41 قتيلة و80 إصابة بحريق خيمة الأفراح في الكويت

الكويت: مقتل 44 في حريق اندلع في خيمة افراح

عامر الحنتولي من الكويت، وكالات:اعلنت وزارة الداخلية اليوم اعتقال رجال الامن للجاني في حريق خيمة العرس الذي وقع امس الاول (مساء السبت) في منطقة العيون بمحافظة الجهراء.وذكر بيان صحافي للوزارة ان اجهزة الامن عكفت على وضع الترتيبات التي من شأنها معرفة الحقيقة والتوصل الى الفاعل في اسرع وقت، ولم يفصح بيان وزارة الداخلية عن هوية الجاني.

هذا وكشف مصدر امني كويتي ان الحريق الذى نشب فى خيمة الجهراء فى الكويت وتسبب فى وفاة 43 امرأة وجرح العشرات كان بفعل فاعل ارتكبته طليقة العريس. وذكرت صحيفة quot;القبسquot; ان المتهمة البالغة من العمر 23 عاما اعترفت بانها أشعلت الخيمة بمن فيها بعدما سكبت عليها البنزين انتقاما من زوجها السابق فى يوم عرسه .

واوضحت الصحيفة ان المتهمة انكرت فى بداية التحقيق معها في الادارة العامة للمباحث الجنائية بان تكون هى الجانية مؤكدة انها لم تغادر منزل ذويها لكن رجال المباحث كانوا يملكون أدلة قبل التحقيق معها بعدما تلقوا افادة من شاهدة عيان وهى خادمة اسيوية تعمل لدى منزل جار المعرس تؤكد أنها شاهدت المتهمة بالقرب من الخيمة .

واضافت الصحيفة quot;عندما ضيق رجال المباحث الخناق على الجانية رغم انكارها ومواجهتها بأدلة اضافية حصلوا عليها من موقع الحادث انهارت واعترفت لرجال المباحث بانها اشعلت النيران فى الخيمة بأن سكبت البنزين واشعلت النار انتقاما من طليقها الذى كان يسيء معاملتها عندما كانا متزوجينquot;،وكان اكدقيادي في وزارة الداخليّة الكويتية أبلغ quot;إيلافquot; بأنّ الزوجة الأولى للرجل (العريس) الذي احترقت خيمة زفافه بمن فيها من المدعوات تمّ توقيفها فعلاً من دون أدلّة حتى الآن باستثناء التضارب الشديد في أقوالها، بعدما استدعيت ظهر أمس إثر تأكيدات شهود عيان أنّهم رأوها في محيط الخيمة التي شهدت حفل زفاف زوجها من امرأة أخرى في منطقة العيون بمدينة الجهراء شمالي العاصمة الكويتية ليل السبت الماضي.

وبحسب القيادي الكبير في وزارة الداخلية الكويتية فقد أبلغت أسرة العريس الكويتي صباح أمس الأحد الأجهزة الأمنيّة الكويتية بأنّ الزوجة الأولى للعريس كانت قد هدّدت في أكثر من مناسبة بتدمير العرس وقتل فرحتهم إن أقدم الرجل على الزواج من سيّدة أخرى، لكنّ أسرة العريس لم تأخذ تهديدات الزوجة الأولى على محمل الجدّ، إلا بعدما هَوَت خيمة العرس ككرة من النار فوق رؤوس المدعوات والأطفال الصغار، في وقت لم تتح للغالبيّة فرصةللنجاة من الحريق الذي أتى على كل شيء خلال دقائق معدودة، وهو ما دفعهم الى الاتصال بالزوجة الأولى وإتّهامها بتدبير الحريق على اعتبار أنّ طريقة الحريق كانت تشي بأنّ وراءها مفتعِل ورغبة في الانتقام، فما كان من الزوجة الأولى إلا أن توجّهت إلى أحد مراكز الأمن لتتقدم بشكوى ضد أهل زوجها على اعتبار أنّ اتهاماتهم لهاوشكوكهم بها من شأنها أن تضرّها، لكن في الوقت نفسه كانت الأجهزة الأمنيّة تستمع إلى إفادة خادمة أندونيسية قالت إنّها شاهدت بنفسها زوجة كفيلهاالأولى تحوم حول الخيمة، لكنها اختفت بعد ذلك.

