اعتدال سلامه من برلين: تتحدث الصحف الالمانية اليوم عن الصبي كريستيان الذي عثرت عليه الشرطة صباح أمس ولم يتجاوز بعد ال12 من عمره في زاوية مظلمة في احد شوارع برلين نصف عار وفي حالة خطيرة لتناوله جرعة كبيرة من المخدرات ومازالت حالته تدعو الى القلق. الا انه ليس الصبي الوحيد الذي اصبح أسير المخدرات على انواعها بل اظهرت بيانات ان تعاطيها متفشي في بعض المدارس مما جعل سابينا باتسينغ مفوضة الحكومة لشؤون المخدرات تطلق صفارة الانذار.

فحسب البيانات التي اعلنت عنها المفوضة ينمو باطراد عدد الاولاد المدمنين على المخدرات في العائلات التي يتعاطى فيها الوالدين او احدهما المخدرات او ما يسمى بالمخدرات البديلة وتجاوز حاليا ال60 الف ولد دون السن القانوني، وهناك اكثر من 30 الف ام تتعاطي المخدرات. ومع ان عدد الامهات المدمنات لم ينمو منذ فترة بشكل كبير الا ان ذلك لم يمنع من انتقال المشكلة الى اطفالهن وادمانهم، اضافة الى مشكلة الامهات الحوامل اللواتي لا ينقطعهن عن الادمان اثناء الحمل مما يعرض الجنين الى الخطر ولو كتب له ان يخرج الى الحياة فانه معرض لخطر الامراض الصعبة بسبب بنيته الضعيفة.

وكانت المفوضة قد رفعت مشروعا لكي تتبناه الحكومة الاتحادية يدعو الى وضع اطفال المدمنين والمدمنات تحت مراقبة المؤسسات الراعية للاطفال والشبيبة والتعاون بين كل الدوائر الحكومية من اجل الكشف بشكل مبكر عن ادمان الام الحامل لتوضع بدورها تحت المراقبة مع جنينها، الا ان تطبيق المشروع يواجه صعوبة والسبب عدم توفر المال الكافي لانشاء مؤسسات تعتني خاصة بالامهات الحوامل والمدمنات.

والمشكلة ليسب بالادمان على المخدرات فقط بل والكحول ايضا، ولاول مرة تعلن المفوضة باتسينغ عن عدد الاطفال الذين يعيشون في كنف والدين مدمنين على الكحول او احدهما ويصل الى قرابة الثلاثة مليون ولد، والعدد بارتفاع مستمر.

وانتقدت رابطة حماية الاطفال والقاصرين من المخدرات والكحول الحكومة لمبادرتها الان للحديث عن هذه الظاهرة الخطيرة التي اصابت الجيل الجديد منذ سنوات، وذلك بعد العثور على جثث اطفال في الثلاجات وحاويات الزبالة لان الوالدين فضلا تعاطي المخدرات على العناية بهم فماتوا جوعا او توفى الاطفال المرضى من قلة العناية.