الى الصديق فاضل الخياط وكل الاصدقاء
اعذروا ثرثرتي ! قبيل قليل اتصل بي مكاريوس العراق اياد جمال الدين الذي طالما خنقني الخوف على الالحاد من بعض العمائم كما خفت على الايمان من حجج الالحاد في القسم الاكبر من العمائم... حقا تخيفني عمامة اياد جمال الدين لكثرة بهائها وروعة تقديمها

فاضل الخياط: امير الدراجي...على سرير المرض
لصورة الله والمعبد والنص، حيث لا وجود للنقل والوجه الواحد للنص والا فلا مبرر للوسطاء والفقه والشيوخ والملالي فكل تفسير هو النص ! وهنا تقع كل المفاهيم بالفخ او تنجيها نزعاتها النبيلة.. عمامة السيد موسى الصدر والسيد محمد حسن الامين وعمامة هاني فحص والعرفانيين الجدد كما تميزت روح السيد الموسوي في البحرين، عندما جعلوا الدين ليس تهديدا ودماء بل مشفى يحصن كرامة حتى الملحدين في الارض، فهو ليس نظاما في اللغة انما اللغة نظام جزئي فيه... لعل كلمات جمال الدين تحملني شراهة الحنين لبساتين الناصرية فلم تقو دموع المحارب القديم ان تطلق عنانها، فانا خلعت معطفي على نخلة متجمدة في اقصى شمال الارض كي تتدفا... شكرا لاياد ولكل حراس الجمال وهم يقفون اوتارا جريحة في مواجهة السكاكين والقنابل.. عذرك اخي اياد فلك مني كلمات تثبت انك مكاريوس ما بين النهرين،وجمال دين حيث ينتشر القبح في المعابد.. شكرا للدموع تجيد اخراس السيوف / ولكل حراس بقايا عشتار ساغني للجرح كي تصبح رفرفاته الجزعة نوعا من الرقص... سلاما لاور بستان الحروف الاولى وابجدية التورط البشري بالموسيقى فلا تعرف الهة شعب قبل ان تسمع موسيقاه ولا تعرف الهته في نصوصه... معابد اور علمتنا كيف نحترم العقم في الزمن الرديء... سلاما للزمن الرديء وللقواميس تختنق باسماء القتل والمدفن والموت.. انحني لعمامة كما تنحني المعرفة لتبشير فوكوياما. مازلت بخير اطبخ الباميا وكتب بالممحاة ما تغنيه النوارس.
تختار الكلمات حرجها وخجلها حين تتشرد من خوابي النبيذ في اعجوبة - قانا الجليل التي جعل المحاربونن نبيذها عصائر الدم - لتسكرنا وتثملنا العشاءات الالهية، السكر الالهي حيث يتبنج العقل وتتهور الحواس وتتبلد العواطف ليكسو الاعورار الكوني بقع الثقوب السوداء بالاعماء البصري وكسوة الضباب فلم يحل الليل اذا ما اغمضت العيون اجفانها ولم يغلق الباب اذا الكلمات رفعت حروفها بصرخات معذب / لا يقدم الصمت نفسه بسكون شاطئ اذا الكلمات لم ترض صفقة المتواطئ.. تختار الكلمات لحرجها بعض الخرس ويحتاج الخرس لانبهار الظلمة في صدمة الكسوف ويحتاج الكسوف للطرد من الكلمات الى محو النص والنص الى يصبح اقل اخلاقا حيث يمنح الابصار حق الاعماء كحق المكاشفة... حينها تتحد الاضداد ويصير خيرها الاحادي يشبه عدمها، فلم تتميز ولا تتقارن ولم يعد من حاجة ان نقارن الجرح بالسكين..
- عشر سنوات لا تكفي للانبهار باعصار قبلة.. خمس سنوات لا تحم الاعجاب بموجة او مكرمة ! كل العمر لا يكف لتامل وفاء عدو وغدر صديق واحتضان امراة زاوجت الاخوة بالحب وجعلت العدوان الجنسي مصابا بعفاف قديس والعطل... لاجل حب مزعج ووفاء صنعته الكلمات ولم يقو على عصيان الصمت.. عشرة امتار من القرن السادس عشر ! سقوط المكان / نهاية الجغرافيا وفخ المكروهات التي تكره الشعر والغناء لا تعرف الفرح كوجه الله والموت.. قد تصبح اراشيف الطب بالمتحف حين تشرعن الاخلاق تجارة الانتساخ البشري، ويطرد المنتسخون سكان الارض الاصلييين وتنهي لعبة الغميضة بين الرحمان والشيطان، في ومض زمني.. هذه الخلفيات المسكوكة استوطئها للقبض على الدماغ حيث فاجأه الحنين والدفء، واجاز لنفسه التيه، ككل مرة، حين يلقي التحية على احد، وقد لفها خجل الاناشيد المحمومة بوطنيات النوارس والغجر، الى اوطان لا يكفيها التبرج باسوارها ومعازلها بل والهاتها التي تنطق بلغة الانبياء وتنتسب لقبائلهم وتدخل النظام البشري في اتضاع المفاضلة بين الخير والشر.. تختار لنا الكلمات طلي الضوء حيث تسهى الظنون في تذكار اليقين، وتتحد اضدادها في العدم القفر ليعود الكون كما كان ثقيا بلا ضفاف.. وهنا تضطر الكلمة الاتحاد بالخرس كي تعود لاصلها الاول في الازمنة العدمية، حين لم يجد الجرح لملامحة اي حرف ndash; اه - ليجيز للكلمة ان تنام بغمدها في الحنجرة او القنبلة.
- هنا لابد للكلمات مطابقة الاعجوبة لكي تصبح مابعد الكلمة ومابعد اللغة فيشيع فيض الضياء على العتام الملتهبة بالبياض، ذلك الهباب الابيض يصنع الليل ولا يسمح للظلال ان تمشي وراء اصحابها ولا للشموع ان يطفئها مهب البياض، حيث الريح لا تعرف الشراع كي تصيبه بنفخة الرحيل والغياب. لا تكفيني كل سيول الحنين ونزف الجمل لانجاز ثقبا في الذاكرة او الحياد في الحزن.. ولكي يشبه الفيض كلمته عليه هدم الشواطئ، ولكي يشبه الغناء اوتاره لا تعرف اللغة والكلمات منحه اسم.
كل هذا وتطفح الروح بالنسيان كلما اشتد بها تعطل الجسد وتذكرت تماما متى ينبغي ان تنسى؟ واين ينبغي ان تتذكر؟ نسيان الزمن وتذكار المكان،لان المكان الزمني معرض للدخول مكفنا بالنص والتخيل بعد ان اخلى المكان لغيره وحان وقت الرحيل وقد دفنت الحروف رفاته.

