كان يوم دفنها أسطورياً بامتياز، حيث تجمّع الناس من كلّ المناطق لينفّذوا وصيّتها ويحتفلوا معها في هذا اليوم، رقصوا الدبكة وردّدوا أغانيها الكثيرة في وداعها. ماتت صباح الفغالي لكن صباح شارقة أبداً.


سعيد حريري من بيروت : كما في حياتها كذلك في مماتها، لم يكن يوم دفن الشحرورة عادياً، بل كان عرساً لها، واحتفاءً بها. تجمّع اللبنانيون منذ الصباح الباكر يوم الأحد المنصرم ليودّعوا حبيبتهم وصباحهم التي لا ولن تغيب، تجمهروا أمام الفندق التي عاشت فيه سنينها الأخيرة، وأمام كاتدرائيّة مار جرجس في بيروت، ثم انتقلوا معها إلى ضيعتها بدادون حيث رقدت بسلام، تجمّع اللبنانيون وكذلك النجوم من لبنان وسوريا ومصر، ليودّعوا رمزًا من رموز الفنّ العربي، وقدوتهم في المحبّة والتواضع. عملوا كلّهم بوصيّتها،&فتحوّل يوم دفنها إلى كرنفال تخلّله&رقص وعزف وغناء، جال شوارع لبنان، من الحازمية إلى بيروت، ومنها إلى بدادون، حيث توقف موكبها مئات المرّات على حواجز محبّة ووفاء نصبها الناس ليلقوا النظرة والتحية الأخيرة عليها.

كانت صباح متواضعة رغم شموخ مجدها، كانت محبّة وطيّبة وكريمة، إنها حلوة لبنان والعالم العربي، وتاريخهما. عادت صباح إلى ضيعتها التي غنّت لها كثيراً، عادت إلى بدادون التي أحبّتها، عادت لتحتضن ترابها وترقد بسلام، عادت إلى ضيعتها لتلتقي أحبابها الذين سبقوها، ماتت جانيت الفغالي لكن صباح ستشرق كلّ يوم.

"إيلاف" واكبت هذا الحدث الوطني الكبير، من الصباح الباكر وحتى المساء، رافقت الشحرورة الصبوحة في هذا اليوم الأسطورة، وتنقل لمحبّيها وجمهورها ماذا قال المحبّون والنجوم عنها.

تصوير فوتوغرافي :&إيلي كوزمان
تصوير فيديو ومونتاج : كارن كيلايتا

لمشاهدة تفاصيل اليوم الأسطوري لأسطورتنا صباح،&يرجى الضغط على الفيديو التالي: