بيروت:إختبرت الفنانة اللبنانية باسكال مشعلاني طعم النجاح مبكراً في مسيرتها الفنية، تحققت لها نجومية تجاوزت حاجز المحلية، باعت إسطواناتها ملايين النسخ، حتى وصلت شهرتها الى ماليزيا، جالت حول العالم، أحيت حفلات ومهرجانات لا تعد ولا تحصى، أرشيفها حافل بالأغاني الضاربة، لكن هذا كله كان يأتي دوماً على حساب حياتها الشخصية، فهي لم تعرف طعم الإستقرار وتختبر الإحساس بالأمومة إلا مؤخراً.
في مكتبها كان اللقاء، بدت وقد إستعادت رشاقتها كاملة بعد الولادة، وجاهزة للعودة الى الأضواء بعد إجازة طالت قليلاً، مشاريعها الفنية شبه مكتملة، وتتحضر لتصوير جديدها قريباً، كان حديثاً عفوياً وصادقاً عن الزواج، الأمومة ، الفن، السياسة، والمشاريع المستقبلية، وقليل من الذكريات.

شعرت باليتم لأول مرة عندما شاهدت إهتمام زوجي بطفلنا
باسكال التي فقدت والدها بعمر صغير كانت دوماً تردد أن اليتم ليس يتم الأب، وإنما هو يتم الأم، لكن هذا الشعور إختلف اليوم وهي تراقب زوجها الملحن والموزع الموسيقي ملحم أبو شديد وهو يلاعبإبنهما، أو يهتم به، فأدركت ما فقدته وهي طفلة صغيرة.

مع الزواج المدني لأنه يمنح المرأة الأمان
وعن زوجها ملحم أبو شديد، الصديق ورفيق الدرب، الذي كان يجمعها به العمل لسنوات طوال، سواء كملحن وموزع لعدد كبير من أغنياتها، أو كمستشار فني، ومدرب صوت، ناهيك عن أنها كانت تسجل معظم أعمالها في ستوديو الصوت الذي يملكه. تقول باسكال: بأن مشاعرها نحوه بدأت تتحول من الصداقة والألفة التي إستمرت حوالي 7 سنوات الى حب حذر، وبدأت العلاقة تتغير بشكل أفضى بالنهاية الى إرتباط حذر كذلك.
لم تستعجل باسكال بالزواج، بل آثرت التريث لتختبر مشاعرها بالفعل، كما أنها لم تكن ترغب بخسارة ملحم كصديق في حال فشلت علاقتهما العاطفية، وهذا كان أحد أسباب تأخر إرتباطهما حوالي خمس أو ست سنوات.
ولم يشعر أحد بعلاقة الحب هذه لأنها عتمت عليها من جهة ولم تصرح بها، كما أن الناس كانوا قد تعودوا على رؤيتهما معاً فلم يتنبه أحد الى أن شكل العلاقة تغير. وجاء قرار الإرتباط عندما شعرت إن أساس العلاقة متين، فالتفاهم موجود، والود موجود، وعملهما سوية وتفهم زوجها لطبيعته طيلة هذه السنين أشعرها بأمان مضاعف، لكن ورغم كل هذه المؤشرات كان إرتباطهما حذراً.
لم نصف إرتباطهما بالحذر؟ لأنهما إختارا أن يتزوجا مدنياً في قبرص، علماً بأنهما من دين واحد، وتشرح باسكال الأسباب قائلة: لا علاقة لزواجي المدني بإيماني، فأنا أصلي، وأحب كنيستي، وعمدت إبني كذلك.
تزوجت مدنياً لأنني شعرت أن أشخاص كثر ظلموا في زيجاتهم، في البداية تكون العلاقة ممتازة وبعد سنوات تبدأ الخلافات تتسلل الى الحياة الزوجية، وعندما يصبح الإستمرار مستحيلاً، ويتخذان القرار بالإنفصال تبدأ المعاناة، خصوصاً عندما يكون هناك أطفال، فيقعون ضحية للصراع، ويرون أبويهما بأبشع صورة.
خفت من تجارب الآخرين ومعاناتهم، ماذا لو فشلت العلاقة، هل سنضطر الى أن نعاني سنوات؟ لذا أنا مع الزواج المدني لأنه يمنحك الحرية والإستقلالية، ويتيح الإنفصال بسلاسة ودون تعقيد، ومن يدري ربما أرتبط كنسياً في وقت لاحق.

كما تطرقت باسكال لجانب آخر يعد سبباً إضافياً لإختيارها الزواج المدني ويتعلق بحقوق الأم في أطفالها بقوانين الأحوال الشخصية، وتمنت لو تكون قوانين بلادنا ككندا وأوروبا، التي تتيح حقوق متساوية فيما يتعلق بحضانة الأطفال.

لست خياطة ولا زوجي نجار
كما دافعت باسكال عن نفسها ضد تهمة تقليد quot;فنانات أمهاتquot; قدمن أغان لأطفالهن عندما إختبرن شعور الأمومة للمرة الأولى بالقول : أضحكني الإتهام عندما قرأت ما كتب، فلا زوجي نجار ولا انا خياطة.... أنا أغني وزوجي ملحن، وأن نقدم لطفلنا الأول أغنية تنبع من قلبنا وإحساسنا هو أقل ما يمكننا فعله، وكل أم سواء كان صوتها جميل أم لا، فهي تدندن أو تغني لإبنها، فما الذي يمنعني من أن أصنع أغنية خصيصاً لطفلي وأغنيها له؟!

