مراكش: استغل الممثل الأميركي هارفي كيتال مشاركته في فقرة "مناقشة مع"، ضمن فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته الـ18، التي تختتم السبت المقبل، للكشف عن علاقته بعدد من السينمائيين الأميركيين والأوروبيين، والحديث عن بدايته في التمثيل ونظرته للفن والمال.

سكورسيزي

تحدث كيتال، في بداية هذا الموعد الحواري، عن مشاركته في فيلم "الرجل الإيرلندي" للمخرج مارتن سكورسيزي، المبرمج ضمن فعاليات المهرجان المغربي، فقال إنه سعيد جدا بالعمل في هذا "الفيلم الحدث"، رفقة أصدقائه روبير دونيرو و ال باتشينو وجو بيتشي، مضيفا أنه "ليس هناك دور صغير بل ممثلون صغار".

وبخصوص لقائه الأول بسكورسيزي، قال إنه كان يشتغل بائعا في نيويورك، ويحلم أن يصبح ممثلا. وخلال أداء "الكاستينغ" أمام سكورسيزي كانت الأجواء غريبة، لكنه اختاره. وقال عن سكورسيزي إنه "شخص رائع جدا".

جدية في العمل

بخصوص بداياته الأولى في السينما وكيف أصبحت مهنته وحياته، قال الممثل الأميركي، إنه بدأ الدراسة في نيويورك، حيث التقى ممثلين قادمين من مختلف أنحاء الولايات المتحدة، قبل أن يصل إلى قرار أن يسعى لكي يكون ممثلا، راسما له هدفا يقوم على الجدية في العمل.

ممثل عظيم

تحدث كيتال عن لقائه الأول بدي نيرو، فقال: "قدمتنا صديقة مشتركة، نظرنا إلى بعضنا وابتسمنا. وبعد سنة قدمنا فيلما مشتركا هو "مين ستريت" .. إنه ممثل عظيم".

الإغراء الأخير

تفاعلا مع استحضار ذكرياته السابقة في مراكش، خلال تصويره فيلم "الإغراء الأخير للسيد المسيح" لسكورسيزي، قال كيتال: "كانت تجربة غنية، وتأثرنا بشكل كبير، حيث قضينا مدة طويلة في قرية نائية، جل المشاهد كانت طبيعية وحقيقية ورائعة جدا. أنصحكم جميعا بمشاهدة الفيلم وقراءة رواية نيكوس كازانتزاكيس لأنها تتضمن طرحا شجاعا".

مخرجون كبار

إلى جانب حديثه عن الاشتغال مع أبيل فيرارا في فيلم "باد ليوتنانت"، وكوينتان تارونتينو في فيلم "ريزيرفوار دوغ"، لم يفوت كيتال الفرصة للحديث عن تجربته الأوربية في ثمانينات القرن الماضي، حيث اشتغل مع مخرجين من طينة بيرتراند تافيرنيي وتوري سكولا.&
وغالبته الدموع عند مشاهدة بعض اللقطات، إذ رفض التعليق من شدة التأثر، وقال لاحقا: "أنا محظوظ لأني عملت مع مخرجين كبار في أوربا. كان سهلا أن أتفق معهم لأن هدفنا كان واحدا".

حلم أميركي

وعن الحلم الذي لم يحققه بعد، خلال مسيرته المهنية، أكد كيتال أن كل ما وصل إليه حققه بالكد والجهد والمعاناة لأنه عاش طويلا بلا مال، وختم بالقول : "أعتقد أني أعيش حلمي".

ممثل كبير

ولد كيتال في نيويورك، وترعرع في حي بروكلين الشهير. خطا خطواته الأولى في السينما عام 1967 تحت إدارة مارتن سكورسيزي في "من يطرق بابي؟"، وهو أول شريط يخرجه هذا الأخير. والتقى الرجلان، اللذان كان قريبين من بعضهما بعض، في الفيلم الوثائقي "مشاهد من الشارع"، ثم في "شوارع وضيعة" حيث أدى كيتيل الدور الرئيسي إلى جانب المبتدئ روبيرت دي نيرو. وفي السنة الموالية، عاد للاشتغال مرة أخرى مع سكورسيزي في "أليس لم تعد هنا"، قبل أن يظهر في شريط "لحن من أجل قاتل" لصاحبه "جيمس توباك".

وكانت 1976 سنة اللقاء الجديد بين كيتال وسكورسيزي ودي نيرو في فيلم "سائق الطاكسي"، الذي ظفر بـ"السعفة الذهبية" في مهرجان "كان"، وصار من "كلاسيكيات" السينما العالمية.

وفي العام الموالي، سيقف أمام كاميرا ريدلي سكوت في "المبارزون"، حيث أدى دور ضابط من ضباط نابليون، قبل أن يلتقي كاتب سيناريو "سائق الطاكسي"، بول شريدر في أول شريط يخرجه وعنوانه "الطوق الأزرق" (1978).

ثم أخذت مسيرة كيتال، بعد ذلك توجها أوروبيا، لنعثر عليه خلال الثمانينيات في فيلم "الموت المباشر" لـبرتراند تافرنيي، حيث شارك إلى جانب رومي شنيدر وهاري كين ستيتون وماكس فون سيداو؛ و"ليلة في فارين" للمخرج الإيطالي إيتوري سكولا؛ و"جحر في فم جون" لـلويس لوكونت؛ و"كامورا" لـلينا فيرتمولر. وبعد ذلك، سيواصل التصوير بين الولايات المتحدة وأوروبا.

