مقالتي اليوم هي تكمله لمقالتي السابقه (إقليم كردستان غارق في بحرالفساد والديون حتى قمة رأسه)، التي كتبت عنها باختصار، وكانت عبارة عن حوار دار بيني وبين السيد ( شيروان أحد باعة الحلويات المتجولين في مدينة هه ولير) ونقلت بكل صدق وامانة وموضوعية همومه وحديثه عن عجز الموازنة وتطبيق سياسة التقشف على الفقراء والمهمشين ، وتبعات الازمة المالية التي تعصف بالإقليم والتي تمثل في تقليص رواتب الفئات الاجتماعية الفقيرة وأصحاب المداخيل الضعيفة والهشة الذين يشكلون نسبة( 28.60% )من مجموع سكان الإقليم البالغ عددهم نحو( 5) ملايين نسمة.
اضافة الى حديثه عن الفساد الإداري والمالي وهدر المال العام ونهب ثروات الإقليم، من قبل بعض كبار المسؤولين والحكوميين في إقليم كردستان.
في البداية اود ان أشكر قرائي الأكارم على تجاوبهم وتعليقاتهم على مقالي المذكور ، لفت نظري واستوقفني أحد المعلقين الذي انتحل شخصية واسم ( فارس عبود) والذي شك كعادته بمصداقية وحقيقة المقال و(اتهمني زورا وبهتانأ باللاوطنية والخ من هذه المصطلحات البائسة ) في حين يعرفني ( عبود ) حق المعرفة واعرفه ايضأ ولكن لا اعرف حقأ السبب الحقيقي الذي يجعل ان يكتب ( عبود ) مداخلاته باسماء مستعارة ووهمية لا باسمه الحقيقي.... ففي كل مرة يقبع ويتستر( عبود خلف اسم مستعار على سبيل المثال لا الحصر ( فارس عبود ، د احمد الشاهر واسماء كثيرة اخرى ) ، واعتقد من غير المنطقي أن يتستر المرء باسم مستعار عندما يكون واثقاً من نفسه وقدراته وإمكاناته وصحة رسالته وصدقه ، فمثل هؤلاء كمثل النعامة التي تظهر عوراتها وتخفي رأسها في التراب لتشعر براحة الضمير.
يقول ( فارس عبود) في مداخلته بعنوان ( انتم في حالة حرب ):
(هناك مفهوم المواطنة الذي يتبلور بشكل واضح وحقيقي ايام الكوارث والحروب، حيث تتوحد كل الجهود من اجل انقاذ البلد وتحقيق النصر للحفاظ على حياة وكرامة الشعب خاصة وان داعش استهدفت العراق والاقليم وشعبيهما. لا اعرف كيف يتصرف ويكتب البعض خارج هذا المفهوم من الحرص الوطني والتعالي على الجروح لاجل مصالح البلد العليا، فحينما نقرأ للكاتب اعلاه او امثاله من المسيئين لاوطانهم وشعوبهم التي تخوض حربا مصيرية من خلال مقالات مضللة ومبالغة تفعل فعلتها في تقزيم الوطن والتشهير به من خلال جلد الذات وتهبيط المعنويات لدى الاهالي الذين يقاتل ابناؤهم في جبهات الحرب الكاتب اعلاه لم نقرأ له يوما اي نص يتغنى فيه بوطنه، بل نراه دائما كئيبا محبطا مضللا كأنما الدنيا كلها باطل وشر وهو كنفشيوس عصره اتق الله يااخي واحترم شهادة والدك واترك اللطم وشق الخدود والجيوب فالعراق وكردستان تخوض اليوم اشرس معركة انسانية حضارية ضد اتباع من قتل اباك وغيره من مئات الالاف من شعوب العراق) ( انتهى الاقتباس)
وهنا اود ان اوضح للقاريء الكريم وتحديدا للسيد(عبود ) بعض النقاط التي لابد من الوقوف عليها وبعجالة:
١ـ يا (سيد عبود) ، عندما تقول (انتم في حالة حرب )، يعني (نحن ) وليس (انت وامثالك من الاعلاميين الحزبيين المستفيدين من خيرات وصدقات الاحزاب الحاكمة في الإقليم ) ،لهذا اسمح لي ان اكرر دعوتي لك مرة اخرى وانت (كاتب واعلامي ) لتأتي معي وترى بام عينك الفقراء والمحتاجين في مراكز تجمع النفايات والتي تقع على بعد كيلومترات من مركز محافظات الإقليم ، وهنا اعني ما اقوله وادعوا معك ايضأ رئيس الحكومة والوزراء وعوائلهم واطفالهم وخدمهم وحشمهم ليزوروا مراكز النفايات في المحافظات ( اربيل ، السليمانية ، دهوك ، حلبجة )، حتى يروا الحقيقة بام اعينهم ويقارنوا حياتهم وحياة عوائلهم واطفالهم الذين يعيشون في الرفاهية والنعيم مع حياة ضحايا سياسات الفرهود والنهب والتقشف ) في بلد تحته انهار من النفط وحكومتنا الرشيدة عاجزة عن دفع رواتب موظفيها.
