مواقف المملكة العربية السعودية من القضية الفلسطينية مواقف ثابتة لا تقبل المساومة ولا تعتمد على ردود الفعل ولا على المواقف السلبية للفلسطينيين من قضايانا.

حيث تعتبر المملكة العربية السعودية أكبر مانح للفلسطينيين وما تزال الأكبر. عندما اختار الفلسطينيون مسار السلام ممثلين بالسلطة الفلسطينية دعمت الخيار الفلسطيني. وعندما بدأ التلكؤ الإسرائيلي الذي اتخذ من وجود حماس ذريعة للتنصل من تعهداته قدمت المملكة مشروع السلام الذي يقوم على أساس حل الدولتين على أن تكون القدس عاصمة لفلسطين.

لكن الفصائل الفلسطينية ممثلة بحماس والجهاد الإسلامي خونوا المملكة ورفضوا الدخول في مفاوضات جديدة واتهموا المملكة بالتطبيع. ولأن حماس لاتمثل سلطة شرعية لأنها تمردت على السلطة الفلسطينية الشرعية فإن المملكة العربية السعودية بما تملكه من ثقل سياسي استمرت في محاولاتها لرفع المعاناة عن الفلسطينيين بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية وقطعت في هذا المسار شوطا متقدما لحل الدولتين على أن تكون القدس عاصمة فلسطين.

وبينما كانت المملكة العربية تحرز تقدما لصالح الفلسطينيين وبعدما بدأت الانفراجة، اختارت حماس ومن يدور بفلكها أن تنظم إلى المحور الذي دمر أربع دول عربية باسم القدس، محور إيران- حزب الله – سوريا – الحشد. بدأ يكيل محور المقاومة ومرتزقته من الإعلاميين التهم للملكة العربية السعودية ويعيبون عليها اندفاعها في مسار السلام العادل ويسمون محادثات السلام بالتطبيع.

مقالات الكاتب
اليسار الإسلامي قبلة حياة أم تأكيد وفاة للإسلام السياسي الأويغور سلاح أمريكي ضد الصين

اتفق محور ما يسمى بالمقاومة (المقاومة الكاذبة) على تسليح حماس ودعمها لهدم مسار السلام. جميع الدلائل تشير إلى أنه كان هناك تنسيقا على أعلى المستويات بينها لبدئ عملية طوفان الأقصى ولها هدف واحد فقط وهو القضاء على مسار السلام من دون وجود بديل ومن دون حساب للعواقب والدمار والقتل الذي سيطال أهل غزة. قد يكون محور المقاومة وعد حماس بفتح عدة جبهات على إسرائيل تزامنا مع عملية طوفان الأقصى كجبهة الجنوب اللبناني والجولان ليغريها بالمغامرة.

بدأت عملية طوفان الأقصى واستبشر قادة حماس وكبروا وهللوا.

مني العدو الإسرائيلي بخسائر في الساعات الأولى لطوفان الأقصى لم يعهدها منذ نسأته.

مع انطلاقة طوفان الأقصى خرج الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بتصريح كشف المستور، وقال: "كل سياسات التطبيع منيت بهزيمة كبرى ولم يعد له وجود على أرض الواقع". لكن حدث مالم يكن في حسبان حماس فقد تخلت عنها إيران وحزب الله والحشد الشعبي. صرح خامنئي أن إيران لاتحارب بدلا من أي شعب ولن تخرج خطابات عملائه عن هذا التصريح. زاد الأمر سوءاً أن ردة الفعل الإسرائيلية كانت ماحقة مارست فيه إسرائيل من جرائم الحرب مالم تسبقها إليه دولة ولا منظمة إرهابية بتأييد كامل بل ومشاركة من أمريكا وحلفائها الأوروبيين. قتل أكثر من عشرة آلاف فلسطيني (العدد أكبر بكثير فما يزال الآلاف تحت الأنقاض) ودُمرت غزة وبنيتها التحية وشُرّد أهلها.

بعد ثلاثة أسابيع من القصف المتواصل خرج إسماعيل هنية بتصريح يمكن أن يُطلق عليه انتحار سياسي فقد أعلن هنية أنه على استعداد لبدء محادثات السلام على أساس حل الدولتين وأن تكون القدس عاصمة فلسطين.

نبدأ بمحاسبة إسماعيل هنية وخالد مشعل وبقية زعماء حماس.

  1. مادمتم على استعداد لمحادثات السلام وحل الدولتين وأن تكون العاصمة القدس فلماذا لم تنضموا إلى محادثات السلام العادل التي كانت تقوم بها المملكة العربية السعودية وكان ينادي بأكثر من ذلك بكثير؟
  2. لماذا أبحتم الفضاء الغزاوي للطائرات والصواريخ والقذائف المدمرة وأعطيتم المبرر السياسي للإجرام الإسرائيلي ليقتلوا من الفلسطينيين أكثر مما قتلوا منذ بدء الاحتلال؟
  3. لماذا خونتم السعودية التي قطعت شوطا متقدماً في حل الدولتين على أن تكون القدس عاصمة فلسطين؟
  4. من الذي يشترك مع إسرائيل في المسؤولية القانونية عن قتل آلاف الفلسطينيين وتدمير غزة؟

غزة كتبت بدم الأطفال والنساء والعزل رسالتها الأقوى: لا عزاء لأدعياء المقاومة الخادعة ولا عزاء لمن تاجر بقضية القدس ولا عزاء لمرتزقة الإعلام الذين هاجموا السعودية.