ضيف "إيلاف" اليوم هو الملحّن الكويتيّ عبد الله القعود في حوار مصوّر عن مهمّته كرئيس للجنة الحفلات الفنيّة في مهرجان "هلا فبراير".



الكويت: في حواره مع "إيلاف"، يتحدّث عبد الله القعود عن الجديد الذي حمله "هلا فبراير" هذا العام، وعن أهميّة إستقطاب نجوم جديدة وشابّة لقائمة فنّاني المهرجان، كما يخوض في تأثير إنسحاب شركة روتانا للمرئيات والصوتيات من شراكتها مع شركة "كوندور" المنظّمة للمهرجان، ويفصح أنّ لبعض الفنّانين طلبات تعجيزيّة وأرقاماً خياليّة تمنع إدارة "هلا فبراير" من دعوتهم للمشاركة فيه، ويلقي اللوم على نوال الزغبي ولطيفة، ويوضّح الأسباب التي تجعل إدارة المهرجان لا تدعوهما إليه.

عن الإختلاف الذي شهدته الدورة السابعة عشرة من مهرجان "هلا فبراير" لهذا العام، قال القعود: " نحاول في كلّ سنة أن نجدّد قدر المستطاع في ديكور المسرح، وتشكيلة المطربين، ولكنّ المتجدّد دائماً من وجهة نظري في "هلا فبراير" هو الجمهور الكويتيّ الذي يفاجئ كلّ المطربين بأنّه يحفظ كلّ الأغاني، ويتفاعل معهم، وهذا ما يميّز المهرجان".

 حضور لمجرّد والشاب خالد

وعن تطعيم المهرجان بوجوه فنيّة جديدة، ومدى جرأة المنظّمين على الإقدام على هذه الخطوة كون إرضاء الجمهور الكويتيّ أمرًا صعبًا، قال القعود لكاميرا "إيلاف": " نحاول قدر المستطاع أن نفاجئ الجمهور، ففي العام الماضي فاجأنا الناس بالسيّدة ماجدة الرومي، ونحاول أيضاً إستقطاب النجوم الشباب، حيث لا يخفى على أحد نجاح الفنّان سعد لمجرّد في الفترة الأخيرة، أمّا حضور الشاب خالد في المهرجان هذا العام كان فكرة طرحناها ووافق عليها المنظّمون، وكان حضوره مهماً كفنّان ونجم عالميّ، علماً أنّ البعض يعتقد أنّ الشاب خالد ليس له جمهور في الكويت، أو أن طبيعة أغانيه لا يحبّها الخليجيون، ولكنّي لاحظت مدى تفاعل الجمهور وحماسهم في إستقباله على المسرح، فقد قلت لك إنّ الجمهور الكويتيّ صعب في تقبّله لأيّ فنّان، ولكنّ الشاب خالد هو فنّان ذات تاريخ مهمّ، وهو ناجح منذ سنوات، وقد تشرّفنا بحضوره في المهرجان".

تأثير إنسحاب روتانا من "هلا فبراير"

وعمّا إذا شكّل إنسحاب "روتانا" من شراكتها مع شركة كوندور المنظّمة لـ "هلا فبراير" تقدّمًا أم تراجعاً للمهرجان، قال القعود: " لا أستطيع أن أقول إذا تقدّمنا أو تراجعنا، وأترك الحكم في هذا للجمهور، ومن المؤكّد أنّ شركة روتانا شركة كبيرة، وهم مستمرّون في عملهم، ولكنّ عموماً الوطن العربيّ مليء بالفنّانين، فحتّى لو أتت جهة ثالثة غير "كوندور"، وغير "روتانا" لتنظّم مهرجاناً في الكويت، ستجد هذه الشركة فنّانين كي يحيوا حفلات في الكويت، حيث أنّنا نظّمنا خمس حفلات، وما زال هناك بعض النجوم الذين لم نستطع أن ندعوهم إلى المهرجان، وإذا عدّدتُ لك الفنّانين ستقول لي: "فعلاً هذا نجم، وذاك نجم، فلماذا لم توجّه لهم الدعوة للمشاركة في المهرجان... الوطن العربيّ مليء بالنجوم بدليل أنّنا اليوم نظّمنا "هلا فبراير"، وكذلك روتانا نظّمت مهرجانها، ومثلها فعل مهرجان "سوق واقف في قطر"... في النهاية، بإعتقادي أنّ هذا التنافس يصبّ في مصلحة الجمهور الكويتيّ الذي يسعد طوال فترة فبراير، والإحتفالات بالأعياد الوطنيّة، والميزة التي حصلت هذا العام كانت بالتنسيق ما بين المهرجانيْن وإبعادهما عن بعضهما البعض زمنياً حتّى يتمتّع الجمهور بحضور أكبر قدر من الفنّانين".

تفاجأتُ بكمّ الحضور الكبير في حفل ماجدة الروميّ

وعمّا إذا كان يعتبر بأنّ إنسحاب روتانا من المهرجان يشكّل ميزة مكّنت "هلا فبراير" من دعوة فنّانين، كماجدة الرومي والشاب خالد، لم تكن دعوتهما ممكنة في حال ظلّت روتانا موجودة في المهرجان، قال القعود: " بالنسبة للفنّانة ماجدة الرومي، فأنا أودّ دعوتها منذ فترة طويلة، حيث أنّها فنّانة مهمّة، ولها قاعدة جماهيريّة كبيرة، وفي النهاية مهرجان "هلا فبراير" يضمّ كلّ الأذواق، وقد تفاجأنا في حفلة ماجدة الرومي بكمّ الحضور الكبير الذي حضر الحفل على الرغم من أنّها أحيته لوحدها".

