في لقائها المصوّر مع كاميرا "إيلاف"، تحدّثت الممثّلة السوريّة سوزان نجم الدين عن آخر أفلامها "روز"، وعن جائزة أفضل ممثّلة التي حصلت عليها من مهرجان الإسكندريّة، وأبدت رأيها بظاهرة المسلسلات السورية اللبنانية المشتركة، وصرّحت بأنّ الممثّلات اللبنانيات هنّ ملكات جمال في الأساس، لتشنّ هجوماً هو الأعنف على الصفحات النقدية الساخرة التي تنتقدها على مواقع التواصل الاجتماعي. كلّ التفاصيل في هذا اللقاء المصوّر.

&


سعيد حريري من بيروت: إستهلينا اللقاء مع سوزان بسؤالها عن إنطباعاتها بجائزة أفضل ممثّلة التي نالتها من مهرجان الإسكندرية عن دورها في فيلم روز، قالت: " فرحت كثيراً بهذه الجائزة لأنّها أتت بعد تعب كبير جرّاء التصوير الذي دام اكثر من ٧ أشهر تحت القصف والبرد والقهر والحزن والتعب، وهذه الشخصية مخطوفة من داعش، وأرهقتني كثيراً، وكانت النتيجة التفاعل الكبير من كلّ أنحاء العالم العربي، وقد لمسته من خلال الإستفتاءات الرسمية وغير الرسمية التي أقيمت حول الفيلم".

وعن قصّة الفيلم، قالت: " روز دكتورة يتمّ خطفها من قبل داعش، وهي كطبيبة قد أخذت قرارها مسبقاً بألاّ تقف مع جانب ضدّ آخر، ولكن عندما يتمّ خطفها من قبلهم، وتكتشف حقيقتهم، وكيف أن الدين بالنسبة لهم غلط، وكيف أن قوانينهم مبنية على إرهاب المرأة والطفل، تصرّ على الهرب مع كلّ المجموعة التي معها لتوصل الصورة الحقيقية عبر صفحاتها على فايسبوك، وخصوصاً أنّها أيضاً كانت ناشطة إجتماعيّة قبل أن يتمّ خطفها".

وعن الوضع الراهن في سوريا، قالت: " الحمد لله الوضع اليوم أفضل بكثير، أصبحت البلاد آمنة، وبدأت الأعمال الفنيّة تظهر بشكل أكبر، وبدأنا نشهد عودة السوريين من كافة أقطار الوطن العربي والعالم إلى بلدهم الأم، وهذا دليل أنّ سوريا تتعافى، وأنا كفنّانة قدّمت خلال الحرب فيلم "روز"، ومسلسل "شوق"، وأعمالا بقدر ما إستطعت، وأتمنّى أن نقف بجانب سوريا الجريحة ونقدّم دائماً الأعمال الفنيّة من الداخل السوري، ولكن لا يمكن ليد واحدة أن تصفّق، لا بدّ من وجود عمل جيّد تقدّمه في هذه الفترة".

وعن رأيها بالأعمال اللبنانيّة السوريّة المشتركة التي كانت وليدة الحرب السورية، والتي أفرزت ثنائيات بين الممثلين السوريين والممثلات اللبنانيات، في حين أن البعض ينتقد عدم إشراك الممثلات السوريات والممثلين اللبنانيين في بطولة هذه الأعمال، عن هذا الموضوع، قالت سوزان لكاميرا إيلاف: " بعض المنتجين عرفوا كيف يلعبون هذه اللعبة بشكل صحيح، ولبنان يتميّز ببناته الجميلات، وهكذا أخذ المنتجون ملكات الجمال ووضعوا أمامهم نجوما سوريين مهمّين جداً، ليخلقوا هذه الثنائيات التي أحبّها الجمهور، وهذا أمر جميل إنعكس على الوطن العربي بأعمال جميلة وظريفة، وفي النهاية لا يصحّ إلاّ الصحيح".

