"إيلاف" من بيروت: حاور الإعلامي زافين قيومجيان في برنامجه&"بلا طول سيرة"&الفنان اللامع مارسيل خليفة سارداً سيرة حياته منذ البدايات في بلدته عمشيت ومع العائلة الى الثورة والموسيقى، ذلك&بالتزامن مع تحضيراته لحفل افتتاح مهرجانات بعلبك الدولية 2019، فيما تخللت الحلقة مقاطع ومشاهد نادرة من حفلاته&وإطلالاته التلفزيونية القديمة.

وأشار زافين في بداية الحلقة ألى أن إطلالة مارسيل خليفة هي جزء من دفعة جديدة من سلسلة "مؤثرون" التي يستقبل فيها شخصيات رائدة ومؤثرة في الثقافة الشعبية اللبنانية والتي حولت تحدياتها الفردية إلى معاني وطنية. وعرّف خليفة بـ"صوت الثورة في العالم العربي وصوت المقاومة في لبنان وصوت الموسيقى العربية في العالم. خليفة الذي غنى ويغني مجد الانسان وروح الشرق، ومشروع الحداثة في الموسيقى العربية".

وكانت البداية من كليب أغنية "يا بحرية" الذي جمع مشاهد من أكثر من مرحلة في مسيرة مارسيل خليفة التي تُعتبر وكأنها قصته في أغنية واحدة. القصة التي بدأت منذ أوائل السبعينيات في القرن الماضي عندما نزل خليفة من عمشيت الى بيروت حاملاً معه العود وموهبة نادرة لفتت أنظار المجتمع الفني.&ثم عرض بعدها مقطعاً من إطلالته في برنامج المواهب مع الاعلامية جان دارك أبو زيد فياض في بداياته.&

وبدأ "خليفة" حديثه من برنامج المهرجانات في بعلبك ومن عنوان الحفل تحديداً "تصبحون على وطن" الذي اعتبره إيجابيا وسلبياً في الوقت عينه، واعتبر أن اختيار العنوان ربما جاء على نية تأسيس وطن أثناء الحفلة بمجموعة من الأغاني. وأضاف: "نبحث منذ وقتٍ طويل عن وطن، من الإستقلال لليوم، ونحن نبحث عن وطن.. لربما يكون الوطن في أغنية ولكنننا&نبحث عن وطن حقيقي. فالأحلام كبيرة والخيبة أكبر من الأحلام".

وأشار إلى أنه يحزن على الشباب الذين يغادرون لبنان كما يحزن على أولاده وأحفاده الذين يكبرون بعيداً عن عينيه. مؤكداً بأنه علينا أن نتمسك بالأمل ولو كان مستحيلاً. و"علينا بالإيمان بالمستحيل وأنا اؤمن بالمستحيل".

برنامج الحفل
وعن برنامج الحفل، أوضح أنه ستكون في بعلبك رحلة موسيقية من أعمال&موسيقية وقصائد أو مقاطع كتبها للكورال، مؤكداً على حضور&العود&لانه&الآلة التي يحبها. كما سيتضمن الحفل مقطوعة "رقصة العروس" التي دندنها في الحلقة وروى قصتها مذكراً بأنه &عزفها في أول حفلة بـ 11 نيسان 1975 في الاونيسكو. لافتاً إلى أنه في حفل الأحد، وبينما كانت الفرقة تخرج من القصر أصيبت أميرة ماجد الراقصة التي ظلت مقعدة حتى اليوم،&ووجه لها التحية. وأكد أنه حاول أن يحدد برنامجاً شاملاً مؤكداً أنه "لا يحضّر ما يناسب الجمهور بل يقدِّم&ما يريحه من أعمال".

وأشار إلى أن الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي وكورال سيدة اللويزة مع الأب خليل رحمة سترافقانه، مشيراً إلى أنه&كان يحلم بتقديم الحفل&في بعلبك. فالمرةِ&الأولى التي حضر فيها هناك كانت بمشاركة مع الفنان عبد الحليم كركلا. حيث حضرت موسيقاه في بعلبك وأضاف "ليل بعلبك فيه سحر وأشعر وكأن الآلهة موجودة فعلاً فالموسيقى&لها وقعاً خاصاً&هناك".

ورداً على سؤال عن حضور رئيس الجمهورية التقليدي لحفل افتتاح المهرجانات، قال خليفة: "ولا مرة كان عندي شخصياً هم حضور أي سياسي. لان ليس لدي أي تواصل سياسي مع أي فريق وأنا أقوم بأعمالي الفنية للناس".