٢ على (السيد عبود ) ان يعي جيدا بان مهمة الصحفي الحقيقي هي كشف الحقائق لا مساندة الحكومة والاحزاب المتنفذة والفاسدة والتصفيق لهم كما يفعل (عبود ) ومن يدور في فلكه من اشباه الاعلاميين؟
٣ اقول (للسيد عبود )، لقد تربيت في كنف اسرة يشهد لها القاصي والداني بالوطنية وحب الوطن والتضحية ، ومعروفة بنضالها منذ الاربيعنات من القرن الماضي ، ويشهد على صحة كلامي جميع الوثائق الصادرة من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة ( الملكية والجمهورية ) ودوائرها واجهزتها الاستخباراتية والتي وثقت احكامها القراقوشية بحق (والدي والدتي وعائلتنا بشكل عام)، لنضالنا في صفوف اعرق حزب عراقي يساري علمنا وعلم الشعب منذ تاسيسه في اذار( ١٩٣٤ ) أبجدية النضال والوطنية والتضحية بلامقابل وعزز الفكر النضالي لدينا ، وعليه يا(سيد عبود) انا لست بحاجة الى مزايداتك الرخيصة ومحاضراتك عن (حب الوطن و الوطنية و المواطنة والتضحية بلامقابل).
٤ اذا كان قول الحق يعتبر( خيانه )في قاموسك السياسي يا (سيد عبود ) ، واذا كان كشف الحقائق وتقديم المعلومة الصحيحة للمواطن البسيط بكل تجرد وموضوعية يعتبر (اللاوطنية ) فسجل بدون تردد اسمي في قائمة المطلوبين بتهمة( الخيانة العظمى). لاني امثل صوت الفقراء والمهمشين والمظلومين من ابناء شعبي ولا يشرفني ان امثل السلطة الفاسدة التي تسرق وتنهب اموال الشعب المغدور.
٥ـ يا (سيد عبود) ، ان من يسيء لوطنه ولشعبه هم الذين يسكتون سكوت الموتى عن اخطاء وتخبطات حكوماتهم ، وليس الذين يكتبون ويضعون النقاط على الحروف ويقترحون البدائل ، وذلك لغرض تشخيص منابع الاخطاء وخلفياتها واثارها وتبعاتها الخطيرة على بلدهم،معتمدين على الوثائق والمعلومات الموثوقة ( المحلية والدولية) وعلى معايشتهم الميدانية مع الاحداث.
٦ انا ولدت من اجل ان اكون خادمأ لوطني واناضل من اجل سعادة شعبي وليس (اتغنى بوطني كما كتب السيد عبود ) ، وعليه اقول كان عليك يا (سيد عبود) قبل ان تطلق احكامك جزافأ وتتهمني وتهاجمني بهذه الطريقة البائيسة ، كان عليك ان تراجع ارشيف مقالاتي بضغطة زر واحدة فقط و بدون عناء وتقارن (كتاباتك او بالاحرى انشاءتك الحزبية التي عموما تبين الى اي حد هو مستوى ثقافتك الحزبية ) مع مئات المقالات والدراسات الميدانية وسلسلة من الابحاث التي كتبتها( باللغة الكردية والعربية والانكليزية والدانماركية اضافة الى (كتب وكراسات) من تاليفي وباللغات الاجنبية عن الانفال والسموم الصدامية وثقت كشاهد عيان ماساة شعبي ووطني والظلم الذي لحق بابناء شعبي في زمن صدام حسين وحزبه الفاشي ( اضافة الى نصوص ادبية وقصص وقصائد ولوحات تشكيلية وصفحات مشرفة عن نضالي السياسي والعسكري وحقائق عن جريمة الانفال وحلبجة خاصة )، لتعرف من هو (كئيب و محبط ومضلل وانتهازي وطفيلي ومهرج).