سبب غياب نانسي عجرم عن المهرجان

وعندما سألناه: "كرئيس للجنة الحفلات في "هلا فبراير"، من تسعى لإستقطابه للمهرجان: " أودّ دعوة كلّ الفنّانين، ويهمّني أن أوضّح نقطة معيّنة: "ليس هناك فنّان محظور في هلا فبراير"، ولكن تحصل بعض الظروف، فلنتكلّم بصراحة، ليس كلّ فنّان يناسبنا، مثلاً هناك نانسي عجرم، كان من المفترض أن تكون متواجدة في المهرجان، ولكن عندما تكلّمت مع مدير أعمالها السيّد جيجي لامارا، لم يكن الوقت مناسباً بيننا، حيث تأخّرنا بعض الشيء، وهي كانت لديها إلتزامات أخرى، ولم يكن الوقت في صالحنا نحن الإثنيْن. نحاول قدر المستطاع أن نقدّم ما هو جميل على مسرح فبراير، ولكنّ بعض الظروف تمنعنا كبعض الطلبات التعجيزيّة من بعض الفنّانين، كأن يطلب الفنّان منّا عدم بثّ حفلته بشكل مباشر على الهواء، وعرضها مسجّلة بعد إنتهاء الحفل، وآخر يطلب منّا رقماً خيالياً، فلا نستطيع دعوته".


 ما بين الأغنية الضاربة والأرشيف الفنّيّ

وعمّا إذا كانت إدارة المهرجان تدعو الفنّانين بناءً على سياسة إمتلاكهم لأغنية ضاربة تسبق فترة إقامة المهرجان، دون أن تراعي الأرشيف الفنّي الذي يمتلكه بعض النجوم، قال: " الأغنية الضاربة لا تكفي للوقوف على مسرح فبراير، يجب أن يمتلك الفنّان عدداً من الأغاني الضاربة، وهنا أعطيك مثالاً: "هناك عبادي الجوهر الذي يمتلك أرشيفاً، والكويتيون يحبّون أغانيه القديمة، فإذا قدّم عبادي أغانيه القديمة فقط على المسرح، لا توجد لديه مشكلة، فالجمهور عاصر أغانيه وأحبّها، وأنا شخصيّاً من محبّيه، أمّا سعد لمجرّد فلديه أكثر من أغنية ضاربة ولكنّه لا يمتلك أرشيف عبادي الجوهر، لكنّ الإثنيْن يُسمح لهم بالدخول لقائمة فنّاني المهرجان لأنّ الأوّل ما زالت أغانيه القديمة ضاربة حتّى اليوم، والثاني أغانيه الحديثة ضاربة حالياً، علماً أنّ طبيعة الفنّ الذي يقدّمه كلّ منهما مختلف تماماً عن الآخر".

السبب في غياب نوال الزغبي ولطيفة عن المهرجان

بعدها سألناه:" إشتقنا لرؤية نوال الزغبي على مسرح فبراير، وهناك أيضاً لطيفة التي تمتلك أرشيفاً مهمّاً جداً، فلماذا لا نراهما مشاركتيْن في المهرجان"، فأجاب: " كما قلتُ لك، الباب مفتوح، وإلى جانب الأغاني يقع على عاتق الفنّان التواصل، والتواجد، والحفلات، حيث أنّ بعض الفنّانين إنحجبوا عن الخليج، أو عن الكويت، وهذا يقلّل بعض الشيء من شعبيّة الفنّان، فأنت في النهاية تفكّر في بيع التذاكر، وتودّ من الجمهور أن يأتي ليشاهد الإسم الضارب والناجح، وأنا لا أريد أن أقلّل من قيمة أحد، فجميعهم فنّانون كبار، وإنّما نحن نقيسها بهذا الشكل، وربّما تكون وجهة نظرنا خاطئة، وربّما تكون صائبة، علماً أنّي آخذ برأي اللجنة، والكثير من الأصدقاء، والإعلاميين، وأنت تعلم أنّنا نحاول أن نرضي جميع الأطراف، ولكن في النهاية لو عدّدت لك أسماء الفنّانين الذين يُفترض أن يكونوا موجودين، لن تجد عندها لطيفة ونوال الزغبي فقط، وإنّما هناك سميرة سعيد، وأنغام، والكثير من الفنّانين الكبار، وعلى الفنّان أن يتواصل مع الجمهور وليس معنا كلجنة، لأنّ الجمهور هو من يطالب بفنّانيه، ومع هذا أقول أنّه من الممكن أن ترى هذه الأسماء خلال السنة القادمة، فهم نجوم في النهاية، ولهم محبّوهم، وجماهيريتهم، وربّما يزعلون منّا لأنّنا لا نوجّه لهم الدعوة، ولكنّهم في القلب، وأنا بالذات قدّمت ألحاناً للأسماء التي ذكرناها".

تصوير فوتوغرافي: حمد حوّاش
تصوير فيديو: ماجد رياض
مونتاج كارن كيلايتا