quot;فى زمن الحرب، تحتاج البلاد إلى رئيس يعى أن عليه هزيمة الأعداء خارج البلاد، حتى لا نضطر إلى مواجهتهم على أراضينا، وهذا الرئيس هو جون مكينquot;، بهذه الكلمات جدد الرئيس الأمريكى جورج بوش تأييده للمرشح الجمهورى جون مكين، وتأكيدة مجددا علي العقيدة الاستراتيجية للمحافظين الجدد، التي سبق وأعلنها بنفسه في الأول من يونيوعام rlm;2002 ,rlm; أمام أكاديمية وست بوينت العسكريةrlm;، وجاء في خطابه quot; إن المخاطر المحدقة بالولايات المتحدة قد تغيرت سواء في مصدرها أو في طبيعتها،rlm; وبالتالي فإن الرد يجب أن يتغير أيضا بصورة كاملة،rlm; والأهم من ذلك منع تجسيد هذه المخاطر بالحرب الوقائية ضد الأعداء المحتملينrlm; quot;.rlm;
وقوبل مفهوم الحرب الوقائية أو الاستباقية برفض كامل من المجتمع الدوليrlm; وقتئذ ,rlm; وظهر الخلاف واضحا فوق منبر الأمم المتحدة بين الأمين العام السابق كوفي عنان والرئيس بوش،rlm; إذ تحدث الأول عن حق الدول في الدفاع عن نفسها من جراء تهديد واضح وملموس،rlm; بينما كان يتحدث الثاني عن الحق في شن حرب لمنع خطر محتمل في المستقبلrlm;.rlm;
وحذرت نيويورك تايمزrlm;(2002/9/5)rlm; من أن أي قرار للأمم المتحدة يصادق علي نهج الحرب الوقائية يمكن أن يتحول الي سابقة قد تستخدم في نزاعات مختلفة وتتبناها دول أخري مثل الصين في صراعها مع تايوان،rlm; أو الهند ضد باكستان،rlm; أو في شبه الجزيرة الكورية خاصة من قبل كوريا الشمالية التي ما برحت تلوح باستخدام نفس النهج، واسرائيل وإيران اليوم rlm;.rlm;
والمفارقة هنا هي أن ذهاب الإدارة الأمريكية الي الأمم المتحدة لانتزاع موافقتها علي هذا النهج أو علي الأقل تبنيها له،rlm; كان يعني في الواقع النهاية بالنسبة لها،rlm; لأنه يخالف مبادئها بشكل صارخrlm;.rlm;
وهكذا بدا واضحا أن سلام العالم أصبح مهددا أكثر من أي وقت مضي، خاصة وان الإدارة الأمريكية التي تديرها مجموعة غير متوازنة من الصقور والحمائم،rlm; لا تري سوي المصالح القومية الضيقة لرأس المال الأمريكي وشركات النفط العملاقةrlm;.rlm;
بيد أنه من الخطأ الاعتقاد بأن هذه الاتجاهات القومية الجديدة ظهرت فقط تحت تأثير الصدمة الناتجة عن اعتداءاتrlm;11rlm; سبتمبرrlm;2001,rlm; إذ أنها كانت في حالة اختمار وجيشان منذ سقوط جدار برلين ودخول عصر العولمة أحادية القطب وتأثيرها علي السياسة الخارجية الأمريكية،rlm; التي تسعي الي تحقيق اللقاء بين القرن التاسع عشر والقرن الحادي والعشرين حسب تعبير دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأسبق وممثل الصقور الأبرز.rlm;
ويقصد بذلك العودة الي ماكان يعرف بالنظام البريطاني في ثوب أمريكي،rlm; أما القرن التاسع عشر فهو قرن الاستعمار المباشر وغياب ثنائية القطب في النظام الاقتصادي السياسي،rlm; علي ان اخطر مافي هذه التوجهات هو مفاهيمها وخلفيتها التي تعود الي الإرث الامبراطوري الروماني،rlm; حيث تري في الآخر والغريب والمجهول والبعيد وجهrlm; (rlm; البربريrlm;)rlm; وتحاول علي غرار الامبراطورية الرومانية أن تختصر العالم الي قرية كونية خاضعة لاحكامها وقوانينها بالقوةrlm;.rlm;
