بادانج (الفلبين): لا يريد شروين بالستر جهاز تشغيل الاغاني (اي بود) او زوج من الاحذية الرياضية بمناسبة عيد الميلاد ولكنه يريد ان يتلقي اشارات بأن روح ابيه واخيه معه. ويجلس الصبي الفلبيني البالغ من العمر 15 عاما صامتا لساعات وسط مستنقع شاسع من الطين حيث كانت تقبع قريته قبل ان يجرفها الاعصار دوريان مع اسرته.
ويقول بالستر وهو يشير الى الاماكن التي اعتاد ان يلعب فيها مع اخيه وابناء عمومته quot;ربما يحقق لي بابا نويل امنيتي. افتقدهم بشدة. امل ان يشعروني بوجودهم. اريد بعض الاشارات.quot;واهلك الاعصار دوريان قرية بادانج التي كانت من قبل قرية تنبض بالحياة عند سفح البركان مايون على بعد حوالي 320 كيلومترا جنوبي مانيلا بعد أن ادت السيول لتساقط صخور بركانية على المنازل والمزارع في الشهر الماضي.
وفقد بالستر والده سيرافين وشقيقه الاكبر جومار و17 من اقاربه. وهو واحد من كثيرين فقدوا احباءهم في الكارثة التي يخشى ان يكون راح ضحيتها نحو 1200 بينما شردت حوالي 120 الفا.وبينما يجلس بالستر منتظرا يحفر حفنه من الرجال طبقات من الصخور البركانية لانقاذ ادوات طهي وغيرها من المقنيات من منازلهم التي دفنت تحت ما بين مترين الى ثلاثة امتار من الطين والرمل والصخور.
وتطعم سيلانجان سانتاندر طفلتها البالغة من العمر عامين في مدرسة تحولت الى ملجأ ايواء مؤقت تزدحم بمئات من المشردين من بادانح وتقول لرويترز quot;لن يعود عيد الميلاد كسابق عهده ابدا.quot;وتابعت quot;لم يتبق لنا شيء. فقدنا منازلنا. فقدنا مزارعنا واحباءنا. لا نعرف الى متى ستقدم لنا الحكومة الطعام.quot;وفقدت كل أسرة بين اربعة وخمسة من افرادها.
ووسط هذا الحزن والمآسي يبدو من غير الصائب لمن لم تضار منازلهم او اسرهم ان يحتفلوا بعيد الميلاد من خلال تجمعات عائلية تقليدية وتبادل الهدايا والاكلات الشهية.ويقول فلوريان لوسين الذي يدير فندقا صغيرا quot;لا أشعر بروح عيد الميلاد. أشعر بالذنب حين احتفل ومن حولي مازالوا يعانون من اثار الاعصار.quot;ومازالت مناطق شاسعة من منطقة بيكول حيث كانت تقع بادانج بدون كهرباء. وفي مدينة ليجازبي المركز الاقليمي لا تصدح الاناشيد ولا تتدلى الزينات من المنازل والمتاجر كما الغيت حفلات عيد الميلاد.
حتى محطات الراديو تحاشت إذاعة ألحان مبهجة بمناسبة الاعياد.وقال خوان فيلانوفا عضو وكالة مكافحة الكوارث المحلية quot; ليذهب من يريد الاحتفال بعيد الميلاد الى مانيلا ويمكث مع اقاربه.quot;وفي بقية انحاء البلاد سيحتفل الفلبينيون بتناول لحوم الخنزير وكعكة الارز عشية عيد الميلاد بينما لن يتناول سكان بادانح السابقون سوى معلبات اسماك السردين والمعكرونة سريعة التحضير.
وفي اليوم التالي يتجمع من نجا من اسرة سانتاندر لاقامة قداس حيث كان يقف منزلهم.وتقول سيلانجان quot;لن يكتمل عقد اسرتنا مرة اخرى. نريد ان نكون معهم بارواحنا في عيد الميلاد وهو تقليد حافظنا عليه حين كنا اسرة واحدة كبيرة وسعيدة.quot;وفي عيد الميلاد ايضا سيعود بالستر الى منزله الذي كان.ويقول quot;اتمني ان يحقق لي بابا نويل امنيتي في عيد المبلاد. اتوق شوقا لرؤية والدي واخي مرة اخرى.
التعليقات