الياس توما من براغ : احتفل يوزيف رينلين البالغ من العمر 92 عاما مع زوجته هيدفيكا البالغة من العمر 84 عاما بالذكرى الخامسة والستين لزواجهما وذلك في دار البلدية بمدينة اوسترافا التشيكية أي في نفس المكان الذي تزوجا فيه قبل 65 عاما .
وقد جرى تنظيم عرس مشابه لعرسهما الأول كررا فيه الإجابة بالإيجاب على السؤال الذي طرح عليهما عام 1941 حول موافقتهما على الاقتران بالشريك الحياتي الأخر
وقال نائب رئيس بلدية المدينة لوبومير كوشيك أن الاحتفال بما يسمى quot; بالزواج الحجريquot; الذي يطلق على من يصمد في الحياة الزوجية 65 عاما متواصلة هو أمر نادر مشيرا إلى ان الاحتفال بالزواج الحجري قبل ذلك لم تشهده المدينة سوى منذ عشرين عاما .
ويعترف الزوج يوزيف بان الزواج لفترة طويلة يتطلب الكثير من الصبر والمحبة المتبادلة بين الزوجين حتى يصمد مؤكدا مع زوجته انه إذا ما حدثت بينهما أحيانا خلافات خلال تلك الفترة فإنها لم تكن تستغرق أكثر من عدة دقائق بعدها يتم التصالح وتجاوز سبب الخلاف.
ويؤكد يوزيف انه خلال الخمسة والستين عاما الماضية لم يجد أي مشكلة في تذكر عيد زواجهما لان يوم الزواج يصادف يوم عيد ميلاد زوجته ولذلك يتم بسهولة تذكر ذلك اليوم مشيرا إلى انه تم اختيار يوم الزواج بشكل مشترك مع زوجته ولذلك فانه عندما يحتفل معها سنويا بذكرى زواجهما فانه في نفس الوقت يقدم لها التهنئة بعيد ميلادها .
ويشير يوزيف بأنه تعرف على زوجته في ألمانيا حيث كان يعمل فيها خلال الحرب العالمية الثانية وان كلاهما كانا من عائلتين فقيرتين هي من بلدة بورورجي وهو من بلدة هلوتشينسكو حيث ترعرع في عائلة تضم خمسة أطفال
وتورد العاملة في قسم الأحوال الشخصية ببلدية اوسترافا ــ الجنوب شاركا زوبكوفا قصة طريفة تشير إلى مدى صعوبة الحياة التي كانت في تلك الفترة والأوضاع المادية الصعبة التي كانت سائدة في عائلة يوزيف حيث تقول بأنه عندما كان يتوجه من بلدته إلى منطقة فيتكوفيتسه التي تبعد عدة كيلومترات كان يسير حافيا وعند وصوله فيتكوفيتسي ينتعل الحذاء الذي كان يمسكه بيديه أما سبب عدم انتعاله الحذاء فيعود لأنه كان يريد توفير الحذاء كي يبقى يستخدمه أطول فترة ممكنه لأنه عائلته لم تكن تمتلك المال الكافي لشراء أحذية .
وقد تزوج يوزيف مع هيدفيدكا في عام 1941 وفي عام 1943 ولد لهما الطفل الأول زيكموند وفي نهاية الحرب فقدوا كل ممتلكاتهم وقد تم إبعاد يوزيف إلى تشيكيا ثم جرى ترحيل زوجته مع ابنهما وراءه.
وقد وجد الرجل عملا له في معمل للحديد في فيتكوفيتسه أما زوجته فقد ولدت في عام 1946 ابنتهما ريغينا وقد ظلت هيدفيدكا تعمل كوقادة في شركة للتدفئة حتى إحالتها إلى التقاعد .
الزوجان التشيكيان يؤكدان أن الحياة حلوة وان الزواج هو أمر جميل غير أن الاستمرارية به تتطلب توفر المحبة المتبادلة والصبر والبحث الدائم عن حلول وسط لتجاوز مصاعب وهموم الحياة الكثيرة .