صهوة الوله!

تطل عليه من نافذتها المعلقة بين الأرض والسماء

كسحابة حبلى بالبرق والماء والرعد

يبحلق فيها وقد أظناه الذبول كشجرة تكاد أن تموت بفعل الضمأ

وكلما إقترب هطولها

جاء الخريف وتساقطت أوراقه.

وتغلق نافذتها

ثم تختفي كالشمس حين تودع النهار

وهو يعود الى أحضان عتمته كالليل في غياب الأشعة.

بينه وبينها : مسافة... تتعانق فيها المفردات لترسم البوح :

غيمة عطر.. وشجرة ذابلة.

قال لها : ذات أثير:

لماذا تختارين السكن في الفضاء؟!

قالت : كي أتجنب خطر الجاذبية

أخاف أن يجذب عشبك الضمآن سحابتي المفعمة بالمطر

وأنا لا أحب الهطول فوق الأماكن الجرداء من إخضرار.

قال: لولا المطر لما كانت هناك أماكن خضراء

قالت: قبل أن يهطل المطر على المكان... لابد للمكان أن يزهر حبا..

قلبك مكان... فليتعلم كيف يحب أولا... كي ترومه السحائب.

قال : لا أستطيع أن أحب.. فلتهطل سحائبك فكرا كي أراك!

قالت : قلبك مفتاح عقلك.. وعقلك مفتاح الكون

ولايمكن لقلب لم يسكنه الحب أن ينسجم مع عقل يشاركه الجسد.. سوى : أن يؤدلجا الكراهية لتكون هي الجنة البديلة.... لذلك لن تراني.. قبل أن تنسجم مع ذاتك عقلا ووجدانا.

هذا الكون الذي تعيش فيه... يعيش فيك

فتعلم كيف تسبر أغوار كونك.. لتملك الكون كله.

تعلم كيف تحب نفسك كي تحبني.

قال : أليست هذه دعوة لمحبة الذات؟!

قالت : دعك من خرافة حب الذات.. وهل يستطيع من يكره نفسه أن يحب ماهو أبعد منها؟!

أتمطر السحابة قبل أن تفيض بالحب... المطر؟!

أيتدفق النهر... جافا من العطاء؟!

وفي غمرة الحوار الأثيري.. شهقت!

قال لها : مابك... سلامتك؟!

قالت : هل أحببت نفسك؟

قال: نعم.. ولأول مرة في حياتي.. الآن.. فما أدراك بذلك؟!

قالت : أحببتك!

وتعانقت.. في الأثير

الوردة.. والقلم

المسرح.. والأغنية.. والجمهور

البوح.. والعطر.. والشغف!

وسقط السيف من يد العاشق لحظة إمتشاقه صهوة الوله