قبل البدء فى الكلام يجب أن نعرف أن المتهمين فى قضية قتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم هم أبرياء حتى تثبت إدانتهم.
وهناك صلة قوية عبر التاريخ بين السلطة والمال من جهة وبين الجمال من جهة أخرى (سواء كان جمال المرأة أو الرجل)، وفى القصص القرآنى عرفنا قصة سيدنا يوسف وهو كان يعمل بمثابة وزير مالية فرعون مصر فى ذلك الوقت (العزيز)، وكان وسيما لذلك راودته عن نفسها أمرأة العزيز، ولما لم يستجب لندائها لفقت له تهمةوأودعته فى السجن، لذلك نعرف أن تلفيق التهم ليس من إختراع جهاز أمن الدولة ولكنه قديم قدم التاريخ، ولو كان الأمر بيد أمرأة العزيز، ربما لكانت سلطت على سيدنا يوسف قاتل مأجور مثل محسن السكرى لتولى تلك المهمة!
وكثيرا ما أتساءل ما الذى يجذب الجمال إلى السلطة والمال، وما الذى يجذب المال والسلطة إلى الجمال، هل لأن إجتماع المال والجمال والسلطة يجمع أهم ما فى الدنيا، هل لأن الجمال يحتاج إلى حماية السلطة ويحتاج إلى بذخ المال، ماالذى يجعل بيل كلينتون رئيس أقوى دولة فى العالم لأن يتورط فى علاقة رخيصة مع موظفة تحت التمرين وفى داخل مكتبه بالبيت الأبيض والذى يحج إليه قادة العالم، وما الذى يجعل رجلا متزوجا وفى قمة سلطة مصر فى هذا الوقت مثل المشير عبد الحكيم عامر إلى الإنجذاب إلى الممثلة برلنتى عبد الحميد، وعندما حذره عبد الناصر من تلك العلاقة قام بالزواج منها وأنجب منها، ما الذى يجعل شخصا متزوجا أيضا مثل صلاح نصر وكان على قمة جهاز من أقوى الأجهزة وأقساها وهو جهاز المخابرات المصرى إلى أن يلهث وراء الفنانة سعاد حسنى ويحاول إبتزازها لولا وجود مركز قوة آخر هو عبد الحليم حافظ والذى حماها من إبتزاز صلاح نصر، وما الذى يجعل ضابط مخابرات شاب فى مصر تولى بعد ذلك منصبا إعلاميا خطيرا ومناصب حزبية وبرلمانية أخطر أن يحضر لبعض رجال السلطة فنانات درجة ثانية وثالثة لقضاء ليالى حمراء، ما الذى يجعل رجل أعمال ناجح وسياسى مثل هشام طلعت مصطفى إلى أن يلهث وراء الفنانة سوزان تميم ويغرقها بأمواله ويصل إلى درجة أن يتهم بالتورط فى التحريض على قتلها ودفع مبلغا خرافيا ليس بالمقاييس المصرية فحسب بل وبكل المقاييس للقاتل المأجور، ومما زاد فى تلك المأساة الأوبرالية أن القاتل المأجور هو ضابط أمن دولة سابق، وكانت وظيفته السابقة هو حماية الناس فتحول تحت تأثير الدولار إلى قاتل مأجور، أعتقد أن بعض الناس تعميهم السلطة والمال ويعتقدون أنهم يستطيعون الفرار من أى جرم أو يستطيعيون القيام بأى شئ قانونى أو غير قانونى، أما ضابط مباحث أمن الدولة فقد تحول إلى قاتل مأجور بسبب تأثير المال من جهة وتحت وهم أن سيده سيستطيع إنقاذه من حبل المشنقة من جهة أخرى، وتحت وهم أخطر وهو أنه بإعتباره ضابط شرطة بإمكانه أن يضع نفسه فوق مساءلة القانون.
وما يعنينى هنا هو الخيبة الثقيلة لكلا من هشام ومحسن، وعلى رأى المثل: quot;إتلم المتعوس على خايب الرجاquot;، وتقول الأخبار أن هشام لم يلتق بمحسن فى الحبس بعد، ولكنى تخيلت أنهما إلتقيا فى زنزانة واحدة فى سجن الترحيلات فى القاهرة تمهيدا لعرضهما على النيابة:
محسن: إزيك ياريس.
