إيلاف من بيروت: على خشبة مسرح كازينو لبنان عرضت أوبرا "عنتر وعبلة" من إنتاج مؤسسة "أوبرا لبنان" وهي شركة خاصة مدعومة من وزارتي الثقافة والسياحة اللبنانيتين، في جهد محمود لإيجاد أرضية شعبية لهذا الفن الراقي الذي لطالما صنف على أنه فن نخبوي.

فريد الراعي

كاميرا إيلاف إلتقت بالمدير العام لأوبرا لبنان فريد الراعي الذي تحدث عن الجهود المبذولة للتأسيس لأوبرا عربية تكتسب قاعدة شعبية ولا تقتصر فقط على النخبة. وأن يأخذ هذه الأوبرا لجولات خارج الحدود اللبنانية.
ويرى فريد أن الأوبرا هي تاج الفنون، وسبب عدم إقبال الناس عليها لأنها لم تكن موجودة من الأساس، وليس لأنها نخبوية، ويرى أن شعبية هذا الفن ستزداد يوماً بعد يوم بمجرد تعريف الناس به.

وحول الكيفية التي تم بها إختيار فريق العمل قال: "أن الإعداد للعمل إستغرق عدة أعوام وأن هذا الفريق لبناني بالكامل وسبق وأدى عملين أوبراليين في 2012 و 2013 ، منهم أوبرا كارمن، وأغلبية المغنين في الفريق من الكونسرفتوا الوطني، والأوركسترا كذلك تابعة للكونسرفتوار. وتم إختيارهم مع الوقت، وتم إختيار الفنان غسان صليبا لشهرته المسرحية لبنانياً ولأنه بطل مسرحي لبناني.

غسان صليبا

الفنان غسان صليبا تحدث عن تحضيرات العمل الطويلة وعن القسم الخاص بالكونسرفتوار الوطني الذي يدرس أصول غناء الأوبرا باللغة العربية، وإعتبره أمر مهم، لأن الفكرة السائدة أن الغناء الأوبرالي باللغة العربية يؤثر على الكلمة التي قد لا تخرج مفهومة، ولكن هذا القسم نجح في تجاوز هذه المشكلة. وأعرب عن سعادته بهذا العمل الذي يمتاز بإبداع فني كبير، من كتابة النص الى الموسيقى مرورا بجميع الأصوات المشاركة فيه، معتبراً إياهم أستاذة متخصصين بهذا النوع من الغناء. وأضاف بأن العمل يعكس صورة لبنان الجميل .

وحول كيفية تفاعل الجمهور مع العمل بعد يومين من العرض قال: "كان الجمهور رائع، وهذا يؤكد أن الجمهور اللبناني يتذوق الأعمال المهمة الكبيرة".

وعن سبب إختيار رواية عنتر وعبلة قال:" بأن الكاتب أنطوان معلوف كتب النص الأوبرالي وأن المايسترو مارون الراعي إختار هذه القصة كونها تحمل معاني كثيرة، كالبطولة ونبذ التطرف العنصري، كما أن القصة معروفة عربياً وغنية مشهدياً".

وكونه يمثل دور عنتر ذو البشرة السوداء بينما بشرته بيضاء قال ضاحكاً:" نتغلب على هذا الأمر بالماكياج".

لارا جوخدار

مغنية الأوبرا لارا جوخدار التي تقوم بدور عبلة قالت لكاميرا إيلاف أن هذا الدور يعد من اجمل الأدوار التي قدمتها على خشبة المسرح، لأن عبلة هي إمرأة بكل ما للكلمة من معنى، التي تجمع أوجها عديدة كالنعومة والحنان والرومانسية، والعنفوان، مما منحها مساحة متنوعة في الأداء.

وأضافت بانها ليست المرة الأولى التي تعتلي فيها خشبة المسرح لتغني مباشرة مع أوركسترا، فدراستها كانت طويلة لعالم الأوبرا في لبنان وفي أوروبا، لكنها تعتبر أن هذا أهم وأجمل دور تقدمه حتى الآن.

