لوس انجليس: ربما يكون رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أحد أكثر السياسيين نفوذا في العالم لكنه يحسد حاكم كاليفورنيا ارنولد شوارزنيجر بطل العالم السابق في كمال الاجسام لتمتعه ببنيان قوي.

وبلير في زيارة رسمية لواشنطن وكاليفورنيا والتقى بشوارزنيجر نجم هوليود السابق ايضا لتدشين اتفاقية بين كاليفورنيا وبريطانيا بشأن تقليل انبعاث الغازات التي تسبب ارتفاع درجات حرارة العالم. وقال بلير امام الضيوف اثناء غداء في لوس انجليس يوم الثلاثاء quot;تحدثت هاتفيا مع زوجتي وسألتني عن شعوري اثناء لقائي مع ارنولد شوارزنيجرquot;.

واعترف بلير الذي يمارس تدريبات رياضية والتنس للحفاظ على لياقته البدنية quot;قلت انني أحسده بشدة على قدراته البدنيةquot;. وقال بلير (53 عاما) مازحا أيضا انه دهش عندما علم انه أول رئيس وزراء لبريطانيا في 150 عاما ينجب طفلا شرعيا اثناء وجوده في الحكم. وأنجبت زوجته شيري طفلهما الرابع (ليو) في مايو ايار 2000 .

وكان بلير تعهد في خطاب امام مجلس العلاقات الدولية مواصلة جهوده من اجل تسوية للوضع في لبنان وبشكل اوسع في الشرق الاوسط. وقال quot;لمكافحته (الارهاب) نحتاج الى تحالف معتدل سيؤدي الى مستقبل مختلف يمكن فيه للمسلمين واليهود والمسيحيين، ويمكن للعرب والغربيين وللدول الغنية والبلدان النامية، التقدم على طريق السلام والانسجامquot;. واشاد بلير في لوس انجليس بالجنود البريطانيين الاربعة الذين قتلوا الثلاثاء في العراق وافغانستان. وكان بلير اجرى محادثات مع بوش الاسبوع الماضي في البيت الابيض.


وقال بلير في خطاب امام مجلس الشؤون الدولية في لوس انجليس quot;هناك قوس للتطرف يتمدد حاليا عبر الشرق الاوسط ويلامس دولا تقع على مسافة بعيدة من المنطقةquot;. وقال ان سوريا سمحت لعناصر تنظيم القاعدة quot;بعبور الحدودquot; الى العراق في حين قدمت ايران الدعم لمن وصفهم بـquot;المتطرفين الشيعةquot;. واضاف quot;هدف الارهاب في العراق واضح جدا ومفاده ان ارتكاب المذابح سيقود الى العنف الطائفي وهو ما سيتسبب بدوره في اندلاع حرب أهليةquot;.

وتابع quot;يجب ان نوضح لسوريا وايران ان هناك خيارا بالنسبة لهما وهو الانضمام الى المجتمع الدولي واعتماد نفس القواعد التي نتبعها جميعا او ان تتعرضا الى المواجهةquot;. واضاف ان quot;دعمهما للارهاب وتصديرهما المتعمد لعدم الاستقرار ورغبتهما في ضعضعة المشروع الديمقراطي في العراق خطير وخاطئ وغير مبررquot;.

وفي ما يتعلق بالأزمة بين اسرائيل ولبنان، قال بلير ان quot;هدف الاستفزاز الذي حصل كان خلق الفوضى واراقة الدماء ودفع اسرائيل الى الانتقام بحيث يتم اثارة مشاعر الرأي العام العربي والاسلامي ليس حيال من بدأوا العدوان بل ضد الذين ردوا عليهquot;. واعتبر انه ما زال من الممكن الخروج من الازمة quot;لانجاح قضية الاعتدال في الشرق الاوسطquot;، لكنه قال quot;انه سيكون من السخف عدم مواجهة الضرر الفوري الذي تعرضت له هذه القضيةquot;. واضاف ان كل الجهود ستبذل من اجل وقف الاشتباكات لكنه تابع quot;فور حصول ذلك يجب ان نلتزم باحياء استراتيجية لالحاق الهزيمة بمن يهددناquot;.

quot;تحالف المعتدلينquot;
وقال انه من اجل هزيمة quot;التطرف العالميquot; يجب انشاء quot;تحالف للمعتدلين يرسم مستقبلا مختلفا يمكن فيه للمسلمين والمسيحيين واليهود، وللعرب والغرب، وللدول الغنية والفقيرة ان تحقق التقدم في سلام وانسجامquot;. وتابع ان quot;المعركة ضد التطرف لا يمكن كسبها فقط من خلال الوسائل التقليدية بل من خلال العمل على صعيد القيم جنبا الى جنب مع استخدام القوةquot;. وقال ان هذا يتطلب تغييرا شاملا في هدف الاستراتيجية المعتمدة والتركيز على قضايا الفقر والتغيير المناخي والتجارة وبذل جهود كبيرة لتحقيق السلام بين الاسرائيليين والفلسطينين.

وغادربلير ليل الثلاثاء الاربعاء لوس انجليس عائدا الى لندن بعد ان اجرى محادثات مع الرئيس الاميركي جورج بوش في واشنطن وعقد عدة لقاءات مع اوساط الاعمال في كاليفورنيا. واقلعت طائرة بلير من لوس انجليس عند الساعة الثانية بتوقيت غرينتش من اليوم الاربعاء.