كان اكتشاف حلقة البنزين في الكيمياء العضوية شيئاً مثيراً للغاية، فالسكر السداسي (الغلوكوز) الذي يستخدم للطاقة في جسمنا، مكون من ذرات من الفحم الأسود (الكربون)، بنفس الوقت فإن السكر السداسي الحلو بالحرق يرجع إلى سواد الكربون.
كما أن الألماس اللامع الرائع الصلب، مكون من ذرات من (الكربون الأسود) المضغوط بشكل جبار، والذي منح اللمعان للذرات السوداء القبيحة، أو الحلاوة للسكر هو طبيعة (التركيب الداخلي) لذرات الكربون، فأصبحت ألماساً (يكاد سنا برقها يذهب بالأبصار) وسكرا لذيذا في الحلويات.
كما أن الألماس اللامع الرائع الصلب، مكون من ذرات من (الكربون الأسود) المضغوط بشكل جبار، والذي منح اللمعان للذرات السوداء القبيحة، أو الحلاوة للسكر هو طبيعة (التركيب الداخلي) لذرات الكربون، فأصبحت ألماساً (يكاد سنا برقها يذهب بالأبصار) وسكرا لذيذا في الحلويات.
المجتمع شبكة علاقات وليس كماً من الأفراد؟
والمجتمع بدوره يعتبر شبكة علاقات وليس كماً من الأفراد..
هو (طبيعة تراص) خاصة بين أفراده، فإذا بقي ذرات كان سخاماً أسوداً، وشحاراً قاتماً، فإذا تراصت ذراته تحول إما إلى إعصار طاقة، أو لمعان تفوق عبر التاريخ.
والذي منح ذرة السكر الحلاوة المنعشة والطاقة الرائعة، وأعطى ذرة الألماس الصلابة المخيفة والتألق المدهش الفذ، هو طبيعة التركيب الداخلي، مع أن ذرات الكربون بالأصل سواد وقتام، وهشاشة وضعف بين العناصر المعدنية، بل يعتبر الفحم (شبه معدن) وليس معدناً، فهو ليس في صلابة الحديد، أو ندرة الذهب، أو ثقل الزئبق، أو إشعاع اليورانيوم؟
والذي يعطي التركيبَ القوةَ الضاربة، أو النوعية الممتازة، أو التميز والتفوق، هو كيفية (اجتماع) عناصره الأولية.
وكذلك المجتمعات، فالذي يَسِمْ المجتمع بالقوة أو الضعف، بالتميز أو السطحية، بالتفوق أو الانحطاط، هو نوعية علاقة ذراته (أشخاصه) الداخلية.
وبذلك تفوق المجتمع الياباني وتأخر المجتمع العربي، مع أن النقطة الزمنية لاحتكاك كلا المجتمعين بالمجتمع الغربي كانت متقاربة، فارتفع المجتمع الياباني وحلق، في حين أن المجتمع العربي مازال يجرجر أقدامه المتعبة المريضة، ويعجز عن السيطرة على حل مشاكله، وبين عامي 1960 م و1990 م حقق المجتمع (الكوري) قفزة نوعية وبقي المجتمع (الغاني) و(السوري) يتجرع غصص التخلف، مع أن مستوى دخل الفرد كان واحداً في نقطة البدء!!
وأذكر أنا من سوريا أن دخل المعلم الابتدائي كان 200 ليرة والثانوي 400 ليرة، في الوقت الذي كان كيلو اللحم ثلاث ليرات؟ وكيلو اللحم اليوم يزيد عن 700 ليرة، وهذا يعني أن دخل الأستاذ كان يجب أن يكون مرتين قد تضاعف؛ بفعل (التضخم النقدي) و(النمو الاقتصادي) ويجب أن يكون دخل المدرس الثانوي الحالي يعادل بالليرات مئة كيلو من اللحم، أي من خمسين إلى سبعين إلى مائة ألف ليرة؟ وواقعه هو عشر معشار هذا الرقم!!
