نشأت في أسرة متدينة، فوالدي كان أزهرياً وكان يعمل مدرس لغة عربية ودين في مدرسة المنيرة الإعدادية بحي السيدة زينب بالقاهرة، وكان يتطوع بأداء خطبة الجمعة في المسجد القريب من بيتنا، وفي مرات عدة حضرت الدرس الذي يؤديه في المسجد بين صلاة المغرب والعشاء، وكذلك كان يأتي إلى بيتنا بعض سكان المنطقة لأخذ استشارة أو فتوى دينية أو مجرد نصيحة اجتماعية. لقد كان شيخاً معتدلاً يؤمن بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، إلا عندما يتعلق الأمر بتربيتي، فكان يؤمن بالضرب في بعض الأحيان! وقد استفدت كثيراً من نشأتي الدينية المعتدلة، وأرفض أي نوع من أنواع العنف الذي يرفع لواء الدين.

...

ونحن الآن في عصر الإنترنت والذكاء الاصطناعي، لذلك قررت فتح مكتب للفتاوي (تيك أواي) مجاناً، باستخدام تطبيق الذكاء الاصطناعي الشهير.

وجاءني أول سؤال:

"مات رجل وكان له أخ وكذلك له زوجة، ولم يكن له ولد، ولكن كانت له بنتان، وترك ثروة تقدر بمليون ريال سعودي، فكيف يمكن توزيع تلك الثروة حسب الشريعة الإسلامية؟".

هذه هي الفتوى بموجب الذكاء الإصطناعي:
لحساب توزيع الميراث حسب الشريعة الإسلامية في هذه الحالة، نحتاج إلى تطبيق أحكام المواريث وفق القرآن الكريم والسنة النبوية. التفاصيل هي كالتالي:

الورثة
الزوجة: لها نصيب محدد في حالة وجود فرع وارث (الأبناء أو البنات).
البنتان: لهما نصيب محدد لأنهما من الفرع الوارث.
الأخ: يُعتبر عصبة إذا لم يكن هناك ولد ذكر.

خطوات التوزيع
نصيب الزوجة: الزوجة تأخذ الثُمن (1/8) من التركة لوجود الفرع الوارث (البنتان).
نصيب البنتين: إذا كان لا يوجد وارث ذكر، فإنَّ البنتين تأخذان ثلثي التركة (2/3) بالتساوي لكل بنت.
نصيب الأخ: بعد توزيع نصيب الزوجة والبنتين، يُعطى ما تبقى للأخ باعتباره عصبة.

التوزيع النهائي
الزوجة: 125,000 ريال
كل بنت: 333,333.33 ريال
الأخ: 208,333.33 ريال

وقد حصلت على هذه الفتوى في أقل من 5 ثواني، وقمت بمراجعة الفتوى مع لجنة الفتوى في الأزهر فأكدوا لي صحتها.

وقررت استخدام الذكاء الاصطناعي في تفسير بعض الآيات القرآنية الكريمة مما يطلبه العديد من المسلمين:

وبدأت بالسؤال عن الآية التي يعتنقعها الأخوان المسلمين وغيرهم من الجماعات المسلحة ويعتبرونها أساساً لحملهم السلاح.

سألت الذكاء الاصطناعي: ما تفسير هذه الآية القرآنية، وهل تعتبر من مبررات الإسلام المسلح؟

"واعدوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ".

وإليكم الإجابة:

قوله تعالى: "وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ":

• الله سبحانه وتعالى يأمر المسلمين بالاستعداد بالقوة العسكرية والعدة اللازمة للدفاع عن أنفسهم وعن الإسلام.

• "القوة" تشمل جميع أنواع الاستعداد العسكري، المادي والمعنوي.

• "رباط الخيل" كان في زمان النزول رمزًا للقوة العسكرية المتقدمة، ويمكن تفسيره اليوم بالاستعداد بأحدث الوسائل الدفاعية والتكنولوجية.

"تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ"

• الغرض من الإعداد هو تحقيق الردع، وليس الاعتداء.

• "ترهبون" تعني تخويف العدو من التفكير في مهاجمة المسلمين، لضمان السلامة والأمن.

• المقصود بـ"عدو الله وعدوكم" هم الأعداء المعلنين الذين يحاربون الإسلام والمسلمين.

"وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ"

• يشير إلى وجود أعداء محتملين غير معلومين للمسلمين، لكن الله يعلمهم.

• يُفهم من ذلك أن الاستعداد ليس فقط للحروب القائمة، بل لأي تهديد محتمل.

هل تعتبر الآية مبررًا لما يُسمى "الإسلام المسلح"؟

الإجابة: لا، الآية لا تبرر "الإسلام المسلح" بمعنى الاعتداء أو العنف العشوائي.

توضيح:

1. السياق التشريعي:

• هذه الآية نزلت في سياق الدفاع عن المسلمين في وقت كانت فيه الأمة الإسلامية مهددة من أعدائها.

• الغاية من الأمر بالإعداد هو الردع والدفاع، وليس نشر الإسلام بالقوة أو الاعتداء على الآخرين.

2. مصطلح "ترهبون":

• لا يعني الاعتداء، بل يعني خلق حالة من الردع بحيث يخاف العدو من مهاجمة المسلمين.

• الردع هنا يهدف إلى منع الحرب وحفظ السلام.

3. السلم أولًا:

• الإسلام يفضل السلم على الحرب، كما في قوله تعالى:

"وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا" (الأنفال: 61).

• الحرب في الإسلام مشروعة فقط في حالة الدفاع عن النفس أو رفع الظلم.

4. ضوابط القتال في الإسلام:

• الإسلام يُحرّم الاعتداء على غير المقاتلين، مثل النساء والأطفال والشيوخ، ويحرم الإفساد في الأرض.

• القتال لا يُشرع إلا لدفع الظلم أو رد العدوان: "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا" (البقرة: 190).

الخلاصة:

الآية تأمر المسلمين بالاستعداد العسكري للدفاع وردع الأعداء، لكنها ليست دعوة للاعتداء أو نشر الإسلام بالقوة. الإسلام دين السلام، والحرب في الإسلام مشروعة فقط في حالات الدفاع أو رفع الظلم، مع ضوابط صارمة تمنع الاعتداء على الأبرياء. أي استخدام لهذه الآية لتبرير العنف العشوائي يناقض تعاليم الإسلام.

....

طبعا تفسير الذكاء الاصطناعي (يجنح للسلم) بخلاف معظم الذكاء أو الغباء البشري الذي يؤمن باستخدام العنف ليس فقط ضد غير المسلمين ولكن أيضاً ضد المسلمين الذين لا يؤمنون بفكر تلك الجماعة أو غيرها، وتجد جماعتين مسلحتين كل منهما تستخدم نفس الآية لقتل الجماعة الأخرى والجميع يهتف الله أكبر والجميع يؤمن بأن قتلاه فقط هم الشهداء، أما قتلى الجماعة الأخرى ففي النار.

...

فهل يا ترى نستطيع الاستغناء عن مشايخ الفتاوي وكذلك الاستغناء عن الجماعات المسلحة التي تؤمن بقتل كل من يخالفها في الرأي؟

على العموم أنا جاهز حالياً لاستقبال أي فتوى مجاناً، كل ما أطلبه هو سندويتش فول أو طعمية مقابل كل فتوى أو تفسير!