اليــــكم
- غالب حسن الشاهبندر صاحب الاناقة التحليلية سليل العائلة التي تعرف كيف تتوجع الاعضاء باوجاع وطن وكيف يصبح للتراب لحم ودم، تخرج الجراح من طور الكلمة الى الجلد. وتصبح الخناجر زهور فالنتينو.

- ابو سفيان جرّاح الكلمات الذي يفرق مبضعه ورم السمنة من ورم السرطان وان كان كلاهما موتا مبكرا، هذا الجميل الذي رسم للمخاصمة قيثارة تتوجع.

- انجي شقية اللغة المستباحة المعنى حيث تنكسر نصالها فوق اخدود دمع ولا تنكسر زهورها في اغراء مزهرية او عيد عشاق

- كركوك اوغلو سليل انشودة quot;الذئاب البيضquot; وهي تنشب مخالبها في ظلام الاباطرة العثمانيين ببشارة واناشيد اتاتورك، حيث تقهِر الانسان بشكر تمكناته على الارض لا مسحيلاته في السماء حين يصبح لون الخيال غير الازرق.. المستحيلات التي فشلت في نقل الجنة الينا وفشلت في تنقلنا اليها وانتهى البحث عن خلود انكيدو اثر تسوية صاحبة الحانة فكانت وصايا خدوري، امراة الحانة حين جاوبت على ياس اله بعقل البشر، معيدة الى الحياة دستور الخطيئة بعد ان كاد الشيطان ينتصر بمقولات الخير.. غالبا ما يجيب الابناء عن حيرة آبائهم

- خوليو ذلك العقل الذي خبر كيف يؤجل العاطفة في زحام الاماني والميول... واخذ بالتجريد طريقا لدفع رسوم المرور بالارض بين كل الغام السيمياء المثيولوجية، والناس التي شفاها السحر ولم تشفها عقاقير الاطباء، فتمكنت الاجوبة ان تبيح لنفسها حق الفشل، كي تجيب على حيرة الوجود بمزيد من الغموض في الالهة حيث لا جواب غير الحيرة او الصفقة اللغوية بين قرود داروين وقصة الخلق.. وربما وقوع السهو يجيز ان تصبح تفاحة ادم هي تفاحة نيوتن.