يذكر أن لارا لا تكتفي بالعروض المسرحية فهي تقدم حفلات غنائية في الإمارات العربية المتحدة ولبنان وتغني بسبعة لغات مختلفة ولكن اللغة العربية هي الأحب لقلبها، رغم صعوبة تطويعها للأداء الأوبرالي.

وحول تفاعل الجمهور مع العمل تؤكد أنها شعرت بدعمه الكبير منذ اللحظة الأولى التي خطت فيها على المسرح، جمهور يحبس أنفاسه منتظراً كل نوطة وكل حرف، جمهور صفق مع نهاية كل مشهد مع أن التصفيق غير معتاد في مسارح الأوبرا إلا في نهاية العمل.

وحول كيفية إختيارها لدور عبلة قالت بأنها خضعت إختبار أداء، وفازت بالدور.

مكسيم الشامي

أما الفنان مكسيم الشامي الذي تعرف عليه الجمهور من خلال برنامج "Arabs Got Talent" فيقوم في هذا العمل بدور مارد طي، زعيم قبيلة طي التي تخوض حرباً مع قبيلة عبس، وهو الذي يواجه عنتر فارس بني عبس ويدور صراع بينهما في الميدان، محوره عبله بالطبع.

جوزيف ساسين

أما أحد مخرجي العمل جوزيف ساسين فتحدث عن صعوبة التعامل مع النص الأوبرالي مقارنة بالنص المسرحي، لأن النص والموسيقى جديدين بالنسبة له، ففي الأوبرا المخرج لا يفرض إيقاعه وإنما يلحق بإيقاع الموسيقى.

وحول ما إذا كان العرض قد إستفاد من التقنيات المسرحية الجديدة أم إعتمد الأسلوب الكلاسيكي في العرض أجاب بأن العمل يعرض في ال 2016 لذا إستفاد من تقنيات الغرافيكس مستخدماً الشاشات والإضاءة.

مارون الراعي

مؤلف موسيقى العمل المايسترو مارون الراعي عبر لكاميرا إيلاف عن فخره بالمشاركة في تأسيس قسم إنتاج الأوبرا في الكونسرفتوار الوطني منذ 20 عاماً مضت وكان أول كونسرفتوا في العالم يضم قسماً كهذا. وقدم عملين أوبراليين الأول بعنوان إكسير الحب والثاني أوبرا كارمن الشهيرة، لكنه أدرك حقيقة غياب الأوبرا باللغة العربية لأن كل أمة بات لديها أوبرا تعبر عن تراثها بلغتها، وأن الأوبرا تعد من أبرز مقومات الشعوب الثقافية، فقرر أن يقدم أوبرا باللغة العربية.

وحول من سبق الثاني تأليف النص أم تأليف الموسيقى قال بأنه إختار النص أولاً وألف موسيقاه عليه.

كما تحدث المايسترو اللبناني عن الأوبرا والأوبريت قائلاً أن الأوبرا سبقت الأوبريت في كل العالم إلا في لبنان، ظهر الأوبريت قبل الأوبرا مع الأخوين رحباني في الخمسينات، واليوم نحن نشهد نقطة تحول مع دخول الأوبرا إلى المشهد.

وفيما إذا كان متفائلاً بأن هذا الفن سيلقى القبول الجماهيري اللازم لإستمراره، أجاب بثقة كبيرة وتفاؤل واضح:" طبعاً لأن الإقبال جلي ونبض الصالة إستثنائي".

مضيفاً أن كثر كانوا يخشون إنتاج الأوبرا لأنهم يعتبرونها فناً نخبوياً، لكن برأيه أن الفن إن لم يكن شعبياً لا يعد فناً. واضعاً اللوم على طريقة تسويق الأوبرا في مجتمعنا وواصفاً إياه بالتسويق السيء، وختم كلامه بأن الأوبرا متوجهة للشعوب لأنها من صلب حياة المجتمع.

شاهد كاميرا إيلاف في كواليس أوبرا "عنتر وعبلة":