هشام: ريس إيه إنت خليت فيها ريس.
محسن: ياريس إنت حتطلع منها زى الشعرة من العجين.
هشام: شعرة إيه وعجين إيه، بعد التسجيلات إللى ضبطوها معاك.
محسن (يصمت ويضع وجههى فى الأرض)
هشام: أنا تسجل لى المكالمات يامحسن، ده إنت طلعت حتة واد...
محسن: جرى ياريس مافيش داعى للشتيمة، إحنا دلوقت ولاد زنزانة واحدة ومافيش فرق بيننا وبين بعض.
هشام: وبعدين تعالى هنا، أنا ما شفتش اخيب من كده قاتل، بقى ياواد تسيب بصماتك جوة الشقة وتسيب هدومك جوة العمارة، ومش قادر تبعد عن كاميرات التصوير جوة العمارة، إنت كنت شارب حاجة ياوله؟
محسن: ياهشام باشا وطى حسك أحسن يكونوا بيسجلوا كلامنا هنا جوة الزنزانة.
هشام: يسجلوا ياخويا، ما هو البركة فيك إنت خليت لهم حاجات يسجلوها، ما إنت سجلت كل حاجة، خربت بيتى الله يخرب بيتك.
محسن: ما أنا بيتى إتخرب برضه!!
هشام: وبعدين تعالى هنا، حد يحط الفلوس فى البوتاجاز، مالقيتش حتة أسهل من كده، ماأعرفش ضابط بوليس إيه، ده لو أنا لوكنت جبت واد صايع من الباطنية كان نفذ العملية أحسن منك وماكنش جاب رجلى فى القضية، أنا تسجل لى المكالمات يامحسن، (ويهم هشام أن يطبق فى زمارة رقبة محسن، الذى يتخلص منه بصعوبة).
محسن: مافيش داعى ياهشام باشا تعمل جريمة تانية.
هشام: أنا أحسن حاجة أخلص عليك وأخلص على نفسى بعد كده.
محسن: إعقل ياهشام باشا وفكر بهدوء شوية، إنت بس توكل أكبر محامين فى مصر وهم يطلعونا من المصيبة دى.
هشام: ما أنت إللى حطتنا فى المصيبة دى، وتعالى هنا، إنت مش قادر تنظف الشقة بعد ما خلصت عليها، تسيب بصماتك وهدومك وال (دى إن أيه) بتاعتك.
محسن: إيه ال (دى إن أيه) ياهشام باشا، أنا ما سبتش فى الشقة حاجة بالشكل ده؟
هشام: الله يخرب بيتك، إنت ما علموكش حاجة فى مباحث أمن الدولة، وماتعرفش ال (دى إن إيه)؟ ال (دى إن إيه) ياحيوان حاجة كده زى البصمة ممكن منها يتعرفوا على شخصية أى واحد، ودى من أهم الأدلة فى الجرائم.
محسن: والله ياهشام باشا، إحنا فى مباحث أمن الدولة كنا بنمسك المتهم من دول نقعد نضرب فيه لغاية ياإما يعترف ياإما يبان له صحاب، ولا تقوللى بصمة ولا ال (سى آى أيه) ده إللى بتقول عليه.
هشام: (سى آى أيه) برضه، روح ياشيخ أعمل فيك إيه، أنا أستاهل إللى إعتمدت على واحد زيك، أنا كان حقى جبت لى واحد من المافيا الإيطالية أو المافيا الروسية، كان عمل عملية نضيفة مية فى المية، ولا مين شاف ولا مين درى.
محسن: برضه ياهشام باشا كنت عاوز تستورد قاتل من بره، مش الريس بيقول نشجع الصناعة المحلية.
هشام: إبعد عنى دلوقت خلينى أصلى ركعتين، واستغفر ربنا، يمكن ربنا يهدينا لحل.
محسن: أيوه كده، وأنا حا أصلى وراك!!
[email protected]