تواصلت إحتفالات مهرجان "هلا فبراير 2016" بدورته السابعة عشرة بليلة شكّلت مفاجأة للجميع إن من حيث الحضور الجماهيري، أو من حيث التفاعل مع نجوم الحفل تامر حسني، والشاب خالد، وشمّة حمدان.


سعيد حريري من الكويت: كانت الأمسية الثانية من الأمسيات الغنائيّة لمهرجان "هلا فبراير 2016" عبارة عن مفاجأة جميلة وإيجابيّة حيث يحلّ الشاب خالد للمرّة الأولى ضيفاً على المهرجان الأعرق في الخليج، وعلى الرغم من أن البعض كان متخوّفاً من هذا الحضور، حيث أنّ الجمهور الكويتيّ صعب، وليس قريباً ثقافياً من فنّ الراي وموسيقاه، إلاّ أنّه منذ بداية الحفلة مع وصلة شمّة حمدان كان الحضور يتزايد بكثافة حتّى إمتلأت القاعة، وفاجأنا الجمهور الكويتي بتفاعله الكبير مع "ملك الراي"، ومع أغنياته، ومع كمّ الآهات التي أطلقها له، وكمّ التصفيق الذي قدّمه للنجم الذي يقف على هذا المسرح العريق للمرّة الأولى.
كما كان حضور النجم المصريّ تامر حسني كان آسراً بكلّ المقاييس، وإمتلك تامر الجمهور حتّى من قبل صعوده إلى المسرح، حيث كان الجمهور في قمّة الحماس لإستقبال نجمه الذي غاب عن المهرجان لسنوات عدّة، فكانوا تارةً يهتفون: "عايزين تامر... عايزين تامر..."، وتارةً أخرى يصرخون: "بص شوف تامر بيعمل إيه"، كما كانت مفاجأة الحفل بهجوم إحدى معجبات تامر عليه بعد أن نزل عن المسرح كي يقترب من الجمهور، وعندما رآها تصرّف بذكاء وحنكة، حيث هرب منها راكضاً نحو المسرح من جديد بعد أن حاولت أن تحضنه، وما هي إلاّ ثوانٍ حتّى توجّه عناصر الأمن ليمسكوا بالفتاة، وينزلونها عن المسرح".

&

شمّا حمدان .. "تودّعني" هديّة لفبراير
وبالعودة إلى برنامج الحفل، كانت البداية مع النجمة الإماراتيّة الشابّة شمّة حمدان التي صعدت إلى المسرح مصحوبة بالفرقة الموسيقيّة بقيادة المايسترو أحمد طه، وإفتتحت وصلتها بأغنية "شكنت أبغى أقول، لتتابعها بأغنية "الحبّ الصحيح" التي تفاعل معها الجمهور بشكلٍ كبير، وعلا الهتاف، والصيحات مع أغنيتها الشهيرة "أجر وعافية"، وأتبعتها بأغنيتها الحالمة "عاندت فيك".
وما هي إلاّ دقائق قليلة حتّى عادت لتشعل المسرح مع أغنيتها الإيقاعيّة الشهيرة "حبيبي مو رومانسيّ"، لتكمل مع أغنيتيْن مميّزتيْن الأولى لراشد الماجد بعنوان "تحدّوني البشر"، والثانية لأحلام بعنوان "هذا اللي شايف نفسه".
كما خصّت جمهور "هلا فبراير" بهديّة مميّزة مقدّمة لهم أغنية جديدة بعنوان "تودّعني" وهي من ألحانها ومن كلمات أحمد الصانع، وإختتمت وصلتها بأغنية "يا دار" للفنّان نبيل شعيل مع رفرفة الأعلام الكويتيّة من قبل الجمهور الذي تفاعل مع شمّة بشكل جميل.
&

