تنتظر الشعوب ترجمة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وعوده بوقف الحروب. لكن الرجل الأقوى في العالم لم يتطرق في معركة الوصول إلى البيت الأبيض إلى إحلال السلام في الدول والمدن التي تنزف جهلًا وفقرًا وعنصرية!
التاريخ وأحداثه يذكراننا دائمًا بأن قضاء الحروب أن تندلع في منطقتنا، وقدرها ألا تُخمد. وجولة في ذاكرة الدم في الأراضي الفلسطينية، وأفغانستان، والعراق، ولبنان، وسوريا، واليمن، وغيرها من الدول تروي الحقائق كما تروي هواجس المتشائمين من المستقبل ومن الوعود أيضًا.
المعركة الكبرى أمام السيد القديم الجديد للبيت الأبيض هي معركة دولار واشنطن ضد يوان بكين. وتشتت الجبهات والمحطات من شأنه أن يضعف الرئيس المتحفز لإعادة العظمة الأميركية، وكل ما يقال عدا ذلك عن حقوق الإنسان ونشر الديمقراطية وخطط السلام يمكن وضعه في سلة كماليات العظمة وتجملاتها.
في الحرب الروسية الأوكرانية هناك آمال معلقة على تعهد الإدارة الأميركية الجديدة بوقف الحرب، بيد أن التفاصيل لا تزال في دوامة الغموض والوعود، ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن ثلاثة من أعضاء فريق ترامب أن خطة الأخير تقترح تجميد خط المواجهة وإقامة منطقة عازلة "حزام آمن" بعمق 1300 كيلومتر بين روسيا وأوكرانيا تشرف عليها بريطانيا ودول أوروبية، وتقبل كييف ما فقدته من أراضٍ وتأجيل حلم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي عشرين عامًا.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يصر على "حزام آمن" في الأراضي السورية بعمق 30 إلى 40 كيلومترًا على طول حدود بلاده الجنوبية للقضاء على التهديدات التي يشكلها حزب العمال الكردستاني.
في لبنان كما في سوريا وأوكرانيا، سياسة الأحزمة الآمنة، وأخشى أن تتحول إلى أحزمة ناسفة، تبدو هي الحل الأقرب لوقف آلة الدمار الإسرائيلية، إذ يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من خلال سياسة الأرض المحروقة على تشكيل فضاء بري آمن له على طول الحدود مع لبنان تمهيدًا لإعادة السكان في الشمال الإسرائيلي إلى منازلهم.
المناطق الآمنة، كما يحلو لصناع القرار تسميتها، تُجمّد الحروب، تؤجلها، إنما لا يمكن أبدًا أن تكون بديلًا لبيئة السلام الحقيقي بين الشعوب.
- آخر تحديث :
التعليقات