بدأت أهم الرموز الإرهابية التابعة لإيران في بلدان مختلفة تسقط واحدة تلو الأخرى كما تتساقط أحجار الدومينو متتالية وراء بعضها.

بدأت منذ شهور أمريكا وإسرائيل في قتل أفراد وجماعات إرهابية من التابعين للميليشيات الإيرانية في إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن، عبر المُسيرات الطائرة والصواريخ الذكية والغارات الجوية، بشكل ملحوظ جداً وبلا هوادة، لاقتناص أرواح من تصفهم بالأعداء.

زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، اتجه مباشرة إلى مدينة النجف بعد مقتل مرافقه الشخصي أبو الفضل قرنبش بمسيرة متفجرة على طريق يابوس في ريف دمشق. وفي الأيام القليلة الماضية تم قتل القائد العسكري في حزب الله المدعو فؤاد شُكر بغارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية. ولا استبعد أن يلقى حسن نصر الله المصير نفسه قريباً.

الميليشيات الشيعية الإرهابية في العراق بدأت أمريكا في الأيام الأخيرة بالأعمال العسكرية ضدها، حيث قتلت العديد من رموزها وأفرادها وجماعاتها، ودمرت القوات الأمريكية في الأيام القليلة الماضية معسكرات ومقرات تابعة لجيش الحشد العراقي التابع لإيران.

(أبو فدك) عبدالعزيز المحمداوي، الإرهابي تربية الإرهابي الأكبر الإيراني قاسم سليماني، هو من يحكم العراق الآن. وقد دلت بعض المعلومات الاستخباراتية المنشورة بأن هناك وفداً أمنياً روسياً رفيع المستوى التقى بأبو الفدك في العراق في أواخر شهر تموز (يوليو)، للتنسيق بينهم فيما يخص القضايا المؤثرة الآن على الساحة السياسية الدولية. وأظن أن الإرهابي أبو الفدك سوف يتم قتله أيضاً، ولكن دعونا ننتظر ما ستسفر عنه الأيام القادمة.

أما عن قتل الكثير من عناصر حزب الله اللبناني الإرهابي التابع لإيران في الداخل اللبناني والسوري فحدِّث ولا حرج، حيث استطاعت إسرائيل اقتناص العديد من عناصر القيادات الإرهابية التابعة لإيران بشكل شبه أسبوعي، وأحياناً يكون الصيد الإسرائيلي ثميناً في قتل مجاميع مختلفة من الإرهابيين التابعين لإيران. فعلى سبيل المثال، قامت إسرائيل في أواخر شهر أيار (مايو) الفائت باستهداف موقع عسكري في منطقة الفرقلس بريف حمص الشرقي وقتلت 6 من تلك العناصر الإرهابية. وعلى سبيل المثال أيضاً، في شهر إبريل الفائت قصفت إسرائيل عبر غارة جوية مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، مما أدى إلى مقتل قائدين في الحرس الثوري الإيراني و5 مستشارين عسكريين.

وقد شنت طائرات إسرائيلية في يوم 20 تموز (يوليو) الماضي سلسلة غارات على ميناء مدينة الحديدة غربي اليمن بعد يوم واحد من أول هجوم لجماعة أنصار الله (الحوثيين) على تل أبيب بطائرة مسيّرة. وهذا الهجوم بلا شك سوف يحد بصفة كبيرة من تلقي الحوثيين لأي دعم عسكري ولوجستي قد يتلقونه عبر البحر من إيران.

حكم السياسيون الشيعة العراق منذ 21 عاماً تقريباً، وذلك منذ سقوط حكم صدام حسين، وقد أثبتت الـ 21 عاماً الماضية الفشل الكبير لأولئك السياسيين الشيعة في إدارة بلد عظيم تاريخياً مثل العراق. فقد عجز أولئك السياسيون الشيعة عن توفير أي نتائج محققة من أشكال العيش الكريم للمواطنين العراقيين بمختلف دياناتهم ومذاهبهم، حيث لا أمن ولا استقرار ولا وفرة في الغذاء ولا وفرة في المياه النظيفة ولا وفرة في الدواء ولا الكهرباء ولا سيادة للقانون، مع انتشار القتل والاغتيالات السياسية. لا سيما أن الزمرة الشيعية السياسية في العراق معظمها تخضع لإيران، وكذلك الميليشيات الإرهابية المسلحة في العراق التي تتلقى الدعم الدائم من طهران. تلك التبعية السياسية القذرة لإيران جعلت الأراضي العراقية مستباحة، وجعلت أيضاً الدماء العراقية بجميع انتماءاتها دماء رخيصة تُراق برصاص التصفيات السياسية بكل سهولة عند الخروج عن الطاعة الإيرانية.

المعلومات والمعطيات ومسرح الأحداث السياسية والعسكرية الآن تشير إلى أن الدور الإيراني القذر سوف تُقطع يده من العراق وسوريا ولبنان واليمن، وسوف تتضائل قوة النفوذ الإيراني السياسي والعسكري إلى أن لا يبقى لها دور في قيادة الدولة العراقية. سوف يُدعم هذا الموقف بالعديد من الخطط والمبادرات والاتفاقيات السياسية بين أمريكا وبعض الدول التي يهمها استقرار العراق وبُعده عن السيطرة الإيرانية، هذا علاوة على الدعم الأمريكي للعديد من الشخصيات والأحزاب السياسية التي لا تتفق مع سياسات إيران ولا يستندون إلى قوة الميليشيات العسكرية الإرهابية في العراق.

وفي الأيام القليلة الماضية تم اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، إثر استهدافه بغارة إسرائيلية في طهران كما أذيع في بداية الحدث. لكن هناك معلومات شبه أكيدة أن هنية قُتل عبر عبوة ناسفة تم زرعها في الغرفة التي يسكن فيها بأحد قصور ضيافة الحرس الثوري الإيراني. كما أنه لم تصرح أي جهة رسمية في إسرائيل بتبنيها لاغتيال هنية. كما أنه قبل اغتيال هنية بأيام تم اغتيال قائد الجناح العسكري لحماس المدعو محمد ضيف، بحسب ما أفادت به القناة الإسرائيلية 14. وقبل اغتيال ضيف بأيام تم اغتيال رافع سلامة، القيادي العسكري البارز في حركة حماس.

وفي ربط مقالي هذا بالمقال الذي كتبته منذ أسبوعين تقريباً، والذي كان بعنوان "الحرب المنتظرة"، سوف نجد أن كلا المقالين يُشيران إلى أن الخطر أخذ يتقدم ويقترب من روسيا، خاصة اليوم بعد مقتل الكثير من أولئك الرموز التابعة للميليشيات الإيرانية وحزب الله وحركة حماس، حيث استخدمتهم روسيا كأوراق لعب أحرقتها في ساحة صراعاتها الدولية لتنفيذ وتأمين العديد من مصالحها السياسية والعسكرية.

في نهاية المقال، العالم مُقبل على تغيّرات سريعة ومجنونة لا تسير أبداً لصالح روسيا ولا إيران ومن يتبعها من الميليشيات الإرهابية في عدة دول عربية.