٧ يا (سيد عبود ) ، لا احد يتحمل مسؤولية واقعنا المزري واخطاءنا غيرنا نحن ، وان أحد أهم الأسباب التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه، هو (سكوتك وصمتك وصمت اشباه الاعلاميين من امثالك ) تارة بحجة (داعش وأشباهها) وتارة بحجة السيد (نوري المالكي) ، اضيف الى ذالك عدم كفائة وتقصير السياسيين (ولا استثني منهم احد اطلاقأ من اعلى الهرم الى اخر خدم )، وخاصة الذين كدسوا وجمعوا ثرواتهم على حساب الوطن والمواطن الكردي المغلوب على امره ، مستخدمين ابشع وأقذر الأساليب لتحقيق وتثبيت مصالحهم الشخصية والحزبية. ( راجع تصريح بعض من القيادات الاحزاب الكردية )
٨ يجب ان تعرف جيدا يا( سيد عبود) بان تجربة الإقليم بكل اخفاقاتها وتخبطها هي ثمرة نضالنا السياسي والعسكري و تضحياتنا الجسيمة ونضالاتنا وصبرنا وصمودنا امام المد البعثي الشوفيني وعليه ان حرصنا على تجربة الإقليم يحثنا دومأ ان نضع المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات الشخصية والحزبية الضيقة ، وان نضع الإصبع على الجرح و نشخص الأخطاء مع وضع الحلول المناسبة لمعالجة الاخطاء،ونعمل بعيدا عن لغة الشعارات التي لا تنسجم مع الواقع، ولا تحاكي طبيعة التحديات التي تواجهنا اليوم وفي جميع النواحي..
وهذا باعتقادي هو الضمانة الرئيسية لنجاح جهودنا المتواصلة لبناء البشر قبل بناء الحجر وليس العكس او وليس كما تريده انت يا (سيد عبود)...!!
٩ يا (سيد عبود) حاول قدر الامكان ان تبتعد عن (تقديس الاشخاص والطاعة الحزبية العمياء والشخصنة والاستكبار وسياسة التضليل والبدع الفاسدة والتخوين والشكيك بالاخر زورا وبهتانأ ) لان هذه الصفات تحجب عنك نور الحقيقة بالرغم من شدة وضوحها....وحاول ان تطوي صفحة (التشكيك والتخوين والانتقاص) من الاخرين لاسباب حزبية ومصالح شخصية ضيقة.
١٠ بما انك يا (سيد عبود )كتبت في مداخلتك عن والدي الشهيد وقلت لي بان (احترم شهادة والدي ): اقول لك حقيقة ضعها امام عينيك وخاصة عندما تقرأ كتاباتي من الان فصاعدا اقول: هل تعرف بان والدي دفع دمه ثمن مبادئه وجراءته وصراحته الزائدة في قول الحق؟!، وعليه اوعدك ان احترم شهادة والدي كما وصيتني و(اقول الحق مثله ولا شي غير الحق مهما كلفني الامر) ، اوعدك يا (سيد عبود) باني سوف استمر في كشف الحقائق واقدم المعلومة الصحيحة للمواطن البسيط بكل تجرد وموضوعية ومهنية وبدون رتوش واضع المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات الشخصية أو الحزبية وساظل احارب الفاسدين والناهبين والسارقين لثروات بلدي بلا هوادة من اجل ( بناء اقليم قوي وديمقراطي بعيد عن سياسة التحجيم وكتم الاصوات والغاء الاخر و التضييق ضد أي جهة أو فئة أو حزب) واستمر في نضالي من اجل (ترسيخ ثقافة المساءلة والمحاسبة والنزاهة والشفافية ومن اين لك هذا؟).
وفي الاخير أكرر ما سبق وأن أكدت عليه سابقا ، انا مهتم بالحياة السياسية في إقليم كردستان وتنميتها وتطويرها ومع إشراك عدد أكبر من الناس (الكفوئين و المفكرين والاكادميين والمثقفين والعقلاء المستقلين ) وهنا اضع خط احمر عريض تحت كلمة ( المستقلين ) الذين ينادون بالاصلاح الحقيقي والتعبير عن حرية الرأي وقبول الاخر وتشجيعهم على الانخراط فيها ليكونوا مؤثرين وشركاء فاعلين في عملية صنع القرار وتحمل المسؤولية فالإقليم هو وطن الجميع وليس مكاناً لهذا (الواعظ او ذاك الحزب).
فارجوك يا (سيد عبود) ان لاتخلط الاوارق عمدا ، واعرف جيدا بان (الانتماء للوطن ليس بالأقوال وإنما بالأفعال، والعمل، وبذل الجهد من أجل الوطن والشعب)
الوطنية ليست شعارات وأغاني وطنية و اقصاء الاخر والتفرد بالسلطة ولافتات مكتوب عليها عبارات تمجد الوطن والرئيس ، بل هي حقوق بالدرجة الأولى.، فليس من العدل والانصاف أن يبقى الشعب يعيش في ظل هذه الظروف القاسية، التي تهدد كيانه ومستقبله بحجج واهية.
اخيرا اذكر السيد عبود واقول له بصوت واضح وصريح: ( من اخفى علته قتلته).
اختتم مقالتي بمقولة الزعيمة السياسية الامريكية ( إليانور روزفلت) في هذا الجانب قد تختصر كل المعاني وهي: ( العقليات العظيمة تناقش الافكار، وتلك العادية تناقش الاحداث ، أما الصغيرة فتناقش الأشخاص).
التعليقات