وفي جوابه على سؤال حول أحب&أغنياته على قلبه، أشار إلى أن كل ما عمله في مسيرته لا يتخلى عنه و"لا أزيل أي عمل لأنه يمثل فترةً أو حقبة معينة. ولكن هناك أعمال كانت قريبة منه. وأشار إلى أنه& كان سعيداً بعمل "جدل" مع شربل روحانا وعبود السعدي لان العود أحبه كثيرا". وذكر أيضا أعمالاً حضرها لفرقة كركلا ولسينما مارون بغدادي. وأضاف: "أحيانا أكتب ولا أفكر بما كتبت سابقاً لأنني لا أريد أن أصاب بالخيبة". وأكد أن أول مجموعة قام بها وضمت "جواز سفر" و"ريتا" و"أمي" لم تنل الرضا الجماهيري سريعاً.&فلم يكن هناك جمهور عارم لهذه الأغاني التي أخذت ما يقارب الثلاث سنوات وأكثر حتى نالت جمهوراً واسعاً. وقال:"أنا لم أُخلَق من لا شيء، بنيت على ما سمعناه من سيد درويش وعمر الزعني أو الأخوين الرحباني. وقد تعلمت من هؤلاء أكثر مما تعلمت من الكونسرفتوار.&فهم تحدثوا عن الثورة قبلي".
وفيما&رفض "خليفة" اعتباره أيقونة أو رمزاً للثورة، أشار&إلى أنه ضد فكرة الأيقونة، وقال: "أنا مجرد مجتهد في عملي".

&

الثورات
وعن الثورات العربية اليوم وقضية فلسطين، قال خليفة:" أنا ضد كل الأنظمة العربية ونحن كسرنا فلسطين ودمرنا المخيمات.. الحروب كلها خاسرة وحتى الرابح هو خاسر وفلسطين ناسها سيحررونها وكل البلاد تحررها ناسها فصرخات الناس لا أحد يوقفها".

واعتبر أن لبنان بلد لجوء منذ نشأته وسأل: "أليس موارنة لبنان نموذج عن اللجوء؟ هم أيضا لاجئون من سوريا إلى لبنان. واعتبر الحملات ضد اللاجئين اليوم هي عنصرية شرسة". وأشار إلى أنه يوم كان مع القضية الفلسطينية ولا زال، اعتُبر كماروني مرتكباً الخطأ الكبير.

وأشار إلى أن التركيبة السياسية في لبنان طائفية إلى حدٍ بعيد. وقد وصلت إلى كل الإدارات. وأكد أنه "في ظل هذه التركيبة لا مكان لي ولا أقبل أن أكون في هذا المكان أو هذه التركيبة. مختلفون في كتابة التاريخ ولكن إن كتب أبناء المنظومة الطائفية تاريخ لبنان لا مكان لي، ففي أي زاوية يمكن ان تضعني؟".

وأضاف أنه لم يكن يفكر حين كتب أعماله بأنه يكتب لهدفٍ سياسي أو ثوري: "أنا فكرت بطريقةٍ أخرى. قدمت أعمالاً&إنسانية لا تحكي عن موقف سياسي محدد. حين غنيت "أمي" غنيت لأمي للاسطورة الأم وحين غنيت لـ"ريتا" غنيت للحب.. أنا قدمت أغاني ملتزمة بقضايا الإنسان".

وبالعودة الى زمن الحرب قال خليفة "في فترة زمنية حين ولعت الحرب صادفت بدربي قصائد لحنتها ولكن من المحتمل أنني كنت أهرب أو ألعب ولليوم أنا ألعب. ولا مرة أشعر أنني مهني. بل أنا دائماً هاو. كتبت كتبا أكاديمية ولكنني لست أستاذاً ولا منظراً ولا واعظاً".

طفولة عمشيت
عن الطفولة وعمشيت تحدث مارسيل خليفة وبدأ من اليوم الأول في المدرسة حين انتظر أمه لتطل عليه وتأخذه بعد يومٍ طويل من دونها. وتحدث عن جده الذي رافقه إلى بحر عمشيت يومياً للصيد. كما أشار الى الفارق الطبقي في عمشيت بين البكوات و"العرمط" بحسب تعبيره أو عامة الشعب مثل والديه، كما أشار الى جبيل المدينة الأولى التي نزل إليها من عمشيت وهناك تعرّف فيها على وجود ديانة أخرى هي الإسلام. وتحدث عن أمه "ماتيلدا" التي اعتبرها امراة مناضلة حقيقية ولديها رؤيا، وقد ألف لها مقطوعة موسيقية. وأشار إلى أنه يحب أن ينظم حفلاً في كنيسة مار مخايل في عمشيت اذا سمحوا له. وأكد أنه وفي البداية كان يشعر بأنه كان فقط على علاقة مميزة مع أمه. ولكن بعد وفاتها تطورت علاقته بوالده ميشال الذي يعتبر أنه تعب كثيراً وضحى من أجله. وأشار إلى أن أصعب شعور كان منعه من حضور جنازة والده بسبب الوضع آنذاك.

عن الاستاذ كرم
ولفت&إلى أنه تتلمذ على يد الأستاذ المتقاعد حنا كرم الذي صنع عوداً بيده. مشيراً إلى أن&كرم هو من أوصى والديه بأن يرسلوه إلى المعهد العالي للموسيقى، الكونسرفتوار. وتحدث عن هذه المرحلة التي كبدت عائلته مبالغاً فوق قدرتهم المالية لرحلة الوصول من عمشيت إلى بيروت. مؤكداً أن فكره الشيوعي بدأ من عمشيت قبل بيروت. وقال:" تعلمت من هذا الزمان كيف أحمي الأمل من الخذلان. حاولت أن أحمي هذا الأمل، واليوم ابتعدت كثيراً عن هذا الولد الذي كنته".

