شكَّلت نهاية مسلسل quot;روبيquot; صدمةً للعديد من متابعيه، حيث شنُّوا حملةً عليه من خلال مواقع التَّواصل الإجتماعي، فهل كانت النهاية منطقيَّة وواقعيَّة، أم ضعيفة أمام النَّجاح الذي حقَّقه المسلسل؟


بيروت: تابع المشاهدون اللبنانيون والعرب على مدار 95 حلقة المسلسل الملبنن quot;روبيquot; المأخوذ عن عملٍ مكسيكي أُنتج بعدَّة نسخات ولهجات حول العالم، من إنتاج quot;سما غروبquot; لصاحبها أديب خير، سيناريو وحوار كلوديا مرشليان، إخراج رامي حنَّا، وبطولة سيرين عبدالنور، مكسيم خليل، أمير كرارة، ديامان بوعبود، تقلا شمعون، فادي إبراهيم، أسعد حطاب، شادي حدَّاد، بياريت القطريب وغيرهم...

وبعد أن كثر الحديث عن التَّغيير الذي أحدثته مرشيليان على القصَّة الأصليَّة لتصبح أكثر شبهًا بالواقع اللبناني وقريبةً منه ووضعها نهايةً أخرى عن تلك المعروضة في النَّسخة المكسيكيَّة، إنتظر المشاهدون بتلهُّفٍ عرض الحلقة الأخيرة من العمل، لمعرفة مصير تلك الفتاة الجميلة الَّتي ضحَّت بعائلتها وحبِّها وأصدقائها من أجل الوصول إلى المال، إلَّا أنَّ النتيجة لم تكن على قدر التَّوقعات والآمال، إذ تحوَّلت وسائل التواصل الإجتماعي منذ عرض الحلقة الأخيرة إلى ما يشبهه ميدان معركة للنقد السَّلبي من قبل متابعي المسلسل، الذين وجدت أغلبيتهم أنَّها لم تكن بقوَّة العمل والتَّرويج الإعلامي الكبير الذي قابله ... أم هكذا ظنوا؟

فبعد أن إنتظر المشاهدون نهايةً مختلفةً، لربما تكون أكثر سعادةً وقريبةً من القصص الخياليَّة مع زواج البطل والبطلة بغض النظر عن الظروف الَّتي مروا بها، أو أكثر تراجيديَّةً وقسوةً مع تشوُّه البطلة وبتر ساقها إسوة بالنَّسخة الأصليَّة بغض النظر عن كون البطلة ضحية الطفولة القاسية الَّتي عاشتها وما أسفرت عنه من عقدٍ نفسيَّةٍ بداخلها، فهل أتت النهاية الَّتي وضعها المشرفون على العمل هي الأكثر واقعيَّة وإقناعًا ... أم هكذا ظنوا؟

روبير فرنجية: لكل كاتب الحق في سرد النِّهاية الَّتي يريد
يرى الصِّحافي اللبناني، روبير فرنجيَّة، أنَّ الجمهور أحبَّ مسلسل quot;روبيquot; الذي نجح من النَّاحية الجماهيريَّة، إضافةً إلى أنَّه نقل وجوهًا من الممثلين اللبنانيين المخضرمين إلى ساحة الإنتشار العربي، ونقل معهم اللهجة اللبنانيَّة أيضًا.

وأشار فرنجيَّة في حديثه لـquot;إيلافquot; أنَّ الدَّمج الحاصل في المسلسل بعد أن إستقطب وجوهًا تمثيليَّة من سوريا ومصر كان له أثر إيجابيّ وجميل على العمل ككل.

ورأى أنَّ الكاتبة كلوديا مرشيليان إستطاعت أنّْ تزاوج بين التأليف والترجمة، ونجحت في لبننة العمل على قدر المستطاع بحكم أنَّه منقول من بلدٍ إلى بلدٍ آخر، غير أنَّه وجد أنَّ إخراج رامي حنَّا صاحب الكفاءة في مجاله، كانمن الممكن أن يكون أفضل، متسائلاً عن سبب عدم الإستعانة بمخرجين لبنانيين مع وجود العديد ذوي الكفاءة والتميُّز بينهم، مشيرًا إلى أنَّ ليس كل المخرجين السوريين هم نجدت أنزور أو شوقي الماجري.

