أُقيمت مراسم تعيين وتنصيب مسعود بزشكيان رئيسًا جديدًا للنظام الإيراني في 28 تموز (يوليو). أيد المرشد الأعلى للنظام الإيراني، علي خامنئي، تعيين بزشكيان وعينه بشرط "القدرة على أداء الواجب".
في مرسومه، كتب المرشد الأعلى، بينما انتقد ضمناً "الرئيس غير المتوقع": "أؤكد وأعين الدكتور مسعود بزشكيان الحكيم والصادق والشعبي والمتعلم رئيسًا للجمهورية الإسلامية الإيرانية". ولكن في الجملة التالية ذكر: "أذكرك بأن تصويت الشعب وتأكيدي سيستمران طالما ظل مسارك متوافقًا مع المسار الحقيقي للإسلام والثورة".
وردًا على هذا التأكيد، أكد بزشكيان تمسكه بأطر النظام وذكر روح الله الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وشخصيات رئيسية أخرى في النظام. وقال: "أحترم ذكرى الإمام الخميني و[قائد فيلق القدس السابق للحرس الثوري الإيراني] قاسم سليماني، وأحيي أرواح [الرؤساء السابقين] محمد علي رجائي، وإبراهيم رئيسي، و[رئيس الوزراء السابق] محمد جواد باهنر، وجميع خدم النظام. أنا ممتن للطف وحكمة المرشد الأعلى".
وأظهر بزشكيان أيضًا خضوعه وولاءه لخامنئي، مضيفًا: "إن مهمتي ومسؤوليتي والحكومة المستقبلية هي الالتزام بالرؤية التي حددها المرشد الأعلى والسياسات العامة التي أبلغها".
ولكن خامنئي لم يكتف بهذا الخضوع والعموميات التي ذكرها في المرسوم، بل شرح في خطابه مصطلحي "المسار الحقيقي للإسلام" و"الثورة" الواردين في بيان التصديق. ولضمان مزيد من السيطرة، أصدر التوصيات والأوامر التالية لبزشكيان:
"استغلال القدرة الشعبية الهائلة": وهو ما يعني في ثقافة النظام رفض أي اعتماد على الإصلاحات المرتبطة بالولايات المتحدة.
"العمل الجهادي": على غرار الرئيس الراحل رئيسي، مؤكدًا أن "رئيسي كان ملتزمًا بالعمل الجهادي ولم يكن يعرف ليلاً أو نهارًا"، في إشارة إلى الإعدامات المستمرة؛ ففي عهد رئيسي، وصل عدد عمليات الإعدام إلى رقم قياسي بلغ 834 في عام واحد. وأكد خامنئي أن "مواجهة مؤامرات العدو المعقدة والمتنوعة على مدى الثلاثين إلى الأربعين عامًا الماضية تم تحييدها من خلال العمل الجهادي".
"التفاعل بين أركان البلاد" و"مساعدة المجلس (البرلمان) للحكومة": تعني أن البرلمان يجب أن يبقي الحكومة تحت السيطرة. ودعا خامنئي، بإضافة عبارة "يجب على الحكومة مراعاة حساسيات البرلمان"، بزشكيان وحكومته إلى الخضوع لإملاءات وحساسيات البرلمان. وفي هذا الصدد، ربط خامنئي بزشكيان بالسلطتين الأخريين تحت قيادته وأكد: "إن هذه الاجتماعات لرؤساء السلطات هي فرصة جيدة للغاية؛ أوصي بها، كما أوصيت سابقًا الرؤساء السابقين، ومسؤولي السلطات. الآن، أوصي أيضًا هؤلاء السادة هنا بأخذ هذه الاجتماعات للسلطات الثلاث وتبادل وجهات النظر على محمل الجد. هذه ممارسة جيدة جدًا".
ثم ذكّر خامنئي الرئيس الجديد بدور السلطة القضائية والقوات المسلحة في مواجهة الانتفاضات وقال: "يجب أن يكون للقضاء حضور نشط حيثما دعت الحاجة"، وأضاف: "يجب أن تكون القوات المسلحة حاضرة حيثما تحتاج إليها الحكومة والشعب، وفقًا لواجباتها".
وفي السياسة الخارجية، أمر خامنئي، على غرار وزير الخارجية الراحل أمير عبد اللهيان، أحد أتباع قاسم سليماني، قائلاً: "يجب أن تستمر أنشطة وجهود أمير عبد اللهيان".
وأخيرًا، في استكمال توجيهاته، سلط المرشد الأعلى الضوء على غزة باعتبارها الحل لأزمات النظام، قائلاً: "القضية الأخيرة هي غزة. اليوم، أصبحت غزة قضية عالمية. اليوم، أصبحت قضية فلسطين وغزة قضية عالمية شاملة".
هذا يُظهِر أن خامنئي يخطط لمواصلة الإرث المدمر لرئيسي، والذي يتلخص في زيادة عمليات الإعدام وقمع السكان ومواصلة نشر الإرهاب في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم. ويتجلى هذا في الارتفاع المستمر لعمليات الإعدام والأسلحة التي يتم إرسالها إلى وكلاء النظام الإرهابيين في المنطقة. وهذا دليل آخر على أن الطريقة الوحيدة لتغيير سياسات النظام المدمرة هي أن يُسقط الشعب الإيراني النظام.
التعليقات