وقد برزت هذه التوجهات في العلن لأول مرة أثناء الحملة الانتخابية للرئيس بوش عامrlm;2000,rlm; وعبرت عنها كونداليزا رايس مستشارة السياسة الخارجية للمرشح الجمهوري بوش آنذاك،rlm; ففي مقال نشرته مجلة فورين أفيرز عدد فبرايرrlm;2000,rlm; أكدت ضرورة تجاوز الأسس القديمة للسياسة الخارجية بما يتناسب مع مرحلة مابعد الحرب الباردة،rlm; وانتقدت بشدة من يعتقد بضرورة قراءة المصلحة القومية عبر مشارب القانون الدولي ومنظمات دولية كالأمم المتحدة،rlm; إذ أن المصلحة الانسانية ينبغي أن توضع في الصف الثاني بعد المصلحة القومية،rlm; وهي تعفي بذلك الولايات المتحدة من المعاهدات والالتزامات الدولية،rlm; وتحديدا معاهدة ويست فاليا عامrlm;1648rlm; التي تحدد بموجبها مفهوم الدولة بالمعني المتعارف عليه،rlm; ذات سيادة وحدود معترف بها من الدول الأخري،rlm; ومن اتفاقية الحد من التسلح التي تنتمي من وجهة نظر رايس الي الحرب الباردةrlm;.rlm;ففي إطار تعريفها للمصلحة القومية،rlm; رأت ضرورة اختراع أسلحة جديدة وبشكل دائم وناجح يضمن تفوق الولايات المتحدة باستمرارrlm;.rlm;
ولأن القيم الأمريكية قيم عالمية ـ من وجهة نظرها ـ فإن انتصار هذه القيم يكون بالتأكيد أسهل إذا كان ميزان القوي في صالح من يؤمن بها،rlm; مما يعني أن تصدير هذه القيم لا يمكن أن يكون عبر الثقافة أو الاعلام أو حتي العمل الانساني،rlm; وهو مايغلف أطروحات الاصلاح السياسي والديمقراطية في العالم العربي،rlm; وانما وبشكل أساسي، عبر النظرة القومية للاقتصاد والمؤسسة العسكرية والعلاقة بينهماrlm;.
أستاذ الفلسفة جامعة عين شمس
[email protected]
وقوبل مفهوم الحرب الوقائية أو الاستباقية برفض كامل من المجتمع الدوليrlm; وقتئذ ,rlm; وظهر الخلاف واضحا فوق منبر الأمم المتحدة بين الأمين العام السابق كوفي عنان والرئيس بوش،rlm; إذ تحدث الأول عن حق الدول في الدفاع عن نفسها من جراء تهديد واضح وملموس،rlm; بينما كان يتحدث الثاني عن الحق في شن حرب لمنع خطر محتمل في المستقبلrlm;.rlm;
وحذرت نيويورك تايمزrlm;(2002/9/5)rlm; من أن أي قرار للأمم المتحدة يصادق علي نهج الحرب الوقائية يمكن أن يتحول الي سابقة قد تستخدم في نزاعات مختلفة وتتبناها دول أخري مثل الصين في صراعها مع تايوان،rlm; أو الهند ضد باكستان،rlm; أو في شبه الجزيرة الكورية خاصة من قبل كوريا الشمالية التي ما برحت تلوح باستخدام نفس النهج، واسرائيل وإيران اليوم rlm;.rlm;
والمفارقة هنا هي أن ذهاب الإدارة الأمريكية الي الأمم المتحدة لانتزاع موافقتها علي هذا النهج أو علي الأقل تبنيها له،rlm; كان يعني في الواقع النهاية بالنسبة لها،rlm; لأنه يخالف مبادئها بشكل صارخrlm;.rlm;
