قرار الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وقف برنامج حارس المرمى السابق، أحمد شوبير، على قناة أون سبورت، قرار صحيح وصائب، لكنه متأخر جداً.

القرار يجب أن يطبق على جميع من يحملون لقب (كابتن) أو (لاعب) سابق، ممن لم يستطع استعادة حضوره في أرض الملعب، سواء في التدريب أو إنشاء أكاديمية لكرة القدم، فيتحول فجأة إلى إعلامي، مستخدماً علاقاته، و"ينط" من دون سابق إنذار إلى الشاشات، ويتحول إلى إعلامي رياضي، بينما هو لا يفقه شيئاً عن الإعلام ولا عن فن مخاطبة الجماهير.

فوضى الإعلام الرياضي في مصر تحتاج إلى تدخل فوقي بقوانين تحفظ لمهنة الإعلام رونقها وثقلها ونزاهتها. ويجب أن تلعب نقابة الإعلاميين دوراً واضحاً في حماية مهنة الإعلام، ويجب أن تسعى إلى تشغيل الإعلاميين الحقيقيين الذين درسوا وتمرسوا في مهنة الإعلام، ويعانون من البطالة، في حين أن غالبية اللاعبين السابقين، الذين "يفكون الخط بالعافية"، يرتعون في القنوات الفضائية، مصرية وخليجية، ويجنون الملايين شهريًا. واآسفاه عندما نعلم أن بعض الإعلاميين هم من يعدون ويخرجون ويقومون على أمر برامج الرياضيين السابقيين، من خلف الكواليس، أملاً في الحصول على الفتات الذي يتساقط منها ومنهم.

يجب أن يسند الأمر إلى أهله. أن تكون لاعباً ناجحاً لا يعنى بالضرورة أن تكون إعلامياً ناجحاً، وإلا فمن حق أي شخص يعرف كيفية تسديد الكرة أن يتسيد الملاعب والمسابقات الرياضية.

الإعلام الرياضي في مصر يشعل النيران، ويظل ينفخ فيها حتى تلتهم الجميع، ومنبع خطورته أنه يخاطب الجماهير، وهي غالباً ما تتألف من الشباب والمراهقين، ويثير فيهم الحماسة والتعصب. فلا يعقل أن يكون غالبية من يخاطبون هذه الجماهير يعانون هم أيضاً المراهقة الإعلامية!

إذا استمر أمر انفلات الإعلام الرياضي بسبب "الكباتن" أو اللاعبين السابقين، فمن حق أي "نجار مسلح" أو عامل خرسانة أن ينصب نفسه مهندساً ويخطط ويبني العمارات والمدن، ومن حق أي ممرض أو فني أشعة أن يفتتح عيادة أو معمل أشعة أو مستشفى، وأن يفحص المرضى ويصف لهم الدواء، بل ويجري العمليات الجراحية.

إذا استمرت فوضى الإعلام الرياضي، فلتغلق الدولة كليات وأقسام الإعلام بمختلف الجامعات، وتفضها سيرة بلا تعليم وبلا زفت وقطران!

إذا استمر من يعانون من الأمية، وأقصد بها الأمية الإعلامية، في تصدر المشهد الإعلامي وحصد الملايين من الجنيهات والدولارات شهرياً، فكيف للدولة أن تقنع الشباب والفتيات بأن التعليم هو أساس بناء الشخصية وبناء الأمم.

حسناً فعل مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عندما اتخذ قراره بالإجماع بوقف البرنامج الذي يقدمه أحمد شوبير، ووفقاً للتعاقد الإعلامي معه، فإن قرار الوقف يترتب عليه إنهاء التعاقد فوراً.

وقال بيان الشركة إن مخالفة القواعد المهنية وسياسات المحتوى الخاصة بالشركة أمر غير مقبول، فالشركة المتحدة تضع احترام الرأي العام المصري في مقدمة أولوياتها. وأكد مجلس إدارة الشركة أنَّ الفوضى في قطاع الإعلام الرياضي تستلزم مواجهة حاسمة حرصاً على حق المواطن المصري في إعلام رياضي يحترم الحقيقة ويتوخى الصدق.

وتؤكد الشركة المتحدة حرصها على أن تقدم كوادرها إعلام مهني يحترم المشاهد، وأنها لن تتوانى عن ردع كل من يحيد عن المعايير المهنية التي تلتزم بها منذ بداية تأسيسها.