ووفقًا لمصادر quot;إيلافquot; فإنّ الأجهزة الأمنيّة الكويتيّة إستدعت الزوجة الأولى لاحقًا وسألتها عن مكان وجودها لحظة وقوع الحريق، فأشارت إلى أنّها كانت في أحد الأسواق وأنّ سائق سيارة أجرة هو الذي أوصلها الى أحد المجمعات التجارية، وعند مواجهتها بالخادمة التي رأتها ارتبكت بشدة، وعادت لتنفي أنّها كانت في أحد الأسواق حين طلب منها وصف سائق التاكسي وسيارته الأمر الذي أدّى الى الاشتباه فيها وتوقيفها إلى حين تجميع أدلة أخرى ضدها أو تبرئتها، لكنها طلبت لاحقًا عرضها مجددًا على رجال التحقيقات لتقول كلامًا جديدًا مفاده أنّها جاءت الى محيط الخيمة فعلاً، وهي تحمل قنينة بنزين، لكنّها ألقتها بجوار الخيمة من دون أن تشتعل وغادرت المكان مسرعة بعدما لمحتها الخادمة، حيث عثرت الشرطة الكويتية فعلاً في مكان الحادث على قنينة البنزين، كما أن ناجيات أبلغن أنّ رائحة بنزين قوية انتشرت بقوة قبل أن تندلع النيران، الأمر الذي يمكن أن يعزّز فعلا فرضيّة أن تكون الزوجة الأولى هي الجانية. لكن من دون أي تأكيدات من قبل وزارة الداخلية التي تحقق أيضًا في فرضية أن تكون المصادفة قد تواطأت مع الواقع، بمعنى أن تكون الزوجة الأولى قد حضرت فعلاً إلى موقع الحادث مصمّمةًعلى الانتقام، إلا أنّها لم تنفّذ ويمكن جدًّا أن يكون مصدر النار والحريق قد جاء عبر إهمال عمّال البوفيه الذين كانوا يعدّون وجبة العشاء للمدعوات داخل الخيمة.

تشدد برلماني

ولم تتورط الصحافة الكويتيّة في توجيه أصابعالاتهام بشكل رسمي إلى المرأة الموقوفة، لكنها أفردت تغطية واسعة جدًّا لكلّ جوانب الحادث المأسوي الذي هزّ الساحة الكويتية بعنف، في حين أفردت الصحافة الكويتية أيضًا للمواقف الحكومية المتضامنة مع الموقف الحكومي، والمواقف البرلمانية المتوعّدة لوزارة الشيخ ناصر المحمد بسبب الاهمال والتقصير في التعامل الطبّي مع ضحايا الحريق وتجاهل الإعلام الرسمي لأنباء الكارثة، وكأن الحريق ndash; وفقًا لنوّاب- وقع خارج الكويت، إذ اعتبر النائب مسلم البراك أنّ بثّ الإعلام الرسمي لأغنية المطرب السعودي محمد عبده لأغنية quot;الأماكنquot; في ظلّ صيحات وأنين الضحايا سيكون لها وقفة حساب عسير، متسائلاً عن دواعي عدم عقد أيّ جلسة لمجلس الوزراء للتعاطي مع الحادث، فيما انتقد نوابٌ آخرون بشدّة عدم وجود خطّة على المستوى الوطني للتعامل مع الكوارث، في حين صبّت غالبيّة الانتقادات على الواقع المتردي للخدمات الطبية الكويتية في المراكز الحكومية، وعدم وجود مستشفيات قادرة على التعاطي مع الأزمات ومتخصصة في التعاطي مع الكوارث المفاجئة.