فخسفت به الأرض ببركة الحزب القائد في أسفل سافلين ودفع إلى حزام الفقراء المساكين.
وهذا الواقع من التردي الاقتصادي، ينطبق على معظم شعوب العالم العربي باستثناء الدول الرخوة في الخليج التي تدين برفاهيتها إلى صدفة جيولوجية أكثر من عرق الجبين.
جاء هذا في كتاب ( التحضير للقرن الواحد والعشرين ) تأليف باول كندي - النسخة الانكليزية ص 193، ويذكر المؤرخ أن دخل الفرد كان في البلدين عام 1960 م 230 دولار في السنة ليصبح اثني عشر ضعفاً للكوري ويبقى الغاني راوح مكانك ويلحقه السوري والسوداني وكثير من مناطق جمهوريات الخوف والبطالة.
المجتمع هو تركيب (STRUCTURE)
إذاً المجتمع هو تركيب (STRUCTURE) تماماً كما في التراكيب الكيماوية العضوية، وهو بالتالي ليس (مجموعة ذرات) و (كومة أشخاص) ونحن نعلم من الكيمياء العضوية، أن تغيير فاعلية مركب، من وضع إلى وضع، يتم من خلال السيطرة على تغيير نوعية العلاقات الكيمياوية الداخلية، ويبقى (الكم الذري) كما هو بدون نقص أو زيادة، فينقلب المركب الخامل إلى فعاِّل وبالعكس، والدواء إلى سم زعاف، والسم إلى ترياق، كما حصل مع باول ايلريش (PAUL EHRLICH) بعد (606) من المحاولات؛ لقلب التركيب الكيماوي لبعض الأصبغة، فتحول المركب السام في النهاية إلى ترياقٍ وعقارٍ، لمعالجة داءٍ فتكَ بالجنس البشري أكثر من أربعمائة(400) عاماً هو (الإفرنجي ـ SYPHILIS)
كيف يبدأ المرض في المجتمع؟؟
كيف يتحول المركب إذاً؟ كيف ينقلب في وظيفته؟ بل وكيف يمرض المجتمع؟؟
كلها تحدث بنفس الآلية (تغير طبيعة العلاقات الداخلية بين العناصر الأولية)، فإذا (تورّم) الأفراد وتحولوا إلى (قوارض اجتماعية) تلتهم الشبكة الاجتماعية، انحدر المجتمع صوب الفناء والموت، وبنفس الآلية التي يموت فيها الأفراد.
ولكن علينا أن نتأمل هذه الظاهرة جيداً؟
فما الذي يحدث عند موت الفرد؟
دعنا نتأمل ظاهرة (الفك والتركيب) في أي موجود تحت أيدينا، مثل الكرسي والطاولة، أو السيارة؟
كيف نسمي الطاولة (طاولة)؟ أم كيف نمنح لقب الكرسي لـ (الكرسي)؟ أو السيارة لـ (السيارة)؟ إنها كائنات اعتبارية بوظائف أكثر من مواد أولية؟
إن هذا يرجع ليس لـ (القطع أو الأجزاء) التي تشترك في تركيب الطاولة أو الكرسي، فضلاً عن السيارة!!
كيف يتحول المركب إذاً؟ كيف ينقلب في وظيفته؟ بل وكيف يمرض المجتمع؟؟
كلها تحدث بنفس الآلية (تغير طبيعة العلاقات الداخلية بين العناصر الأولية)، فإذا (تورّم) الأفراد وتحولوا إلى (قوارض اجتماعية) تلتهم الشبكة الاجتماعية، انحدر المجتمع صوب الفناء والموت، وبنفس الآلية التي يموت فيها الأفراد.
