إذاعيّة متميّزة، وضعت التحدّي نصاب عينيها، وحقّقت حلمها عبر برنامجها الأسبوعيّ "متل الحلم" الذي يبثّ عبر أثير إذاعة صوت لبنان. الإعلاميّة نسرين ظواهرة ضيفة "إيلاف" اليوم.


&سعيد حريري من بيروت: في لقائها المصوّر مع "إيلاف" تقول الإذاعيّة والصحفيّة اللبنانيّة نسرين ظواهرة بأّنّها سعت جاهدةً لتجتذب فنّاني الصفّ الأوّل إلى الإذاعة بعد أن فقدت الأخيرة بريقها بوجود القنوات الفضائية التي تستقطب الفنّانين عبر دفع الأجور العاليّة لهم، ولا تتردّد نسرين بوصف كتابة بعض النقّاد بأنّها فكّ للعُقد على الورق. كما تتحدّث عن تفاصيل المقابلتيْن الأخيرتيْن اللتيْن أجرتهما مؤخراً مع الفنّانة ماجدة الرومي، والفنّان كاظم الساهر.

متل الحلم...

عن برنامجها مثل الحلم عبر أثير إذاعة صوت لبنان، قالت نسرين: "عن أنا سعيدة ببرنامجي الذي يحمل عنوان "متل الحلم"، والذي يُعتبر أكبر تحدّ لي في مسيرتي الإذاعيّة والصحفيّة، لأنّي عندما قرّرت أن أقوم بهذا البرنامج كنت أودّ أن أخرج من إطار الحلقات التي تدرج ضمن خانة الـ "كليشيه"، والضيوف الذين في متناول الجميع، "ضربت على العالي"، ليس إنتقاصاً من قيمة أحد، ولكن كنت أودّ دائماً أن أجذب هؤلاء الضيوف الذين لم تعد الإذاعة في حساباتهم. هناك الكثير من الفنّانين اليوم الذين يتقاضون أجراً مقابل إطلالتهم التلفزيونيّة ولم تعد تهمّهم الإذاعة، فأنا حملت على عاتقي هذا التحدّي بأن أردّهم إلى الإذاعة، وأوضّح لهم بأنّ الإذاعة مهمّة أيضاً، وأن البرنامج يأخذ أصداءاً جيّدة جداً، وكذلك المعجبين يسعدون جداً بسماع فنّانهم المفضّل عبر أثير الردايو. وكلّما أستضيف فنّاناً كلّما يعلو سقف التحدّي أكثر، ومن آخر ضيوفي الفنّان كاظم الساهر، والفنّانة ماجدة الرومي، وقد طرت من الفرحة بهاتيْن الحلقتيْن.

أحاور لأظهر الجانب الجميل

وعن سرّ إقناعها للنجوم بالحلول ضيوفاً على برنامجها الإذاعي قالت ظواهرة في حديثها مع إيلاف: " لا أنكر أنّي في بعض الأحيان أستسلم، ولكن لكلّ فنّان مفاتيح، وتلك المفاتيح هي عبارة عن الناس الذين يحبّونه، وأعتقد أنّي أسّست لقاعدة جيّدة على الصعيد الشخصي، ولديّ مصداقيتي كصحفيّة أعمل في صحيفة "النهار"، وهذا أمر لا يمكنني أن أنكره، لأنّه ساعدني لأصل إلى كلّ تلك الأشياء، والضيوف يعرفون أنّي لا أصصاد في المياه العكرة، وأسمع الكثير من الأمور في المجالس ولا أنقلها أو أستغلّها في حواراتي، وهناك الكثير من الأمور التي صرّح بها بعض الضيوف والتي كنت أخضعها للمونتاج، وأحذفها، فأنا أحبّ أن أحاور لأظهر الجانب الجميل، وربّما لأنّي من مدرسة "النهار" هناك الكثير من الأشياء التي لا تعني لي، في الوقت الذي تعني فيه الكثير لغيري".

ليس هناك صداقة بين الفنّان والصحفي!

