انعقد في مطلع شهر رمضان المبارك الجاري الاجتماع الأول لمجلس أمناء مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية خلال العام الحالي 2025 برئاسة صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود، نائب رئيس مجلس الأمناء، وحضور أصحاب السمو والسعادة أعضاء المجلس. وقد تم اختيار صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود رئيسًا لمجلس الأمناء خلفًا للراحل الكبير الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز، الذي توفي في الثامن والعشرين من كانون الثاني (يناير) الماضي. ويأتي اختيار الأمير تركي تأكيدًا على استمرار عمل المؤسسة الخيري والإنساني لإكمال المسيرة الخيّرة، منطلقًا من التوجهات الاستراتيجية المستقبلية للمؤسسة في ظل المعطيات المحلية والتطورات التي تشهدها أعمالها، من جهة تنويع مصادر دخلها بهدف تنمية أوقافها وزيادة الصرف على الأعمال الخيرية، مع التأكيد على مساري أعمال المؤسسة، وهما المسار الاستثماري والعمل الخيري.
يحسن بي استحضار ما قاله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد، رحمه الله، مؤسس المؤسسة ورئيس مجلس أمنائها السابق بعد إنشائها، حيث أكد أنه قام بإنشاء هذه المؤسسة لتحقق أهدافًا إنسانية على المستوى المحلي والعالمي، وتتمثل هذه الأهداف في إيجاد حلول إبداعية للتحديات التي تواجه المجتمعات، وإطلاق البرامج والمبادرات طبقًا لأحدث الممارسات. وكان الأمير محمد بن فهد، رحمه الله، قد أطلق الكثير من المبادرات الإنسانية، شملت العديد من الأنشطة الاجتماعية والخيرية والتنموية. ونظرًا لتعدد هذه المبادرات، كان لا بد من مظلة إدارية تحتضنها وتدير أنشطتها وتشرف على تحقيق أهدافها؛ وعليه، فقد تم تأسيس مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية طبقًا لأحكام لائحة الجمعيات والمؤسسات الخيرية في المملكة العربية السعودية، الصادرة بقرار مجلس الوزراء رقم (107) وتاريخ 25 / 6 / 1410هـ، الموافق 23 / 1 / 1990، وبناءً على قرار معالي وزير الشؤون الاجتماعية رقم (59933) بتاريخ 13 / 6 / 1430هـ، الموافق 7 / 6 / 2009. وقد استطاعت المؤسسة منذ تأسيسها تنفيذ العديد من المبادرات الخيرية والتنموية على المستويين المحلي والعالمي، ولاقت نجاحًا كبيرًا، وتركت آثارًا إيجابية كانت محل إشادة الجميع.
إنَّ الكلمات تضيع وسط زحام من المشاعر، غير أنه في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ المؤسسة، لا نملك سوى خالص الدعوات لصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد، رئيس مجلس الأمناء، بالتوفيق والسداد لإكمال مسيرة والده في هذه المهمة غير اليسيرة، لكنها بلا شك ستصغر أمام عزيمة سموه وعزائم الرجال صنّاع الخير في مملكة العطاء والإنسانية، وهم يقتدون بالقيادة الرشيدة في هذا الوطن العظيم المعطاء.























التعليقات