ولكن علينا أن نتأمل هذه الظاهرة جيداً؟
فما الذي يحدث عند موت الفرد؟
دعنا نتأمل ظاهرة (الفك والتركيب) في أي موجود تحت أيدينا، مثل الكرسي والطاولة، أو السيارة؟
كيف نسمي الطاولة (طاولة)؟ أم كيف نمنح لقب الكرسي لـ (الكرسي)؟ أو السيارة لـ (السيارة)؟ إنها كائنات اعتبارية بوظائف أكثر من مواد أولية؟
إن هذا يرجع ليس لـ (القطع أو الأجزاء) التي تشترك في تركيب الطاولة أو الكرسي، فضلاً عن السيارة!!
جدلية الشكل والوظيفة؟
فلو أمسكنا بالكرسي و(فككَّنا) الأجزاء عن بعضها، لم تعد الطاولةُ (طاولةً) ولا السيارةُ (سيارةً)؟! والسبب هو أن السيارة تأخذ (وظيفتها) و (شكلها) الذي يمنحها الاسم، من (اتصال القطع) و (تلاحم الأجزاء) فتقوم السيارة بوظيفة محددة من مثل الحركة لنقل الركاب والأمتعة. كذلك الحال في الكرسي الذي نجلس عليه، فإذا التأمت قطعه، وتضافرت عناصره الأولية، لتؤدي وظيفة (الجلوس) عليه، استحال إلى كرسي، أما قطعه الأولية فليس لها اسم.
وأجسادنا هي تركيبٌ من هذا النوع ومعقدٌ للغاية، والذي يحدث في الموت، شبيه بما يحدث للكرسي عندما تتناثر قطعه، وتعود إلى سيرتها الأولى، أو للسيارة عندما تُفكَّك وترجع إلى وحداتها الأولية.
وأشار القرآن إلى هذه الحقيقة عندما قال:
(قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ)؟!
فالجسد الذي يتحلل إلى عناصره الأولية لا ينقص منه شيء، وبَدَنُنَا في الواقع مكون من برميل ماء، ومقدار من الحديد يكفي لصناعة مسمار صغير، وقبضةٍ من الكلس، وكمية من الكبريت تكفي لرأس عود ثقاب، وحفنة من الفسفور، وآثارة من اليود والنحاس، وبقيةٍ تافهة من الفسفور المتقد، وكميةٍ من الغازات التائهة!!
فنحن كـ (مواد أولية) في (ثمننا) لا نساوي شيئاً مذكوراً، ولكننا في تركيبنا الإنساني لا يصل إلينا (سعر)؟! ومن باع نفسه بالذهب يعتبر تاجراً في منتهى الغباء!!
وعندما يموت الفرد بيولوجياً؛ فإن البدن يتحلل بعد فترة ليرجع إلى دورة الطبيعة.
ولا غرابة عندما نسمع أبو العلاء المعري ينشد:
رب لحدٍ قد صار لحداً مراراً ضاحكٌ من تزاحمِ الأضداد
خفِّف الوطءَ ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجســــــاد
إن العنصر الواحد مثل حديد الدم، أو فسفور المخ، أو يود الدرق، أو كلس العظام؛ مصيره في النهاية إلى التراب، إلى دورة الطبيعة، ليعاد تشكيله واستخدامه من جديد، في غاية جديدة، ونشأة مستأنفة، وعالم محدث، وخلق مبتكر.
قد يكون بشراً جديداً، أو أنسجة حيوان، أو محتويات خلية نباتية، وغاز الأوكسجين الذي نتنفسه مر في أجساد الديناصورات ونفثته الضفادع وزفرته نباتات لا حصر لها، في دورة جبارة الله محيط بها؛ فأجسادنا الزائلة جاءت من الطبيعة، وهي تيمم شطرها مرة أخرى إلى التراب:
(منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى )
فلو أمسكنا بالكرسي و(فككَّنا) الأجزاء عن بعضها، لم تعد الطاولةُ (طاولةً) ولا السيارةُ (سيارةً)؟! والسبب هو أن السيارة تأخذ (وظيفتها) و (شكلها) الذي يمنحها الاسم، من (اتصال القطع) و (تلاحم الأجزاء) فتقوم السيارة بوظيفة محددة من مثل الحركة لنقل الركاب والأمتعة. كذلك الحال في الكرسي الذي نجلس عليه، فإذا التأمت قطعه، وتضافرت عناصره الأولية، لتؤدي وظيفة (الجلوس) عليه، استحال إلى كرسي، أما قطعه الأولية فليس لها اسم.