وهكذا بدا واضحا أن سلام العالم أصبح مهددا أكثر من أي وقت مضي، خاصة وان الإدارة الأمريكية التي تديرها مجموعة غير متوازنة من الصقور والحمائم،rlm; لا تري سوي المصالح القومية الضيقة لرأس المال الأمريكي وشركات النفط العملاقةrlm;.rlm;
بيد أنه من الخطأ الاعتقاد بأن هذه الاتجاهات القومية الجديدة ظهرت فقط تحت تأثير الصدمة الناتجة عن اعتداءاتrlm;11rlm; سبتمبرrlm;2001,rlm; إذ أنها كانت في حالة اختمار وجيشان منذ سقوط جدار برلين ودخول عصر العولمة أحادية القطب وتأثيرها علي السياسة الخارجية الأمريكية،rlm; التي تسعي الي تحقيق اللقاء بين القرن التاسع عشر والقرن الحادي والعشرين حسب تعبير دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأسبق وممثل الصقور الأبرز.rlm;
ويقصد بذلك العودة الي ماكان يعرف بالنظام البريطاني في ثوب أمريكي،rlm; أما القرن التاسع عشر فهو قرن الاستعمار المباشر وغياب ثنائية القطب في النظام الاقتصادي السياسي،rlm; علي ان اخطر مافي هذه التوجهات هو مفاهيمها وخلفيتها التي تعود الي الإرث الامبراطوري الروماني،rlm; حيث تري في الآخر والغريب والمجهول والبعيد وجهrlm; (rlm; البربريrlm;)rlm; وتحاول علي غرار الامبراطورية الرومانية أن تختصر العالم الي قرية كونية خاضعة لاحكامها وقوانينها بالقوةrlm;.rlm;
وقد برزت هذه التوجهات في العلن لأول مرة أثناء الحملة الانتخابية للرئيس بوش عامrlm;2000,rlm; وعبرت عنها كونداليزا رايس مستشارة السياسة الخارجية للمرشح الجمهوري بوش آنذاك،rlm; ففي مقال نشرته مجلة فورين أفيرز عدد فبرايرrlm;2000,rlm; أكدت ضرورة تجاوز الأسس القديمة للسياسة الخارجية بما يتناسب مع مرحلة مابعد الحرب الباردة،rlm; وانتقدت بشدة من يعتقد بضرورة قراءة المصلحة القومية عبر مشارب القانون الدولي ومنظمات دولية كالأمم المتحدة،rlm; إذ أن المصلحة الانسانية ينبغي أن توضع في الصف الثاني بعد المصلحة القومية،rlm; وهي تعفي بذلك الولايات المتحدة من المعاهدات والالتزامات الدولية،rlm; وتحديدا معاهدة ويست فاليا عامrlm;1648rlm; التي تحدد بموجبها مفهوم الدولة بالمعني المتعارف عليه،rlm; ذات سيادة وحدود معترف بها من الدول الأخري،rlm; ومن اتفاقية الحد من التسلح التي تنتمي من وجهة نظر رايس الي الحرب الباردةrlm;.rlm;ففي إطار تعريفها للمصلحة القومية،rlm; رأت ضرورة اختراع أسلحة جديدة وبشكل دائم وناجح يضمن تفوق الولايات المتحدة باستمرارrlm;.rlm;
ولأن القيم الأمريكية قيم عالمية ـ من وجهة نظرها ـ فإن انتصار هذه القيم يكون بالتأكيد أسهل إذا كان ميزان القوي في صالح من يؤمن بها،rlm; مما يعني أن تصدير هذه القيم لا يمكن أن يكون عبر الثقافة أو الاعلام أو حتي العمل الانساني،rlm; وهو مايغلف أطروحات الاصلاح السياسي والديمقراطية في العالم العربي،rlm; وانما وبشكل أساسي، عبر النظرة القومية للاقتصاد والمؤسسة العسكرية والعلاقة بينهماrlm;.
أستاذ الفلسفة جامعة عين شمس
[email protected]
التعليقات