إيلاف من عمان: سطع نجم المخرج الأردني بسام المصري في عالم الإخراج بعد تقديمه سيرة الفارس والعاشق quot;نمر بن عدوانquot; في عمل درامي استطاع أن يحتل صدارة الشاشات العربية في رمضان الماضي.
بسام المصري، الذي تفرغ هذا العام لخوض غمار تجربة جديدة في مجال الإخراج عنوانها الشيخ والفارس quot;عودة أبو تايهquot;، يؤكد أن تقديم هذا المقترح الفني الجديد هو أمنية انتظر تحقيقها فترة طويلة، مشيراً إلى أن حياة quot;عودة أبو تايهquot; مادة خصبة للإبداع الدرامي، وأنه يأمل في أن يرتقي عمله إلى قامة هذا الفارس والشيخ والثائر.
quot;إيلافquot; التقت المصري في عمان وكان لها معه الحوار التالي:
انتهيت من تصوير مسلسل quot;عودة أبو تايهquot;، حدثنا عن هذا العمل؟
حقيقة كنت أتمنى أن أخرج عملا عن quot;عودة أبو تايهquot; هذه الشخصية صاحبة الإسهام الكبير في تشكيل التاريخ الأردني والعربي المعاصر، وجاءت هذه الفرصة أخيراً عندما قرر quot;المركز العربيquot; إنتاج هذا العمل الذي استغرق الإعداد له ما يقارب العامين، وتطلب بحثاً مستفيضاً في سيرة هذه الشخصية العربية الكبيرة التي ذاع صيتها واشتهرت في العالمين العربي والغربي، قام به مؤلف العمل الكاتب محمود الزيودي الذي بحث في تاريخ هذه الشخصية من خلال إقامته في مضارب عائلة أبو تايه لسنوات طوال والاستماع إلى شهادات شخصية عنه من أبنائه وأحفاده الذين وفروا مشكورين كل ما احتجناه من معلومات عن هذه الشخصية القيادية الفذة.
ما هي التقنيات الإخراجية التي اعتمدتها في تصوير العمل؟
يستفيد العمل من الإمكانيات الإنتاجية الحديثة، واعتمدنا تقنية التصوير بواسطة كاميرتينHD، لتقديم صورة بصرية تستطيع التقاط التفاصيل، للمعارك والمواجهات التي حفلت بها سيرة حياة الفارس quot;عودة أبو تايهquot;، والتي تمزج بين حياة البادية وتقاليدها ومجريات التاريخ العربي الحديث الذي كان لهذه الشخصية إسهام كبير في تشكيلها، وهذا تطلب الانتقال بين مناطق متعددة.
![]()
ما هو الهدف من تقديم شخصية عودة أبو تايه في عمل تلفزيوني؟
تقف خلف تقديم مسلسل quot;عودة أبو تايهquot; فكرة أساسية هي ضرورة تقديم سيرة هذه الشخصية البدوية التاريخية في عمل درامي يمثل وجهة نظر عربية تزيل الإساءة التي لحقت بتاريخ هذه الشخصية التي تم تقديمها بصورة مغلوطة في عدد من الأعمال، ولعل النموذج الأبرز الذي يعرفه المشاهدون هو فيلم quot;لورنس العربquot; الذي أخرجه ديفيد لين وأظهر شخصية عودة أبو تايه كتابع للورنس، وصور الثورة العربية كتمرد يقوده ضابط إنكليزي، وأردنا من خلال هذا العمل أن نرد الاعتبار لهذه الشخصية ودورها التاريخي.
