الياس توما من براغ : أكد بحث واسع قامت به منظمة quot; تيسبول quot; التي تضم شرطة المرور من كافة الدول الأوربية أن أفضل السائقين من حيث الالتزام بقواعد السيارة هم سكان الدول الاسكندنافية ولاسيما فنلندا في حين أن أسوأ السائقين في أوروبا يتواجدون في الجمهورية السوفيتية السابقة ملدوفيا .
وأوضح رئيس التجمع رونالد ايلين أن البحث جرى خلال أسبوع في نهاية العام المنصرم وشمل 24 دولة أوربية وقد تم خلاله من قبل شرطة المرور في هذه الدول مراقبة 716000 سائق وقد تبين بان 10000 من هؤلاء السائقين كانوا يقودون سياراتهم تحت تأثير الكحول.

وأكد أن هذا العدد الكبير من السائقين المخمورين هو أمر مقلق غير أن البحث اعتبر ناجحا لأنه يرسل إشارة قوية بان هذا الأمر غير مقبول اجتماعيا وان شرطة المرور في الدول الأوربية سيوحدون جهودهم في مكافحة هذه الظاهر الخطرة على حياة الناس سواء أكانوا من السائقين أم من المشاة .
وأشار إلى أن السائقين في ملدوفيا كانوا الاسوأ في هذا المجال حيث تبين بان كل حادي عشر سائق يقود سيارته وهو مخمور أما في فنلندا فيقود سيارته وهو بحالة الثمالة شخص واحد فقط من بين 620 سائق . وعلى الرغم من أن الشرطة التشيكية تشتكي من عدم انضباطية السائقين التشيك إلا أن البحث الأوربي الواسع أكد أن سائقا من بين كل 68 سائق تشيكي يتعاطى الكحول قبل صعوده إلى السيارة مما يجعل التشيك في المرتبة السادسة عشرة من بين 24 دولة شملها البحث . وأكد رئيس شرطة المرور التشيكية زدينيك بامباس انه لا يمكن له أن يكون سعيدا من نتيجة هذا البحث بالنسبة لتشيكيا ولكنه عبر عن رضاه بان تشيكيا جاءت في مرتبة أفضل من الكثير من الدول الأوربية .

ورأى أن النتيجة الجيدة نسبيا التي عكسها هذا البحث جاءت بفضل الحملة المكثفة التي تقوم بها الشرطة منذ فترة ضد قيادة السيارة بحالة الثمالة لما تشكله هذه الظاهرة من خطر كبير على حياة الناس . وأضاف أن القوانين التشيكية حتى الآن تعتبر معتدلة تجاه العيد من المخالفات على عكس الوضع بالنسبة لشرب الكحول حيث تتصف هذه القوانين بالصرامة لحسن الحظ مشيرا إلى أن الشرطة يمكن لها أن تغرض غرامة مالية بحث السائق الذي يقود سيارته وهو مخمور تصل إلى 15000 كورون أي نحو 625 دولارا إضافة إلى إمكانية حظر قيادة السيارة لعامين في حال التأكد أن العقوبة المالية غير كافية .
وتوقع أن يساهم في تحسن الوضع على الطرقات في تشيكيا بدء العمل في الأول من حزيران يونيو القادم بقانون السير الجديد الأكثر صرامة موضحا أن القانون الجديد لا ينص فقط على العمل بنظام النقاط بحق السائقين الذين لا يلتزمون بقواعد السير وإنما يفرض عقوبات أكثر صرامة بحق السائقين المخمورين .

وأوضح أن الغرامة المالية التي تفرض على السائق المخمور يمكن أن تصل إلى 50000 كورون كما ستعتبر قيادة السيارة تحت تأثير الكحول جرما قانونيا . وكانت أخر إحصائية نشرتها رئاسة الشرطة التشيكية أمس قد أكدت أن نسبة الحوادث التي وقعت على الطرقات التشيكية بسبب تعاطي السائقين الخمر قبل صعودهم إلى سياراتهم شكل ما نسبته 5و4% من كافة الحوادث وقد قتل خلالها 58 شخصا . يذكر أن حصاد الموت على الطرقات التشيكية في العام المنصرم من جراء حوادث السير بلغ 1127 شخصا الأمر الذي يعتبر الأقل منذ 15 عاما غير أن عدد الحوادث ارتفع بمقدار 2800 حادث مقارنه بعام 2004 حيث وصل عدد الحوادث التي وقعت في البلاد إلى 199262 حادث.