فكرة الإنجاب مجدداً واردة
وأكدت باسكال رغبتها في إنجاب أخ أو أخت لوحيدها في حال كانت تلك مشيئة الله، لأنها تحب الأطفال، والدليل على ذلك غيابها لمدة عام كامل بعد الولادة لتفي طفلها حقه من الإهتمام والرعاية، ولتعيش معه أهم محطات نموه: كأول مرة يحبو فيها، وأول كلمة ينطقها، وأول خطوة يأخذها، هذه لحظات لا تتكرر، ولا بد من أن أعيشها معه.

عم تهددني ... بدك تطلقني
ولم تنف باسكال تقصدها إطلاق أغنية quot;عم تهددني بدك تطلقنيquot; في مرحلة تزامنت مع إعلان زواجها، لتلعب على وتر الإثارة، وتخلق حول العمل جدلاً سيخدم إنتشاره دون شك، وهذا ما حصل بالفعل حيث خرجت بعض الصحف والمجلات بعناوين تتساءل إن كانت باسكال تعاني من مشاكل في زواجها أو فيما إذا كان الطلاق قد وقع بالفعل.
وترى باسكال أن قوة المرأة في عقلها، وحكمتها، وليس بعلو الصوت أو المظهر القاسي المسترجل. وأن المرأة يجب أن تكون مفعمة بالأنوثة وتستخدم ذكائها للحصول على ما تريده من الحياة. وأضافت بأنها لا يمكن أن ترتبط برجل يكون تابعاً للمرأة أو ضعيف الشخصية، فمنه الأمان ومنها الحنان.

ملكة جمال الطرب
ونستذكر مع باسكال الألقاب الكثيرة التي نالتها سواء كانت جمالية أو فنية، فتختار منها الأعز على قلبها وهو quot;ملكة جمال الطربquot; وهو اللقب الذي أطلقه عليها الراحل quot;جورج إبراهيم الخوريquot; فكرمها به بزاويته الشهيرة في مجلة الشبكة quot;كارت بلانشquot; بعد حضوره حفل لها، وحول سبب كون هذا اللقب هو الأقرب لقلبها قالت: على أيامنا كان الجمال تهمة لأنه غالباً كان يغطي على الموهبة، فكنت أنزعج عندما تطلق علي القاب جمالية، بينما في وقتنا هذا العكس هو السائد، الجمال بات الأساس والموهبة تأتي لاحقاً، لذا عندما جمع الراحل جورج إبراهيم الخوري الصفتين في لقب واحد وقتها شعرت بأنني أخذت حقي.

تطبخ ألبومها الجديد على نار هادئة
إستغلت باسكال فترة حملها وفترة ما بعد الولادة بالتحضير لألبومها الجديد بتأن ويظهر فيه نضج فني ملموس. وحول الأنماط الغنائية التي سيتضمنها قالت: quot;بعض الأغاني لونها قريب من أعمال سبق غنيتها ونجحت بها، والبعض الآخر جديد علي تماماً ولم يسبق لي تقديمه من قبلquot;.
فهي مثلاً ستقدم الأغنية العراقية والجزائرية في هذا الألبوم، الذي بات شبه جاهز. لكنها لن تصدره حتى تهدأ الأوضاع السياسية في الوطن العربي.
وفي الوقت الراهن إختارت منه أغنية بعنوان quot;أحلام البناتquot; من كلمات والحان مروان خوري وتوزيع زوجها ملحم أبو شديد، وتنوي إصدارها منفردة قريباً. وأهم أسباب إختيارها للأغنية موضوعها الجديد الذي يتحدث عن حلم المرأة وإنتظارها للحب مهما كان عمرها أو وضعها الإجتماعي أو قسوة محيطها، لكنها في أحلامها ترى كل شيء حولها وردي. ومن المقرر تصويرها مع المخرج جو بو عيد قريباً، حيث أدى حزنها لوفاة خالها لتأجيل عملية التصوير.

لا أصلح للتمثيل
وتؤكد باسكال أنها لا تتقن التمثيل، لأن إنفعالاتها حقيقية، ولا تستطيع تقمص مزاج يخالف مزاجها أو إحساس يخالف شعورها. لكنها لا تجد غضاضة في المشاركة بلجنة تحكيم برنامج مواهب، ولا تعتقد أن ظهور المغني في موسم كامل للبرنامج إسبوعياً يحرقه كما يعتقد البعض، بل على العكس فهو يقربه من الناس، خصوصاً إذا نجح في خلق ظهور مميز ومحبب له،كما أنها لا تجد نفسها في تقديم البرامج كما هو دارج اليوم، رغم إمتلاكها لمهارة المحاور، وتعتقد أن بإمكانها أن تستدرج المقابل للبوح، وفضلت محاورة شخصيات سياسية على الشخصيات الفنية.
وقالت باسكال بأنها لو إمتهنت السياسة يوماً ستكون جهودها منصبة في تطوير المجتمع وخدمات البنية التحتية، وفرض إرادة السلام والتآخي والمساوة.