تنتشر مؤخراً ظاهرة تقديم&الممثلين للأغاني الشعبية في أفلامهم. في هذا السياق،&طرحت&"إيلاف" هذا الموضوع بين أسبابه وإيجابياته وسلبياته وأهدافه،&وعادت بالآراء التالية:


القاهرة: تغيّرت الكثير من المفاهيم السينمائية خلال السنوات القليلة الماضية، فمع التطور التكنولوجي الذي نعيشه اليوم أصبح الممثل بحاجةٍ ماسة لتطوير نفسه والقيام بكل ما يعتبره جاذباً للجمهور إلى متابعة أعماله الفنية. والظاهرة الأخيرة التي انتشرت هي توجه الكثير من نجوم التمثيل للغناء الشعبي في أعمالهم السينمائية كوسيلة للدعاية والترويج لأعمالهم. إلا أن الأمر في بعض الأعمال قد تخطى الترويج لحد الإسفاف والإبتذال، بينما تعتمد بعض الأعمال على نجاح الأغنية الشعبية نفسها لتجذب اهتمام الناس إلى العمل ككل. وعلى سبيل المثال، لقد كانت تجربة فيلم "زنقة ستات" ناجحة للغاية، ومن قبلها نجحت الكثير من أغنيات محمد رمضان وغيره من الفنانين. "إيلاف" استطلعت الآراء،&وعادت&بما يلي:

&& محمد رمضان: لكل مقامٍ مقال
ورد الفنان محمد رمضان على سؤال "إيلاف" حول انتشار الأغنيات الشعبية&في الأفلام السينمائية مؤخراً، وعما إذا كان البعض يقوم بتقليده خاصةُ لأنه كان السبب في ثورة الأغنيات الشعبية في السينما، فقال: "أرى أن انتشار هذه الظاهرة ليس تقليداً لأعمالي. والدليل أن هُناك أفلام عظيمة كثيرة قديمة قدمت الأغنيات الشعبية فيها ونجحت مثل أفلام "إسماعيل ياسين" وأغنية "شحات الغرام" لمحمد فوزي، وهذا الموضوع موجود في تراثنا السينمائي المصري حيث غنّى الفنان الراحل أحمد زكي في أعماله وكذلك الفنان محمود عبد العزيز، وهذا يتوقف على حسب نوع الفيلم نفسه إن كان يحتمل تقديم أغنية شعبية أو لا.

وتابع رمضان، فاستعان بمثالٍ من أعماله السينمائية، وقال: "شخصية "عبده موتة" التي قدمتها في الفيلم الذي يحمل الإسم نفسه، لا يصح فيها الإستماع لأغنيات كاظم الساهر أو محمد حماقي وغيرها من الأعمال الرومانسية، وكذلك الأمر بالنسبة لشخصية "الألماني" و فيلم "قلب الأسد". وأكد على أن موضوع الفيلم هو الذي يفرض لون الأغنية لأن الأمر يجب أن يبدو منطقياً ومنسجماً مع أحداث العمل. فلكل مقامٍ مقال، وسيناريو الفيلم نفسه هو الذي يفرض على الفنان خياراته.

&

&& طارق الشناوي: السبكي ليس المسبب بانتشار هذه&الظاهرة
وإستهل الناقد الفني طارق الشناوي الحديث عن وجهة نظره في هذا الأمر بالمثل الشعبي الذي يقول "اللي تكسب بيه إلعب بيه"، وشرح: "إنطلاقاً من أبعاد هذا المثل يسير بعض النجوم على خُطى بعض الأفلام السينمائية التي إحتوت على أغنياتٍ شعبية ونجحت. فالأغنيات الفاشلة لن تدفع& صُنّاع الأفلام لتقديمها في أعمالهم. واستعان بمثالٍ عن فيلم "واحد صعيدي" لـ"محمد رمضان" الذي تم تصويره في عام 2010 وعُرِضَ في 2014 و أُضيفت عليه الأغنية الشعبية، وقال: هذا الأمر لا يشكل ظاهرة جديدة. فالأمر مُجرَّب من قبل، وهناك تجارب عدة في أفلام السينما.

ورداً على السؤال عما إذا كان السبكي فقط هو من يقوم بتقديم هذه النوعية من الأفلام التي تحتوي على الأغنية الشعبية، قال: "ليس السبكي المسبب بانتشار هذه الظاهرة. فالبعض قد يفهم الأمر هكذا بصورةٍ سطحية ويظن أن "السبكي" وحده يقف وراء انتشار هذه الأغنيات. ففيلم "المواطن برص" الذي عُرض مؤخراً قد احتوى على أغنية شعبية ولم يكن من إنتاج "السبكي".