كما سيتعاون مع المخرج بريان دي بالما في الفيلم الكوميدي "سَلَطَة المافيا"، ثم مع طوني ريتشاردسون في "شرطة الحدود" الذي برز فيه جاك نيكلسون. وكانت 1988 سنة اللقاء من جديد مع سكورسيزي في "الإغراء الأخير للسيد المسيح"، حيث أدى دور "يهودا".

وفي عقد التسعينيات، سيشتغل مع داريو أرجنتو في "عينان شريرتان" قبل أن يشارك في "دي تو جاك"، الذي أخرجه جاك نيكلسون، ثم سنصادفه في بيغزي" لـباري لفينسون الذي ترشح بفضله إلى جوائز "الغولدن غلوب" و"الأوسكار" في فئة "أفضل دور ثان"، وفي السنة ذاتها سيقف مجددا أمام ريدلي سكوت في الفيلم الناجح جماهيريا "تيلما ولويس".

وفي 1992، شارك في "الضابط السيء" للمخرج أبيل فيرارا، الذي نال بفضله جائزة "أمريكان سبيريت"، وفي "كلاب المستودع" لـكونتين ترانتينو. وقد حقق هذان الفيلمان نجاحا كبيرا في مهرجان "كان" وجلبا شهرة واسعة لـكيتيل، الذي عاد للعمل مع ترانتينو سنة 1994 بفيلم "دي فيكسيون" و"ليلة في الجحيم" (1996).

وانطلاقا من هذه الفترة أخذ كيتال يتنقل بين السينما المستقلة والإنتاجات الضخمة، مزاوجا بين سينما المؤلف الطموحة والأفلام التجارية، لنصادفه في شريط "درس في البيانو" لـجين كامبيون، الذي حاز "السعفة الذهبية" لمهرجان "كان"، و"كلوكرس" لـسبايك لي، ثم سيشارك في "نينا" لـجون بادهام، و"شروق الشمس" لـفيليب كوفمان. وانضم، بعد ذلك، إلى قائمة المشاركين المرموقين في شريط "أرض الشرطة" لـجيمس مانغولد، ثم شارك مع كيت ونسليت في "دخان مقدس" لـجين كامبيون، ومع ووبي غولدبرغ في "ميثاق الراهبة".

وفي سنوات الألفين، ظهر في "يو – 571" و"التنين الأحمر"، وفي "بنيامين غيتس" و"كنز فرسان الهيكل".
واشتغل كيتيل من جديد مع دي نيرو في الفيلم التاريخي "جسر الملك سان لويس"، كما شارك في جينوسترا، ثم في "جريمة" لـمانويل برادال، وفي "الوجهة 11 شتنبر"، ثم ظهر أكثر من مرة في سلسلة "الحياة في المريخ".

وواصل ظهوره المميز في مشاريع المخرجين المستقلين من أمثال ويس أندرسون، الذي وقف أمامه في "مملكة بزوغ القمر" (2012)، الذي عرض في افتتاح الدورة الـ 65 لمهرجان "كان"، وفي "فندق بودابيست الكبير" (2014)، و"جزيرة الكلاب" (2018). ووقف في 2015 أمام كاميرا المخرج باولو سورنتينو في شريط "شباب"، حيث شكل ثنائيا مع مايكل كين. وعاد كيتال، في 2019، للتعاون مع سكورسيزي ودي نيرو في "الإيرلندي". كما سنشاهده قريبا في أفلام أخرى، بينها "العصفور المرسوم" لـفاكلاف مارهول.

نقاش مفتوح في مراكش

تعد فقرة "محادثة مع .."، واحدة من اللحظات القوية في مهرجان مراكش، هدف من خلالها المنظمون إلى "مزيد من الحوار وتبادل الآراء مع اللواتي والذين يصنعون سحر السينما عبر العالم".

وكما يدل على ذلك اسمها، تعتبر هذه الفقرة "نقاشا مفتوحا وحرا مع أكبر أسماء السينما العالمية"، بما هي "لقاءات مجانية ومتاحة للجميع: مهنيو السينما، وسائل الإعلام و جمهور المهرجان".

ويتضمن برنامج الفقرة في دورة هذه السنة مشاركة 12 شخصية من مختلف مناطق العالم، تشمل، فضلا عن كيتل، المخرج والممثل والمنتج الأميركي روبيرت ريدفورد، والممثلة الفرنسية الحاصلة على الأوسكار ماريون كوتيار، والمخرج الفلسطيني الحاصل على عدة جوائز إيليا سليمان والمنتج البريطاني المستقل جيريمي طوماس، والمخرج الفرنسي برتراند تافرنيي، والمخرج الأوكراني سيرغي لوزنيتسا، والممثلة التونسية بريانكا شوبرا، والممثلة الإيرانية غولشيفتي فرحاني والممثلة التونسية هند صبري، والمخرج الإيطالي لوكا غوادانينو، والممثل الفرنسي، مغربي الأصل، رشدي زم".