وعن الحفاظ على صداقتها مع الفنّانين، قالت نسرين: "ليس هناك صداقة ما بين الفنّان والصحفي، خصوصاً وأنّي أكتب نقد في صحيفة "النهار" اللبنانيّة، ومتى أصبحت هناك صداقة مع الفنّان، تصبح المصداقيّة على المحكّ، ولهذا أبقى قدر الإمكان على مسافة واحدة من الجميع، ولكن لا أنكر أنّي أحبّ بعض الناس أكثر من غيرهم!".

بدأت مع كاظم من فوق!

وعن أكثر فنّان ترك أثراً فيها بعد حوارها معه، قالت نسرين: " حكماً ما يعلق في رأسك يكون من اللقاءات الأخيرة التي قمت بها، فمقابلتي مع الفنّان كاظم الساهر كانت حقيقية جداً، وعادةً ما يبدأ الحوار بشكل هادئ ليستمرّ بشكل تصاعديّ، ولكن مع كاظم بدأت من فوق، ولم أكن بحاجة إلى الوقت لأحضّره نفسياً، حيث وجدت نفسي أدخل معه في مواضيع دسمة، وكذلك مقابلة الفنّانة ماجدة الرومي التي أتاحت لي أن أرى جانباً آخراً من حياتها، حيث إستطعت أن أسألها عن الحبّ في حياتها. أعتقد أن تلك الحلقة أظهرت وجهاً جديداً من ماجدة بطريقة محترمة، وأتاحت لي الفرصة لأسألها بعض الأسئلة التي لم أعتقد أنّه بإمكاني أن أطرحها عليها".

توفّى والد ماجدة ولم يكن راضياً عنها!

وعن أبرز المواقف التي أطلقها كلّ من ماجدة وكاظم خلال حوارها معهما، قالت نسرين: "ماجدة قالت أن قلبها ما يزال ينبض، وأن من يقول العكس يكون كاذباً، وأنها ما زالت بإنتظار الحبّ، كما صرّحت بأنّ والدها توفّى ولم يكن راضياً عنها بسبب زواجها، أمّا بالنسبة لمقابلة كاظم فقد تكلّم عن الفقر، وعن البدايات والعذاب بشفافية وبصراحة مطلقة، وهذه نقطة تُحسب له، فأي نجم بحجمه ليس مضطراً ليخبرك عن وجعه خلال تلك الأيّام الصعبة، ولكنّه يفتخر بإصراره، كما تكلّم أيضاً عن حفيدته، وقال أنّها جعلته مجنوناً، خصوصاً ، وأنّه ليس لديه بنات قبل ذلك".

عملها مع هيفاء وهبي: ما بين الواجب والموضوعيّة

وعن تمكّنها من الحفاظ على موضوعيتها في عملها الإذاعي والصحفيّ كونها الملحقة الإعلاميّة الخاصّة بالفنّانة هيفاء وهبي، قالت: "هذا سرّي، ومع أنّي أعمل مع هيفاء، لم يستطع أي أحد حتّى الآن أن يعلّق على آدائي ولو بنقطة واحدة، فأنا موضوعية كثيراً عندما أصل إلى قلمي أو إلى أمام الميكروفون لا أعود أنا، وأعود لأقول بأنّي تلميذة مدرسة صحيفة "النهار" التي تعلّمك أن تكتب وتنتقد دون أن تجرح الشخص الذي يقرأ إنتقادك فيقول: "معها حقّ!"، نحن لا نجرح، ولا نكسّر، ولا نفكّ عُقد! هناك الكثير من النقّاد الذين يفكّون عقدهم على الورق، والنقّاد اليوم الذي تأخذ برأيهم لأنّ رأيهم مهنيّ، وأكاديميّ، وليس مبنياً على مصالح شخصيّة أقليّة، ولا يتخطّون أصابع اليد الواحدة!".

وعن الناقد الذي يلفت نظرها في العالم العربيّ، قالت: " تلفتني مي منسّى في "النهار" لأنّها تكتب بجرأة، وتلك الجرأة توجع أحياناً، ولكنها توجع على حقّ، أنا أنتمي إلى هؤلاء الناس، وأشبههم، وأتمنّى أن أصبح على هذه الطريق التي تخوّلني أن أوصل رأيي دون أن أجرح أحد".

تصوير فوتوغرافي: إيلي كوزمان
تصوير فيديو ومونتاج: كارن كيلايتا


لمشاهدة المقابلة مصوّرة إضغطوا على الرابط أدناه: