إيلاف من القاهرة: تصل الفنانة رغدة إلى مسرح ميامي بوسط القاهرة قبل حوالي 3 ساعات من موعد رفع ستارة مسرحيتها الجديدة "الأم شجاعة". ثم تدخل إلى غرفتها الخاصة لتبدأ الإستعداد لديكور الشخصية التي تُجسّدها.

الفارق الزمني
عن هذا الدور والمسرحية تحدثت لـ"إيلاف" حيث كانت البداية عن الفارق الزمني الطويل بين المؤتمر الصحفي الذي عُقِدَ للإعلان عن المسرحية في العام الماضي وبين خروجها للنور مؤخراً، حيث أوضحت أن العرض الذي تُقدّمه كبير وثقيل وإحتاج لوقتٍ طويل حتى يخرج للنور. مشيرةً إلى المعوقات التي تعرضت لها خلال التحضير من سحب المسرح أكثر من مرة لعرض عدة مسرحيات، بالإضافة إلى تغيير فريق العمل أكثر من مرة، لدرجة أن إسناد الدور للدكتور علاء قوقه قد تم قبل أسبوعين فقط من بدء العرض فقام بتدريباتٍ مكثفة حتى يندمج مع فريق العمل كي لا يتم تأجيل موعد عرضه مجدداً.

إخلال بالعقود
وأضافت بنبرة تُعبِّر عن مدى الجهد الذي بذلته قائلة: "لم أزهق من التأجيل والتحضير الطويل، فالعرض تغيّر به فريقي تمثيل قبل أن يخرج للنور. وذكرت آسفة أن "بعض الفنانين بمجرد تقديم العرض لهم كانوا يرحبون ويبدأون في كلمات الإطراء لي وسعادتهم بخوض التجربة معي، لكنهم، بمجرد أن يأتيهم عرض في السينما أو التليفزيون بأجرٍ أكبر يرحلون دون إستئذان، مستغلين عدم وجود شرط جزائي في العقود مع مسرح الدولة، الأمر الذي لا يستطيعون القيام به بتعاقدهم مع المسرح الخاص"، وطالبت بإلزام جميع الفنانين بعقود حتى يحترموا التزاماتهم المسرحية.


إمام وصبحي
وعن المقارنة بين العروض المسرحية الأسبوعية التي تُقدمّ على مسرح مصر أو غيرها، صرّحت أن الفن المصري لم يقدم سوى مسرح عادل إمام ومحمد صبحي. مشيرةً إلى أنها مع احترامها للباقين، فهي تعتبرها مسارح خفيفة من أنواع المسرح التي يمكن تسميتها "استكشات فنية". وفيما نفت وجود توتر في العلاقة بينها وبين "الزعيم"، لفتت إلى أنه كان يلقبها بـ"الهانم" في العمل، وبالرغم من عدم لقائهما منذ فترة، أكدت على استمرار المودة والطيبة بعلاقتهما. وأشارت إلى أنها وقعت عقد الإشتراك بفيلم "شارع جامعة الدول" وهو عمل ينتمي للدراما الإجتماعية لكنه مؤجل من الشركة المنتجة، حيث تم وضعه في أجندة المشاريع التي ستقدمها خلال الفترة المقبلة.

رسالة الأم شجاعة
وأضافت: "الأم شجاعة عرض أرغب في تقديمه لأنه يحمل رسالة. ولقد شعرت بالحماس لهذه الرواية دون غيرها لأنها تحاكي الواقع المصري والعربي وتتحدث عن صراع المذاهب وتجار الدين"، واستطرت: "لست فنانة Take away، فأنا سأقدم العرض حتى لو حضر 5 أفراد فقط كل يوم، لأن هذا العرض سيبقي وسأفخر بأنني قدمته على المسرح".

