إيلاف من بيروت: تحدثت النجمة، أنجلينا جولي، في مقابلة أجرتها مع النسخة الهندية من مجلة "فوغ" العالمية عن تعاونها الذي استمر لعقدين مع وكالة الأمم المتحدة للاجئين ورحلة تبنيها ل 3 أطفال، هم مادوكس، باكس وزهرة، بالإضافة لأسباب طلاقها من براد بيت.
وأكدت جولي في سياق المقابلة أن انخراطها في العمل الإنساني مع اللاجئين هو العمل الذي علّمها أعظم الدروس على الإطلاق. وتابعت "شعرت بأني مازلت أتعلم من خلال تعاملاتي معهم. وقد تعلمت منهم عن الأسرة، المرونة، الكرامة والتشبث بالحياة بشكل يفوق قدرتي على التعبير عن ذلك. ومن ضمن الأعمال التي أقوم بها هي الكفاح إلى جانب زملائي من أجل منح اللاجئين حقوقهم وتوفير الحماية لهم، التصدي للإعادات القسرية ودفع الأمور نحو تحسين فرص التعلم".
وتابعت الممثلة الشهيرة حديثها قائلة: "أرى كل الناس على قدم المساواة. أرى سوء المعاملة والمعاناة ولا يمكنني تحمل ذلك. فالناس حول العالم يفرون من هجمات الغاز، الاغتصاب، تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، الضرب، الاضطهاد والقتل. وهم لا يفرون لتحسين حياتهم، وإنما يفرون لأنهم لا يستطيعون العيش بطريقة أخرى. وما أريده حقا هو أن أرى نهاية لتلك الأشياء التي تجبر الناس على الخروج من أوطانهم. فأنا أريد أن ألمس إمكانية منع ذلك عندما نستطيع، الحماية عند الحاجة والمساءلة عند ارتكاب الجرائم".
وواصلت جولي: "أرى أن هناك انعداماً في الإرادة على صعيد حماية حقوق الإنسان الأساسية والدفاع عنها، نقصاً بالدبلوماسية ونقصاً بالمساءلة. فهناك كثيرين يستفيدون من فوضى الدول المكسورة العالة وهو ما يزعجني. ونرى أيضا زعماء ينشرون الخوف من أجل الحصول على مكاسب سياسية. لكن من ناحية أخرى، أرى أيضا كرماً رائعاً تجاه اللاجئين في العديد من البلدان وكذلك قوة استثنائية ومرونة من قبل اللاجئين أنفسهم".
كما تطرقت الممثلة الأميركية للمرحلة التي ساعدت خلالها اللاجئين في فنزويلا وبنغلاديش في فترة ما قبل كورونا، موضحة "أنهم مثلنا، ويودون التمتع بحياة آمنة، ويودون أن يكون لهم منازل وأن يكونوا أحرارا".
وأعقبت بقولها إن أكثر من يشغلون بالها الآن هم الناس في اليمن، خاصة وأنهم يعيشون تحت وقع صراع وحشي منذ 5 أعوام، وهي الفترة التي ذاقوا خلالها الأمرين بسبب الضربات الجوية، القصف العشوائي، العنف الجنسي والتعذيب، فضلا عن تدمير نصف مستشفياتهم، وهم على وشك المجاعة الآن، إلى جانب تضررهم مؤخراً بمرض "كوفيد-19".
وعن رؤيتها لمدى تضرر اللاجئين بفيروس كورونا، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، أشارت أنجلينا إلى أن تأثيرات الأزمة لن تتضح بالنسبة للاجئين إلا مع انخفاض مستويات التمويل الإنساني بشكل كبير.
وعن سر بنائها منزل خاص بها في دولة كمبوديا تحديداً، أوضحت : "أن كمبوديا هي البلد التي جعلتها تشعر بأزمة اللاجئين، حيث جعلتها تنخرط في شؤون خارجية بطريقة لم تكن تفعلها من قبل".
وعن أهم الأشياء التي يجب مراعاتها عند تربية أشقاء بيولوجيين أو أشقاء بالتبني، أشارت أنجلينا إلى أن كليهما طريقة جميلة من أجل بناء أسر وعائلات، وأن الأمر المهم هو التحدث بصراحة عن كل ذلك ومشاركته، فـ "التبني" و "دار الأيتام" كلمتان ايجابيتان في منزلنا. ثم تابعت “أنا محظوظة جدًا لأن سُمح لي بأن أكون والدتهم، أنا ممتنة كل يوم”.


وعن مشاريعها القادمة خلال الأشهر المقبلة، أوضحت أنجلينا أنها ستعمل مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بشأن الأزمة العالمية وستبقى على اتصال وسترفع مستوى الوعي بالحقائق على أرض الواقع. وأشارت أيضا إلى أنها ستواصل العمل مع خدمة بي بي سي العالمية بشأن مبادرة لمحو الأمية الإعلامية للشباب، بالإضافة لتعاونها مع منظمة العفو الدولية بشأن مشروع كتاب خاص بحقوق الأطفال. وختمت بأنها دخلت في حالة إغلاق، معتقدة أن الوقت مناسب لتعلم الطبخ، غير أن ذلك لم يحدث مطلقا.

وحول إنفصالها عن براد بيت قالت جولي للمجلة، “لقد انفصلت من أجل رفاهية عائلتي، أعتقد أنه كان قرارا صحيحاً”.
ثم تابعت “ما زلت أركز على عدم تأثرهم بانفصالنا، لذلك التزمت الصمت أمام الأكاذيب التي كتبت عنا نحن الاثنين”.
وكشفت في السياق أن أطفالها كانوا يندهشون لقراءة الأكاذيب عنهم على وسائل الإعلام وقالت: ” كنت أذكرهم دائما بأنهم يعرفون حقيقتهم ولا يمكن أن يكذب عليهم أحد” قبل أن تردف “لدي ستة شجعان، إنهم أقوياء جدا”.
وعن تربيتها لأطفالها في ظل الأضواء المسلطة على العائلة، قالت جولي إن “المهم هو التحدث بصراحة حول كل ذلك ومشاركته”.