تكررت المقارنات مؤخراً بين مسلسلي quot;عودة أبو تايهquot; وquot;لورنسquot;، هل تخشى أن يمثل مسلسل quot;لورنسquot; نوع من التحدي خصوصاً أنه يقارب نفس الفترة التاريخية التي تجري فيها أحداث quot;عودة أبو تايهquot;؟
أنا أحترم كل مقترح فني جاد يتناول تاريخ الثورة العربية الكبرى، ولكن المقارنة غير منصفة، فعودة أبو تايه يعتمد على خبرات أردنية لها باع طويل في إنتاج وتقديم الأعمال البدوية، كما أن الأردن يحتفظ بقصب السبق في عدد الإنتاجات البدوية، السنة الماضية مثلاً عندما أخرجت مسلسل quot;نمر بن عدوانquot; لم يكن على ساحة المنافسة سوى مسلسل quot;وضحا وابن عجلانquot; وهو عمل من إنتاج quot;المركز العربيquot; كما تعرفون، وهذه السنة التي تشهد زخماً في إنتاج الأعمال البدوية الأردنية ينتج quot;المركز العربيquot; خمسة أعمال ثلاثة منها في رمضان، بالنسبة إلى المنافسة على صدارة الدراما البدوية هي بين الأعمال الأردنية ولا أفكر بأي منافسة مع الخارج، ولكني أشعر بالسعادة لعودة اللون البدوي إلى واجهة الشاشة العربية وهو إنجاز يحسب لصاحب قرار إعادة إنتاج مسلسل quot;رأس غليصquot; قبل عامين، فأطلق بذلك هذه الموجة الجديدة من الأعمال البدوية.
هل تتوقع أن يلقى هذا العمل النجاح نفسه الذي حققه quot;نمر بن عدوانquot; العام الماضي؟
رهاني على هذا العمل كبير جداً، وقد تم توظيف الطاقات الإبداعية والإمكانيات الفنية الأردنية ليظهر هذا العمل بالصورة التي تليق بشخصية الفارس والثائر quot;عودة أبو تايهquot;، كما أن طاقم الفنانين المشاركين في العمل كان على مستوى المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقهم لتقديم هذه الشخصية بشكل يتناسب مع سيرتها، بالنسبة إلي، فإن إخراج عمل بدوي بحجم quot;عودة أبو تايهquot; بعد quot;نمر بن عدوانquot; هو إنجاز كبير؛ وقد كان خياري واضحاً منذ البداية، حيث أبلغت إدارة quot;المركز العربيquot; التي وضعت أمامي كل الخيارات مفتوحة بأنني أرغب تحديداً وبالذات في إخراج هذا العمل دون سواه.
هل تجد نفسك في أعمال السيرة، قدمت quot;نمر بن عدوانquot; والآن quot;عودة أبو تايهquot;؟
إن اقتراب الدراما البدوية من تناول سيرة شخصيات بدوية عربية بعد أن اقتصرت لفترة قريبة على تناول قصص من الموروث الشعبي يؤسس لظهور لون درامي بدوي معاصر يتناول القضايا الموجودة في هذا المجتمع ويصل القطيعة الزمنية التي حدثت بين الموروث الشعبي البدوي وبين الحاضر، الذي بدا، من ناحية فنية على الأقل، غير ذا صلة بقضايا الحاضر المعاش، مع أن قضاياه لا زالت مطروحة وإن تغير شكلها، ويسرني أن أساهم في هذا الجهد من خلال تقديم هذه الأعمال التي اعتبر إخراجها مشروعي الخاص.
تعرضت مؤخراً لحادث أثناء تصوير العمل، حدثنا عن ملابسات هذا الحادث؟
كنت أشرف على تصوير واحدة من المعارك عندما ثارت زوبعة ترابية في موقع التصوير حجبت الرؤية، لأجد نفسي في طريق واحدة من الخيول الجامحة التي دهمتني وأنا خلف المونيتور ولم أستطع تفاديها، فتعرضت للإصابة في كتفي، وسارع طاقم الفنانين إلى نقلي إلى المستشفى وتلقيت العلاج اللازم، ونصحني الأطباء بأخذ فترة استراحة ولكن كما تعرفون كان رمضان على الأبواب وفكرة أخذ فترة استراحة في هذه المرحلة غير وارد، ولذلك قمت بالإشراف على التصوير بعد أن تم توفير تجهيزات خاصة تضمن راحتي في موقع التصوير.








التعليقات