وعمّا إذا كان تصريحها هذا يحمل تلميحاً بأنّ الممثلات اللبنانيات لا يجدن التمثيل، ردّت: " أليس صحيحاً أنهنّ بدأن كملكات جمال؟ أنت أتيت بملكة جمال وجعلتها ممثّلة، من الممكن أن تكون أهمّ نجمة في العالم، ولكنّها في الأساس ليست ممثّلة، وهذه ليست تهمة، هذا أمر جميل، خصوصاً إذا إستطعت أن تصنع من هذه الملكة نجمة مهمّة، وهذه إضافة للوسط الفني العربي وليس فقط اللبنانيّ".

وعن رأيها بأداء الممثلات اللبنانيات كنادين نجيم، وسيرين عبد النور، ونادين الراسي، وماغي بو غصن: " جميل، كلّ واحدة منهنّ تقدّم أجمل ما عندها، وأنا أستمتع بما يقدّمنّه، وأنا سعيدة جداً للبنان بوجود هؤلاء النجمات العريقات، والجميلات، والله جميل يحبّ الجمال، وهنّ تجاوزن الجمال، وذهبن إلى التمثيل، وهذا أمر مهمّ جداً".

عن إنطباعاتها بمسلسل تانغو الذي جمع في بطولته ما بين ممثل وممثّلة سوريا هما باسل خياط ودانا مرديني، وممثّل وممثّلة لبنانيّة هما باسم مغنية ودانييلا رحمة، قالت: " هذا أكتر مسلسل تابعته وأحببته، أحببت أداءهم جميعاً، وهو بالنسبة لي عمل متكامل على صعيد الكتابة والإنتاج والإخراج".

وعن الهجوم المركّز الذي يُشنّ عليها من قبل بعض الصحافيين وبعض الصفحات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي قالت: " إذا هوجمت أيّ نجمة، هل تكون ناجحة أم فاشلة؟ وهل هذه النجمة مؤثّرة في المجتمع أم لا؟ وهنا أطرح&سؤالاً: من هم الذين يهاجمونني؟ هم عبارة عن لا أحد، هم صفحات تسلّقت على نجاح الفنّانين، هم كالطفيليات الخضراء المتعفّنة التي تظهر على جدار الزمن، وفي النهاية الجدار يبقى وهذه الطحالب تموت عبر الزمن، وهؤلاء هكذا بالنسبة لي، وكلّما تسلّقوا على هذا الجدار، كلّما إزداد علواً دون أن يكترث، لأنّه بلحظة واحدة وبرشّة ماء واحدة يذهب الغبار عن هذا الجدار الأصيل، فيتمّ محوهم بلحظة".

وأضافت: " ليسمعوا كلامي، أنا لا أكترث لهم، هم لا أحد، وهم إذا وجدوا من يتابعهم، فهؤلاء المتابعون أيضاً يشبهونهم، هؤلاء المتابعون هم أيضاً ضدّ النجاح، وهم يرون أنفسهم أمام مرآتهم، لأن الإنسان الناجح يفرح لنجاح الآخر، أمّا الإنسان غير الناجح فيكظّم نجاح الآخر، هذه الصفحات كيف بُنيت؟ بُنيت على نجاح الفنّانين وإنتقادهم، وليس أيّ إنتقاد، إنّه الإنتقاد البشع الذي يشبههم هم ولا يشبه الفنّانين، واليوم إذا أتيت بآية قرآنية من القرآن الكريم، ووضعها وسط أغنية وضحكت عليها، هل ينفي هذا حقيقة أنّها آية قرآنية... هناك ناس يستخدمون ربّ العالمين، أستغفر الله العظيم، ليحيكوا حوله القصص، وكذلك على الأنبياء، والرسل، فهل سيتوقّفون عندنا، فليفعلوا ما أرادوا، القافلة تسير، وأنا مستمرّة في طريقي ولا أراهم".

وعمّا إذا كانت تعتبر كلامها أعنف هجوم منها على تلك الصفحات النقدية الساخرة، قالت: " هذا ليس بهجوم، أنا لا أهاجمهم لأنّي أصغر، أنا أقول الحقيقة، وأنا آسفة لأن هناك من يستمع إليهم".

