عبد الجبار العتابي من بغداد: على ضفاف الأشواق وفي قارب الحنين، كان التذكر وإنسكب شلال الذكريات، كانت السيدة أمل المدرس الاذاعية العراقية المعروفة والحاضرة بروحها وصوتها وسيرتها بين جدران استوديو اذاعي، إحتفى ناسه بها وبذكرى برنامجها الشهير (استوديو عشرة) الذي صار عمره اثنتي عشرة سنة ، وإن كان قد مر في حالة توقف منذ تعرض (امل) الى حادث اغتيال في التاسع والعشرين من شهر نيسان /ابريل عام 2007، ورفض ملاك البرنامج الاستمرار مثلما رفضت العديد من المذيعات ان يكونن بديلات لأمل المدرس حبًا واحترامًا واعتزازًا بها، ففي كل عام يحتفل اهل البرنامج بشكل خاص واهل اذاعة جمهورية العراق والمستمعون بهذه المناسبة كون البرنامج حقق حضورًا جماهيريًا كبيرًا عبر سنواته الطويلة ، لانه يتناول احوال المجتمع العراقي بطريقة جميلة وشفافة ، برنامج يعنى بالمواطن العراقي وتقديم الخدمات له والبحث عن مشاكل المواطن الحياتية والاسهام في الحوار مع الكثير من المختصين والمثقفين والرياضيين والاحداث الانية التي يواكبها البرنامج لحظة بلحظة، ولأن السيدة امل التي تعد اشهر اذاعية عراقية تقدمه، وقد فاز اكثر من مرة بلقب افضل برنامج اذاعي مثلما فازت هي بلقب افضل اذاعية لأعوام عديدة .
وفي هذه الذكــرى عمدت إذاعة شهرزاد التي تعنى بشؤون المرأة الى الاحتفال بهذا البرنامج حيث ان احد كوادر البرنامج كانت المذيعة سميرة جياد التي هي الان مديرة لأذاعة ( شهرزاد ) وجاءت الاحتفالية من خلال برنامج (ستوديو شهرزاد الصباحي اليومي) والذي له اجواء برنامج ستوديو عشرة نفسها، لتكون استذكارًا ووفاء للسيدة المدرس على مدى ساعتين، كانت الاحتفالية من نوع خاص ، حيث قامت مديرة اذاعة شهرزاد (سميرة جياد ) بالاتصال بالمذيعة القديرة أمل المدرس الموجودة في سورية من اجل العلاج والنقاهة وتحدثت معها على الهواء مباشرة ، وجاء صوت امل مفعمًا بالعذوبة التي يتصف بها على الرغم من الضرر الواضح على ملامحه، وأعربت امل عن سعادتها بهذه الالتفاتة التي تدلل على الوفاء، وعن محبتها للبرنامج والعاملين فيه، مؤكدة على عمق العلاقة بين البرنامج والناس، كانت السيدة امل رغم ما تعانيه تتحدث مع المستمعين وتجيب عن اسئلتهم وتطمئنهم على صحتها وسلامتها ، وتشكرهم على محبتهم الغامرة التي كانت الزاد لها في ايام الغربة والعلاج ،استعادت جزء من ذكريات طويلة مع البرنامج ونجاحه الذي كان بالتفاعل الحقيقي من الجمهور ، وكان المستمع لحديث السيدة المدرس يستشعر الدموع وهي تترقرق في مآقيها ، ويشعر بحنينها الى وطنها والى الاثير الذي كان مساحة الحرية لصوتها .
واستضافت الاحتفالية مخرج البرنامج احمد محمد منادي ، وكذلك المخرج الاول للبرنامج والمشارك في تقديمه فيما بعد علاء محسن من خلال الاتصال به والحديث عن علاقته بالبرنامج والسيدة امل المدرس ، وبقدر ما كانا سعيدين بالاستذكار الجميل للبرنامج الذي يحاول النسيان ان يغطيه ومتمنين لأمل الأمل في العودة لاستكمال الرحلة وخدمة المستمع بعد الدعاء لها بالشفاء التام .