وحول ما إذ كانت شعرت بالضيق بسبب تأخر خروج العرض من عدمه، قالت أنها تعايشت مع الشخصية خلال الفترة الماضية وهو ما جعلها تعتذر عن حضور العديد من المناسبات والمهرجانات الفنية داخل مصر وخارجها، لافتة إلى أن شخصية "شجاعة" مشوّهة من الداخل والخارج بشكلٍ كبير.

واللافت أنها تتابع تجهيز شعرها بنفسها ليكون مناسباً للشخصية، رغم وجود مزين ومصفف شعر خاص بها، وذلك تأكيداً منها بأنها ترى الشخصية التي ترغب بتقديمها للجمهور أكثر من أي شخص آخر. وتضيف: "عندما وافقت على تقديم المسرحية مع النص المميز الذي كتبه محمد عمر، كنت أعرف جيداً أنني ساقدمها على خشبة مسرح الدولة، وأعرف أن تذاكره مدعومة. هدفي ليس الربح المادي، ولكني أرغب في كسب نفسي، وتقديم شيء محترم للجمهور والأهم أنه يحمل رسالة، فالعمل يحمل كوميديا سودا".

ولفتت بأنها ترى في شخصية "الأم شجاعة" وحشاً متجسداً بشخصية إنسان، باعتبارها تاجرة حروب وتكسب عيشها منها، وترغب بزيادة مكاسبها مهما كانت الخسائر التي تتعرض لها. مؤكدة على أنها لا تقلق من كره الجمهور لها بسبب طبيعة الشر الموجودة في الدور، لأنها ممثلة تؤدي دورها وتعتبر الجمهور ناضجاً بما يكفي للتفرقة بين طبيعتها الشخصية وما تقدمه على المسرح.

ورداً على استفسار "إيلاف" عن سبب وجود قصاقيص من الأوراق المعلقة في غرفتها وخلف مقعدها والتي تحمل تدوينات بمقاطع من النصوص التي تقولها على المسرح، توضح أنها تحرص على النظر إليها بين الحين والآخر لتتذكرها حرفياً لحرصها على الإلتزام بالنص. لافتة إلى أنها لا تسمح لأحد بالدخول إلى غرفتها قبل بداية المسرحية بحوالي نصف ساعة حيث تفضل التركيز بدورها.

أما عن إختيارها للفنانة الشابة ندى سمير فقيه لتقوم بدور إبنتها، فقالت أنها فتاة حساسة للغاية، وتتوقع لها مستقبلاً كبيراً بسبب إحساسها العالي وتركيزها في الدور الذي تقدمه. مشيرةً إلى أنها بالرغم من تقديمها دور فتاة خرساء، فقد نجحت بنقل التعابير التي ترغب فيها بعينيها وحركات الجسد.

تلفزيون
وإذ أكدت أنه سيتم تصوير المسرحية بكاميرات التليفزيون، لفتت إلى أن جميع المسرحيات التي قدمتها من قبل قد تم تصويرها مستغربة عدم عرضها حتى الآن. أوضحت أن مشروعها الفني- الذي كان يفترض أن تتناول فيه علاقتها مع الفنان أحمد زكي- متوقف خلال الفترة الحالية، بسبب تركيزها على عملها المسرحي الجاري. أما رأيها بأداء نجله الفنان الشاب هيثم زكي، فهي تراه ممثلاً "عادياً" مثل كثير من الشباب الذين لم يتركوا علامة بالرغم من حصولهم على فرص جيدة ومتعددة، لافتة إلى أن أحلى ما فيه "كونه نجل الفنان الراحل أحمد زكي".

مواقف مكلفة
وعما إذا كانت لا تزال تدفع ثمن الآراء السياسية، أجابت "رغدة" أنها سددت فاتورة مواقفها السياسية وانتهت وخسرت ما خسرته من أعمال وأموال، لكنها أكدت على أنها كسبت نفسها واحترامها لذاتها وهو أهم عندها بكثير من أي شيءٍ آخر، خاصةً وأنها لا ترغب في أن تكون مليونيرة.

تصوير فوتوغرافي: شريف عبد ربه