خلف خلف ndash; إيلاف: يعتبر الأردن ثاني دولة عربية من حيث ارتفاع معدلات حوادث السير، فتبين المعطيات أن حادثًا مروريًا يقع كل خمس دقائق، ويتوفى مواطن كل 10 ساعات، ويقع جريح كل نصف ساعة، أما الخسائر فتقدر بنحو 700 ألف دينار يوميًا. وبحسب دراسات المعهد المروري الأردني، فأن هناك علاقة وطيدة بين كثافة استخدام المركبات في أيام الأسبوع والحوادث التي تحصل، فخلال يومي الأحد والخميس من كل أسبوع تزيد الحوادث المرورية لكثرة استخدام الطرق وخاصة الخارجية منها، بسبب خروج الموظفين وعائلتهم من وإلى القرى والمحافظات المحيطة.

ويوم أمس توفيت سيدة وأصيب 3 آخرون بكسور وجروح ورضوض في مختلف أنحاء الجسم إثر تعرضهم لحادث تدهور سيارة على طريق الجفر الأزرق الصحراوي حيث قامت فرق الدفاع المدني في مديرية معان بإخلاء الوفاة وتقديم الإسعاف الأولية اللازمة للمصابين حيث تم نقلهم إلى مستشفى معان الحكومي، كما أفادت صحيفة الغد الصادرة اليوم.

وتشير أرقام التقرير السنوي للحوادث المرورية في الأردن الصادر على المعهد المروري على وفاة (355) شخصا ذهبوا دهسًا وهم يعبرون الطريق برغم وجود أرصفة للمشاة وإنفاق وجسور وإصابة 4695 آخرين (...) وسجل العام الماضي وقوع (4178) حادث دهس فقط. وعزا تقرير المعهد المروري ذلك إلى عدم وجود ثقافة مرورية وضعف لدى غالبية المشاة الذين تعرضوا لحوادث الدهس بتلك القواعد عند عبور الشارع.

من خلال إحصائية نشرتها صحيفة الدستور قبل ثلاثة شهور، يتضح أن أعداد الحوادث المرورية للأعوام 2005 ولغاية 2007 في ازدياد مطرد حيث بلغ عددها عام 2005 (83129) حادثا نتج عنها (790) وفاة ، وارتفع خلال عام 2006 ليصبح (98055) حادثا نتج عنها (899) وفاة ، وارتفع عام 2007 ليبلغ (110630) حادثا نتج عنها (992) وفاة.

وتبذل الأردن جهودًا لتخفيض عدد الحوادث، ونظمت مديرية الأمن العام منذ بداية العام الحالي نشاطات مختلفة في مجال التوعية المرورية والخطط الإستراتيجية تمثلت في المشاركة بمسيرة quot;كفىquot; التي شاركت فيها جلالة الملكة رانيا العبد الله, ومسيرة quot;حكمت للسلامة المروريةquot; ومرشدات عمان، وجاء في صحيفة العرب اليوم أن المديرية نفذت أيضا 854 محاضرة استمع لها 47727 شخصا من مختلف مؤسسات المجتمع المدني. واستقطبت المديرية 2250 شخصا من أعوان المرور حيث بلغ عددهم التراكمي 2201 شخص, وعقدت 33 دورة لمرتبات الأمن العام و103 دورات لمرتبات الإدارات المرورية.

وتتعدد أسباب الحوادث كما يرى الأخصائيين، إذا اعتبرنا السيارة آلة يقوم الإنسان بتشغيلها وقيادتها، فهو مسؤول عنها وعواقبها، الطريق أحيانًا تكون الطريق مسؤولة عن الحوادث، لذلك يجب تطويرها وتوسيعها وتزويدها بما يتناسب مع الحاجيات الحالية والمستقبلية، بالإضافة إلى تحسين المركبات، حيث أن الدراسات تشير إلى أن تحسين نوع المركبات ووضع الضبط والتعليمات والتشريعات والقوانين الخاصة بسلامتها يؤدي لتخفيف عدد الحوادث.

ونقلت صحيفة الرأي الصادرة اليوم عن الأخصائي في علم الاجتماع الدكتور مجد الدين خمش إشارته إلى أن مسؤولية السائقين واضحة في هذه الحوادث، رغم أن المشاة يتسببون أحياناً في وقوع بعض حوادث المرور، إذ كثيراً ما يلاحظ عبور بعض الأشخاص الشارع دون أن يراعوا حتى الحد الأدنى من الحيطة والحذر ودون أن يلتزموا بممرات المشاة بل ويتجاهلون الجسور والأنفاق التي أنشأت لاستخدامهم وأمنهم وكلفت الوف الدنانير ورغم ذلك يصر البعض على المخالفة ويعبر الشوارع والاتوسترادات الخطرة .وتلاحظ هذه الظاهرة كثيرا في شوارع العاصمة والمحافظات الكبرى مثل اربد والزرقاء(...) وحسب مدير المركز الإعلامي لأمانة عمان طه أبو ردن وصل عدد أنفاق المشاة في عمان إلى ( 5 ) وأكثر من( 128 ) جسراً للمشاة.

ويعد شارع الملكة رانيا من أكبر الشواهد على حركة مرور المخالفين رغم وجود إنفاق وجسور للمشاة أمام بوابات الجامعة المختلفة حيث تم بناء أول جسر على هذا الاتوستراد عام 1990 يلية تم بناء أول نفق للمشاة في المملكة عام 1994من قبل أمانة عمان لمنع المشاة من عبور الطرق وذلك حرصا منها على سلامة المواطنين وحفظهم من المركبات التي تسير بسرعة عالية.

ويذكر أنه تم إنشاء المعهد المروري الأردني كوحدة مستقلة في جهاز الأمن العام اعتباراً من 21/12/1996م بهدف رفع مستوى السلامة المرورية على طرق المملكة من خلال إجراء الدراسات المرورية المتخصصة، ورفع كفاءة العاملين في مجال المرور، وزيادة الوعي المروري لدى كافة شرائح المجتمع بهدف الحد من الخسائر البشرية والمادية الناتجة عن الحوادث المرورية.