وعن النهاية الَّتي خرج بها المسلسل، أكَّد فرنجية أنَّ للمؤلِّف كامل الحق في سرد النهاية الَّتي يريد، ورأى أنَّ مجموعة من النَّاس كانت تحلم بنهايةٍ أخرى، في حين وجدت مجموعة أخرى أنَّها كانت جميلة، مشيرًا إلى أنَّ أي مسلسل ناجح على نهايته أن تكون جدليَّة وألَّا تمرَّ مرور الكرام.

وعمَّا إذا جاءت النهاية بحجم المسلسل أم لا، وجد فرنجيَّة في معرض حديثه لـquot;إيلافquot; أنَّ الجمهور إنتظر نهايةً مثيرةً للمسلسل في حين أنَّ فرقاء العمل لربما لم يتوقعوا أن يحدث المسلسل كل هذا الإستقطاب الجماهيري، وتساءل قائلاً: quot;لو لم يتم تسريب ونشر نهاية المسلسل الأصلي بنسخته المكسيكيَّة على موقع اليوتيوب هل كانت ستكون نهاية المسلسل الملبنن هكذا أم نسخة طبق الأصل عن الأولى؟quot;.

وأشار إلى أنَّ نهاية quot;روبيquot; تفتح الطَّريق أمام سجالٍ طويلٍ عماذا يريد المشاهد من نهايات المسلسلات، وما إذا كان يحلم دائمًا بالنهايات السعيدة، وإنتصار الخير على الشَّر، وزواج البطل والبطلة، أم يطمح بقصص أكثر واقعيَّة.

زلفا رمضان: العمل بالأساس ضعيف والنهاية جاءت بلا نهاية
بينما رأت الصِّحافيَّة اللبنانيَّة، زلفا رمضان، أنَّ العمل بالإجمال كان ضعيفًا من ناحية السيناريو والأداء التَّمثيلي والحبكات والعقد القصصيَّة، بحيث لم تكن تشعر بأنَّها تتابع مسلسلاً تلفزيونيًّا وإنَّما مسلسلاً إذاعيًّا، وكانت تكتفي بسماع الممثلين وليس مشاهدة أدائهم، وأنَّه لم يكن يوجد تطوُّرٌ كبيرٌ في سياق القصَّة الَّتي إفتقرت للإدارة المشهديَّة.

وقالت: quot;مثلاً لم نرَ الدكتور عمر البارع يمارس مهنته كدكتور بل كان يحب ويراضي ويكره ويزعل ويدور حول الفتيات اللواتي يهمن بحبِّه، شخصيَّته كانت مثاليَّة إلى حد عدم تصديقها، وكذلك روبي كانت في العديد من المشاهد غير مقنعة خصوصًا عندما ضربها تامر ووقعت على الأرض quot;مكويةًquot; بمعنى أنَّ لا شعرها تبعثر ولا حركات جسدها أو وجهها كما لو أنَّها خضعت لعمليَّة كيquot;.

وأضافت: quot;المسلسل أثبت ضعفه خصوصًا في الحلقة النِّهائيَّة، لأنَّه لم تكن هناك نهاية لأي مشهد أو أي طرح، وجاءت الحلول وهميَّة وليست أرضيَّة، وإذا صحَّ التَّعبير كانت مجموعة من الطروح وليس الحلول، فالسيناريو بدأ ضعيفًا وإنتهى بالنمط نفسه، ولكن يجب وضع مقارنة بين العمل الأصلي بنسخته المكسيكيَّة والعمل اللبناني، لأنَّه قد يكون مسلسلاً ناجحًا في نسخته الأولى عكس الأخيرة، وإلَّا ما كانوا تهافتوا لإنتاجه عربيًاquot;.

وختمت قائلةً إنَّ النِّهاية كانت بلا نهاية، وأنَّ كاتبة السيناريو لم تكن تدري ماذا تكتب، وهذا ما يحصل عادةً عندما لا توجد حبكة أو عقدة للقصَّة، فسيناريو بلا عقدة لا حلَّ له وبالتالي لا نهاية، وقالت: quot;وهكذا ضاعوا هم فضاعت النِّهاية وضاع المشاهد معهمquot;.