وأجسادنا هي تركيبٌ من هذا النوع ومعقدٌ للغاية، والذي يحدث في الموت، شبيه بما يحدث للكرسي عندما تتناثر قطعه، وتعود إلى سيرتها الأولى، أو للسيارة عندما تُفكَّك وترجع إلى وحداتها الأولية.
وأشار القرآن إلى هذه الحقيقة عندما قال:
(قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ)؟!
فالجسد الذي يتحلل إلى عناصره الأولية لا ينقص منه شيء، وبَدَنُنَا في الواقع مكون من برميل ماء، ومقدار من الحديد يكفي لصناعة مسمار صغير، وقبضةٍ من الكلس، وكمية من الكبريت تكفي لرأس عود ثقاب، وحفنة من الفسفور، وآثارة من اليود والنحاس، وبقيةٍ تافهة من الفسفور المتقد، وكميةٍ من الغازات التائهة!!
فنحن كـ (مواد أولية) في (ثمننا) لا نساوي شيئاً مذكوراً، ولكننا في تركيبنا الإنساني لا يصل إلينا (سعر)؟! ومن باع نفسه بالذهب يعتبر تاجراً في منتهى الغباء!!
وعندما يموت الفرد بيولوجياً؛ فإن البدن يتحلل بعد فترة ليرجع إلى دورة الطبيعة.
ولا غرابة عندما نسمع أبو العلاء المعري ينشد:
رب لحدٍ قد صار لحداً مراراً ضاحكٌ من تزاحمِ الأضداد
خفِّف الوطءَ ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجســــــاد
إن العنصر الواحد مثل حديد الدم، أو فسفور المخ، أو يود الدرق، أو كلس العظام؛ مصيره في النهاية إلى التراب، إلى دورة الطبيعة، ليعاد تشكيله واستخدامه من جديد، في غاية جديدة، ونشأة مستأنفة، وعالم محدث، وخلق مبتكر.
قد يكون بشراً جديداً، أو أنسجة حيوان، أو محتويات خلية نباتية، وغاز الأوكسجين الذي نتنفسه مر في أجساد الديناصورات ونفثته الضفادع وزفرته نباتات لا حصر لها، في دورة جبارة الله محيط بها؛ فأجسادنا الزائلة جاءت من الطبيعة، وهي تيمم شطرها مرة أخرى إلى التراب:
(منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى )
الموت هو توقف الوظيفة ليعقبه انحلال الشكل الفيزيائي؟
والذي حصل مع الموت اتسم في الواقع بصفتين جوهريتين، سبقت إحداهما الأخرى، فأما الخلل الأول بعد الموت، والذي يطرأ على الإنسان فهو (توقف الوظيفة)؛ فيتحول الإنسان إلى صورة جامدة، لا يبكي ولا يضحك، ومن حوله يبكون؟
لا يتألم ولا يحس، ومن حوله من المحبين يكاد يغمى عليهم من الألم؟
لا يتكلم ولا يسمع، ومن حوله مذهولا يكاد يتوقف عن النطق من هول المصاب؟
كما عاصرناه وعشناه مع خسارة أحب الناس إلى قلوبنا ليلى سعيد.
فإذا استقرت هذه الحالة انتقل إلى الحالة الثانية وهي (تحلل الشكل) فالميت مثل النائم، يبقى في الفترة الأولى محافظاً على شكله، حاراً ولساعاتٍ بعد الوفاة، كما تبقى بعض الخلايا حية، بل قد تنمو الأظافر شيئاً ما؟!
