نجحت الفنانة اللبنانية كارين زرق الله بدخول قلوب المشاهدين عبر "قلبي دقّ" المسلسل اللبناني الصرف الذي كتبته وتشارك الفنان اللبناني يورغو شلهوب في بطولته، فيما يؤخذ على القصة جنوحها عن الواقعية إلى حدٍ ما.


بيروت: نجحت الفنانة اللبنانية كارين زرق الله بدخول قلوب المشاهدين عبر "قلبي دقّ" المسلسل اللبناني الصرف الذي كتبته وتشارك الفنان اللبناني يورغو شلهوب في بطولته لتثبت أن البساطة في الفكرة والتمثيل تدخلان قلوب المشاهدين عنوةُ دون استئذان، وذلك لأن الابتعاد عن التكلّف يقرّب المشاهد من روحية العمل والممثل ويخلق الكوميديا تلقائياً في جدية المواقف.

"قلبي دق" دراما لبنانية استطاعت أن تشق طريقها بنسبة لا بأس بها من المتابعين، والأهم أن أسهم متابعتها ترتفع تباعاً في بورصة الشهر الفضيل، بحيث اشتهرت على أنها دراما قريبة من القلب جمعت بين القرية وعاداتها الصعبة والمدينة وانفتاحها في قالبٍ إجتماعي يجمع البيئتين بتواصلٍ ذكي يعالج من جهة قضية القرية وتقاليدها الظالمة بحق الإناث وحكمها الجماعي على الأفراد، ومن جهةٍ أخرى قصة حب خفية يتعالى بطلاها عن الإعتراف بها، بينما يلعبان دور الضحية بزواجهما المدني الذي فرض نفسه عليهما واستمر عبر الظروف رغم ارتباط كل منهما بشخصٍ آخر.

وتتناول&قصة المسلسل علاقة حب صامتة تولد بالصدفة بين البطلين اللذين فرضت عليهما الظروف الإجتماعية الزواج، وذلك لأن والد "رزق الله" في المسلسل يقصدها لزيارتها في منزلها ببيروت فيجد "شلهوب" بمنزلها منفرداً فيثور عليها بغيرة الأب القروي، الأمر الذي يدفعهما لاختلاق فكرة الزواج المدني. وعندما يطالبهما بعقد الزواج يعدانه بإحضار نسخةً عنه في اليوم التالي، فيستعينان بصديقهما المحامي ويحضران عقداً مدنياً يواجهان به أهل العروس والمجتمع. إلا أنهما حين يقررارن الإنفصال بعد شهر، يسمعان برواية شابة قتلها أهلها لأنها تطلقت بعد شهرٍ من زواجها، وذلك لاعتبارها مخلّة بالآداب ما أجبر زوجها على طلاقها- حسب تفسير المجتمع القروي، فيمنعهما الخوف من ملاقاة ذات المصير في حال أعلنا أنهما سيطلقان قريباً، ويتفقان على إكمال العلاقة بينهما لمدة ستة أشهر حتى تزول الشكوك من حولهما.

وتتداخل علاقتهما ببعضهما مع قصتي الخيانة التي يتعرضان لها كلٍ على حدى. فهي تكتشف خيانة خطيبها بالجرم المشهود وتواجهه بقرار الإنفصال، بينما تستمر خطيبته بالتلاعب عليه دون علمه رغم شكوكه بها. علماً أن "شلهوب" يتعلق برزق الله" ويبتعد بمشاعره تدريجياً عن خطيبته رغم محاولات الأخيرة&لتشويه صورتها بعينه.

إنه مسلسل بقصة قريبة من القلب تحاكي الكثير من القصص في المجتمع اللبناني وتعالج مسألة الزواج المدني، والخيانة، وعادات القرية اللبنانية، ولقد جمعت نخبة من الممثلين اللبنانيين القديرين ومنهم عصام الأشقر، ونقولا دانييل، لكن، يؤخذ على سيناريو العمل بأنه يخرج عن الواقعية في بداية حبكة القصة. بحيث أنه لا يعقل أن يصوّر المسلسل عائلة البطلة كارين رزق الله في المسلسل على أنها متزمتة إجتماعياً في وقتٍ تقبل بزواجها المدني دون موافقة أهلها..! فالمنطق الطبيعي أن العائلات القروية المتعصبة للتقاليد لا تقبل بزواج الفتيات دون رضى الأهل، والأهم أن الزواج المدني في المجتمع والقانون اللبناني لا تزال مسألة شائكة، إلا أنه قد يكون حلماً تريد رزق الله تحقيقه وفرضه كحل متطور للعلاقات الزوجية.&

لقد استخدمت الكاتبة&مخيلتها بشكلٍ إيجابي رغم محاولة إسقاط قصتها على الواقع.&ونظراً للإمكانيات المحدودة للإنتاج اللبناني، يمكن القول أن "رزق الله" قد نجحت بدخول معترك الكتابة والتمثيل في الدراما اللبنانية بعيداً عن الثنائية مع زوجها الفنان الكوميدي فادي شربل. مع الإشارة لأنها برعت بتمثيل دورها بعفوية لافتة ودون تصنّع، الأمر الذي يتقنه شلهوب بدوره، حيث شكلا ثنائياً استطاع جذب اهتمام المشاهدين.&
&
كارين زرق الله، دخلت قلوب المشاهدين، كما دخلت قلب عائلة&زوجها&في المسلسل، وتشير التوقعات إلى أن الزوجين المرتبطين نظرياً بعقدٍ مدني،&سيعترفان بحبهما لبعضهما قريباً. فالنهاية السعيدة هي المتوقعة&حتى الساعة، إلا أن الحلقات القادمة قد تأتي بمفاجآت.