إرتباك صحافي

فتحت إستقالة الصحافي الكويتي عبدالله العتيبي من صحيفة quot;الجريدةquot; الكويتية أمس على خلفية عدم تعاطي صحيفته مع مأساة عرس الجهراء، وتلميحاته بأن الصحيفة التي يعمل فيها قد تعمّدت هذا التجاهل بسبب عدم اهتمامها بقضايا المناطق الخارجية وهمومها، باب الجدل واسعًا عمّا إذا كانت الصحيفةالتي يملكهاالنائب الكويتي السابق محمد الصقر والتي يرأس تحريرها الصحافي خالد هلال المطيري قد تعمّدت ذلك فعلاً، لكنّ مصادر رفيعة داخل الصحيفة كشفت لـquot;إيلافquot; أن صحيفة quot;الجريدةquot; منذ صدورها قبل أكثر من عامين لم تهمل أي شأن كويتي من أي نوع، لكن ظروفها الخاصة والمتمثلة في عدم وجود مطبعة خاصة لها، يفرض عليها الطباعة في مطبعة خاصة تحدّد لها سلفًا موعد الطباعة في وقت ثابت، وهو تقريبًا الساعة العاشرة من مساء كل يوم، ليتسنّى توزيع الصحيفة في وقت مبكر وفقًا لجدول شركة التوزيع، إلا أن حريق الجهراء ndash; بحسب مصادر الجريدة - وقع بعد الساعة التاسعة مساءً بقليل، في حين كانت الصحيفة على وشك الذهاب الى المطبعة، كما أنّ المعلومات حول الحادث كانت شحيحة جدًّا، ولم يكن أحدٌ يتخيّل أن يكون على هذا النحو المأسوي، لذا كان قرار الصحيفة باعتماد الذهاب الى المطبعة، والاستعداد بخطّة عمل لليوم التالي، وهو الأمر الذي وقعت فيه غالبيّةالصحف الكويتية الجديدة التي لا تملك مطابع خاصة، أمّا الصحف القديمة فقد أصدرت طبعة ثانية، وبعضها الآخر أجّل الطباعة، معتبرة أنّ استقالة الصّحافي أمر خاص به، لكنّها تأتي في سياق المزايدة على مواقف الصحيفة في الإطار الوطنيquot;.

وفي عددها الصادر اليوم، قالت إفتتاحية quot;الجريدةquot; تحت عنوان (كارثة إنسانيّة تستدعي الحداد): quot;لا يكفي التّعاطف والمساندة والعزاء في ضحايا المحرقة البشرية في الجهراء، التي كان ضحاياها عشرات النساء والأطفال في أكبر كارثة إنسانية مرّت بالكويت في تاريخها الحديث، فالمطلوب هو إجراء رسمي تقوده الحكومة بإعلانها الحداد العام في البلاد، كما يقوده مجلس الأمّة في جلسته الخاصة بالفعل ذاته، ولتنكَّسْ الأعلام، فليس للكوارث من فضل، إن كان لها فضل، إلا إظهار روح التماسك والتواد والتراحم الاجتماعي بين الناسquot;.

وتابعت quot;الجريدةquot; تقول: quot;حتى لو ثبت حصول جريمة، فهناك حاجة ماسّة إلى التحقيق الجاد في الموضوع، والتشدّد في قواعد وشروط الأمن والسلامة، ومدى جاهزية القطاعات المساندة في الدولة كالإطفاء والصحة والدفاع المدني للتعامل مع حالات كهذه، لكنّنا في مثل هذه اللحظات لا نملك إلا الحزن على كل من وافته المنيّة من جرّاء هذه الكارثة والتعاطف مع كل المعنيين المباشرين بها، والمساندة لكل من يعاني ألمًا مستمرًّا، ولكلّ أهالي وأقارب الضحايا دون استثناء، بل فليكن العزاء لأهل الكويت جميعًا، فالكارثة كويتيّة، والمأساة شاملة، أصابت الجميع في مقتل، وليكن سلوكنا في مستوى الحدث نفسه وفي عظم المأساة ذاتها، فلتعلن الكويت يوم حداد عامquot;.