رغم الاستعدادات للاحتفال برأس السنة الميلادية
عيد الأضحى.. يبقى العيد الأول في الجزائر
مراد عباس من الجزائر :
يأتي عيد الأضحى المبارك في الجزائر و قد استعاد الجزائريون جوّ الأمن و الطمأنينة الذي افتقدوه لأكثر من عشرية بسبب الإرهاب.
و عيد الأضحى أو quot;العيد الكبيرquot; كما يسميه الجزائريون، مناسبة عظيمة لها ما يميزها في هذه البلاد التي تقع في قلب المغرب العربي، حيث تبدأ الاستعدادات لها من خلال انتشار باعة السكاكين و المشاوي و الأعواد التي يوضع فيها اللحم، إذ يكثر هؤلاء الباعة الذين هم شباب في أغلبهم، على الطرقات الرئيسية في العاصمة و في المدن الكبرى، وفي الأسواق الشعبية أين تكثر حركة المواطنين قبيل العيد، و تلقى السلع التي يبيعونها إقبالا كبيرا من المواطنين خاصة و أنها ترتبط بالمناسبة العظيمة.
و لا تلقى ألبسة الأطفال الإقبال نفسه الذي تلقاه في عيد الفطر المبارك، حيث تكتفي العائلات بالألبسة التي اشترتها في العيد الفارط، مع الإشارة إلى أن هذه الألبسة تعرف أسعارا مرتفعة جدا، و هي - كلها تقريبا- مستوردة من بعض الأسواق العربية كسوريا وحتى الاسياوية كالصين و بعض بلدان أوربا.
أما النسوة فتعملن على إعادة تنظيف البيت و تزيينه ترقبا للزوار و الضيوف، فالعيد الكبير مناسبة سعيدة تستغلها العائلات الجزائرية لاستقبال أهاليها و أحبابها و جيرانها.
و المفارقة هذا العام في الجزائر، هي تزامن عيد الأضحى مع رأس السنة الميلادية، و قد ظهر جليا في بعض مدن الجزائر، و بخاصة في بعض المدن الداخلية الكبرى، استعدادات للاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية، من خلال إعادة تزيين واجهة بعض المحلات وفي مقدمتها محلات صناعة الحلويات، ويتسابق الباعة في تقديم بضائع تروق لزبائنهم غير أن عموم الجزائريين لا يعيرون اهتماما لهذه المناسبة التي يرونها بعيدة جدا عن دينهم وتقاليدهم، و يرون فيمن يستعد لها أو يحتفل بها خارجا عن عموم الشعب، لا يحترم دينه و هويته العربية الإسلامية.
و قد أثارت صورة التُقطت لأحد الجزائريين و قد لبس زيّ quot;البابا نويلquot; و هو يركب عربة تجرها غزالتان استهجان الجزائريين، و اعتبروا هذا الأمر شذوذا و خروجا عن خصوصيات المسلمين. و لا تتردد المساجد في الجزائر عن شنّ هجومات حادة على أولئك الذين يُظهرون استعدادات للاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية، خاصة و أن هذه الأمور تحدث في وقت تشهد فيه الجزائر نشاطا للمنصرين القادمين من فرنسا خصوصا و من فلسطين.
و كانت وزارة الشؤون الدينية الجزائرية قد وجهت تعليمات شديدة اللهجة للمنصرين الذين يزاولون نشاطهم خارج الكنائس، طالبة منهم الالتزام بمعابدهم و الدعوة إلى دينهم من داخلها.