يأخذ رموزا وأشكالا اجتماعية وطبيعية
فن الترميل:حرفة رائجة في جنوب الجزائر

كامل الشيرازي من الجزائر: أصبح فن الترميل من الحرف الفنية التقليدية الجديدة التي أخذت في الانتشار خلال السنوات الأخيرة على مستوى جنوب الجزائر، ويشهدّ هذا الفن البديع تزايد نسبة المهتمين به خلال السنوات الأخيرة.

وتعرف محافظة اليزي الجزائرية، خاصة منطقة جانت (2300 كلم جنوبي شرق) إقبالاً واسعاً على تقنية الرسم على الرمل الملون الذي يعتبر أحد أشكال التعبير الفني لشباب المنطقة المعروفة بتنوع فني كبير في منتوجاتها التقليدية وبحس فني عال لدى حرفييها الشباب.وأمام موجة الغلاء التي تشهدها المواد الأولية الخاصة بفن الرسم بالزيت وأدواته فقد اضطر العديد من الفنانين من مناطق أقهوم وعين أبربر إلى تحويل نشاطهم نحو فن الرسم على الرمل الملون وتستعمل هذه التقنية الفنية لإنجاز لوحات فنية تتضمن رموزا وأشكالا فنية تعكس مشاهد من الحياة الاجتماعية والطبيعية لسكان المنطقة.

وتحتضن مناطق quot;تيسكاquot; وquot;تادرارتquot; وquot;تيديكليتquot; بحراً من هذا النوع من الرمال الملونة والتي تساعد الفنانين والحرفيين من التفنن في رسم أشكال من الرسوم المتنوعة ذات المضامين المعبرة وذلك باستعمال قطع خشبية من النوع الرهيف.

ويعتمد الفنانون وهواة هذا النوع من الرسم على قدراتهم الإبداعية الذاتية التي تحدد لهم هامش اختيار الألوان حسب الذوق أو مضمون الرسومات التي عادة ما تطغى عليها الألوان الداكنة التي تسمح للفنان من الحصول على الأشكال والرموز المرغوب فيها.

وقد وجد المئات من شباب منطقة جانت في هذه التقنية الفنية في الرسم على الرمل الملون ضالتهم بالرغم من عدم توفر أدوات الرسم واعتمدوها وسيلة سمحت لهم بالتعبير عن قدراتهم ومواهبهم الإبداعية وذلك ما تعكسه اللوحات الفنية الرائعة والنادرة التي يقوم برسمها هؤلاء الشباب وعادة ما ينتشر هؤلاء الفنانين الشباب عبر شوارع مدينة جانت السياحية وهم يحملون أدواتهم ويعرضون مواهبهم الفنية على الزبائن.

وفي هذا الإطار لاحظ أحد الفنانين الشباب من محترفي فن الرسم على الرمل بجانت بأنه وعلى الرغم من المنتوجات ذات الطابع الرمزي للمنطقة التي يقوم بإنتاجها الشباب إلا أن هذه المنتوجات الحرفية تواجه مصاعب جمة من حيث التسويق.