ملك الراي مفاجأة المهرجان وكسب الرهان:
وحان وقت "ملك الراي" وسفير الأغنية الجزائريّة في الوطن العربيّ، وفي العالم. نعم إنّه "الشاب خالد" للمرّة الأولى في الكويت، وعلى مسرح "هلا فبراير"، والمفاجأة أنّ الصالة باتت ممتلئة عن بكرة أبيها، وما أن إعتلى الجزائريّ الأسمر المسرح، حتّى سحرت موسيقاه الجمهور الذي بدأ يتفاعل مع أغانيه الجميلة: "بنت بلادي"، و"سي سي جاتني مرية"، و"وين الهربة"، و"هي هي".
كلّها أغانٍ أشعلت القاعة، وجعلت الجمهور ينسجم بحماس مع إيقاعتها السريعة إلى أن قرّر الملك أن يزلزل المسرح بوصلة من أغنياته الشهيرة، فإذا به يصدح بـ "دي دي" ليتفاعل معه الجمهور هتافاً، وتصفيقاً، وترديداً لكلمات تلك الأغنية التي كانت مفتاح شهرة الشاب خالد في العالم أجمع. تزداد قوّة الزلزال مع أغنية "عبد القادر يا بو علام"، ليصل الإهتزاز إلى أوجّه مع أغنية "سي لا في" التي قلبت المسرح رأساً على عقب.
نعم، الشاب خالد مفاجأة هلا فبراير، ومكسب كبير لشركة "كوندور" المنظّمة للمهرجان، والتي راهنت على حضور هذا الفنّان العريق، الذي أثر "هلا فبراير" بمشاركته، وبتطريز هذا المسرح الشهير بلون الراي الجزائريّ للمرّة الأولى في تاريخه.
تابع الشاب خالد وصلته مع أغانيه الجميلة: "قوليلي يرحم والديك"، و"غربة غربة" لينهي وصلته بشكل تصاعديّ يختبئ خلفه ذكاء وخبرة هذا الفنّان القدير مع أغنية "عايشة" التي ودّعه بها الجمهور على وقع التصفيق، والهتاف، ولم ينس خالد شكر الكويت والجمهور قبل مغادرته المسرح.
&

تامر يمتلك الحضور ويهزّ صالة التزلّج:
نفذ صبر الجمهور وهو ينتظر نجمه الشاب المصريّ الرومانسيّ، وتعالت الصحيات، والهتافات مطالبةً بـ "تامر... تامر!"، وما هي إلاّ لحظات حتّى صعدت المذيعة الكويتيّة نورا العبد الله التي أثبتت أنّها الأفضل من حتّى الآن في الوقوف على خشبة مسرح هذا المهرجان من بين المذيعين الذي قدّموا الوصلات الغنائية. رحّبت نوار بتامر، وإذا به يدخل على إيقاع أغنيته الجديدة "بحبك بكلّ اللهجات".
بعد هذه الأغنية رحّب تامر بالحضور، وقال: "لي الشرف بالغناء أمام شعب الكويت، وفي هذا المهرجان العظيم في العالم العربيّ". ولكم أن تتوقّعوا بعد ذلك كميّة الحماس التي بثّها نجم الشرق في جمهوره بأدائه أغنية "كلّ مرّة"، و"تليفوني رنّ" من فيلمه "عمر وسلمى"، ليتصاعد مستوى الإيقاع مع أغنية "بنت الإيه"، وقرّب حبيبي"، ليتابع بعدها مع "يا أنا يا مفيش"، و"كل حاجة" الرومانسيتيْن.
تردّدت أصداء التصفيق في صالة التزلّج حتّى كادت ترتجّ من قوّتها، كيف لا وتامر نجم الشباب على مسرح "هلا فبراير"، لقد تمكّن تامر فعلاً من حضوره في هذا الحفل بأن يكرّس نفسه وإسمه نجماً من الطراز الرفيع أكثر فأكثر، ولا شكّ أنّ هذه الحفلة ستشكّل نقطة فنيّة مهمّة في مسيرته.
الدليل على هذا الكلام هو مجموعة الأغاني القادمة: "يا نور عيني"، "عيوني دار"، "ميحرمنيش منّك"، و"حبيبي النهاردة". وصلة من الأغاني التي جعلت الجمهور يغوص في بحار الرومانسيّة، ويحلّق في سماء الحبّ في آن معاً. وأهدى تامر أغنيته "ميحرمنيش منّك" لثنائي كان يحتفل بخطبته في حفلته.
مزج تامر في وصلته ما بين الإيقاعات السريعة، وما بين الأغاني الرومانسيّة الهادئة، قائلاً: "في كتير حبّيبة هنا"، فغنّى معه الجمهور "إرجعلي"، و"180 درجة"، و "ولا عارف"، و"أكتر حاجة بحبها فيكي"، "عينيا بتحبّك". وأهدى الكويت أغنية "يا ريتنا لما نشوف بعض"، ليتبعها بأغنية "سي السيّد"، و"بتغيب"، ليختتم وصلته بأغنية "أنا مصري" مع بزوغ الفجر.
&

"إيلاف" غطّت الحفل بالفيديو وتنشر التقرير فور إعداده.
تصوير: إبراهيم الحمدان