- اما سليمة حمدان صديقة العائلة التي زاملت جراح الايام الحبلى بالخوف والرجاء المبحوحة، فاصوات الصغار المزقزقة بغد لا يعرفون فيه جريمة ابيهم الذي انجب اطفالا وهو مرتكب لجريمة الانتساب للعراق... سليمة تلك الصحفية الذكية التي عجنتها كرامة ملوك ال حمدان وفلسفة الديانة الدرزية وثقلت حكمتها، في عالم يخاف العفل ولا يعرف الحق الا في جلبة عدوان! سلاما سليمة وهي تكون اول الحاضرين حيث تتطلب الماثر جسارة الرقبة على شفرة سكين.. الفتاة التي كانت اوجاع العمر تنمو قربها حيث تنمو بناتي وهن يسمعن توبيخها ومودتها حين كنت اسكن الملاذات الخائفة كاي منبوذ او جرذ طرده الموت والانتحار من قائمة منتسبيه، فكانت الضياء والامل الشجاع حين تصبح - عين الحلوة - عاصمة الالم وميقات العبور الى الهاوية والانكسار.
كنا وسليمة نزنر الوقت في الحوارات التي لم تجد غير خرس المكان وهوان الدنيا حين يطرد الشرفاء من على صفحات العهد... اجل تلك الايام التي تعرفها سليمة، هي تجعلني احترم الشرف السياسي في عدو والعن الزنى السياسي في صديق.. اه صديقتي هو ذا ثمن لتلك الاحزان المربكة التي انتجتها حضارتنا، حيث لا تات العدالة بلا ثمن ولا يمر الفرح بلا خسائر.. وها انا من على خساراتي لا اقدر اخبارك باني حققت كرامتي وعدالتي وانسانيتي ولكن بعد شراء بطاقة خاسرة هي ثمن المقايضة بين العبودية والكرامة والعدالة بين خسارة الحنين لوطن اهانني وغربة تحترم / بين دفء العائلة وبرد العدالة /.. فلا يهم ان نكون ضعفاء في خياراتنا الادبية اذ نكون ابطالا في معاركنا... وان بترت ساقك ستعزف بربع اصبع.
شريط من الذكريات ينقلب علي الان فيقض مضاجع عزلتي وسكوني كيف لي ان اتبرا من ذاكرتي من دون جبن ؟ كيف اعبر الصمت بلا حنجرة ؟ كيف امضي من الذكريات الى النص بخسائر لا تتبرج جراحها بالذهب الموشى على شفرة السيف كما تتبرج الام الصليب بالذهب ؟

- لمازن الزيادي: تعلن المرآة عن خلوها من الحاضرين كما يشير انسي الحاج احد ملوك المثيولوجيا.. quot; في المراة لا احدquot; ولا احدquot;اتquot; ادم حاتم هي الوثيقة المتينة عن غياب المراة او الحاضرين عن تتويج منبوذ بمكرمة النسيان /عذولة صديق او خنجر غادر لا تساوي لحظة الانكسار في حقيقة وان لم تكسرك السياط والشظايا... تركت الاحتفال وذهبت للعزاء حيث لم يحضر فيه احد.. تركت الذاكرة تحمي نبلها برفض الثواب على حب او المكافاة في صلاة.. ومذ عرفت بوذا عرفت كيف ادير نظام الامل حيث قفار الله هي ثواب العابد، فلا نعرف رحيق الزهور ولا كروم الجنة حين تغادرنا الحواس او نمكث في الابدية عاطلون عن العدوان وعاطلون عن الحب.. بقايا من بيروت والفاكهاني تعلو بكارة التاريخ فلا نعرف البتولية في الزنى او العفاف ؟ انها عشتار للمرة الاخيرة تكتبنا عنوة فنهرب من النص.

- لناطق فرج : مازالت اصابعي قادرة على نحت الخيال.. تطلق سراح الابالسة والالهات من الحلبات الرومانية، تلك التي بناها الفقهاء ورممها الامراء وتلقتها الرقاب شفرة سكين او قبلة دراكولا ! ترى هل سنبقى نخدع الوردة حين نقدمها ذبيحة في اول ععشق او اعياد فالنتينو ؟ لا اظن ان للزهور مقولات وفلاسفة كي تحبس اوجاعها في الكلمات..