ثم يسيطر الموت بقاهر جبروته فتبدأ (علاقات) الأنسجة بالتفكك، وانهيار كامل في الجهاز المناعي؛ فتبدأ 500 صنف من الحشرات والهوام والجراثيم في التهام الجثة طبقا عن طبق، مع تغير الوسط الكيماوي من حامضي إلى قلوي وبالعكس، كل فرقة تجهز الجثة بمذاق طيب للفرقة التي بعدها، حتى تصبح الجثة مرقة مخيفة من الفضلات.
يضرب الموت ضربته الكبرى بفك (ارتباطات) الخلايا بالتمزق النهائي، كي يتفكك الجسم تماماً إلى وحداته الأولية.
والمجتمع عندما يبدأ الانهيار في مرحلة الموت يمر ما يشبه هذه المراحل من (شلل الوظيفة) لينتقل بعدها إلى مرحلة (اندثار الشكل ودماره الكاملين) ..
ليتحول في النهاية إلى (كومة) من الأناسي و (خردة) من البشر لا يجمعها رابط، أو يضمها مثل أعلى، أو يحدوها قيم عليا، أو ينتظمها تنسيق مشترك، فيعيش كل فرد لنفسه، أو يتحول الإنسان من معادلة (الشخص) إلى (الفرد) فيخسر ذلك (البعد) الذي منحه إياه المجتمع، حينما أضاف إلى معادلته البيولوجية (المعادلة الاجتماعية)
والذي حصل مع الموت اتسم في الواقع بصفتين جوهريتين، سبقت إحداهما الأخرى، فأما الخلل الأول بعد الموت، والذي يطرأ على الإنسان فهو (توقف الوظيفة)؛ فيتحول الإنسان إلى صورة جامدة، لا يبكي ولا يضحك، ومن حوله يبكون؟
لا يتألم ولا يحس، ومن حوله من المحبين يكاد يغمى عليهم من الألم؟
لا يتكلم ولا يسمع، ومن حوله مذهولا يكاد يتوقف عن النطق من هول المصاب؟
كما عاصرناه وعشناه مع خسارة أحب الناس إلى قلوبنا ليلى سعيد.
فإذا استقرت هذه الحالة انتقل إلى الحالة الثانية وهي (تحلل الشكل) فالميت مثل النائم، يبقى في الفترة الأولى محافظاً على شكله، حاراً ولساعاتٍ بعد الوفاة، كما تبقى بعض الخلايا حية، بل قد تنمو الأظافر شيئاً ما؟!
ثم يسيطر الموت بقاهر جبروته فتبدأ (علاقات) الأنسجة بالتفكك، وانهيار كامل في الجهاز المناعي؛ فتبدأ 500 صنف من الحشرات والهوام والجراثيم في التهام الجثة طبقا عن طبق، مع تغير الوسط الكيماوي من حامضي إلى قلوي وبالعكس، كل فرقة تجهز الجثة بمذاق طيب للفرقة التي بعدها، حتى تصبح الجثة مرقة مخيفة من الفضلات.
يضرب الموت ضربته الكبرى بفك (ارتباطات) الخلايا بالتمزق النهائي، كي يتفكك الجسم تماماً إلى وحداته الأولية.
والمجتمع عندما يبدأ الانهيار في مرحلة الموت يمر ما يشبه هذه المراحل من (شلل الوظيفة) لينتقل بعدها إلى مرحلة (اندثار الشكل ودماره الكاملين) ..
