رحلت الممثلة الهولندية سيلفيا كريستل التي اشتهرت بفيلم الإثارة الجنسية quot;إيمانويلquot; عن عمر يناهز الستين عامًا بسبب إصابتها بمرض السرطان.


نيويورك: رحلت عن عالمنا الممثلة الهولندية سيلفيا كريستل، التي اشتهرت بدورها المثير في فيلم المغامرات الجنسية quot;إيمانويلquot; في 1974، نتيجة إصابتها بمرض السرطان، كما أفاد وكيلها مارييكي فيرهارين لوكالة فرانس برس. ورحلت كريستل وهي في الستين من عمرها.

كل ما اتّسمت به أدوارها البطولية في السينما، يعود إلى فيلمها الإسطوري المثير في أعوام السبعينات، والذي استمر عرضه في صالات السينما في فرنسا على مدى 13 عاماً ومن دون توقّف، كونه يعد من أفضل ما قدمته السينما الفرنسية.

وأما بقية الأشرطة الفيلمية التي ساهمت فيها كريستل في ما بعد، ومن ضمنها تلك التي تدخل في إطار السينما الطموحة، حيث كان البعض منها تحت إدارة السينمائي كلود شابرول أو روجر فاديم لم تكن ذات أهمية تذكر، وتتخذ بشكلٍ أو بآخر فيلم quot;إيمانويلquot; أرضية للإنطلاق منها، وفي كثير من الأحيان تبدو مهزوزة وخالية من لمسات الإثارة التي طبعت شخصية quot;إيمانويلquot;.

واليوم، لوعدنا إلى مشاهدة الفيلم المأخوذة أحداثه عن رواية إيمانويل آرسان حيث رفع الغطاء عن كل أسرار وخفايا الجنس فيه، ربما نحسّ ببرود إزاءه غير أن قصته المفعمة بصور الإثارة الجميلة وصناعته الفنية الراقية حالت دون أن يدخل الفيلم عالم النسيان أو يصاب بالشيخوخة. ومع ذلك كله، فقد تمّ إنجازه، مستنداً قبل كل شيء، الى الغموض الذي اكتنف أجواءه وأحداثه.

في أعوام السبعينات وفي خضم الثورة الجنسية والثقافة المضادة في تلك البيئة، انبثقت شخصية quot;إيمانويلquot; من أجل اجتذاب الجميع. الرجال وفورة الغضب التي كانت تتملكهم وهم في توقٍ إلى رؤية الأرداف والمرأة العارية تماماً. والنساء اللواتي كنّ يدافعن عن حرية المرأة أسعدهن العثور على بطلة متحررة تقود حياتها الجنسية بالطريقة التي ترضي ذاتها. هذا من ناحية الرسالة التي أراد الفيلم أن يبعثها. وأما من الناحية الجمالية فذات الأمر، إثارة جنسية تبدو لقسم من الجمهور سلوكاً وقحاً جداً وبصورة خاصة لطلاب المدارس الثانوية، وسلوكيات سليمة للبعض الآخر ولطالبات الفلسفة والأدب.

كان الجمال الذي تتمتع به سيلفيا كريستل يسير بموازاة الغموض الذي كان يلفّ quot;إيمانويلquot; أنثى رشيقة بشعرٍ قصير تذوب الحروف بين شفتيها كلما نطقت بكلمة أو بجملة على العكس تماماً من فتيات quot;البلاي بويquot;، في الوقت نفسه قادرة على إشعال النار داخل قلوب المشاهدين الذين كانوا يبحثون عن مأوى دافئ يلجأون إليه.

حياة حزينة
ولدت سيلفيا كريستل في 28 سبتمبر/ أيلول 1952 في مدينة اوترخت في هولاندا، كان والداها قد قررا إرسالها إلى مدرسة داخلية دينية، عندما كان عمرها 11 عاماً، وعرفت هناك بعدم إنضباطها.

وبدأت مشوارها كعارضة أزياء إلاّ أنها رأت نفسها بالصدفة وجهاً لوجه مع السينما ولتنطلق شهرتها كالصاروخ من خلال فيلم quot;إيمانويلquot;، وتحاول بعد ذلك التحرر من شخصية quot;فتاة الإثارة الناعمةquot;.

عام 1976 أدّت كريستل دور البطولة في الشريط الفيلمي quot;رينيه لا كانيهquot; لفرانسيس غيرود إلى جانب الممثل جيرارد ديبارديو، وفي العام التالي ظهرت في quot;أليس أو لا ديرينير فوغquot; للمخرج كلود شابرول. لكنها، عادتعام 1981 للإشتراك في فيلم إباحي بعنوان quot;ليدي شاترلي لوفيرquot; للسينمائي جوست جايكين، ولتستمر في الظهور لاحقاً في أفلام مثل quot;ماتا هاريquot; 1985، وquot;كازانوفاquot; 1987، وquot;هوت بلودquot; 1990، إضافة إلى عودتها في الظهور في الأجزاء الأخرى من سلسلة أفلام quot;إيمانويلquot;، كما في الجزء الثاني من quot;إيمانويلquot; 1975، وquot;وداعاً إيمانويلquot; 1977، وquot;إمانويل 4quot; 1984.

في أواخر عام 1990 كان نشاط سيلفيا كريستل قد خفّ كثيراً في السينما، وذلك بسبب مشاكل الإدمان على الكحول، والكوكايين، ومحاولات البحث البائسة عن رجال يصغرونها في السن.

ومرت أيام كريستل بمدٍ وجزرٍ حطمت حياتها، وعانت من تجربة عاطفية قاسية للغاية، إستطاعت أن تتغلب عليها من خلال كتابة سيرة حياتها التي ظهرت في كتاب بعنوان quot;عاريةquot;، الصادرعام 2006، والذي حفّزها لتنشيط مسيرتها في إطار السينما الهولندية.

إلى جانب ذلك، تفرغت الشهيرة بإسم quot;إيمانويلquot; للرسم وتصميم الأزياء، حيث حققت من خلالهما بعض النجاح. وطوال السنوات الأخيرة من حياتها، عاشت الممثلة الهولندية ما بين أمستردام وكاليفورنيا.

وبرحيل سيلفيا كريستل يخسر جمهور السينما quot;إيمانويلquot; الباقية في الذاكرة، التي تعدواحدة من أساطير الإثارة والرمز الأنثوي الأبرز في أعوام السبعينات.