باسم الحكيم: النِّهاية كانت الأقرب إلى المنطق
وفي سياق آخر، وجد الصِّحافي اللبناني، باسم الحكيم، أنَّ مسلسل quot;روبيquot; إقتحم العالم العربي، ما رأى أنَّه دليل نجاح يسجَّل لصالح الدراما اللبنانيَّة والجهة المنتجة الَّتي عرفت أنّْ تختار الكاتبة والممثلين المناسبين للعمل، كما نجحت بإدخال نجوم لبنانيين في وطنهم إلى دائرة الإنتشار العربي، وأبرزهم ديامان بوعبود، وشادي حدَّاد، وأسعد حطَّاب...

ورأى الحكيم في معرض حديثه لـquot;إيلافquot; أنَّ النهاية هي جزء من المسلسل المكسيكي المعرَّب، ووجد أنَّها الأكثر منطقيَّةً وواقعيَّة لأنَّه لم يكن بإنتظار نهاية سعيدة، خصوصًا أنَّ روبي هي فتاة تحبُّ المال وضحَّت بكل ما له قيمة معنويَّة مقابل الوصول إلى المادة والرفاهية.

وأشار إلى أنَّ الجمهور الذي تابع العمل كان ينتظر تطورًا إيجابيًّا لقصَّة حب روبي وعمر، بغض النظر عن النفور الذي أصابه من شخصيَّتها طيلة المسلسل، وذلك لحبِّه لشخص الممثلة سيرين عبدالنور، مشيرًا إلى أنَّ شخصيَّة quot;روبيquot; هي الوحيدة الواقعيَّة في المسلسل على عكس quot;عمرquot; الذي تميل شخصيَّته إلى المثاليَّة.

وأضاف: quot;برأيي النهاية كانت منطقيَّة جدًّا، لأنَّه لا يمكن لنا أن نمسح بلحظةٍ سنوات من الغش والطمع والخيانة، بإختصار النهاية كانت رائعةquot;.

مي جودة: النهاية لم تكن منصفة وquot;روبي الشريرةquot; لم تعاقب
في حينقالتالصِّحافيَّة المصريَّة، مي جودة، أنَّها لم تكن تتوقع بعد مشاهدة 94 حلقةً من المسلسل أن quot;الشريرة روبيquot; الَّتي حطَّمت قلوباً وأضاعت مستقبل زوجها لن تعاقب بل ستتابع مشوارها من جديد في جني الأموال.

في الوقت الذي وجدت فيه أنَّ المخرج السوري، رامي حنَّا، نجح في السَّيطرة على كاميرته والإضاءة وشكل الديكور، إلَّا أنَّه فشل في السَّيطرة على quot;روبيquot; الَّتي اهتمت في المقام الأوَّل بإبراز جمالها وشياكتها - وبالفعل كانت - وجاءت في كثير من الأحيان ضدَّ واقعيَّة المسلسل.

وأضافت جودة في حديثها لـquot;إيلافquot; أنَّ أفضل أداء تمثيلي في المسلسل كانللفنانة مارينال ساركيس، التَّي لعبت دور والدة عمر،وكانت تثير التَّعاطف والسخرية أحيانًا، والممثل الشَّاب شادي حداد بدور quot;أشرفquot; الذي كانت لدوره المركَّب تحولات كثيرة تمكَّن من الوصول لها بالفعل، أما الممثِّلة ديامان بو عبود quot;شيرينquot; فلم يكن دور الفتاة المقهورة الوفيَّة صعبًا، ولكن طريقة مشيتها هي الَّتي كانت مدهشة حيث لم تخطئ بها ولا مرَّة طوال الحلقات.

ووجدت الصِّحافيَّة المصريَّة أنَّ قصَّة العمل لم تكن منصفة وليس فقط في النِّهاية،حيث لم يتمكن الجميع من نسيان الجراح الَّتي سببتها لهم روبي، وهي الوحيدة الَّتي تجاوزت محنتها واستكملت طريقها، ولم يكن الانتقام منها بفقدان الأموال الَّتي سعت الى جمعها كافيَّا أبدًا، وقالت:quot;كاتبة العمل حاولت أن تحبب الجمهور دومًا بعمر الذي يحبُّ من كل قلبه ويساعد كل من حوله، ولكن تركيبة شخصيته لم تختلف كثيرًا عن حبيبته روبي، فهي تفكِّر في المال وفي نفسها وهو يفكِّر في نفسه فقط، فكان حقًّا يستحقُّهاquot;.