكسبا وفوزا سياسيازز لا اعتقد ان في عفلق ماثرة بحجم نملة تمكننا من تحدي هرتزل وسوكولو ووايزمن وجابوتنسكي، وربما باقي قادة الفكر القومي والمجابه بنفس العار الادبي الذي لم يجعلهم قدرهم حملة افكار بل حملة تمور وملح.. اشعر برغبة لحزام ناسف حين تتقطع جمجمة طفل وافجر نفسي في ساحات الجنة... كل السياسيين الاوغاد لا يحق لهم جعل الالم محمولا لطموحاتهم ومن المعيب ان يجعلوا ماساة طفل عبّارة لحصصهم الانتخابية.. هم خطفوا تاريخ الحضارة / خطفوا الاصلاح والدين خطفوا الانسانية والفلسفة خطفوا الاسماء والبراءة خطفوا كل شيء لقذاراتهم فكانت الحياة مجرد طائرة ركاب يخطفها السياسيون فيفرغون الاشياء من محتواها وتصبح تجويفات طبلية غاشمة كثيرة الصراخ والاصوات المزعجة.. -


اخيرا اخباري سيئة بقي لي ربع جسد( اصبع واحد للكتابة بيد واحدة فقط ) اتحرك فيه وفي طريقي الى الشلل لكني لا انحني لجرح او عجز او خوف فاغني حيث يقترب الموت كطائر التيم كي يلدني الموت غناءٍ لا يعرف الصلاة لاحد.
شكرا على تحريك حماسي.

أمير الدراجي