وعمّا إذا كانت تشكّ بأنّ هناك جهات ضدّها تحرّك هذه الصفحات قالت: " أنا لا أشكّ، ولكنّي أعرف من وراء تلك الصفحات، هناك خمسة أسماء، أعرفهم واحدة واحدة، وواحدا واحدا، وسأكشف عن تلك الأسماء في يوم من الأيّام لأنّي أملك الإثباتات".

وأضافت: " مهما فعلت، ومهما لبست، ينتقدونني، إذا لبست عارياً يفضحونني، وإذا لبست محتشما&يجدون لي أمراً لينتقدوني، وإذا إرتديت لباس الرياضة ينتقدونني.. مهما فعلت ينتقدونني".

وعن التشكيك بالجوائز التي تأخذها من المهرجانات وإتهامها بأنّها تحصل على هذه الجوائز مجاملة من إدارة المهرجانات لقاء تأمينها للمبالغ المادية من قبل الرعاة، أجابت ساخرة: " إذا إستطعت أن أحضر الرعاة لميشيغين، ولاس فيغاس، وميامي التي تمّ تكريمي فيها، فهذا يعني أنّ علاقاتي قويّة، وتأثيري كبير على المجتمع، وهنا أقول لك بأنّ كلّ الجهات التي تكرّمني هي جهات رسمية مبنية على مصداقية كبيرة جداً، وأنا أقبل بنصف التكريمات التي تُعرض عليّ، ولكن غير التكريمات هناك الجوائز التي تأتي نتيجة تعب وجهد كبيرين جداً، كجائزة أفضل ممثّلة عربية التي حصلت عليها من فيلم "روز"، هذه الجائزة أيضاً شكّكوا فيها، ولهم أقول هل كنتم معي خلال سبعة أشهر تحت البرد والقصف؟ وأين كان هؤلاء عندما تعرّضت للموت ثلاث أو أربع مرّات؟ ثم إني أفهم أنّ من يشكّكون بي لهم علاقات قويّة أيضاً بهذه المهرجانات، فليأتوا بإثباتات على كلامهم، أمّا هذا اللتَ والعجن لا يفيد إلا الناس التي تشبهه، وإذا كنت سأقبل بالتكريمات التي تُعرض عليّ، لكنت الآن أكّرم كلّ أسبوع مرّة، حيث أنّي أتلقّى تكريماً كلّ أسبوع من جهة معيّنة، ولكنّي لا أذهب سوى لجهة رسميّة تتمتّع بالمصداقية التي تضيف لي وأنا أضيف لها، وأنا لست بحاجة للتكريمات لأّنّها كثيرة والحمد لله، وبتّ أهرب منها حتّى، ولكنّ الأقزام لا يستطيعون أن يروا تلك التكريمات، فيحاولوا تكظيمها ربّما أصبح بحجهم، ولكن "فشروا" أن أصبح كذلك".

وبخصوص إهتمامها بالموضة وبألقاب من نوع ملكة جمال الموضة وملكة جمال الممثّلات، وعمّا إذا كانت فعلاً بحاجة إلى مثل هذه الألقاب، قالت: " أنا لستُ بحاجة لأيّ شيء، وهذه أنا، أرتدي وأخرج، وإذا تمّ تصنيفي كملكة جمال فهذا أمر يعود لهم، ولماذا عليّ أن أرفض ذلك، طالما أنّ الناس تقول لي شكراً، كما أنّ شكلي يظهر جانباً من تفكيري ومن دماغي، شكلي يشبهني، كلّ إنسان يعبّر عن نفسه بلباسه، وهكذا أنا أعبّر عن نفسي من خلال ملابسي، والحمد لله أنا جسمي "لبّيس"،. ومهما إرتديت سينتقدونني، وبتّ أنتظر هذا الإنتقاد لأنّي أستمتع وأضحك كثيراً عندما أراه".