محافظ ونائبته تخطا الخلافات القائمة بين حزبيهما
الحب يتجاوز الخلافات الحزبية السياسية في تشيكيا
الياس توما من براغ: سجل محافظ مدينة برنو ثاني اكبر المدن التشيكية رومان اونديركا الذي ينتمي إلى الحزب الاجتماعي الديمقراطي أقوى أحزاب المعارضة في البلاد مع نائبته باربورا يافوروفا التي تنتمي إلى حزب الشعب المشارك في الائتلاف الحاكم عندما تمكنا من تجاوز الخلافات السياسية القائمة بين حزبيهما عن طريق فتح أبواب قلبيهما لدخول الحب المتبادل. ونقلت صحيفة ملادا فرونتا التشيكية اليوم عن بيان صدر عنهما إعترافهما بأنهما يعيشان قصة حب منذ عدة اشهر وانهما قد تأكدا أن بينهما توجد ليس فقط علاقة زمالة وصداقة وإنما أيضا علاقة شراكة شخصية الأمر الذي جعلهما يقفان أمام قرار صعب اتخذاه في الأيام القليلة الماضية وهو طلب الطلاق من شريكيهما في الحياة الزوجية كي يتمكنا من العيش بشكل مشترك.
وتشير الصحيفة إلى أن هذه الحالة غير اعتيادية في الساحة السياسية التشيكية فرئيس الحكومة الحالية ميريك توبولانيك هجر زوجته وبدأ يعيش منذ عدة اشهر مع صديقته لوتسيه تالمانوفا نائبة رئيس مجلس النواب غير أنها من نفس حزبه المدني الديمقراطي أما زعيم الحزب الاجتماعي الديمقراطي ييرجي باروبيك فقد هجر زوجته لعدة أسابيع ثم تزوج من صديقته بيترا غير أن الأخيرة لا تنتمي إلى حزب سياسي آخر بل تعلن بأنها قريبة فكريا من الحزب الاجتماعي.
ويؤكد العاشقان السياسيان في برنو بان علاقتهما لم تؤثر أبدا على قراراتهما ورغم ذلك فان يافوروفا أعلنت أنها ستتخلى عن منصبها كنائبة لمحافظ مدينة برنو كي تستبعد أية شكوك محتملة من قبل زملائها في موضوع تنافر المصالح رغم أن ذلك لم يحدث من الوجهة القانونية حتى الآن. ويقول المختص السياسي التشيكي بافل شارادين انه في حال التمسك بالقانون فانه لا يتوجب على السيدة يافوروفا الاستقالة مقيما خطوتها هذه بأنها ايجابية ترفع المعايير الأخلاقية في هذا المجال عاليا.
وتؤكد الصحيفة أن العلاقة بين الاثنين كانت منذ عدة اشهر في برنو بمثابة سر معلن ولذلك فان إعلانها عن التخلي عن منصبها أثار الدهشة ويقول احد النواب الآخرين لمحافظ برنو مارتين اندير الذي ينتمي إلى حزب الخضر المشارك في الائتلاف الحاكم بان باربورا يافوروفا هي جزء من الائتلاف السياسي القائم في مجلس بلدية برنو وأنها جزء من صورة مجلس برنو أما الوزير عن حزب الشعب تسيريل سفوبودا الذي يترأس اللجنة التشريعية الحكومية فيقول بان حزبه لن يجبرها على إعادة الهوية الحزبية لحزبه لان حزبه ليس كنيسة كاثوليكية.
وأشار إلى أن السيدة يافوروفا قد دعت عدة مرات في السابق إلى التمسك بالقيم الأخلاقية في السياسة ولذلك رأى أنها فعلت حسنا بالتخلي عن منصبها كنائبة لمحافظ برنو لان استمرار وجودها في ظل هذا الوضع الجديد سيكون في اقل اعتبار خاليا من الذوق حسب قوله.
واعتبر سفوبودا الذي سبق له أن تولى منصب وزير الخارجية في تشيكيا ما جرى بأنه إشارة تحذيرية قائلا إذا كانت غير قادرة على المحافظة على علاقة جدية يتم عقدها مرة واحدة في الحياة في إشارة إلى الزواج فكيف ستتعامل مع بقية الالتزامات؟ ويرفض المتخصص السياسي التشيكي شارادين هذه المبالغة في التركيز على الأخلاق مؤكدا انه لو تم البحث بشكل دقيق لتبين بان حالات الطلاق بين سياسي حزب الشعب هي كثيرة .
التعليقات