- لغادا فؤاد السمان : كطيور مشيل طراد وعصافير برده مازلت اتدفا بمواقدي من اقصى شمال الكوكب واتورط اكثر، في الحياة، كلما خبرت الكلمات طرق التزاوج بالالم وتعرف كيف يصبح عتيقها ثمينا وجديدها جرحا وخافيها اكثر من ظاهرها، فتبدو كنقطة ظلام في شعاع اقل لمعانا من نقطة ضوء في ظلام... لمن تشعشع النيازك المنتحرة في الظهيرة طالما تخيفها حفلة العرض وترفض المتفرجين؟ سلاما للاحزان حين تعرف تقديم نفسها بلا مناسبة، لا تسكنه الظنون حتوفها حين ترقص الذاكرة على شلعات الالم... وحيث نبقى لا نخبر ولا نعرف بيع جراحنا في سوق ونتبع تعاليم الجحيم حين يفقد الحب والصلاة ثوابهما سيبقى الياس فضيلة النجباء والغدر ناموس الخاتمة. لا مقابل لحسنة الا عند التجار وباعة الخردة الاخلاقية، الدلالون في مزاد المعابد يبيعون صكوك الغفران على شكل احاجي وعقاقير للشفاء بالنص.. حين تصبح المتاحف كمسرح الدمى وتصبح الوصايا العظيمة كطيور هتشكوك وتمتلئ الارض جورا وفسادا وظلما سوف لا يخرج المخلص او القائد المنتظر لان الارض لا تتسع للكسالى والمنتظرين بل سنجد غودو ينتظرنا ولن ننتظره، ومن حيرتنا يضيف حيرته فيبدا الخلاص حيث نعرف ان عبورنا في الحياة قائم على الخسارة في فرح والثراء في غم.
شكرا شكرا غادا يا ابنة الشام التي لا خسوف لعظمتها وان سكنت زنزانة او خطف جدائلها التتر او كتبت حريتها على نصوص القرون الوسطى، فالشام لا يخربها التتر بل تخربها النصوص والاماني..طوبى للحدائق وهي تسحق باشجارها مشهد الثكنات..

- وختاما فاضل ماذا اقول عنك ؟ ايمكن ان استرجع شريط لبنان والحارات التي تعج بخبراء القتل والطيبين والبؤساء والشطار والعيارين اؤلئك الذين خطفوا ارث الدين ونصوص العلمنة ؟ نجوم القتل العالمي / الذين اصبحوا قيمين على وصايا العلم / قتلة رياض طه وحسين مروة ورشدي عامل وهم يؤرخون طالبانية التكفير في تاريخ ضواحي بيروت وتيار التدين، ويوم كانت الحارة الجنوبية لبيروت كلها تدين بالماركسية واليسار حتى عام 1975 كنت قائدا في تلك الشوارع اعرف هذا النجم الدموي وذاك الذي جعل حرفة التخريب والقتل طريقا للمال والجهاد والايمان.. اجل اعرف ذلك البيت الذي ضم اطفالك وزوجتك وبؤسك واتذكر اماسي جريدة النهار وكعك اليونسكو وكؤوس الشاي تقدمها ابتسامة صادق الصائغ... مقاهي الحمراء سهرات المثقفين حيث نترك زوجاتنا تتعذب بتفاصيل تربية الاطفال وطلاباتهم وبكاءهم المزعج حين نشتعل بالحديث عن مساواة المراة.. يا لنا من مغفلين خدعتهم تربية الذكر والحفظ وحملوا الكلمات سابرة استطلاع وتضليل.. خسارة ان نعلم اولادنا تراث الاباء لنتركهم كما تترك السفن شراعها يحبل بالعواصف ndash; استلال من الشاعر كتلسن من النرويج ndash; يقال ان الهواء لا يرى في العين.. ترى من يرسم الموج جميلا كلما تهيج ؟ من ؟- نفس الاستلال -.

لكم كلكم لا اقو على العودة الى التفاصيل الكلاسيكية للكيمياء العاطفية وهي تضلل نزعات العدوان فينا فلقد ينتهي الجسد الى العفاف البيولوجي حين يقترب من الانهاك والاستنزاف والهمود والشيخوخة. ولعل التاريخ الذي عشته بين اوحش البشر جعلني اتكبر على العدوان الى درجة تحقيره بالمحبة ! وتحييد شره بالتسامح والحياد حتى تتماها محبة التسامح مع محبة القلب ولعل الاولى للواجب والاخرى للقلب... سلاما على ربى الكلمات تترك ظلالها كالفيافي الكسولة على شواطئ الفرات، ذلك النهر الذي ستدفنه الجغرافيا ليسقط صريعا من الكتب الاولى والعتيقة فلم تعد احزان انبياء التوراة تلقى تذكارا ولا قطعة خرافة على وجه ارض كانت ذات يوم ممر الله الى الارض.. وحيث يموت الفرات يتوقف عهد الرب.

