تتحدّث نتالي فضل الله في حوار مع quot;إيلافquot; عن ترشّحها للإنتخابات النيابيّة والبرنامج الذي تتبنّاه، وتقول بكلّ فخر أنّها عارضة أزياء ولكن مثّقفة أكثر من أي سياسي، في ما أشارت إلى أنّها مع مشروع اللقاء الآرثوذكسي وأبدت رأيها بترشّح غيرها من العارضات والفنّانات.


بيروت: إسمها كفيل بالتّعريف عنها فعندما نقول نتالي فضل الله يتبادر إلى ذاكرة النّاس الجدل الكبير الذي أحدثته هذه الشّخصيّة اللّافتة، بدءًا من مشاريعها السّياحيّة والموضويّة والفنيّة، من إقامة عروض أولى من نوعها في الشّرق مثل الـquot;سكاي فاشنquot; وعروض اللانجري على الثّلج وإستقدام عارضات بلاي بوي لتشجيع السّياحة، وصولاً إلى نيّتها الأخيرة بالتّرشّح إلى الإنتخابات النيابيّة المقبلة.

أعلنت نتالي فضل الله ترشّحها عن المقعد الماروني في الكورة الذي تتنازع عليه قوى سياسيّة لها تاريخها في العمل السّياسي، وهي الحزب السّوري القومي الإجتماعي وحزب القوّات اللبنانيّة وحزب المردة، الّتي لديها قواعد شعبيّة مهمّة في المنطقة.

نتالي تطالب بحقوق المرأة والطّفل والمساجين وغيرها من المواضيع الإجتماعيّة الشّائكة الّتي وضعت في جوارير الإنتظار بسبب تصدّر الصّراعات السّياسيّة والفئويّة للمشهد اللبناني، وانشغال السّياسيين بكيفيّة زيادة أرصدتهم في البنوك وتنمية مشاريعهم الإقتصاديّة في الدّاخل والخارج مستغلين مواقعهم في الدّولة لهذا الهدف وناسين هموم المواطن ووجعه ومعاناته من الدّيون وانقطاع الكهرباء والماء وغلاء المعيشة، إضافة إلى معاناة النّساء في بعض المناطق من التّهميش والعنف في ظلّ غياب أي قانون يكفل لهنّ حقوقهنّ، وصولاً إلى غياب أي قانون يكفل حقّ أي مواطن في دولة مدنيّة تكفل حقوقه وتعامله سواسيّة بغيره من المواطنين.

تقول نتالي فضل الله إنّها خرجت من معاناة الشّعب وهمومهم ومطالبهم، مطلقة صرخة لطالما أطلقها الشّباب اللّبناني الذي هاجر قسم منه بعدما فقد الأمل في التّغيير، فيما رضخ قسم آخر للأمر الواقع، ومازال قسم ينادي ويطالب لتحقيق مبادئ يؤمن بها.

في هذا الحوار مع quot;إيلافquot; تتحدّث نتالي فضل الله عن أسباب خوضها هذه التّجربة، ومشروعها الإنتخابي، وتردّ على كافّة الإنتقادات الّتي طالتها مشيرة وبكلّ فخر إلى أنّها عارضة أزياء ولكنّها مثقّفة أكثر من أي سياسي حالي.

ترشّحك للإنتخابات النّيابيّة أخذ ضجّة كبيرة مثل كلّ النّشاطات الّتي تقومين بها، ولكن في المقابل طالك نقد باعتبارك عارضة أزياء سابقة تطمح بالدّخول إلى البرلمان، ما ردّك؟
لقد اعتدت في كلّ عمل أو مشروع أقوم به أنْ أتعرّض للنقد، وهذا طبيعيّ لإيجاد معادلة صحيحة، إذ لا يمكن أنْ نجد إجماعاً على موضوع ما. لكن عمومًا نال ترشّحي الكثير من التأييد إضافة إلى الرّفض، ولكن هناك العديد ممن كانوا ضدّ ذلك وأصبحوا يؤيدونه وهذا أمر مهمّ.

صحيح أنّني عارضة أزياء سابقة وسيّدة أعمال وصاحبة وكالة عرض أزياء، ولكن ذلك لا يمنع أن يكون لديّ ثقافة أكثر من أي سياسيّ، وأفكار ومبادئ تحاكي ما يطالب به الكثير من المواطنين ويسعون إلى تحقيقه أو الحصول عليه. ربّما رفض البعض الفكرة لأنّ هناك هجمة فنيّة على البرلمان اللبناني هذا العام. لكن ذلك لن يردعني لأنّني أرفض أن أكون إمرأة جميلة صامتة كما يفرض المجتمع الشّرقي على المرأة، لديّ مطالب وأفكار ومشاريع أنادي بها منذ عام 2004 ولم تتغيّر وسأعمل ما بوسعي لتحقيقها وإلقاء الضّوء عليها.

هذه الهجمة الفنيّة على البرلمان من قبل العديد من الفنّانين وعارضات الأزياء وضعتك بمقارنة مع ميريام كلينك ولارا كاي، هل أزعجك الموضوع وبماذا تختلفين عن الباقين؟
لم أدخل في مقارنة مع أحد لأنّ كلّ إنسان يتميّز من الآخر، ولكلّ منّا شخصيّته وأفكاره ومبادئه، أنا معروفة منذ سنين كثيرة، بدأت في مجال عرض الأزياء والآن أملك وكالة وأصبحت سيّدة أعمال أقيم الكثير من النّشاطات السّياحيّة بامتياز إضافة إلى مشاريع إجتماعيّة. أمّا في ما يتعلّق بوضعي في مقارنة مع الأسماء المذكورة لا أرى حجّة مقنعة لذلك مع احترامي للجميع، أنا عندما أعلنت ترشيحي لم أكن أعرف من هم المرشّحون من الوسط غيري، أنا لا أعرف من هي لارا كاي، وترشيح ميريام كلينك حصد استهزاء النّاس وارتدّ على المرشّحين غيرها، ولكنّي أؤكّد أنّ التّرشّح للإنتخابات ليس للمفاخرة أو للمكابرة بل هو موضوع جديّ تمامًا مثل ترشّح جورج قرداحي وزين العمر.

