quot;مجنون يحكيquot; مسرحية موسيقية كوميدية سوداء شكلت حدثاً مهماً على الساحة الفنية في بيروت منذ إنطلاقتها قبل أيام، والأسباب عديدة أولها عودة زيادة الرحباني بعد غياب عقدين من الزمن، ومحاكاة المسرحية للواقع السياسي والإجتماعي الحالي، وتميز فريق العمل ككل.

بيروت: لا نستغرب من ندى بو فرحات التميز فهي رغم سطوع نجمها بشكل تدريجي خلال السنوات الماضية، وتحقيقها نجاحات فنية لافتة، لا يزال في جعبتها الكثير، ولا زالت قادرة إدهاش الجمهور بإدائها وموهبتها التي لا تعرف حدوداً.
من يتابعها عبر الشاشة وحتى دون معرفة شخصية يدرك بأنها مهووسة بالكمال في فنها، وشعارها الأوحد كان دوماً quot;الإتقانquot;، وأضافت إليه اليوم quot;التضحيةquot;،فهي لم تتوان عن حلق شعرها على quot;الزيروquot;كأي سجينة حقيقية تخضع للتعذيب،لتقديم دورتقنعنا به ولا تفتعل الإقناع عبر أدوات أخرى قد لا تكون بذات التأثير.
هل يمكن النظر إلى ندى بو فرحات على أنها تضاهي ناتالي بورتمان في جنونها وفي تأثرها بشخصيتها في فيلم V For Vendetta ؟ ربما ولكنه تأثر إيجابي نتمنى أن يعدي كل من يشاهدها من فنانات. فالفن بالنهاية ليس فستاناً جميلاً ودوراً مغرياً وفقط، الفن هو أن تتقمص أي شخصية وتعيشها بكل تفاصيلها حتى لو كانت مشوهة أو قبيحة، وهذا ما فعلته ندى بو فرحات بنفسها لتخدم النص والشخصية التي تؤديها.
عندما سألتها إيلاف ممازحة: كم تقاضيت لتضحي بشعرك؟ كان جوابها فعلتها لأجل الرضا الذاتي quot;Self Satisfactionquot; أي ليس لأجل المال، فناهدة نون بطلة عرضية وضعتها الظروف بمواجهة السلطة، وقررت أن لا تتنازل وتضحي لأجل الحرية.
وتعرب عن سعادتها بتحقيق حلمها في الوقوف على مسرح واحد مع زياد الرحباني، وأستاذها في الجامعة غابرييل يمين، وتعتبر هذا العمل في مقدمة قائمة أفضل أعمالها الفنية.
وتتحدث المخرجة لينا خوري عن العمل قائلة بأن المسرحية تشبه ما يحدث في العالم العربي وأميركا اللاتينية وأفريقيا ودول أخرى عديدة تعاني من القمع وإنعدام الحريات، معتبرة السبب يكمن في نفسية الإنسان التي لم تتغير، وتضيف بأنها قامت بتطوير أفكار المسرحية لتناسب الواقع اليوم، وتمت لبننتها، كما أعربت عن سعادتها لعودة زياد الرحباني الى المسرح بعد غياب دام عشرون عاماً وفي عمل من إخراجها.
غابرييل يمين بدوره أعرب عن سعادتها بإنطلاق المسرحية وإنتهاء مرحلة التحضيرات المرهقة، وإعتبر أن المسرحية تعبر عن واقعنا اليومي، وتمنى أن تكون على قدر التوقع.

مجنون يحكي تعرض على مسرح المدينة من 3 تشرين الأول ولغاية 17 تشرين الثاني، كل خميس، جمعة، سبت وأحد، وهي كوميديا سوداء موسيقية، تتكلم عن مسجونة في مستشفى للأمراض العقلية، والتي لن يتم الإفراج عنها حتى أن تعترف بأن تصريحاتها ضد الحكومة ناتجة عن اضطراب عقلي غير موجودة. تشارك غرفتها في المستشفى مع مريض عقلي حقيقي، الذي يعتقد يبأنه يملك الأوركسترا تحت قيادته يقوم بدورهغابرييل يمين أما زياد الرحباني فيقومبدور الطبيب النفسي المعالج، والمحور الآخر في المسرحية هوإبنة ناهد نون ومعلمتها التي تمارس عليها التعذيب النفسي في مدرستها.
المسرحية من بطولة: زياد الرحباني، ندى أبو فرحات، غبريال يمّين ، أندريه ناكوزي، ألين سلّوم ، إيلي كمال، وفرقة موسيقية حيّة مؤلفة من 16 عازف، موسيقى: أسامه الخطيب. إخراج: لينا خوري

المزيد في هذا التقرير المصور