وسط حشد كبير من الشباب العراقي ولمدة ساعتين، اقامت المغنية الاميركية، ماري مكبريد، حفلاً غنائيًا في بغداد معبرة عن سعادتها بزيارتها للعراق التي هي الاولى لها، وفاجأت الجمهور بغنائها للاغنية العراقية quot;هي وهاي وهيquot; التيتفاعل معها الجمهور.


بغداد: أحيت المغنية الاميركية ماري مكبريد حفلاً غنائيًا في بغداد حضره السفير الاميركي جيمس جفري، وحشد كبير من الجمهور العراقي الذي غصت به قاعة تموز بفندق عشتار (شيراتون).

قدمت ماري اغانيها تباعًا ومن دون توقف أو تعب ، اغنيات كثيرة مختلفة الانماط ما بين السريعة والهادئة، وما بين الفردية والمشتركة مع احد افراد فرقتها، كان صوتها الصداح يملأ القاعة فيما الجمهور يتفاعل معها، يردّ على حركاتها وعلى كلماتها، فلم يستطع الكثيرون الا ان ينتهوا بالقرب منها يتراقصون على اهتزازات صوتها والالات الموسيقية، فيما تساءل الكثيرون ماذا لو كانت هذه الحفلة في ساحة التحرير وسط بغداد.

بدأ الحفل بعزف النشيدين الوطنيين الاميركي والعراقي، ثم حيا السفير الاميركي المغنية وفرقتها على تجشمها عناء السفر للوصول الى بغداد وتقديمها حفلات للعراقيين، كما حيا الحضور الكبير اللافت، مشيرًا الى ان المغنية تعد سفيرة للثقافة في وزارة الخارجية الاميركية وهي تسافر الى جميع انحاء العالم لاحياء حفلات غنائية، والى جميع الاماكن المهمة، ذهبت الى تركيا والصين وافغانستان وايطاليا، وهي الان تحل قي بغداد.

إستدرجت ماري مع فرقتها الشباب الذين ما وجدوا بدا من القفز الى الساحة الصغيرة امام المنصة التي تقف عليها المعنية وبدأوا يتراقصون على انغام الموسيقى، اكثر من ثلاثين شابًا نزلوا الى الساحة وتواصلوا بأشكال من الرقص، وكانت المغنية بين حين واخر تحيي الجمهور وتقول لهم كلمات مثل (انا احبكم ، شكرا لكم)، ثم دعت المغنية احد الشباب الى مشاركته الفرقة في العزف على الكيتار، فتناول الكيتار ووقف الشاب خجولاً في الطرف القصي من الفرقة الا ان احد اعضاء الفرقة سحبه ليجعله يقف في الوسط بالقرب من المغنية، وسرعان ما تبدد خجله وانطلق في عزفهحتىانتهاء الاغنية، وتواصل الغناء الى ان فاجأت المغنية الجمهور بغنائها لاغنية عراقية سريعة للمطربة البصرية الراحلة (ربيعة) وهي (هي وهاي وهو/ اليوم اجانه الزين/ يا هو اللي يحسسه)، غنتها على طريقتها الاميركية بشيء من الصعوبة الا ان الايقاع كان واحدًا، فتفاعل معها الجمهور بصراخ تارة وغناء معها تارة اخرى، وبعد هذا بأغنيتين اختتمت المغنية الحفلة بتحية كبيرة وقبلات للجمهور.

وبعد انتهاء الحفلة حاولنا التحدث معها، فقالت ماري لـquot;إيلافquot;: quot;من دواعي سروري ان اكون في بغداد لاول مرة، وهذه زيارتي الاولى للعراق وهي تعني الكثير الكثير لي وللفرقة الخاصة بي، وقد عملنا المستحيل من اجل ان نأتي الى بغداد ونقدم اغانينا للجمهور العراقي الذي رحب بنا كثيرًا، وليتعرف العراقيون على الثقافة الاميركية والموسيقى الاميركية، اتخذنا قرار المجيء الى العراق بعد تباحث لمدة شهرين، وعندما سألوني رأيي لم اجد غير دقيقة واحدة لاجيب بكلمة نعم.

وأضافت: quot;صورة اي بلد لا يمكن ان تعرفها ما لم تزوره بنفسكم، فالترحاب الرائع الذي تلقيته بدءًا من الاطفال والاكبر منهم ومن ثم البالغين جعلني اعيش في شعور لايوصف، تواجدي في بغداد جعلني اكون سعيدة جدًا جدًاquot;.

وقالت عن الظروف الامنية في العراق: quot;هذه اول زيارة لي والترحيب الذي شاهدته والحضور يؤكد على ان الوضع مستقر تقريبًا لانني شاهدت كيف ان العراقيين يحبون المشاركة والاستماع وكأن هذه برامج تبادل ثقافي بعيد عن السياسة وبعيدًا عن الامور الاخرى، فنحن نرى تقارب الشعوب من ناحية الموسيقىquot;.

وكنا قد التقينا قبل بدء الحفلة احدى الموظفات في السفارة الاميركية في بغداد وحدثتنا عن عن المغنية والفرقة التي تحمل اسمها فقالت: quot;اسمها ماري ماك بريد، والفرقة تحمل اسمها، معها خمسة اعضاء في الفرقة يعتبرون من مغني الروكفي الولايات المتحدة الاميركية، وهي ليست فقط مغنية وانما كاتبة اغاني، بدأت رحلتها الفنية منذ وقت مبكر، اشتغلت في هذه المجال ونجحت وكانت لها جولات عديدة في عدة بلدان منها افغناستان التي كانت فيها رحلتها الاخيرةquot;.

وقالت:quot;انا سعيدة جدا بزيارتها هذه للعراق التي هي الاولى، وهي تعتبر سفيرة الثقافة في الولايات المتحدة لان الموسيقى التي تقدمها لا تعتبر من الموسيقى الصاخبة جدًا بل يمكن اعتبارها عقلانية، النوع الذي تغنيهماري ماك بريد ليس فيه شيء من الاغاني الفاحشة بل انها قريبة من الحب العذري الموجود لدى العربquot;.

واضافت: quot;ستبقى ماري في بغداد لمدة اسبوع وخلاله ستنتقل في العديد من المناطق، وقد كانت في البصرة وقدمت حفلاً موسيقيًا في القنصلية حضرها عدد كبير من ابناء البصرة، وفي بغداد كانت لها حفلات عديدة في معهد الفنون الجميلة للبنين والبنات وقدمت حفلة لدار المسنين، لانها تعتبرالموسيقى هنا حالة علاجية للحالات النفسية المتعسرة، كما قدمت حفلة دار الايتامquot;.

ما لفت الانتباه خلال الحفل ان موسيقى النشيد الوطني العراقي التي عزفت هي موسيقى النشيد القديم، والطريف ان مع اول نغمة في اللحظة الاولى احتج الجمهور بصيحات عالية مما حدا بالقائمين على ايقافه ومن ثم عزف النشيد الوطني الحالي، والاظرف ان الاميركيين المتواجدين داخل القاعة استغربوا صيحات الاحتجاج وراحوا يتساءلون عن سببها، فابتسموا حين علموا السبب.