فرق وتحكيم
بعد عرض مقطع نادر لمارسيل خليفة من إطلالته في لجنة تحكيم برنامج استديو الفن عام 1974، قال خليفة أنه كان بنفس اللجنة مع روميو لحود وزكي ناصيف وجورجيت جبارة وأعطى رأيه يومها بماجدة الرومي ووليد توفيق. وأشار إلى أنه تعرّف على روميو لحود في بداياته وشجعه لحود ورأى فيه موهبةً مميزة وآمن به وساعده ليقدّم عرضاً ضمن مسرحه. ولكنه أكد في إطار آخر أنه: "ضد برامج المواهب لأن هناك تراكم من دون إبداع. مشيراً إى أنه لا يجد نفسه في برامج مماثلة. ولا يشاهد&هذه البرامج".

وعن فرقة "الميادين"، روى&كيف تأسست الفرقة في فرنسا مع بطرس روحانا وفايق حميصي وخالد الهبر وغيرهم. وتحدث عن أول أسطوانة أصدرها مع الفرقة التي كانت تتألف أحيانا من أربعة موسيقيين أو أكثر، وأكد أن الفرقة لا زالت موجودة ولكن يختلف عدد الموسيقيين فيها. وتحدث عن تصميم أول إعلان لحفلة فرقة الميادين ومارسيل خليفة في نادي الرواد ووجه تحية إلى الفنانة سيتا مانوكيان التي رسمت الملصق الدعائي(البوستر).&

زافين يستعرض أعمال خليفة
بعدها، أشار زافين إلى عشرين أغنية ولحن لخصوا مسيرة أربعين سنة من الموسيقى والثورة لمارسيل خليفة، وهذه الأغاني هي: "نشيد الجسر" وقد علق خليفة على الأغنية قائلا: "لا دخل لي بالشرق الجديد، لحنت الأغنية في طرابلس في وقت الاجتياح الإسرائيلي وكنا في مرحلة الهروب من بيروت". وعن غنائية "أحمد العربي" أشار خليفة إلى أن زياد الرحباني وخالد الهبر قدماها بشكلٍ مختلف وجميل. واعتبرها من الأعمال المقرّبة منه، مضيفاً إلى أنه قدمها بشكلٍ بسيط مثل كلمات الأغنية. ومن ثم تم اختيار أغنية "سلام عليك - أحن الى خبز امي" و"اجمل الأمهات"، "منتصب القامة أمشي"، "بالاخضر كفناه"، "اني اخترتك يا وطني"، "الطفل والطيارة"، "ريتا"، "يا طير الجنوب"، "عصفور"، &"توت توت ع بيروت"، "جدل"، "يا نسيم الريح"، "الكونشرتو العربي"، "الركوة"، "اندلس الحب"، &"ريكوييم فور بيروت" و"صباح الليل" وقد علق مارسيل خليفة على أداء ولديه بشار ورامي بأنه لا يحب سلطة الأب المتعجرف، ولم تكن وظيفته كأب سهلة. واعتبر أن الكلمة الوحيدة التي يمكن أن يقولها لهم "بحبكن". وأيضا توجّه الى زوجته يولا التي اعتبر أنها ضحت وتحملت كثيراً معه وكانت سنداً حقيقياً للعائلة.&

في الختام ورداً على سؤال حول الوضع الفني اليوم وبذكر الأسماء، اعتبر الفنان مارسيل خليفة ان صوت فيروز رائع. ولم يُجِب على سؤال تلحين مقطوعات لها لأنها مكتفية ولديها من يقدّم لها ألحاناً. واعتبر أن صوت نجوى كرم متين وهي لطيفة. أما راغب علامة فقد التقى فيه أكثر من مرة وهو يحب ماذا يقدّمه من أعمال، لكنه ليس جوه الفني. وعلّق على اسم رامي عياش بان صوته "كتير حلو". أما ناصيف زيتون فلم يسمعه، ولكنه يرى اسمه في كل المهرجانات. مؤكداً على أنه سيحاول متابعة أعماله أكثر. ورأى ان وليد توفيق وعبد الكريم الشعار وماجدة الرومي من النجوم المهمين.

أما عن الفنانة جوليا، فأشار إلى&أنهما كانا يلتقيان في بداية مسيرتها. لافتاً إلى أنها&قدمت الكثير من الأعمال الجميلة وأول أغنية يذكرها لجوليا هي أغنية "وين الملايين". ورأى أن باسكال صقر أيضا غنت للوطن، أما أحمد قعبور فهو "زميل وصديق وتجاربه كلها حلوة وبقي بمشروعه" وأكد أن زياد الرحباني فنان موهوب كبير في وطننا واعتبر أنه كان داعماً أساسياً له.