لا أخفيك سرًّا أنّني كنت على وشك الهجرة من لبنان بعدما كنت أطالب الشّباب المهاجر بالعودة إليه، لكن العديد من الأصدقاء ضغطوا عليّ للبقاء فوضعت أمام الأمر الواقع وبقيت. أنا الآن أتحمّل مسؤوليّة وسأعطي مجهودي وسأقدّم أفكاري لبلدي وليس لأيّ بلد آخر، قرّرت البقاء لأنّني أحبّ الأرض ومثل أيّ إنسان لديّ مطالب، وفي حال خسرت أم ربحت سأكون قد فتحت الطّريق أمام غيري ليكمل، لا يهمّني الجلوس على كرسيّ بل سأجلس بين النّاس وسأسمع مطالبهم وهمومهم، الإنتخابات ليس خدمات آنيّة وليست عمليّة بيع وشراء أصوات لأنّ من يشتريك اليوم يبيعك غدًا.

ما هو مشروعك الإنتخابي؟
هناك العديد من المشاريع ويمكن اختصارها بتحقيق المساواة بين الرّجل والمرأة في الوظائف العامّة والأجر وإعطاء الجنسيّة لأولادها. مكافحة العنف ضدّ المرأة لأنّنا لم نعد في عصر سي السيّد ، على المرأة أن تقف وتوصل صوتها. رعاية الطّفولة ومساعدة المشرّدين. معالجة قضيّة السّجون الّتي يجب أنّ تؤهّل الإنسان ليصبح نافعًا في المجتمع عند خروجه وعدم العودة إلى حياته السّابقة. وهناك العديد من المشاريع السّياحيّة وفي هذا المجال لا أحد يستطيع المزايدة عليّ فأنا كنت أوّل من دعم السّياحة من خلال العروض الّتي نظّمتها وكافحت المخدّرات من خلالها.

تحدّثت عن حقّ المرأة في إعطاء الجنسيّة لأولادها، ولكن هذه القضيّة تعتبر جدليّة في لبنان لأنّها قد تفتح المجال أمام توطين الفلسطينيين؟
قبل طرح الإستنتاجات وتقديم التّحاليل يجب أن نجري دراسة حول عدد النّساء اللّبنانيّات المتزوّجات من فلسطينيين، وبالتّالي لا يجوز حرمان جميع اللّبنانيّات من هذا الحقّ بسبب فئة قد تكون صغيرة.

تتحدّثين عن مشاريع قد تكون مثاليّة وصعبة التّحقيق في المجتمع اللّبناني، هل فعلاً أنت قادرة على التّغيير أم هذه مجرّد شعارات لخدمة الحملة الإنتخابيّة؟
إنّ لم نجرّب ونحاول لن نستطيع التغيير، لا يمكننا الإستسلام للأمر الواقع علينا المثابرة ولو نجحنا في تحقيق 5% من مشاريعنا. إعلامنا يتحمّل مسؤوليّة كبيرة لأنّه يلقي الضّوء على الحرب وحرق الإطارات وإغلاق الطّرقات ولا يركّز على الوجه الجميل للبنان، يركّز الإعلام على السّياسيين والفساد ولا يركّز على النّاس وهمومهم.

منذ إعلان ترشيحي وحتّى اليوم وصلني الكثير من الشّكاوى وأتمنّى أنّ أصل إلى سدّة البرلمان لأتمكّن من تحقيقها، الأهم بنظري هو الإستماع إلى النّاس، واليوم تعدّ الدّولة المسؤولة الأولى عن تفشي الإجرام لأنّها لا تسمع الشّعب الذي يعاني ولا تفهم مطالبه، ما يدفعه لتبني الإجرام للحصول على ما فشلت أو امتنعت الدّولة في تحقيقه له.

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن قانون الإنتخابات واشتعل الجدل بين مشروع اللّقاء الأرثوذكسي وقانون 2008 وغيرها، ما هو القانون الذي ترين أنّه الأنسب للبنان؟
أنا مع قانون الدّائرة الواحدة مع اعتماد النّسبيّة، ولكن بين المطروح أؤيّد مشروع اللّقاء الأرثوذكسي وأنا ضدّ نظام 1960 لأنّه كفيل بإعادة الطّبقة الحاكمة نفسها وإعادة الوجوه نفسها وهو ما لا نريده.

إتّهمت بالبحث عن شهرة إضافيّة من خلال هذه الخطوة؟
أعيش تحت الأضواء من سنّ الحادية عشرة، وأنا معروفة عربيًا وعالميًا ولا أحتاج للمزيد من الشّهرة. بل الشّهرة الّتي وصلت إليها ستساعد في الإضاءة على ترشّحي وتحقيق مشاريعي.
أفكاري أحقّقها من دون النّيابة ومازالت مستمرّة في كلّ ما بدأته على الصّعيد السّياحي والفنّي والإجتماعي، واليوم أصبحت مهتمّة بالشّأن السّياسي، وما أطالب به منذ سنين ليس مثاليّات وإنّما مبادئ راسخة.

كلمة أخيرة
أتمنّى أنّ تصل أفكاري إلى كلّ مهتمّ ومؤمن بها وأن نلقى الدّعم الإعلامي اللّازم لإيصال صوتنا.