"إيلاف" من بيروت: تتفاعل الفنانة أصالة مع الأحداث المؤلمة في بلدها بشكلٍ لافت. بحيث أنها لا تتجاهل واقعة محزنة أو حدث جلل يقع على أرض بلدها دون أن تتخذ موقفاً تنقسم الآراء حوله في غالب الأحيان بين متابعيها على مواقع التواصل من مؤيدي النظام السوري الحاكم والمعارضين له.
ورغم أنها لا تسلم في غالب الأوقات من النقد القاسي واللاذع والمؤذي من الجمهور أو من زملائها الفنانين، فهي تستمر بنضالها الوطني عبر مواقع التواصل الإجتماعي لتعلِن موقفها الصلب مع بلدها وشعبها رافضة كل أشكال العنف والحرب التي تحصد أرواح المدنيين والأطفال وتزيد البلاد عبثاً ودماراً.
فبعد أن تعالت عن الإهانة القاسية من مواطنها الفنان جورج وسوف الذي هاجمها واتهمها بقلة الوفاء، وقبله الفنان الكبير دريد لحام الذي توجهت إليه بمحبة رغم العتب، ها هي تستمر بإعلان موقفها وتشيد بمواقف أبناء بلدها من الفنانين حين تعجبها مواقفهم وترى فيها نبلاً ووطنية.
وعلى ما يبدو، فإن أصالة قد وجدت في صورة الفنان السوري مكسيم خليل عبر "إنستغرام"- والتي يظهر فيها مرتدياً لقميصٍ تحمل عبارة "أوقفوا القتل في سوريا"- موقفاً يستحق الثناء. فشاركت متابعيها عبر "إنستغرام" بصورته وكتبت عليها جملةً مؤثرة جاء فيها: "أنت حرّ بكلّ ماللكلمه من معنى، وأنا ومن هم مثلي نحاول ونتمنّى أن نكون مثلك ، أنت رائع ... أنت رجل ... أنت إنسان ..." ووضعت على صورتها وسم #سوريا_تنزف #سوريا_تتجمد #سوريا_تعبت_يا_عالم #يارب #ياالله #وين_الضمير_العربي بحيث أنها أرادت نشر هذا الموقف لمواطنها على صعيدٍ واسع لتعبِّر عن فخرها به.
وكالعادة، تراوحت التعليقات من المغردين المتابعين بين الثناء والنقد والهجوم. إلا أن الواضح من التعليقات الواردة على الصورة أن الإساءات من قبل مؤيدي النظام قد حُذِفَت فيما بقيت الردود عليها ظاهرة للقرّاء. بحيث أنها أبقت على الإشادات بموقفها المعارض لممارسات النظام في بلدها، كما الثناء على موقف "خليل" الذي اعتبره البعض بطلاً وأثنى على إشادتها به.
في الواقع، تتوالى المواقف من الفنانين تجاه الأزمة السورية، وفيما تتبين آراؤهم بين مؤيد للنظام الحالي ومعارض له تبعاً للأحداث الدموية التي عصفت بالبلاد، يبقى موقف أصالة هو الأبرز بينهم، ولا شك أنها نالت حصة الأسد من الهجوم عليها بإساءات وقدحٍ وذم تدخلت به الصحافة في الكثير من الأحيان، لكنها على ما يبدو قررت أن تناضل على طريقتها ومن خارج حدود بلدها عبر مواقف تنشرها وتعممها تأييداً لقضيتها التي تعتبرها موقفا وطنيا مع شعبها ولصالح بلدها، فكان اعتزازها بموقف "خليل" محطةً على سكة مواقفها اللافتة.
أصالة أعلنت مكسيم خليل بطلاً. قد يؤيدها البعض أو ينتقدها وربما ستنال سخط المواقف المؤيدة للنظام، لكن المميز فيها هو ثباتها على موقفها الذي تؤمن بصوابيته وتدافع عنه وتستمر بإعلانه بأخلاقٍ وكلام متزن لم يخرج يوما عن أدب التواصل والحوار.
التعليقات