انا شخص لا يتذكر تعب اقدامه في الرحلات الطويلة ولا اصابعه في الضرب على الكلمات لذا لا اعرف علاقاتي بالامراض الا كفرد يستاجر جسمه بعض الوقت... جبلت على هذا ونسيت ملكية سكني. اجل اتصل بي الصديق فاضل وكنت اعاني من اختناق وعدم قدرة على النطق وتلك اخر الخسائر التي اكتشفها للتو رغم عبورها لنصف عام على ما اتصور احسست بتغيراتها.. وهنا اسوق الملاحظة لدعم مشاعر الاخ فاضل بالذعر وتضخيم الحرص ولا اعرف هل المرضى مثلي يقررون اخافة الاخرين او ملامسة الخطر ؟ لا استطع تظهير تفاصيل امراضي لابعاد نفسي من سماجة الذوق وقلة التهذيب كما اجبت برسالة طويلة جدا اجلت ارسالها قبل هذه التعليقات، وهي تؤكد محاذرة المضاربة الاعلامية بالالم والتسلق على الشهداء والضحايا حتى الاستثمارات الادبية للماساة فهي نوايا اخلاقية ينتج عنها واقع لااخلاقي، وكل الاعمال الحميدة تصبح نتائجها خبيثة ان كان قصدها التماهي وليس الذوبان والافناء واولية الفضيلة على المتفاضل.
لا اعرف ولا اشعر منذ تعايشي مع ما استجد بصحتي هل ان المرض والعجز وفقدان التوازن يثير الضحك ام الحزن ؟ بالنسبة لي اسخر من نفسي واضحك على حركاتي الهزلية، انا البطل القديم في السباحة والجمباز يوم كنت يافعا التهم المسافات باقدامي في المغامرة حيث ذاكرة الاخطار والصعاب تزيد من عدم تصديق مشاعري بمفاعيل العجز الذي يحيطني وخصوصا عند الكارثة.
صدمة الاخ فاضل مفاجئة عندما سمع متاخرا صوتي المرهق المبحوح الذي فقد قدرة النطق الكامل وانعدام القدرة على التنفس احيانا اثناء الكلام والاكل والشرب حيث شكل تراجع الوظائف هذا نسقا متوازيا، ربما جعل ذعره صحيحا لاني لم اتصل به منذ سنين ومشكلتي اخشى الاتصال بالاشخاص الذين احبهم فيثيرون عندي ذاكرة نائمة واصاب بالضعف والهزيمة.. وهذا سبب عزلتي وتحضير نفسي للواقع الاسوء ! اذ لا يمكن ان نخجل الكلمات الفاتنة بالاماني...
ولعل المكان ليس موازيا للنشاط البصري فنحن نشاهد الزمن في الاصدقاء والاماكن والاحداث ونتجنب خسائر الحنين مثلنا مثل فيلم عظيم مثله كيرك دوغلاس في مصحة للطاعنين في السن حيث اختار ان يموت كما يموت اي قربان مثيولوجي مخلّص كي تتحقق اماني الباقين ممن تاخر في موته واسكات حياته.. لعل ترويض الموت اصعب من ترويض ذئب فهو يتطلب تقنية قاسية من تخريب علاقات الحب دون كراهية كي تنضغط العواطف الى حد الافلاس والتهور.. والامر شخصي جدا لا يتحمل اكثر من فرد، على اية حال لا اود استباق موضوع الرد الاول حيث نسيت الطازج من افكاره، معلنا لكل اصدقائي واحبتي باني جبان على تقنية كيرك دوغلاس او ماثرة السلمون لاني اخترت الاضحية يوم كنت قويا ولم تختارني فكيف ستقبلني واقبلها الان بكامل عجزي.. لا شيء مريب فانا اتدبر نفسي في التعكز على بقايا الجسد فعندي اصبع للكتابة وهو يكفي لحدوث انفجار شبيه بالقنبلة النووية او التواء التاريخ الشعري في القصيدة كما احدثه اسلحة التخريب والهدم السوريالية كي يصبح العالم اقل قبحا للعيش ؟