أما بخصوص فيلم "زنقة ستات" والأغنية الشعبية التي شارك في غنائها مع محمود الليثي كل من حسن الرداد وإيمى سمير غانم وأيتن عامر، فأوضح "الشناوي" قائلاً: هذا العمل تجاري ومصنوع من أجل تقديم "حسن الرداد" على أنه نجم. ولا استطيع أن أنكر أنه حقق نجاحاً مادياً وجماهيرياً، حيث تم استخدام كل الوسائل التي تجذب الجمهور من أجل نجاح العمل.

&&

&& باسم سمرة: الأغنية الشعبية والرقص في الأفلام ظاهرة قديمة
بدوره الفنان باسم سمرة رأى أن الجمهور في الوقت الحالي أصبح يُحب الأغنيات الشعبية. وشدد على&أنه من الضروري أن تكون الأغنية متماشية مع السياق الدرامي لتحقق النجاح المطلوب من إضافتها للعمل. وقال: قديماً، كنا نجد في الأفلام السينمائية الكثير من الفنانين يُقدمون أغنيات في الأفلام مثل شادية وعبد الحليم وأحمد عدوية وغيرهم. فالأمر ليس جديداً ولكن، قد تكون الأغنيات في الوقت الحالي قد إختلفت قليلاً وتحتاج لوجود الراقصة والإستعراض الفني والرقص والحركات التي كانت غالبة في بعض الأفلام السينمائية القديمة. وأضاف: ربما تكون هذه الظاهرة قد تطورت وتغيّرت لتحاكي جيل اليوم وأحداثه. ولكن هذه الظاهرة موجودة منذ فترةٍ طويلة. ولفت لأن بعض&الأفلام الأجنبية، تحمل بدورها أغنيات وإستعراضات وما إلى ذلك بما يليق مع العمل والسياق الدرامي بشكلٍ عام.

&&

&& الناقدة ماجدة خيرالله: حسن الرداد نجح بالغناء الشعبي بفيلم "زنقة ستات"
وعبّرت الناقدة ماجدة خيرالله عن رأيها بهذا الخصوص، فقالت: أعتقد أن مثل هذه الأغاني تلعب دوراً ترويجياً للعمل. وأنا أعتبرها دعايةً مقبولة. ولست ضدها، فالفنان لابد أن يُقدم كل شيء مثل الغناء والرقص وليس معنى ذلك هزّ الوسط، ولكن الأداء الحركي. فالتمثيل ليس مجرد آداء لفظي، ولا يعتمد على& إلقاء الحوار والحديث. ففي المعاهد الأجنبية للتمثيل يتم تعليم الطلبة الأداء الحركي والرقص بأنواعه والمبارزة ومشاهد الإثارة والعزف على الآلآت الموسيقية وكل شيء.

وتابعت خيرالله: "المقياس بالنسبة لى هو قيمة العمل والمُصنّف الفني الذي أشاهده. فالعمل يكون جميلاً أو غير جميل بمقوماته. فحينما قام محمود عبد العزيز بالغناء في أفلامه أسعدنا بأدائه، وكذلك غناء الفنان الراحل أحمد زكي في بعض أعماله. وكذلك الأمر بالنسبة للفنانة سعاد حسني. فهى في الأساس لم تكن مطربة ولكنها قدمت أغنيات مازلنا نُرددها إلى الآن ونجحت أكثر من أغنيات بعض المطربات. فالمهم أن يقدم المُنتَج الفني ما يُسعِد الجمهور وأن تكون هذه الأغنيات موضوعة في سياقها. وعلى سبيل المثال لا أعتقد أن حسن الرداد كان من المُمكن أن يؤدى الأغنية الشعبية في فيلم "إحكى يا شهرزاد" الذي قدمه مُنذ سنوات. ولكن الأغنية الشعبية التي قدمها في "زنقة ستات" ملائمة للغاية لطبيعة العمل الكوميدي الخفيف والمميز. وعلى ما أذكر فإن أن أفضل مشاهد "الرداد" في هذا الفيلم هو مشهد الرقص الشرقي الذي أضحكني كثيراً. حيث قام بتقديم تركيبة مميزة مثيرة للضحك. إلا أن هذا المشهد والدور الذي قدمه "الرداد" في الفيلم لا يستطيع أن يقدمه أحمد عز أو السقا أو هاني سلامة، لأنهم حتى لو قاموا بذلك فلن يتقبلهم الجمهور. وهذا يؤكد أن التقييم لا بد أن يكون على حسب سياق الفيلم والشخصية.

&