كان العام 2013 شاهدًا على رحيل الكثير من نجوم وعمالقة الدراما السوريّة، ولعلّ أبرزهم ياسين بقوش وسليم كلاس ونضال سيجري، الذين تركوا وغيرهم إرثهم في الفن السوري.


دمشق : شهد عام 2013 الكثير من المشكلات والمآسي في حياة السوريين عمومًا، والفنانين خصوصًا، بسبب الأحداث الدامية التي تشهدها سوريا منذ أكثر من 30 شهرًا حتى اليوم، فحصد الموت أرواح الكثير من الشخصيات الفنية، وكان أبرزهم الفنان القدير سليم كلاس المشهور بـquot;حلاق الحارةquot; الذي توفي منذ أيام، والفنان الكوميدي الشاب نضال سيجري، والناقد السوري رفيق الصبان، والفنان ياسين بقوش الذي لقّب بـquot;شهيد الفن السوريquot;.

خلّف عام 2013 أحداثًا دراماتيكية في جنبات الدراما السورية، وبكى الوسط الفني رحيل نجوم توفوا بسكتات قلبية، واحترقت قلوبهم حسرة لرحيل فنان قتلًا بسبب الأحداث الجارية.

أديب خير
في بداية العام رحل واحد من أهم المنتجين للدراما السورية وهو أديب خير (48 عامًا) صاحب شركة quot;سامةquot; التي أنتجت أعمالًا مهمة مثل quot;روبيquot; وquot;ضيعة ضايعةquot;، بعدما أصيب بأزمة قلبية حادّة ومفاجئة خلال زيارة عمل إلى بيروت، قبل أن يوارى الثرى في إحدى مقابر دمشق.

نضال سيجري
وخسرت الدراما السورية واحدًا من أجمل فنانيها وهو نضال سيجري بعد أن تمكن منه المرض وأدّى إلى استئصال حنجرته، وجعله يظهر في دور صامت في مسلسل quot;بنات العيلةquot; قبل موسمين، وكان الراحل سيجري شارك في العشرات من الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية، وحقق نجاحًا بارزًا في الأدوار الكوميدية حيث اختار شخصيات غريبة ميزته عند المشاهدين. ترك سيجري رسالة لمحبيه وجمهوره في وطنه المتعب بفعل الحرب القاسية، قال فيها: quot;وطني مجروح وأنا أنزف، خانتني حنجرتي فإقتلعتها أرجوكم لا تخونوا وطنكمquot;، ودفن تحت تراب مدينته اللاذقية بعدما سُجّى جثمانه على خشبة المسرح القومي تنفيذًا لوصيته.

صباح عبيد
وغادر الفنان ونقيب الفنانين السوريين صباح عبيد الحياة بعد شهر كامل أمضاه في المستشفى، وهو الفنان الذي ترأس نقابة الفنانين بين 2006 و2008، وصاحب القرار المثير للجدل بمنع إليسا وهيفاء وهبي وروبي من الغناء في سوريا، كما كان الراحل عضو في مجلس الشعب السوري في الدورة الانتخابية بين عامي 2008- 2012.

رفيق الصبّان
ورحل السيناريست رفيق الصبّان أحد رموز النقد السينمائي في 17 آب 2013 عن عمر يناهز 82 عامًا بعد صراع مع المرض، وهو كاتب وناقد وسيناريست سوري وصل إلى مصر وأقام فيها منذ بداية السبعينيات، إسمه الحقيقي محمد رفيق الصبّان، عمل فترة أستاذًا لمادة السيناريو في معهد السينما، وكتب أكثر من 25 فيلمًا سينمائيًا وأكثر من 16 مسلسلًا، وحصل على وسام الفنون والآداب الفرنسي بدرجة فارس.

عدنان حبال
رحل أيضًا الفنان عدنان حبال بصمت عن 76 عامًا متأثرًا بمرضه، وهو من مؤسسي الدراما والمسرح في سوريا، ووري رياض كبرا الثرى في دمشق متأثرًا بمرضه، علمًا أنه أحد أقدم المنتسبين إلى نقابة الفنانين.

سليم كلاس
وجاء خبر رحيل الفنان السوري سليم كلاس قبل أيام كالفاجعة بين الوسط الفني السوري والعربي، بعد تعرّضه لنوبة قلبية مفاجئة، في ما أكدت عائلته أنه لم يكن يعاني أي أزمة مرضية أخيرًا. وكان المشاهد قد اعتاد على حضور كلاس في جميع الأعمال ذات البيئة الشامية، وهو الملقّب بـquot;حلاق الدراما السوريةquot; بعد تجسيده شخصية quot;الحلاق في هذه الأعمالquot;. وكما عاش خفيفًا على قلب المشاهد السوري والعربي رحل بذات الطريقة.

ياسين بقوش
وشكّلت وفاة ياسين بقوش عن عمر يناهز الـ74 عامًا، الحدث الأبرز بين كل الراحلين ، إذ قُتل بقذيفة quot;آر بي جيquot; أصابت سيارته في أحد أحياء دمشق الساخنة. وأعلن في دمشق يوم 24-3 عن وفاة بقوش جرّاء إصابة سيّارته بقذيفة جنوبي دمشق تضاربت الأنباء حول مصدرها، ونشر نشطاء مقطع فيديو على موقع يوتيوب تظهر جثّة تغطي وجهها الدماء، قيل إنّها جثة بقوش، مع إبراز وثائق شخصية تعود له كرخصة القيادة، وجواز السفر، وبذلك فقدت الدراما السورية quot;ياسينوquot;، وهو الذي واكب مسيرة نجومها منذ البدايات كنهاد قلعي، ودريد لحّام، ورفيق سبيعي، وآخرين كثر، ممن حجزوا لهم مكانًا كبيرًا في ذاكرة المشاهد العربي.

غدير الشعشاع
وبشكل مفاجئ، توفيت الفنانة السورية الشابة غدير الشعشاع قبل 4 أيام في منزلها في دمشق وسط تضارب الأنباء عن ظروف وفاتها. ونقلت تقارير إعلامية عن quot;المقربينquot; من الفنانة الراحلة أن quot;غدير تم العثور عليها في حمام منزلها حيث ماتت اختناقًا ببخار الماء أثناء الاستحمامquot;، فيما أشارت وسائل إعلامية إلى أن quot;غدير قتلت وسط ظروف غامضة لم يتم الكشف عنها بعدquot;. وكانت غدير تواصل عملها في الدّوبلاج في شركة quot;سامةquot; قبل يوم واحد من الوفاة، كما انتهت من تصوير دورها في مسلسل quot;خواتمquot;. والفنانة غدير الشعشاع من مواليد عام 1988، قدّمت الكثير من الأعمال في المسرح، ودوبلاج الأعمال التركيّة وغيرها، إضافة لمشاركتها بالدراما السّورية في عدد من الأعمال ومنها مسلسل quot;روزنامةquot; في الموسم الماضي.

إشاعات الموت تطال المشاهير
في المقابل، طالت شائعات الوفاة بعض الفنانين السوريين، أبرزها شائعة وفاة النجم سامر المصري وعباس النوري ووائل شرف ومطرب القدود الحلبية صباح فخري.

نفى الفنَّان السوريّ سامر المصري أن يكون قد تعرَّض هو وعائلته لأيّ أذى، وقال في تصريح صحفي: quot;الحمدلله نعيش حياة كريمة، ونحن بخير وسلامةquot;، مؤكدًا أنَّه متواجد خارج سوريا منذ قرابة العامين، مستغربًا من إطلاق إشاعات حوله تتهمه بالمشاركة في الحرب الدائرة في سوريا.

ونظرًا للأحداث الراهنة في سوريا، فقد كان من السهل توفير بعض صور الفنانين من أعمال سابقة لهم واتهامهم بأنهم منتسبين لأحد طرفي النزاع السوري، حيث نشر عن الفنان عباس النوري بأنه يقاتل في صفوف الجيش السوري الحرّ قبل تعرّضه لإصابات خطيرة أودت بحياته في أحد أحياء دمشق، مع تدعيم الخبر بصورتين يظهر فيهما وهو ملطخ بالدماء، وهو الأمر الذي نفاه النوري جملةً وتفصيلًا.

وطالت الشائعات النجم الشاب وائل شرف، بعد الإدعاء إنه تعرّض لحادث على الحدود السورية التركية ما أدى إلى استشهاده. ويقيم الفنان السوري حاليًا في دمشق مع أفراد عائلته وهو بصحة جيدة ويعيش حياته في شكل طبيعي وعادي، ولا صحة لكل الشائعات التي أطلقها البعض من دون أدنى مسؤولية.

كما نفى الفنان الكبير صباح فخري الإشاعات التي تردّدت عن مقتله على أيدي العصابات المسلحة في سوريا. وأكد افخري في اتصال هاتفي مع وكالة quot;ساناquot; أنه كان موجود في ميونخ في ألمانيا بداعي العلاج والنقاهة، وإنه بصحة جيدة وسيعود قريبًا إلى عشاق طربه الأصيل.