مع تصاعد التوتر في المنطقة، وخاصَّة في لبنان، والضربات التي يتلقاها النظام الإيراني وميليشياته، من الطبيعي أن يتصور البعض أنَّ إسرائيل تنوي إسقاط النظام أو لديها القدرة على ذلك. وفي هذه الأثناء، تحركت بعض العناصر المرتبطة، مثل نجل الشاه السابق وأمثاله، على أمل أن يستفيدوا من هذه الأحداث لتحقيق مصالح شخصية. لكن هؤلاء، مهما تحركوا، لن يحققوا شيئاً يُذكر. غير أن الخطر الحقيقي ليس في هؤلاء الأشخاص أنفسهم، بل في القوى التي تقف خلفهم وتسعى لتحقيق مصالحها الخاصة.

نعم، مهما تصاعدت الحرب أو تكثفت الضربات الجوية ضد النظام الإيراني، إلا أن سقوط هذا النظام لن يتم تلقائياً أو من السماء. كما يقول القرآن: "إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ". لذا يجب أن تقوم انتفاضة شعبية على الأرض لإسقاط النظام.

ولهذا السبب، الأهم من أي شيء آخر هو استعداد الشباب الثائر داخل البلاد للانتفاضة وإسقاط النظام بأيدي الشعب والمقاومة الإيرانية. وكما يقول المثل الفارسي الشهير: "لن يحك جلدك مثل ظفرك". فالوصول إلى الحرية وإنقاذ الوطن لن يتحقق إلا بأيدي أبناء الشعب أنفسهم.

لكنَّ القضية الرئيسية تظل أن شيئاً لن يتحقق تلقائياً، ولا يجب على الشعب أن يظن أن أحداً غيره أو القوة الطليعية، أي أبناء هذا الشعب، يمكنه أن يجلب الحرية والعدالة والسعادة.

لذلك، لا توجد دولة أو قوة غير الشعب الإيراني نفسه يمكنها إسقاط النظام. لأن إسقاط النظام يحتاج إلى قوة تضحية على الأرض، ولا يمكن لأي جهة أن تفرض نفسها ما دامت هناك قوة ثورية حية وفاعلة في الميدان.

وفي هذا السياق، قال مسعود رجوي، زعيم المقاومة الإيرانية، في رسالة: "قضايا مثل من هو الرئيس في إيران أو في الولايات المتحدة، وما إذا كان سيبقى أو سيذهب، هي مسائل ثانوية. الأولوية هي للحرب والصراع الذي يراه الجميع بأعينهم". وفي السياق نفسه، قال أحد أعضاء البرلمان الأوروبي: "حتى لو انتهت الحرب غدًا، فإن شيئاً في الجيوسياسية للمنطقة قد تغيّر". وهذا هو الواقع القاسي على الأرض. من الواضح أننا لا نعيش في فراغ أو في عالم ثابت. إذا لم يستطع شباب الانتفاضة الاستفادة من هذه الفرصة، فسوف تضيع. لأن شيئاً لن يتحقق تلقائياً، ولن تستطيع القوى الخارجية أو أتباعها إسقاط النظام، لأن إسقاطه يتطلب قوة ميدانية.

تصدير ما يسمى بالثورة والإرهاب وإشعال الحروب من قِبَل النظام الإيراني هو أحد أعمدة بقائه، وحرب غزة ولبنان، بالنسبة للنظام، كانت محاولة لوقف الانتفاضة.

الآن نواجه استعراضات نجل الشاه السابق الذي قال، بعد بدء الهجمات بين النظام وإسرائيل: "لا تقلقوا، سنسيطر على الأوضاع". وهذا يعني أنه يترقب أن تقوم قوة خارجية بإسقاط النظام. هذا يذكرنا بالمثل المعروف لشخص لم يكن يُسمح له بدخول القرية، ولكنه كان يتبجح ويسأل عن عنوان بيت المختار!

ولكن الجواب هو أن الحل يكمن في الانتفاضة الشعبية، وأنه يجب تدمير قوات الحرس الثوري وتفكيكها.

وقال رجوي في هذا السياق: "إن المناخ الانتخابي وأجوائه الإعلامية وكذلك التطورات السياسية سواء في إيران أو في الولايات المتحدة أو في أي مكان آخر هي بالطبع مهمة لأصحابها، لكنها بالنسبة لنا وشؤوننا تبقى ثانوية. ما يهم حقاً هو انتفاضة الشعب الأسير. ويجب أن يكون الشباب مستعدين للاستفادة من كل التناقضات".

موجز الكلام:
أولاً: إيران على أعتاب تحول كبير، حيث إن الظروف الموضوعية أكثر من أي وقت مضى مهيأة للإطاحة بالنظام، ولهذا السبب يسعى نجل الشاه ويحلم بتدخل خارجي، لأنه لا يملك أي شيء في يده. لأن إسقاط النظام يحتاج إلى أدواته، وهي القوة البشرية المضحية والمنظمة.

ثانيًا: لا شيء يتحقق تلقائيًا. يجب أن نستلهم فلسفة "لن يحك جلدك مثل ظفرك" أكثر من أي وقت مضى، ونعتمد على أبناء الشعب الإيراني المنتفضين المضحين لتحقيق الإطاحة بالنظام.