إنشغل الشارع العراقي بمسلسل "سيلفي" الذي يقوم بطولته الفنان ناصر القصبي ويُعرَض حالياً على قناة MBC، فيما رأى البعض أنه أقوى من ضربات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش.
بغداد: يتابع الجمهور العراقي مسلسل "سيلفي" من تأليف خلف الحربي وناصر العزاز& واخراج أوس الشرقي وبطولة ناصر القصبي منذ الحلقة الأولى بشكلٍ لافت مع إبداء وجهات نظر متباينة ، لكن الجميع اتفق بشكلٍ عام أنه كان جريئاً في طرحه وفي سخريته من التنظيم الإرهابي. فيما أشار البعض إلى أن الدراما أثبتت من خلال هذا العمل أنها من الممكن أن تكون سلاحاً مضاداً في علاج التطرف مثلما كانت عملةً صعبة ومروِّجة لسياحة بلد كما في المساسلات التركية. وقد أعرب الكثيرون عن تضامنهم مع القصبي الذي هدده التنظيم الإرهابي بالقتل.
مصطفى سعدون: مُنتج فني حقيقي
أكد الإعلامي مصطفى سعدون أن مسلسل سيلفي يُعادل عشرة آلاف طلعة جوية قام بها طيران التحالف الدولي على معاقل تنظيم داعش، وقال: سيلفي مُنتج فني حقيقي، أظهر الشخصيات الممسوخة التي تكونت منها الجماعات الإرهابية، وعالجها بطريقة كوميدية ليست مُبتذلة، أوصلتنا إلى مرحلة إثارة عاملي الخوف والشفقة، وأعتقد أن من يروِّج أو يؤيد تنظيم داعش، وأي فكر مبني على الدم، سيُغير قناعاته، عند مشاهدة حلقة واحدة من هذا العمل.
وتابع مخاطباً المخرج أوس الشرقي، قائلاً: مع الأسف قضيت سنواتك السابقة مع قناة الشرقية في أعمال لم تُظهر إبداعك الحقيقي.هنيئاً لنا بك مُخرجاً عراقياً، وتحية لناصرالقصبي، الذي لن يسلم من الشتم والتجريح.
سامر المشعل: كشف عورة العصابات الاجرامية
أما الناقد الفني سامر المشعل فقال: خطوة شجاعة فاجأ بها نجم الكوميديا ناصر القصبي الجمهور السعودي خصوصاً والعربي عموماً، عبر المسلسل الرمضاني "سيلفي" للمخرج العراقي أوس الشرقي، الذي عُرِفَ بمشاكساته الساخرة والمنتقدة للجانب السياسي، لكن هذه المرة توغل في العوالم السرية لتنظيم "داعش"، المسكوت عنها في المجتمع الخليجي. وأضاف: "سيلفي" كشف عورة العصابات الإجرامية وأشار لتناقضات سلوكهم الشاذ والمنحرف والغريب عن الطبع الإنساني.&وأحدث صدمةً للمجتمع السعودي والخليجي، ما دفع بعض المتشددين لاتهام القصبي بالكفر والزندقة من قبل الداعية سعيد بن مروه، لتشتعل التغريدات والمشاهدات التي شكلت أعلى نسبة من المشاهدة خليجياً، وتثير هذه الحلقات جدلاً واسعاً عبر الإستهزاء بهذا التنظيم الذي يضلل الشباب. وقد تفاعل المشاهدون في العراق مع الحدث، واعتبروا موقف الفنان القصبي نبيلاً وشجاعاً بكشف حقيقة تنظيم إجرامي. وتابع : اللافت هو أن يُعرَض المسلسل على قناة (mbc) التي تمتلك أكبر مشاهدة عربية، فتأتي إدانة وفضح هذه العصابات من فنانين وقناة سعوديتين. ومن هنا تتجلى أهمية الفن وتأثيره المباشر في كشف الحقائق، إذا ما تمت بطريقة حرفية وإبداعية لتصل الحقائق إلى الناس. وما يؤكد&أن التنظيم قد أصيب بالحرج هو تهديد&أركان التنظيم لـ"القصبي" بقطع رأسه.
بهاء الدين الشبلي: سيناريو جريء
بدوره الإعلامي بهاء الدين الشبلي، رأى أن&هذا المسلسل يحوي سيناريو جريء متنوع في كل حلقة. وقد جسّد واقع حال تنظيم داعش الأرهابي من سفك دمـاء وانتهاك أعراض بوصفٍ متكامل لجرائمهم البشعه في العراق وسوريا. إضافةً إلى وصف حال السعوديين الذين غُرِّرَ بهم والتحقوا بصفوف التنظيم الإرهابي على أنهُ تنظيم إسلامي يمثل الإسلام وشرائعه ويطبق كلام الله ورسوله.
كريمة هاشم: رسالة إنسانية كبيرة
أما الفنانة كريمة هاشم، مديرة معهد الفنون الجميلة للبنات ببغداد، فقالت: إنها الرجولة بحق حين يتحول الفن من رسالة الترفيه إلى رسالة إنسانية كبيرة في الدروس والعبر.&وأضافت: ناصر القصبي قدّم خلاصة حياتة الفنية الزاخرة بالدروس الإجتماعية من خلال أدواره في "طاش ماطاش". وها هو اليوم يتألق في عالم الإنسانية. وهو بذلك يعطي درساً إلى فناني الصدفة. فكما يكون الفن رسالة في السياسة يجب على الفنان أن يوصلها إلى العالم ومهما تكن التضحيات أنحني أمامك أيها المبدع الكبير"ناصر القصبي".
كوميدية سوداء ساخرة
من جهته أكد الإعلامي حسن عيّال أن القصبي يستمر بسحب البساط من أصحاب الفن الهابط، وقال: يزداد حجم إعجابنا بالفنان السعودي الكبير ناصر القصبي الذي يقدّم دروساً بليغة للفن العربي بشكلٍ عام والعراقي بشكلٍ خاص. لقد قدم لنا "القصبي" دراما راقية ومادة كوميدية سوداء ساخرة كشف فيها عن حجم التناقضات الكبيرة التي تعاني منها المجتمعات العربية ومنها مجتمعه السعودي الذي يبدو أنه يعيش حالة من الحراك على مستوى الوعي ما قد يطوِّر المفاهيم والثقافات السائدة فيه.&وأضاف: بعيداً عن العصبية والتعصب، الفنان ناصر القصبي يجلد المجتمع التائه عبر أعماله الفنية الهادفة. وهذه رسالة لأصحاب الفن الهابط والمبتذل أن يتعلموا كيفية تقديم كوميديا يستحسنها الناس ويتفاعلوا معها.
&
&
التعليقات