ليتحول في النهاية إلى (كومة) من الأناسي و (خردة) من البشر لا يجمعها رابط، أو يضمها مثل أعلى، أو يحدوها قيم عليا، أو ينتظمها تنسيق مشترك، فيعيش كل فرد لنفسه، أو يتحول الإنسان من معادلة (الشخص) إلى (الفرد) فيخسر ذلك (البعد) الذي منحه إياه المجتمع، حينما أضاف إلى معادلته البيولوجية (المعادلة الاجتماعية)
موقع المواطن العربي من المعادلة السابقة؟
الإنسان العربي كفرد لوحده ذكي يأخذ (120 %) في امتحانات الذكاء (IQ) ويحتال على حل مشاكله ببناء العلاقات الشخصية، واصطياد الفرص؛ فمنذ عصر الحجاج انقلب المجتمع إلى قبيلة من الصيادين؛ فلم تعد الخدمات العامة حقاً دستورياً للمواطن، بل وجب اصطيادها بصنارة تناسب حجم الصيد.
المواطن العربي يركض منذ عصر المماليك، مثل المجنون، لمعالجة قضايا تزداد رسوخا وارتفاعا، بما يعجز عن القفز فوقه أي حصان عربي رشيق؟
فإذا أضيف لها الديكتاتورية كان البلد بيد عصابة في غابة؟ أو عصابة من القراصنة تدفع اليخت إلى مراتع سمك القرش وجزر المرجان؟
مواطن لا ينقصه سوى أنه لا يعيش في مجتمع ؛ بقايا مجتمع، شبه مجتمع، وشبح مجتمع.
مواطن بلا وطن .
المواطن العربي لا يرى المشاكل بل يصطدم بها اصطداماً، كما ينطح الأعمى الجدار، فيجرح رأسه ولا يتعلم من خطأه، بما لا تفعله الاميبيا؛ وجحش الزبداني؟ فيسرع إلى الحلول الجاهزة والسريعة، لمشاكل في حجم الجبال تعس من قرون، ويعمد إلى شراء آلة لا يحسن استخدامها، وسيارة يسوقها على نحو إجرامي، ويعجز عن صيانتها، ولا يفكر في تطويرها .
إنه كما يقول النيهوم رحمه الله؛ يعالج قصر القامة بلبس بذلة طويلة، وتسلق الجبل بتسلق ظل الجبل؟
إن عادة تسلق الظلال غير حميدة!!
الإنسان العربي كفرد لوحده ذكي يأخذ (120 %) في امتحانات الذكاء (IQ) ويحتال على حل مشاكله ببناء العلاقات الشخصية، واصطياد الفرص؛ فمنذ عصر الحجاج انقلب المجتمع إلى قبيلة من الصيادين؛ فلم تعد الخدمات العامة حقاً دستورياً للمواطن، بل وجب اصطيادها بصنارة تناسب حجم الصيد.
المواطن العربي يركض منذ عصر المماليك، مثل المجنون، لمعالجة قضايا تزداد رسوخا وارتفاعا، بما يعجز عن القفز فوقه أي حصان عربي رشيق؟
فإذا أضيف لها الديكتاتورية كان البلد بيد عصابة في غابة؟ أو عصابة من القراصنة تدفع اليخت إلى مراتع سمك القرش وجزر المرجان؟
مواطن لا ينقصه سوى أنه لا يعيش في مجتمع ؛ بقايا مجتمع، شبه مجتمع، وشبح مجتمع.
مواطن بلا وطن .
المواطن العربي لا يرى المشاكل بل يصطدم بها اصطداماً، كما ينطح الأعمى الجدار، فيجرح رأسه ولا يتعلم من خطأه، بما لا تفعله الاميبيا؛ وجحش الزبداني؟ فيسرع إلى الحلول الجاهزة والسريعة، لمشاكل في حجم الجبال تعس من قرون، ويعمد إلى شراء آلة لا يحسن استخدامها، وسيارة يسوقها على نحو إجرامي، ويعجز عن صيانتها، ولا يفكر في تطويرها .
إنه كما يقول النيهوم رحمه الله؛ يعالج قصر القامة بلبس بذلة طويلة، وتسلق الجبل بتسلق ظل الجبل؟
إن عادة تسلق الظلال غير حميدة!!
التعليقات